كامل السوالقة
24-03-2011, 23:43
الغربة داخل التراب :
سئل أحدهم عن معنى الوطن ؟ فأجاب بكلمتين : انه رائحة التراب . وهكذا عبر عن تصوره لهذا المعنى بطريقة خاصة جدا . نابعة عن وعي غير متقيد بالضرورة المنهجية التي تستوجب تفكيك المفهوم لجزيئيات ، حتى تتثنى صياغة مضماينه في اطار نظري ما قد يكون محلا للسجال الطويل بين قبيلة المنظرين ووالمثقفين ... وهلم جرى .
فهو وبهذه الطريقة الخاصة وفي كلمتين أرآد أن يحكي قصة كاملة عن معني كثير الدلالات وحمال اوجه من الناحية النظرية ، ولكنه معنى مباشرا اذا ما اخذ بمنحي الشعور والمعايشة الوجدانية مع المفهوم . غير ان هذه الاجابة انه رائحة التراب قد اثارت حفيظتي بعض الشئ لا بروح الاستهجان وانما بروح الدهشة والمفاجئة ؟ ففي نفس الوقت الذي ذهبت فيه مخيلتي بذات الطريقة الميكانيكيه التي يتبناها كل من اراد أن يصوغ تعريفا محددا لمعنى معين ؟ كان الاخير قد انهى تعريفه للمفهوم في كلمتين . ومن هنا نبعت الدهشة والحيرة في نفسي . فلكي أصوغ تعريفا يحمل شيئا من الايفاء والموضوعية كنت ساحمل معي بالضرورة بعض الجزئيات اللازمة لصياغة تعريفي لهذا المفهوم كالأمه مثلا أو اللغة أو اللغات الثقافة أو الثقافات الاثن او الاثنيات الدين او الديانات البيئة او البيئات والجغرافيا ونحو ذلك . من الشروط التي يجب توافرها لايفا الكلمة معناها وجوهر مضمونها الصحيح . وفي تقديري ان لاغرو في هذا الامر فالسائل عن المفهوم سوف يجتهد كثيرا حتى يجد تعرفيا وافيا للكلمة بشكل نهائي حتى وان خاض في امهات المعاجم والقواميس الاصطلاحية . فكل يدلو بدلوه وكل يجول بخاطرته تجاه المفهوم في فضاء خاص . ولهذه الخصوصية عينها في تقديري الشخصي تجيز لمن سئل آنفا عن معنى الوطن فاجاب بانه : ( رآئحة التراب ) بانه قد صاغ تصورا موجزا وزكيا وبليغا في ذات الوقت لهذا المفهوم تصورا لا يخلو من المضامين الوجدانية . بل يكاد المرء يراهن على ان الاخير لم يلتزم باطار نظري فكري نابع من العقل بقدر ما فتح المجال لوجدانه ان يعبر عن احاسيسه اتجاه المفهوم . ويبدو انه عزم الاعتماد على الحواس في ذلك . فالرائحة رائحة التراب تعود لحاسة الشم التي أرسلها لتعبر عن بقية الحواس الخمس الاخرى والتي نتمتع بها . وهذه الحواس وفي مجلها تعني حالة من المعايشة بالنسبة الينا من الناحية العملية فمن دونها تتعزر فاعليتنا كزوات وعندما يستخدمها الفرد منا في التعبير عن شئ فان ذلك يعني بان ذلك الشئ ذو علاقة بحياته وسيرورته كذات فاعلة ومن دونها تتعثر هذه الفاعلية والنشاط
اماالكلمة الثانية ( التراب ) فهي مجاز ايضا يحتمل الجمع بين كثير من القيم فقد يكون الارض والجغرافيا او الشعب او الامه او اللغة او الثقافة او الدين او نحوها . فكانه اراد التعبير بقول آخر ان الوطن هو تلك الحاله من الثنائية بين الزات والموضوع بين حالة الشعور واللا شعور في آن واحد فهو الشعور المدرك الواعي بقيمة تلك القيم المزكورة آنفآ الامة بكل مكتسباتها التاريخية والحضارية وضروره تواجدها بالتالي في الزاكرة الجماعية والوعي الجماعي ايا كانت تبايناته واختلافاته والشعور النابع ايضا من اللاوعي بكل تراكمات الاخير من زاكرة وتجارب وخبرات وارطباتات وجدانية نفسية اخرى معقدة . اذا فهي قصة انتما واحساس بهذا الانتماء واذا ما تمردت في وعينا الجماعي فلا يمكن دمجها مرة اخرى بالتسويات الشكلية ذلك لانها مكتسب تاريخي النشوء لا يمكن صناعته سياسيا عبر موائد الاتفاقيات أو عبر السقوف الزمنية الضيقة و المحدودة . ومخطئ من ظن انه يستطيع ان يشكل وجدانا لامة عبر بنود او موادا سياسية بحث يكون صادقا من جاء بالمقولة الساخرة ( حبر على ورق ) لتكون مناسبة لوصفة . اذا فالانتماء هو ثنائية الشعور واللاشعور ومثلما سبق الزكر بانه حالة شعورية بموجب مدى درجه الوعي باهمية الاعتناء بالقيم الجمعية السابقة في بنية الوعي الجماعي لدينا . وحالة لاشعورية ( بموجب الظروف النفسية التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تتشكل وتنمو في داخل كل ذات بطريقة مغايرة عن الاخرين في داخل النظام الواحد ) سواء كان هذا النظام بدورة يحوي بداخلة طابع التعدد او التداخل او التنوع في بناه الثقافية والاجتماعية واللغوية والدينية والبيئية ام كان ذو طابعا موحدا في بناه وهذه الظروف تمثل الشروط الموضوعية اللازمة لخلق روح الانتماء في كل ذات قائمة في البناء الاجتماعي العام . وعلى الرغم من عدم الامكانية في الاسترسال في حقيقة هذه التفاصيل الا انه لابد من الاشارة الى انها شروط تتركز حول الذات بصورة اساسية تلك الذات التي هي فرد وجماعة ومجتمع وامه في النهاية ومثل ما ان هذه الشروط تبدا من الذات فانها تنتهي اليها ايضا ولنكون اكثر مباشرة فان الانتماء احساس لا يتاصل في داخل بنية الوعي الجماعي الا اذا ما توافر الحد الادني من المعينات اللازمة لترسيخ عملية هذا التاصيل في بنية الوعي الجماعي العام وبقول آخر توافر الحد الادنى من التدابير المؤسسية التي تكفل للجميع العيش الكريم وحتى هذا الاخير لا يعني في الحقيقة سوى ابسط الحقوق الملقاة على عاتق النظام السياسي او البناء الموسسي الذي تناط به شؤون الافراد والجماعات في مختلف مناحي حياتهم الاجتماعية تعليم – صحة والاقتصادية تحسين الاوضاع المعيشية للافراد في حدها الادنى الذي يكفل لهم الحياه والثقافية التعبير عن الذا ت في نشاط ما و من الموقع المناسب لها كالفن والرياضة الفكر باعتباره المسؤل بصورة مباشرة عن مشاكلهم لامتلاكة زمام مؤسسة الدولة والحكم . انها حقوق تبدا بلقمة العيش الكريمة والشعور الراسخ بالامن والامان مع الذات والاخرين والشعور بالعدالة والمساوا ة الاجتماعية من دون التمييز والتفريق الثقافي والاثني و الديني . والشعورأيضا ببعض الحرية المضبوطة بحيث لاتتعارض مع حريات الاخرين ولا تخل بالنظام الاجتماعي والثقافي العام تلك الحرية التي تكفل للجميع ان يعبر عن نفسه . اذا فهي تدابير تهدف لان تجعل الجميع يحسون بوجودهم الزماني والمكاني في سياق تاريخي معين ، فبالتاكيد لن تنجح عملية تاصيل الانتماء في ذات يتقؤها الواقع تقيؤا من شدة التجاوز . ولعل هذه الحقوق وهذه الواجبات بالرغم من بساطتها الا انها اساسية وهامة في بلورة اي شعور انتمائي او وطني فهي الكفيلة بان تربط الذات باطارها الزماني والمكاني وتشدها اليه شدا وهي الكفيلة ايضا بالخروج بناء من مأزقنا الغربة داخل التراب او الوطن لان الوطن زاكرة والزاكرة لاتحتمل الغربة عن التراب
سئل أحدهم عن معنى الوطن ؟ فأجاب بكلمتين : انه رائحة التراب . وهكذا عبر عن تصوره لهذا المعنى بطريقة خاصة جدا . نابعة عن وعي غير متقيد بالضرورة المنهجية التي تستوجب تفكيك المفهوم لجزيئيات ، حتى تتثنى صياغة مضماينه في اطار نظري ما قد يكون محلا للسجال الطويل بين قبيلة المنظرين ووالمثقفين ... وهلم جرى .
فهو وبهذه الطريقة الخاصة وفي كلمتين أرآد أن يحكي قصة كاملة عن معني كثير الدلالات وحمال اوجه من الناحية النظرية ، ولكنه معنى مباشرا اذا ما اخذ بمنحي الشعور والمعايشة الوجدانية مع المفهوم . غير ان هذه الاجابة انه رائحة التراب قد اثارت حفيظتي بعض الشئ لا بروح الاستهجان وانما بروح الدهشة والمفاجئة ؟ ففي نفس الوقت الذي ذهبت فيه مخيلتي بذات الطريقة الميكانيكيه التي يتبناها كل من اراد أن يصوغ تعريفا محددا لمعنى معين ؟ كان الاخير قد انهى تعريفه للمفهوم في كلمتين . ومن هنا نبعت الدهشة والحيرة في نفسي . فلكي أصوغ تعريفا يحمل شيئا من الايفاء والموضوعية كنت ساحمل معي بالضرورة بعض الجزئيات اللازمة لصياغة تعريفي لهذا المفهوم كالأمه مثلا أو اللغة أو اللغات الثقافة أو الثقافات الاثن او الاثنيات الدين او الديانات البيئة او البيئات والجغرافيا ونحو ذلك . من الشروط التي يجب توافرها لايفا الكلمة معناها وجوهر مضمونها الصحيح . وفي تقديري ان لاغرو في هذا الامر فالسائل عن المفهوم سوف يجتهد كثيرا حتى يجد تعرفيا وافيا للكلمة بشكل نهائي حتى وان خاض في امهات المعاجم والقواميس الاصطلاحية . فكل يدلو بدلوه وكل يجول بخاطرته تجاه المفهوم في فضاء خاص . ولهذه الخصوصية عينها في تقديري الشخصي تجيز لمن سئل آنفا عن معنى الوطن فاجاب بانه : ( رآئحة التراب ) بانه قد صاغ تصورا موجزا وزكيا وبليغا في ذات الوقت لهذا المفهوم تصورا لا يخلو من المضامين الوجدانية . بل يكاد المرء يراهن على ان الاخير لم يلتزم باطار نظري فكري نابع من العقل بقدر ما فتح المجال لوجدانه ان يعبر عن احاسيسه اتجاه المفهوم . ويبدو انه عزم الاعتماد على الحواس في ذلك . فالرائحة رائحة التراب تعود لحاسة الشم التي أرسلها لتعبر عن بقية الحواس الخمس الاخرى والتي نتمتع بها . وهذه الحواس وفي مجلها تعني حالة من المعايشة بالنسبة الينا من الناحية العملية فمن دونها تتعزر فاعليتنا كزوات وعندما يستخدمها الفرد منا في التعبير عن شئ فان ذلك يعني بان ذلك الشئ ذو علاقة بحياته وسيرورته كذات فاعلة ومن دونها تتعثر هذه الفاعلية والنشاط
اماالكلمة الثانية ( التراب ) فهي مجاز ايضا يحتمل الجمع بين كثير من القيم فقد يكون الارض والجغرافيا او الشعب او الامه او اللغة او الثقافة او الدين او نحوها . فكانه اراد التعبير بقول آخر ان الوطن هو تلك الحاله من الثنائية بين الزات والموضوع بين حالة الشعور واللا شعور في آن واحد فهو الشعور المدرك الواعي بقيمة تلك القيم المزكورة آنفآ الامة بكل مكتسباتها التاريخية والحضارية وضروره تواجدها بالتالي في الزاكرة الجماعية والوعي الجماعي ايا كانت تبايناته واختلافاته والشعور النابع ايضا من اللاوعي بكل تراكمات الاخير من زاكرة وتجارب وخبرات وارطباتات وجدانية نفسية اخرى معقدة . اذا فهي قصة انتما واحساس بهذا الانتماء واذا ما تمردت في وعينا الجماعي فلا يمكن دمجها مرة اخرى بالتسويات الشكلية ذلك لانها مكتسب تاريخي النشوء لا يمكن صناعته سياسيا عبر موائد الاتفاقيات أو عبر السقوف الزمنية الضيقة و المحدودة . ومخطئ من ظن انه يستطيع ان يشكل وجدانا لامة عبر بنود او موادا سياسية بحث يكون صادقا من جاء بالمقولة الساخرة ( حبر على ورق ) لتكون مناسبة لوصفة . اذا فالانتماء هو ثنائية الشعور واللاشعور ومثلما سبق الزكر بانه حالة شعورية بموجب مدى درجه الوعي باهمية الاعتناء بالقيم الجمعية السابقة في بنية الوعي الجماعي لدينا . وحالة لاشعورية ( بموجب الظروف النفسية التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تتشكل وتنمو في داخل كل ذات بطريقة مغايرة عن الاخرين في داخل النظام الواحد ) سواء كان هذا النظام بدورة يحوي بداخلة طابع التعدد او التداخل او التنوع في بناه الثقافية والاجتماعية واللغوية والدينية والبيئية ام كان ذو طابعا موحدا في بناه وهذه الظروف تمثل الشروط الموضوعية اللازمة لخلق روح الانتماء في كل ذات قائمة في البناء الاجتماعي العام . وعلى الرغم من عدم الامكانية في الاسترسال في حقيقة هذه التفاصيل الا انه لابد من الاشارة الى انها شروط تتركز حول الذات بصورة اساسية تلك الذات التي هي فرد وجماعة ومجتمع وامه في النهاية ومثل ما ان هذه الشروط تبدا من الذات فانها تنتهي اليها ايضا ولنكون اكثر مباشرة فان الانتماء احساس لا يتاصل في داخل بنية الوعي الجماعي الا اذا ما توافر الحد الادني من المعينات اللازمة لترسيخ عملية هذا التاصيل في بنية الوعي الجماعي العام وبقول آخر توافر الحد الادنى من التدابير المؤسسية التي تكفل للجميع العيش الكريم وحتى هذا الاخير لا يعني في الحقيقة سوى ابسط الحقوق الملقاة على عاتق النظام السياسي او البناء الموسسي الذي تناط به شؤون الافراد والجماعات في مختلف مناحي حياتهم الاجتماعية تعليم – صحة والاقتصادية تحسين الاوضاع المعيشية للافراد في حدها الادنى الذي يكفل لهم الحياه والثقافية التعبير عن الذا ت في نشاط ما و من الموقع المناسب لها كالفن والرياضة الفكر باعتباره المسؤل بصورة مباشرة عن مشاكلهم لامتلاكة زمام مؤسسة الدولة والحكم . انها حقوق تبدا بلقمة العيش الكريمة والشعور الراسخ بالامن والامان مع الذات والاخرين والشعور بالعدالة والمساوا ة الاجتماعية من دون التمييز والتفريق الثقافي والاثني و الديني . والشعورأيضا ببعض الحرية المضبوطة بحيث لاتتعارض مع حريات الاخرين ولا تخل بالنظام الاجتماعي والثقافي العام تلك الحرية التي تكفل للجميع ان يعبر عن نفسه . اذا فهي تدابير تهدف لان تجعل الجميع يحسون بوجودهم الزماني والمكاني في سياق تاريخي معين ، فبالتاكيد لن تنجح عملية تاصيل الانتماء في ذات يتقؤها الواقع تقيؤا من شدة التجاوز . ولعل هذه الحقوق وهذه الواجبات بالرغم من بساطتها الا انها اساسية وهامة في بلورة اي شعور انتمائي او وطني فهي الكفيلة بان تربط الذات باطارها الزماني والمكاني وتشدها اليه شدا وهي الكفيلة ايضا بالخروج بناء من مأزقنا الغربة داخل التراب او الوطن لان الوطن زاكرة والزاكرة لاتحتمل الغربة عن التراب