صوت الكرك
06-02-2011, 09:26
الكاتب نصر المجالي - ارام
هكذا إذن ! فهم هناك في "أورشليم" يخططون ويرسمون ويعدون العدة ويبنون الطموحات وتحقيق الأحلام على أرض الواقع، حيث صارت دولتهم حقيقة واقعة، فإنها باتت فرصة تلوح ولا أبهى منها في إطار ما يجري من "فوضى خلاقة" في الإقليم لإعادة خلط الأوراق واحدة واحدة ثم حرقها في وجوه أهلها،، فإن الأردن وأهله ومن على أرضه ليس بعيداً عن الهشيم الذي يحرق كل شيء. ولن يكونون الا في مرمى النيران حيث الحقائق تفرض نفسها.
فاستعدوا ايها الأردنيون وأعدوا،، فعلى بواباتكم تشتعل نيران جهنم،، وأي مصير ينتظركم، فاعدوا واستعدوا، وها هو أكبر حليف لواشنطن وأول نظام خدم "أورشليم" بمعاهدة سلام يتهاوى،، والبقية تأتي .. ولات ساعة مندم.
ولا تتكلم (هآرتس) الإسرائيلية من فراغ هذه المرة،، فإذا الاستعباد في أرض الكنانة والإبعاد لأهلها اخترق كل الحُجب والآفاق وحرك ثورة "بهية" ضد الطغيان والديكتاتورية ورجال الاستثمار والأعمال وصولاً إلى فجر جميل،، وكذا الحال في تونس الخضراء، حيث انتفاضة محمد البوعزيزي..
فإن الأردن "الوطن والشعب والعرش" مختلف في الأهداف والاستراتيجيات و"خلط الأوراق"،، ولهذا خرج تقرير (هآرتس) الخميس ليكشف "المؤامرة" في لحظة من غيبة العقل والوعي من جانب من هم مقصودين بـ"المؤامرة". انهم الأردنيون ووطنهم ونظام حكمهم.
الأردنيون الذين الى اللحظة يتقاتلون على منصب ومكسب ووظيفة ولقب وسيارة وهدايا وعطايا. الأردنيون الذين "يتشدقون بالوحدة الوطنية في أغانيهم وبياناتهم الرسمية" وكل واحد "قاعد للآخر على ركبة ونص" شاحذاً كل سكاكين الذبح بلا بسملة ولا حوقلة. مطلوب منهم وقفة مع الذات،، فـ"هذا أوان الشدّ فاشتدي زيم".
لمن يهمه الأمر
ولمن يهمه الأمر لنقرأ الآتي في تقرير (هآرتس) وأن لا يمر عليه الأردنيون "انصاراُ ومهاجرين، ومن كل المنابت والأصول" مرور الكرام: " مصر تُصدر الغاز والنفط. وهي الآن تصدر عدم الاستقرار الاقليمي. وقد تعاني اسرائيل لا النظم العربية في المنطقة فقط من عدم الاستقرار هذا. إلا اذا استطاعت، ويوجد غير قليل من الخيارات، تحويل الوضع لصالحها. على خلفية عدم الاستقرار الاقليمي، وبعد ما تم الكشف عنه في مذكرات ايهود اولمرت في موضوع جُبن محمود عباس، وآفاقه الضيقة وعدم التأييد الشعبي له ولجماعته حان وقت التفكير من جديد في الأولويات الاستراتيجية لاسرائيل. لا يمكن ان يكون السلام مع فلسطين على كل حال في مقدمة الأهداف بعد".
وتتابع (هآرتس): "إن النار التي بدأت في تونس وتعلقت بمصر قد تنتشر الى شوارع عمان ونابلس وجنين ورام الله. النار تسد كل امكانية للتقدم في مسار السلام حتى لو كان ناس السلطة مخلوقين خلقا آخر (وليسوا كذلك). ستـُغرق الجماهير كما في مصر وتونس الشوارع وتـُسقِط الحكام الذين تجرأوا على خيانة الشعب الفلسطيني".
وتستطرد: "عندما يهدد الطوفان من النيل باغراق الاردن ايضا، فقد يحسن ان تُغير اسرائيل وجهتها وأن تكف عن ان تكون دعامة انقاذ للتاج الاردني. ونشك في ان تستطيع الحكومة الجديدة التي سارع الملك عبد الله الى انشائها قادرة على وقف التيارات العميقة المتدفقة للأكثرية الفلسطينية وهي نحو 70 في المئة من السكان. لن تستطيع هذه الأكثرية كما يلوح في أعقاب أحداث مصر ان تجلس مكتوفة الأيدي ازاء بيت مالك شمولي يستبد بها ويتركها في الخلف من الناحية الاقتصادية والسياسية".
وتتابع: "اذا سلكت هذه الأكثرية سلوك الجماهير في مصر فستنشأ الدولة الفلسطينية قطعا. في الاردن أولا، وبعد ذلك كما نفترض، ستُنسج علاقات اتحاد كونفيدرالي ثم وحدة مع المناطق التي أخلتها اسرائيل في يهودا والسامرة، ويعيش فيها نحو 95 في المئة من السكان العرب في المناطق".
وتخلص الصحيفة العبرية إلى القول: "إن قيام دولة كهذه قد يزيل الضغط عن اسرائيل من الداخل بل من الخارج. ينبغي ان نفترض ان النظام الجديد لن يكون صديقا لاسرائيل، لكن جُل جهوده ستوجه الى انشاء دولة وطنية، وإقرار وضع نظام الحكم، وحل مشكلات اقتصادية ووطنية والحصول على اعتراف وشرعية من بلدان المنطقة والعالم. وهكذا، في هذا المجال على الأقل قد يصدر عن الزلزال الحالي أمر حسن. وكي تستوي هذه المسارات يجب على اسرائيل ان تكف عن الجثوم في مربط الأغنام".
مسؤولية الموقف
ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، ليس كاي مقال نمر عليه مرور الكرام، كأي مقال في صحيفة الكترونية أردنية وما أكثرها وتتهافت عليها التعليقات من كل حدب وصوب حاملة معها الفتنة وتفتيت ما تبقى من لحمة وطنية كاشفة معها أحقاداً دفينة امتدت منذ عقود في قلوب من يعيشون على هذه الأرض، ولم توحدها غوائل الدهر وكوارث الأزمان وأعاصير الأحداث، وعاش كل فرد بـ"انانيته" لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، وما يختص الناس يختص مسؤوليهم وحكوماتهم التي تعاقبت وتقاتلت وكل واحدة منهن تلعن اختها التي مضت.
كلام الملك
بالأمس القريب، ومن قصره الملكي، دق الملك عبدالله الثاني جرس الإنذار، وكشف الحقائق، واعترف ولو أنه اعتراف متأخر كثيرا كثيرا كثيرا بـأنانية بعض أركان حكمه فهو قالها بالفم الملآن: " أن مسيرة الإصلاح الشامل تعثرت وتباطأت، مما كلف الوطن فرصا كثيرة نتيجة تقديم البعض المصالح الشخصية على المصلحة العامة والمناكفات ضيقة الأفق، والخوف من التغيير والتردد في اتخاذ القرار من قبل العديد ممن تولوا المسؤولية العامة".
بالتأكيد فإن الملك كان لابد وان قالها من ذي قبل عشرات المرات، فهل من أحد سمع من أركان حكمه الذين الى الأمس القريب شارك بعضهم في هدم أركان الدولة، وانسحبوا من الضوء الى العتمة كالخفافيش ليمارسوا بقية ما انتهجوه من غيّ وبغي وتآمر.
المشهد على ساحة الوطن الأردني في الساعات الأخيرة ومنذ تكليف معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة، يكرر نفسه وكأن المسألة متعلقة بهذا الشخص أو ذاك، وهذا التجمع الحزبي أو القبلي أو ذاك، وتتقاطر في صحف عمان التي صارت رديفاً لصالوناتها ودواوينها السياسية المقيتة البغيضة سيئة الصيت، تسميات لحمل حقائب وزارية في التشكيل الجديد، وكأن قضية الوطن كله متعلقة بهذا المنصب أو ذاك !!.
لا أدري كيف يمكن لأردني عاقل مؤمن بالله واليوم الآخر وقضية وطن مهدد ان يمضي ساعات طوال ليقرأ أكثر من الف تعليق في أحد المواقع الالكترونية على تشكيل الحكومة العتيدة جاء في خاطر أحدهم ان يستوحي اسماء أعضائها فاحتشدت آلاف التعليقات وكلها لا تصب الا في خانة واحدة ه تمزيق نسيج الوطن بإقليمية بغيضة حول توزيع المناصب الوزارية وكأنها آخر المطاف في المغانم والمكاسب الوطنية.
هكذا قالت آرام من قبل
مرة كتبت في (آرام): ما اصعب أيام الأردن الآتيات، وكان الله في عونك ايها الملك.. ولا أدري إن كان ما كتب قد قُرأ كما يجب !؟، ومرة ثانية كتبت: علّة الملوك الهاشميين في مستشاريهم،،، فقامت الدنيا ولم تقعد وتم تحوير الأمر وما نبهنا اليه وكاننا "نشتم الملك" ووقتها قالوا اننا نتطاول على الذات الملكية،، وكانت بعدها القطيعة مع الملك وحاشية الملك الذين يستأسدون في العباءة تحت عباءة الملك والملك منهم براء.. وصارت (آرام) وناشرها والتعاطي معهم من "الموبقات السبع" وحوربت في مهنيتها واغتيلت في طفولتها ولكنها صمدت ونحمد الله انها استمرت لتحمل المسؤولية وأمانة الكلمة وصدقيتها الى هذه اللحظة التي نكتب فيها هذا التقرير الذي كم نود أن يقرأه جميع الأردنيين "أنصاراً ومهاجرين ومن مختلف المنابت والأصول"،، فهو ليس مقالاً صحفياً نمر عليه مرور الكرام ونتداوله كما تم تداول ما كانت (آرام) نبهت اليه في تقرير سابق بتاريخ(12.8.2009) .
في تقرير (آرام) إياه جاء الآتي: " لكثيرين ممن لا يعرفون، الأردن باسمه الحالي ،الذي لم يكن معروفا من ذي قبل على خريطة الدنيا، وهو المملكة الأردنية الهاشمية، قامت ليس لنفر بعينه أو لواء او إقليما لا في شرقي الأردن أو غربيه، هي مملكة سيادة قامت لقرار تاريخي تدافع عنه، وتأصلت قراراتها عبر مسار تاريخي لا حيدة ولا رجعة فيه، بعيدا عن عشائرية هنا وعصبة قبلية هناك، ولا حق لأحد الادعاء بقيام مداميك بنيان هذه المملكة إلا أهلها الحقيقيين وصانعي قيامها وهم الهاشميون ومن نصرهم وانتصر لهم في أوقات الشدّة والعسرة من قرن خلا ولقرون تأتي".
وتابعت: "المملكة الهاشمية في شرقي نهر الأردن، عزّاً عربياً وتاريخياً يؤسس لحال آت من البقاء والديمومة أمام حملة غزو لها اهدافها ومراميها في شطب التاريخ العربي كله بدءا من "الجاهلية الأولى" وصولا إلى الرسالة الخالدة . التي يتغني بها الجميع وهي رسالة آل البيت ولا شهداء حقيقيين من أجلها إلا هم، ابتدءا من علي بن ابي طالب ـ كرم الله وجهه ـ سيداً في الناس والرسالة والولاء والوفاء لرسالة السماء المبعوثة الى ابن العم النبي العربي الكريم عبر جبريل العظيم".
وطن ليس تركة أو عزبة
في حينه وصلنا إلى القول: "فلا ميراث ولا ادعاء لأحد على أرض مملكة الهاشميين ذات الطموح في البقاء والاستقرار والصيرورة. وكل لا بد ان يتحمل كلٌ مسؤوليته، ابتداء من أي نائب برلماني جهول، وصولاُ إلى أعلى مراتب التكليف التشريعي والتنفيذي، فالدستور الأردني واضح المعالم في هذا الشأن. فالمملكة ليست تركة لهذا الشيخ وعزوته أو ذاك في أطراف من ديرة كانت نهباً لأطماع لم يحقق أهلها عزتها إلا بوجود الهاشميين حيث صانوا عزتها ووحدتها واسمها وكرامتها".
في كل ما كتبنا من قبل كان الهدف الأسمى هو التنبيه من خطايا لحظة زمن غادر عاثر تسلمت فيه المسؤوليات حفنة من "عصابات الغفلة" المسؤولية الذين ظلوا ماخوذين بمكاسبهم ومناصبهم ومناصباتهم العداء لكل ما هو خيّر كريم شهم معطاء.
كلام (هآرتس) وغيرها من صحف "أورشليم وتل أبيب وهرون وموسى" وما يصاغ في دهاليز الكنيست وعبر عواصم القرار "الحليفة كما نظن ونتعشم"، فيه ما يجعل الأردنيين كافة، على افضل حال من التأهب واليقظة، وإذا كانوا هناك يخططون بكل دقة فانه يتعين على من هم على هذه الأرض ان يواجهوا كل المخططات التي صارت تدق كل البوابات بدون دقة .. أو بكل دقة لا فرق،، المهم أن يستعدوا ويُعدوا ابتداء من وأد الفتنة والفرقة والتنابذ بالألقاب والهرولة وراء الكراسي والمناصب والحقائب الوزارية، كما نشهده الآن على هامش مشاروات معروف البخيت لتشكيل حكومته العتيدة.
في مختلف لقاءاته خلال الأسبوعين الماضيين وآخرها الخميس مع أركان الحركة الإسلامية المتشاكسين في ما بينهم ومع الآخرين، وفي زياراته كان عبدالله الثاني يحمل الهمّ وحده والمسؤولية وحده، فأعينوه ولا تتركوه وحيداً في البيداء كما تركت الأمه منذ قرون ابي ذر الغفاري ليقضي وحده في الربذة "وهي حصن أردني" ومن بعده سيد الشهداء ابا عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب، فكونوا ايها الأردنيين جميعاً كربلائيين. فالخطر يدق البوابات.
وفي الختام: "لن نريد يا أردنيين لاّ الإصلاح ما استطعنا وما توفيقنا إلاّ بالله عليه توكّلنا وإليه ننيب"،، فما اصعب أيام الأردن الآتيات، وكان الله في عونك ايها الملك.
هكذا إذن ! فهم هناك في "أورشليم" يخططون ويرسمون ويعدون العدة ويبنون الطموحات وتحقيق الأحلام على أرض الواقع، حيث صارت دولتهم حقيقة واقعة، فإنها باتت فرصة تلوح ولا أبهى منها في إطار ما يجري من "فوضى خلاقة" في الإقليم لإعادة خلط الأوراق واحدة واحدة ثم حرقها في وجوه أهلها،، فإن الأردن وأهله ومن على أرضه ليس بعيداً عن الهشيم الذي يحرق كل شيء. ولن يكونون الا في مرمى النيران حيث الحقائق تفرض نفسها.
فاستعدوا ايها الأردنيون وأعدوا،، فعلى بواباتكم تشتعل نيران جهنم،، وأي مصير ينتظركم، فاعدوا واستعدوا، وها هو أكبر حليف لواشنطن وأول نظام خدم "أورشليم" بمعاهدة سلام يتهاوى،، والبقية تأتي .. ولات ساعة مندم.
ولا تتكلم (هآرتس) الإسرائيلية من فراغ هذه المرة،، فإذا الاستعباد في أرض الكنانة والإبعاد لأهلها اخترق كل الحُجب والآفاق وحرك ثورة "بهية" ضد الطغيان والديكتاتورية ورجال الاستثمار والأعمال وصولاً إلى فجر جميل،، وكذا الحال في تونس الخضراء، حيث انتفاضة محمد البوعزيزي..
فإن الأردن "الوطن والشعب والعرش" مختلف في الأهداف والاستراتيجيات و"خلط الأوراق"،، ولهذا خرج تقرير (هآرتس) الخميس ليكشف "المؤامرة" في لحظة من غيبة العقل والوعي من جانب من هم مقصودين بـ"المؤامرة". انهم الأردنيون ووطنهم ونظام حكمهم.
الأردنيون الذين الى اللحظة يتقاتلون على منصب ومكسب ووظيفة ولقب وسيارة وهدايا وعطايا. الأردنيون الذين "يتشدقون بالوحدة الوطنية في أغانيهم وبياناتهم الرسمية" وكل واحد "قاعد للآخر على ركبة ونص" شاحذاً كل سكاكين الذبح بلا بسملة ولا حوقلة. مطلوب منهم وقفة مع الذات،، فـ"هذا أوان الشدّ فاشتدي زيم".
لمن يهمه الأمر
ولمن يهمه الأمر لنقرأ الآتي في تقرير (هآرتس) وأن لا يمر عليه الأردنيون "انصاراُ ومهاجرين، ومن كل المنابت والأصول" مرور الكرام: " مصر تُصدر الغاز والنفط. وهي الآن تصدر عدم الاستقرار الاقليمي. وقد تعاني اسرائيل لا النظم العربية في المنطقة فقط من عدم الاستقرار هذا. إلا اذا استطاعت، ويوجد غير قليل من الخيارات، تحويل الوضع لصالحها. على خلفية عدم الاستقرار الاقليمي، وبعد ما تم الكشف عنه في مذكرات ايهود اولمرت في موضوع جُبن محمود عباس، وآفاقه الضيقة وعدم التأييد الشعبي له ولجماعته حان وقت التفكير من جديد في الأولويات الاستراتيجية لاسرائيل. لا يمكن ان يكون السلام مع فلسطين على كل حال في مقدمة الأهداف بعد".
وتتابع (هآرتس): "إن النار التي بدأت في تونس وتعلقت بمصر قد تنتشر الى شوارع عمان ونابلس وجنين ورام الله. النار تسد كل امكانية للتقدم في مسار السلام حتى لو كان ناس السلطة مخلوقين خلقا آخر (وليسوا كذلك). ستـُغرق الجماهير كما في مصر وتونس الشوارع وتـُسقِط الحكام الذين تجرأوا على خيانة الشعب الفلسطيني".
وتستطرد: "عندما يهدد الطوفان من النيل باغراق الاردن ايضا، فقد يحسن ان تُغير اسرائيل وجهتها وأن تكف عن ان تكون دعامة انقاذ للتاج الاردني. ونشك في ان تستطيع الحكومة الجديدة التي سارع الملك عبد الله الى انشائها قادرة على وقف التيارات العميقة المتدفقة للأكثرية الفلسطينية وهي نحو 70 في المئة من السكان. لن تستطيع هذه الأكثرية كما يلوح في أعقاب أحداث مصر ان تجلس مكتوفة الأيدي ازاء بيت مالك شمولي يستبد بها ويتركها في الخلف من الناحية الاقتصادية والسياسية".
وتتابع: "اذا سلكت هذه الأكثرية سلوك الجماهير في مصر فستنشأ الدولة الفلسطينية قطعا. في الاردن أولا، وبعد ذلك كما نفترض، ستُنسج علاقات اتحاد كونفيدرالي ثم وحدة مع المناطق التي أخلتها اسرائيل في يهودا والسامرة، ويعيش فيها نحو 95 في المئة من السكان العرب في المناطق".
وتخلص الصحيفة العبرية إلى القول: "إن قيام دولة كهذه قد يزيل الضغط عن اسرائيل من الداخل بل من الخارج. ينبغي ان نفترض ان النظام الجديد لن يكون صديقا لاسرائيل، لكن جُل جهوده ستوجه الى انشاء دولة وطنية، وإقرار وضع نظام الحكم، وحل مشكلات اقتصادية ووطنية والحصول على اعتراف وشرعية من بلدان المنطقة والعالم. وهكذا، في هذا المجال على الأقل قد يصدر عن الزلزال الحالي أمر حسن. وكي تستوي هذه المسارات يجب على اسرائيل ان تكف عن الجثوم في مربط الأغنام".
مسؤولية الموقف
ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، ليس كاي مقال نمر عليه مرور الكرام، كأي مقال في صحيفة الكترونية أردنية وما أكثرها وتتهافت عليها التعليقات من كل حدب وصوب حاملة معها الفتنة وتفتيت ما تبقى من لحمة وطنية كاشفة معها أحقاداً دفينة امتدت منذ عقود في قلوب من يعيشون على هذه الأرض، ولم توحدها غوائل الدهر وكوارث الأزمان وأعاصير الأحداث، وعاش كل فرد بـ"انانيته" لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، وما يختص الناس يختص مسؤوليهم وحكوماتهم التي تعاقبت وتقاتلت وكل واحدة منهن تلعن اختها التي مضت.
كلام الملك
بالأمس القريب، ومن قصره الملكي، دق الملك عبدالله الثاني جرس الإنذار، وكشف الحقائق، واعترف ولو أنه اعتراف متأخر كثيرا كثيرا كثيرا بـأنانية بعض أركان حكمه فهو قالها بالفم الملآن: " أن مسيرة الإصلاح الشامل تعثرت وتباطأت، مما كلف الوطن فرصا كثيرة نتيجة تقديم البعض المصالح الشخصية على المصلحة العامة والمناكفات ضيقة الأفق، والخوف من التغيير والتردد في اتخاذ القرار من قبل العديد ممن تولوا المسؤولية العامة".
بالتأكيد فإن الملك كان لابد وان قالها من ذي قبل عشرات المرات، فهل من أحد سمع من أركان حكمه الذين الى الأمس القريب شارك بعضهم في هدم أركان الدولة، وانسحبوا من الضوء الى العتمة كالخفافيش ليمارسوا بقية ما انتهجوه من غيّ وبغي وتآمر.
المشهد على ساحة الوطن الأردني في الساعات الأخيرة ومنذ تكليف معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة، يكرر نفسه وكأن المسألة متعلقة بهذا الشخص أو ذاك، وهذا التجمع الحزبي أو القبلي أو ذاك، وتتقاطر في صحف عمان التي صارت رديفاً لصالوناتها ودواوينها السياسية المقيتة البغيضة سيئة الصيت، تسميات لحمل حقائب وزارية في التشكيل الجديد، وكأن قضية الوطن كله متعلقة بهذا المنصب أو ذاك !!.
لا أدري كيف يمكن لأردني عاقل مؤمن بالله واليوم الآخر وقضية وطن مهدد ان يمضي ساعات طوال ليقرأ أكثر من الف تعليق في أحد المواقع الالكترونية على تشكيل الحكومة العتيدة جاء في خاطر أحدهم ان يستوحي اسماء أعضائها فاحتشدت آلاف التعليقات وكلها لا تصب الا في خانة واحدة ه تمزيق نسيج الوطن بإقليمية بغيضة حول توزيع المناصب الوزارية وكأنها آخر المطاف في المغانم والمكاسب الوطنية.
هكذا قالت آرام من قبل
مرة كتبت في (آرام): ما اصعب أيام الأردن الآتيات، وكان الله في عونك ايها الملك.. ولا أدري إن كان ما كتب قد قُرأ كما يجب !؟، ومرة ثانية كتبت: علّة الملوك الهاشميين في مستشاريهم،،، فقامت الدنيا ولم تقعد وتم تحوير الأمر وما نبهنا اليه وكاننا "نشتم الملك" ووقتها قالوا اننا نتطاول على الذات الملكية،، وكانت بعدها القطيعة مع الملك وحاشية الملك الذين يستأسدون في العباءة تحت عباءة الملك والملك منهم براء.. وصارت (آرام) وناشرها والتعاطي معهم من "الموبقات السبع" وحوربت في مهنيتها واغتيلت في طفولتها ولكنها صمدت ونحمد الله انها استمرت لتحمل المسؤولية وأمانة الكلمة وصدقيتها الى هذه اللحظة التي نكتب فيها هذا التقرير الذي كم نود أن يقرأه جميع الأردنيين "أنصاراً ومهاجرين ومن مختلف المنابت والأصول"،، فهو ليس مقالاً صحفياً نمر عليه مرور الكرام ونتداوله كما تم تداول ما كانت (آرام) نبهت اليه في تقرير سابق بتاريخ(12.8.2009) .
في تقرير (آرام) إياه جاء الآتي: " لكثيرين ممن لا يعرفون، الأردن باسمه الحالي ،الذي لم يكن معروفا من ذي قبل على خريطة الدنيا، وهو المملكة الأردنية الهاشمية، قامت ليس لنفر بعينه أو لواء او إقليما لا في شرقي الأردن أو غربيه، هي مملكة سيادة قامت لقرار تاريخي تدافع عنه، وتأصلت قراراتها عبر مسار تاريخي لا حيدة ولا رجعة فيه، بعيدا عن عشائرية هنا وعصبة قبلية هناك، ولا حق لأحد الادعاء بقيام مداميك بنيان هذه المملكة إلا أهلها الحقيقيين وصانعي قيامها وهم الهاشميون ومن نصرهم وانتصر لهم في أوقات الشدّة والعسرة من قرن خلا ولقرون تأتي".
وتابعت: "المملكة الهاشمية في شرقي نهر الأردن، عزّاً عربياً وتاريخياً يؤسس لحال آت من البقاء والديمومة أمام حملة غزو لها اهدافها ومراميها في شطب التاريخ العربي كله بدءا من "الجاهلية الأولى" وصولا إلى الرسالة الخالدة . التي يتغني بها الجميع وهي رسالة آل البيت ولا شهداء حقيقيين من أجلها إلا هم، ابتدءا من علي بن ابي طالب ـ كرم الله وجهه ـ سيداً في الناس والرسالة والولاء والوفاء لرسالة السماء المبعوثة الى ابن العم النبي العربي الكريم عبر جبريل العظيم".
وطن ليس تركة أو عزبة
في حينه وصلنا إلى القول: "فلا ميراث ولا ادعاء لأحد على أرض مملكة الهاشميين ذات الطموح في البقاء والاستقرار والصيرورة. وكل لا بد ان يتحمل كلٌ مسؤوليته، ابتداء من أي نائب برلماني جهول، وصولاُ إلى أعلى مراتب التكليف التشريعي والتنفيذي، فالدستور الأردني واضح المعالم في هذا الشأن. فالمملكة ليست تركة لهذا الشيخ وعزوته أو ذاك في أطراف من ديرة كانت نهباً لأطماع لم يحقق أهلها عزتها إلا بوجود الهاشميين حيث صانوا عزتها ووحدتها واسمها وكرامتها".
في كل ما كتبنا من قبل كان الهدف الأسمى هو التنبيه من خطايا لحظة زمن غادر عاثر تسلمت فيه المسؤوليات حفنة من "عصابات الغفلة" المسؤولية الذين ظلوا ماخوذين بمكاسبهم ومناصبهم ومناصباتهم العداء لكل ما هو خيّر كريم شهم معطاء.
كلام (هآرتس) وغيرها من صحف "أورشليم وتل أبيب وهرون وموسى" وما يصاغ في دهاليز الكنيست وعبر عواصم القرار "الحليفة كما نظن ونتعشم"، فيه ما يجعل الأردنيين كافة، على افضل حال من التأهب واليقظة، وإذا كانوا هناك يخططون بكل دقة فانه يتعين على من هم على هذه الأرض ان يواجهوا كل المخططات التي صارت تدق كل البوابات بدون دقة .. أو بكل دقة لا فرق،، المهم أن يستعدوا ويُعدوا ابتداء من وأد الفتنة والفرقة والتنابذ بالألقاب والهرولة وراء الكراسي والمناصب والحقائب الوزارية، كما نشهده الآن على هامش مشاروات معروف البخيت لتشكيل حكومته العتيدة.
في مختلف لقاءاته خلال الأسبوعين الماضيين وآخرها الخميس مع أركان الحركة الإسلامية المتشاكسين في ما بينهم ومع الآخرين، وفي زياراته كان عبدالله الثاني يحمل الهمّ وحده والمسؤولية وحده، فأعينوه ولا تتركوه وحيداً في البيداء كما تركت الأمه منذ قرون ابي ذر الغفاري ليقضي وحده في الربذة "وهي حصن أردني" ومن بعده سيد الشهداء ابا عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب، فكونوا ايها الأردنيين جميعاً كربلائيين. فالخطر يدق البوابات.
وفي الختام: "لن نريد يا أردنيين لاّ الإصلاح ما استطعنا وما توفيقنا إلاّ بالله عليه توكّلنا وإليه ننيب"،، فما اصعب أيام الأردن الآتيات، وكان الله في عونك ايها الملك.