الخامس
11-12-2010, 20:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرميصاء - رضي الله عنها -
(قال صلى الله عليه وسلم : أريت أني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء إمرأة أبي طلحة )
الرميصاء هي : أم سليم بنت ملحان بن خالد الأنصارية واختلف في اسمها بين ( سهلة ورميلة ورميثة ومليكة وأنيسة ) . وقد ورد في التراجم لقبا آخر لها ( العميصاء ) .
وهي والدة خادم الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال المزي في التهذيب : [ إنها أخت أم حرام بنت ملحان الأنصارية ] ، وزوجة عبادة بن الصامت .
وقال أيضا : [ كانت من عقلاء النساء وفضلائهن ] ، روى البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء إمرأة أبي طلحة ) خ " 3/1346/3476 .
* زواج .. إسلام .. وحسن إختيار قدوتنا *
وقبل أن نكمل مسيرة قدوتنا لهذا اليوم رأيت أن أقول شيئا : -
من الجيد أن نحب الخير ، والصلاح ، والهداية لأنفسنا لكن من تمام شكر الله تعالى على أن هدانا ، أن ننقذ بعد توفيق الله عقولا وأجسادا بل حتى ... أقلاما من النار ، وذلك بالنصح والنصيحة ، قال الله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) النحل 125 .
ذكر ابن عبد البر أن قدوتنا " الرميصاء " كانت تحت مالك بن النضر في الجاهلية ، فولدت له أنس بن مالك رضي الله عنه ، فلمَا أذن الله تعالى للإسلام بالقدوم ، وإنتشار دينه المرتضى ، أسلمت مع قومها دون زوجها ، ولكن هذا الشيء لم يكن ليخلف أقدام قدوتنا عن قافلة المسلمين المسلِّمين أمرهم لربهم جل وعلا ، فاتخذت الأسباب وعرضت الإسلام على زوجها ، ولكنه أبى وبقي على كفره ، وذهب إلى لشَام وهلك هناك .
وبعد أن هلك زوجها الأول ، خلف عليها أبا طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري المدني ، خطبها حين كان مشركا فعلم أنه لا سبيل له عليها إلا بالإسلام فكان ( حسن الإختيار وحسن الإسلام ) فكان زواجه منها رضي الله عنه وعنها .
* عقيدة في القلب سكناها ومحمى النبي تفداه .. فروع نبتت في أرض علم والأصل قدوتنا *
ومضت الأيام فقدر الله أن تلد أم سليم غلاما وقد أعجب به أبا طلحة ، فمات صغيرا ، وهو المذكور في السير " أبو عمير صاحب النغير " ، ثم ولدت منه ولدا آخرا هو عبد الله بن أبي طلحة ، فبورك الزرع ، وأيعنت الفروع ، فكان منه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه المقدم على أقرانه – إسماعيل وعبد الله وعمرو ويعقوب - في الحديث بل كان حجة ثقة فيه ، قالت أم سليم رضي عنها : " لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أريد زيادة ".
* أم سليم .. صفات القدوة الحقيقية *
المرجعية في الفتوى :. إن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما : عن امرأة طافت ثم حاضت ، قال : لهم تنفر ، قالوا لا نأخذ بقولك وندع قول زيد ، قال إذا قدمتم المدينة فسلوا فقدموا المدينة فسألوا فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية ) . 2 /625/1671.
لم يمنعها حياء من تفقه :. عن أم سلمة أن أم سليم قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت ؟ قال : ( نعم إذا رأت الماء ) . فضحكت أم سلمة ، فقالت تحتلم المرأة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فبم يشبه الولد) خ 3/1211/ 3150
صبر وحسن إمتثال لأمر الله ورسوله :. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي ، فخرج أبو طلحة فقبض الصبي ، فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ، قالت أم سليم : هو أسكن ما كان ، فقربت إليه العشاء فتعشى ، ثم أصاب منها ، فلما فرغ قالت : وارِ الصبي . فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : ( أعرستم الليلة ) . قال : نعم ، قال : ( اللهم بارك لهما ) . فولدت غلاما . قال لي أبو طلحة : احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم ، وأرسلت معه بتمرات ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أمعه شيء ) . قالوا : نعم تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ، ثم أخذ من فيه ، فجعلها في فيّ الصبي وحنكه به ، وسماه عبد الله ) .خ 5/2082/5153
حب النبي صلى الله عليه وسلم لآل بيت أبي طلحة : عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه فقيل له فقال : ( إني أرحمها قتل أخوها معي) خ 3/1046/2689 .
وأيضا " عن أنس عن أم سليم : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها ، فيقيل عندها ، فتبسط له نطعا فيقيل عليه ، وكان كثير العرق ، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أم سليم ما هذا ؟ قالت : عرقك أدوف به طيبي ) م 4/1816/2332.
دعاء النبي لها بالبركة ولإبنها : عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت أمي أم سليم صوته ، فقالت : بأبي وأمي يا رسول الله ! أنيس ، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات ، قد رأيت منها اثنتين في الدنيا ، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة ) م 4/1929/2481 .
وصح عن أنس رضي الله عنه أيضا قال : سمعت أنسا قال: قالت أم سليم للنبي صلى الله عليه وسلم : أنس خادمك ، قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) خ 5/2333/5975
* ماتت ... ولكنَ عطر سيرتها بيننا قد فاحَ *
توفيت رحمها الله تعالى في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنها وأرضاها .
وهكذا إخوتي نرى أن حياة أم سليم رضي الله عنها – قدوتنا لهذا اليوم – ليجد منهلا وعلما غزيرا لمن أراد لنفسه التعليما ، وهذا ليس غريبا على من كان كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم زاده وزوادته في حله وترحاله .
تحياتى
الرميصاء - رضي الله عنها -
(قال صلى الله عليه وسلم : أريت أني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء إمرأة أبي طلحة )
الرميصاء هي : أم سليم بنت ملحان بن خالد الأنصارية واختلف في اسمها بين ( سهلة ورميلة ورميثة ومليكة وأنيسة ) . وقد ورد في التراجم لقبا آخر لها ( العميصاء ) .
وهي والدة خادم الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال المزي في التهذيب : [ إنها أخت أم حرام بنت ملحان الأنصارية ] ، وزوجة عبادة بن الصامت .
وقال أيضا : [ كانت من عقلاء النساء وفضلائهن ] ، روى البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء إمرأة أبي طلحة ) خ " 3/1346/3476 .
* زواج .. إسلام .. وحسن إختيار قدوتنا *
وقبل أن نكمل مسيرة قدوتنا لهذا اليوم رأيت أن أقول شيئا : -
من الجيد أن نحب الخير ، والصلاح ، والهداية لأنفسنا لكن من تمام شكر الله تعالى على أن هدانا ، أن ننقذ بعد توفيق الله عقولا وأجسادا بل حتى ... أقلاما من النار ، وذلك بالنصح والنصيحة ، قال الله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) النحل 125 .
ذكر ابن عبد البر أن قدوتنا " الرميصاء " كانت تحت مالك بن النضر في الجاهلية ، فولدت له أنس بن مالك رضي الله عنه ، فلمَا أذن الله تعالى للإسلام بالقدوم ، وإنتشار دينه المرتضى ، أسلمت مع قومها دون زوجها ، ولكن هذا الشيء لم يكن ليخلف أقدام قدوتنا عن قافلة المسلمين المسلِّمين أمرهم لربهم جل وعلا ، فاتخذت الأسباب وعرضت الإسلام على زوجها ، ولكنه أبى وبقي على كفره ، وذهب إلى لشَام وهلك هناك .
وبعد أن هلك زوجها الأول ، خلف عليها أبا طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري المدني ، خطبها حين كان مشركا فعلم أنه لا سبيل له عليها إلا بالإسلام فكان ( حسن الإختيار وحسن الإسلام ) فكان زواجه منها رضي الله عنه وعنها .
* عقيدة في القلب سكناها ومحمى النبي تفداه .. فروع نبتت في أرض علم والأصل قدوتنا *
ومضت الأيام فقدر الله أن تلد أم سليم غلاما وقد أعجب به أبا طلحة ، فمات صغيرا ، وهو المذكور في السير " أبو عمير صاحب النغير " ، ثم ولدت منه ولدا آخرا هو عبد الله بن أبي طلحة ، فبورك الزرع ، وأيعنت الفروع ، فكان منه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه المقدم على أقرانه – إسماعيل وعبد الله وعمرو ويعقوب - في الحديث بل كان حجة ثقة فيه ، قالت أم سليم رضي عنها : " لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما أريد زيادة ".
* أم سليم .. صفات القدوة الحقيقية *
المرجعية في الفتوى :. إن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما : عن امرأة طافت ثم حاضت ، قال : لهم تنفر ، قالوا لا نأخذ بقولك وندع قول زيد ، قال إذا قدمتم المدينة فسلوا فقدموا المدينة فسألوا فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية ) . 2 /625/1671.
لم يمنعها حياء من تفقه :. عن أم سلمة أن أم سليم قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت ؟ قال : ( نعم إذا رأت الماء ) . فضحكت أم سلمة ، فقالت تحتلم المرأة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فبم يشبه الولد) خ 3/1211/ 3150
صبر وحسن إمتثال لأمر الله ورسوله :. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي ، فخرج أبو طلحة فقبض الصبي ، فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ، قالت أم سليم : هو أسكن ما كان ، فقربت إليه العشاء فتعشى ، ثم أصاب منها ، فلما فرغ قالت : وارِ الصبي . فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : ( أعرستم الليلة ) . قال : نعم ، قال : ( اللهم بارك لهما ) . فولدت غلاما . قال لي أبو طلحة : احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم ، وأرسلت معه بتمرات ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أمعه شيء ) . قالوا : نعم تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ، ثم أخذ من فيه ، فجعلها في فيّ الصبي وحنكه به ، وسماه عبد الله ) .خ 5/2082/5153
حب النبي صلى الله عليه وسلم لآل بيت أبي طلحة : عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه فقيل له فقال : ( إني أرحمها قتل أخوها معي) خ 3/1046/2689 .
وأيضا " عن أنس عن أم سليم : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها ، فيقيل عندها ، فتبسط له نطعا فيقيل عليه ، وكان كثير العرق ، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أم سليم ما هذا ؟ قالت : عرقك أدوف به طيبي ) م 4/1816/2332.
دعاء النبي لها بالبركة ولإبنها : عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت أمي أم سليم صوته ، فقالت : بأبي وأمي يا رسول الله ! أنيس ، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات ، قد رأيت منها اثنتين في الدنيا ، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة ) م 4/1929/2481 .
وصح عن أنس رضي الله عنه أيضا قال : سمعت أنسا قال: قالت أم سليم للنبي صلى الله عليه وسلم : أنس خادمك ، قال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) خ 5/2333/5975
* ماتت ... ولكنَ عطر سيرتها بيننا قد فاحَ *
توفيت رحمها الله تعالى في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنها وأرضاها .
وهكذا إخوتي نرى أن حياة أم سليم رضي الله عنها – قدوتنا لهذا اليوم – ليجد منهلا وعلما غزيرا لمن أراد لنفسه التعليما ، وهذا ليس غريبا على من كان كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم زاده وزوادته في حله وترحاله .
تحياتى