لقمان الحكيم
لقمان الحكيم أشهر أهل الحكمة فى التاريخ كان اسمه لقمان ابن عوراء و كان عبداً حبشياً من سودان مصر كان عظيم الشفتين و المنخرين قصيرا افطس مُشقق القدمين , شرّفه الله بجمال الباطن و سلامة القلب و حسن المنطق و رجاحة العقل
ظهور الحكمة عليه:
كان أول ما ظهر من حكمته أنه كان مع مولاه , فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس , فناداه لقمان , إنّ طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد و يورث الباسور و يصعد الحرارة الى الرأس , فاقعد هوينا و قمْ. فخرج مولاه و كتب حكمته على باب الخلاء. و قيل كان مولاه يقامر و كان على بابه نهر جار , فلعب يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذى فى النهر كله أو افتدى منه ! فقُمر سيد لقمان فقال له القامر : اشرب ما فى النهر من ماء و إلا فافتد منه؟ قال فسلنى الفداء ؟ قال عيناك أفقأهما أو جميع ما تملك ؟ قال أمهلنى يومى هذا ؟ قال لك ذلك.
قال فأمسى سيد لقمان كئيبا حزينا , إذ جاءه لقمان و قد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه و رجع الى سيده و جلس اليه قائلا ما لى أراك كئيبا حزينا ؟ فأعرض عنه فقال له الثانيه مثل ذلك فأعرض عنه , فقال له أخبرنى فلعل لك عندى فرجاً؟ فقص عليه القصة , فقال له لقمان : لا تغتم فإن لك عندى فرجا, قال و ما هو ؟ قال إذا أتاك الرجل فقال لكَ إشرب ما فى النهر , فقل له أشرب ما بين ضفتى النهر أو المد؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين , فإذا قال لك ذلك فقل له: إحبس عنى المد حتى اشرب ما بين الضفتين , فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد , و تكون بذلك قد خرجت مما ضمنت له.
من مواعظ لقمان الحكيم:
- يا بنى إياك و الدين فإنه ذل النهار و همّ الليل
- يا بنى الرفق رأس الحكمة
- يا بنى إتخذ طاعة الله تجارة تأتك الارباح من غير بضاعة
- يابنى ليس غنى كصحة و لا نعمة كطيب نفس
- يا بنى حملت الجندل و الحديد و كل شئ ثقيل فلم أحمل شئ أثقل من جار السؤ و ذقت المرار فلم أذق شئ أمرّ من الفقر
- يا بنى مثل المرأة الصالحة مثل التاج على رأس الملك و مثل المرأة السوء كمثل الحمل الثقيل على ظهر الشيخ الكبير.
تونس الخضراء
28-12-2010, 12:02
يا بنى إياك و الدين فإنه ذل النهار و همّ الليل
شكرا عبدي موضوع ثري و رائع موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
من وصايا لقمان لابنـــه
»وإذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تُشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم، ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملتهُ أُمُهُ وَهْناً على وَهْنٍ وفِصَالُهُ في عَامينِ أنِ اشكرُ لي ولِوَالديكَ إليّ المصِيرُ، وإِنْ جَاهدَاك على أَنْ تُشرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ علم فَلا تُطِعهُمَا وصَاحِبهُمَا في الدُّنيَا مَعرُوفاً واتّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليّ ثم إليّ مرجِعُكمْ فأُنَبِّئُكم بما كُنتم تعمَلونَ، يا بُنيّ إنّها إنْ تَكُ مِثقَال حبّةٍ مِنْ خَردلٍ فَتكنُ فِي صَخْرةٍ أو في السَّماواتِ أو في الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إنّ اللّهَ لطيف خبير، يا بُنيّ أقم الصَّلاة وَأْمُر بالمعْرُوفِ وأنْهَى عنِ المنكَرِ واصبِرْ على مَا أَصابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزِم الأُمُورِ، ولا تصعّر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ، واقصِدْ فِي مشْيِكَ واغْضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأَصواتِ لصَوتُ الحمِيرِ «(1).
ينص القرآن على أن لقمان كان رجلاً حكيماً: »ولقد آتينا لقمان الحكمة« واختلف فيه هل كان نبياً أم لا؟ وليس من دليل يمكن الركون إليه على نبوته. والحكمة تطلق على عدة معاني، منها وضع الأشياء في مواضعها. وقد ذكروا في كتب التفسير أن لقمان كان عبداً مملوكاً، وكان أهون مملوك على سيده، ولكن اللّه تعالى منّ عليه بالحكمة فغدا أفضلهم لديه.
وصاياه لابنه:
في هذه الآيات يتوجه لقمان لابنه بموعظة تعد من أروع المواعظ، فقد اختصر له مجموعة أمور وقدمها له بصورة موعظة متكاملة، وهي:
1 - توحيد اللّه تعالى، وعدم الشرك به، فإن التوحيد هو رأس كل خير، ولولاه لتاه الإنسان في أودية الشرك والضلالة، فنبهه على ضرورة ترك الشرك لما في ذلك من ظلم للّه تعالى حيث ينسب له الشريك، وهو أكبر وأشد ألوان الظلم، ولذلك وصفه بالظلم العظيم.
2 - طاعة الوالدين: ولكن قبل ن يأمره بإحترامهما والإحسان إليهما بيّن له أن هذا الأدب هو من الوصايا الأساسية في الأديان عموماً، ثم علل هذا الأدب بما قدمته والدته بالخصوص من تضحية وتحمل للألم والمعاناة حتى أخرجته إلى هذا الوجود إنساناً سوياً، ثم أرضعته بعد ذلك من لبنها لمدة سنتين حتى تم إنفصاله عنها. وهذا ما يشير إلى ضرورة اختصاص الوالدة بمزيد من البر والإحسان أكثر مما للوالد، وقد عبرت الروايات عن هذا المعنى حينما أوصى رسول الله (ص) أحد أصحابه ثلاث مرات متتالية بأن يبرّ أمه وفي الرابعة أوصاه بأن يبرّ أباه.
وفي نفس الوقت الذي يجب على الإبن أن يبرّ والديه لا يجوز له أن يطيعهما إن طلبا منه أن يشرك باللّه، لأن طاعة الوالدين تقف عند حدود معصية اللهّ تعالى، فطاعة اللّه مقدمة على طاعة الوالدين، لما هو معلوم من أن حق الطاعة للّه حقيقي بينما حقهما إعتباري.
ولا يعني عدم وجوب طاعتهما في حالة الدعوة إلى الشرك جواز الإساءة إليهما بقول أو فعل بل على العكس فإن على الإبن أن يصاحبهما في الحياة الدنيا بالمعروف والكلمة الحسنة إقتداء بالأنبياء والصالحين الذين أنابوا إلى اللّه تعالى.
3 - ثم نبه لقمان ابنه إلى أن اللّه تعالى رقيب على العباد لا يخفى عليه من أعمالهم خافية مهما كانت صغيرة ودقيقة، بل حتى ولو كانت كحبة الخردل وأخفيت في صخرة أو في مكان ما من السماء أو الأرض فإن اللّه تعالى يعلم أين هي ويأتي بها، ولذا لا يتوهمن أحد بإمكانه أن يعصي اللّه تعالى دون أن يكشف أمره ويتعرض بالتالي للحساب والعقاب.
4 - ثم أوصى ابنه بإقامة الصلاة لأنها تذكر باللّه وتنزه عن الكبر، وتقوي العلاقة بين العبد وربه وتحول دون سقوطه في مهاوي الآثام، وكما ورد عن النبي (ص) فإنها عمود الدين.
5 - ثم أوصاه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليبيّن له أن صلاح نفسه من خلال الصلاة وغيرها غير كافٍ بل لا بد من السعي لأجل إصلاح المجتمع أيضاً، ووسيلة ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6 - ثم حثه على الصبر لما في ذلك من فوائد كثيرة مثل صقل النفس البشرية وتحويلها من نفس ضعيفة مهزوزة إلى نفس ثابتة ذات عزيمة راسخة. والصبر في كل الأمر يعود على صاحبه بالخير العميم وخصوصاً في الشدائد والملمات.
7 - ثم نهاه عن التكبر بقوله: »ولا تصّعر خدك للناس«، أي لا تمل بوجهك عنهم تكبراً بل أقبل عليهم تواضع لهم، ثم أكمل هذه الوصية بتنبيهه على أن من مظاهر التكبر طريقة المشي حينما تكون بزهو وخيلاء وبمرح ومباهاة فإن ذلك مبغوض لدى اللّه تعالى.
8 - ثم أمره بالتزام التوسط بين الإفراط والتفريط في أمرين أساسيين، وهما المشي والكلام، أي لا تبطىء في مشيك ولا تسرع، واجعل مشيك متوسطاً بينهما وكذلك الصوت عند الحديث فلا تخفضه كثيراً فلا يسمعك مخاطبك، ولا ترفعه كثيراً فيكون صوتاً منكراً مبغوضاً كأصوات الحمير.
ويمكن لنا أن نفهم من هذه الوصية أن سبيل الإعتدال بين الإفراط والتفريط في غالب أمر الحياة هو السبيل الأفضل.
قال تعالى : ولقدآتيــنــا لقمان الحكمـــة .
وقال تعالى : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً .
يا بني : ما ندمت على السكوت قط .
يا بني : اعتــزل الشر يعتزلك ، فإن الشر للشــرخلق .
يا بني : عود لسانك : اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا يـــرد فيها سائـــلاً .
يا بني : اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأربــاح من غير تجـــارة .
يا بني : لا تكثر النوم والأكل ، فإن من أكثرمنهما جاء يوم القيامة مفلسا من الأعمال الصالحة .
يا بني : بئراً شربت منـــه ، لا تــــرمي فيه حجــــــراً .
يا بني : عصفور في قدرك خير من ثــــور في قدْرغيرك .
يا بني : شئيان إذا حفظتهما لا تبالي بما صنعت بعدهما دينك لمعادك ، ودرهمك لمعاشك .
يا بني : إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحــا ، ولا أخبث منهما إذا فسدا .
يا بني : لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فإنك لم تخلق لها .
يا بني : لا تضحك من غير عجب ، ولا تسأل عما لا يعنيــك .
يا بني : إنه من يرحم يُرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يغنم ، ومن لايملك لسانه يندم .
يا بني : زاحم العلماء بركبتيك ، وأنصت لهم بأذنيك ،فإن القلب يحيا بنورالعلماء .
يا بني : مررت على كثير من الأنبياء فاستفدت منهم عدةأشيــــــاء :
إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك .
وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك .
وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك .
وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك .
واثــنــتـــان لاتذكرهمـــا أبدأ :
إســـــــــــــاءةالناس إليك --- وإحسانك للناس.
سلمت ودمت عبادي
لاعدمنا تواجدك وجدك وجديدك وتميزك وتالقك
جزاك الله كل خير
رضي الله عنك وارضاك