المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنترة بن شداد (أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام،)


الخامس
07-12-2010, 20:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عنترة بن شداد

عنترة وعبلة وأخيه شيبوب عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي (؟-22 ق.هـ/؟-525 م) هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، اشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة. وهو أشهر فرسان العرب وأشعرهم وشاعر المعلقات والمعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبلة.



اسمه

اشتقاق اسم عنترة من ضرب من الذباب يقال له العنتر وإن كانت النون فيه زائدة فهو من العَتْرِ والعَتْرُ الذبح والعنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب. وإن كان الأقدمون لا يعرفون بأيهما كان يدعى: بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو لقباً. كان عنترة يلقب بالفلحاء ـ من الفلح ـ أي شق في شفته السفلى وكان يكنى بأبي الفوارس لفروسيتة و يكنى بأبي المعايش وأبي أوفى وأبي المغلس لجرأته في الغلس أو لسواده الذي هو كالغلس، وقد ورث ذاك السواد من أمه زبيدة، إذ كانت أمه حبشية وبسبب هذا السواد عدة القدماء من أغربة العرب.

حياته

اشتهر عنترة بالفروسية والشعر والخلق السمح. ومما يروى أن بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا منهم، فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم وعنترة فيهم فقال له أبوه: كر يا عنترة، فقال عنترة: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلاب والصر، فقال كر وأنت حر، فكر وأبلى بلاء حسناً يومئذ فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه، وقد بلغ الأمر بهذا الفارس الذي نال حريته بشجاعته أنه دوخ أعداء عبس في حرب داحس والغبراء الأمر الذي دعا الأصمعي إلى القول بأن عنترة قد أخذ الحرب كلها في شعره وبأنه من أشعر الفرسان.

أما النهاية التي لقيها الشاعر فالقول فيها مختلف، فئة تقول بأنه مات بسهم مرهرط من رجل أعماه اسمه جابر بن وزر يلقب بالأسد الرهيص أثناء إغارة قبيلة عبس على قبيلة طيئ وإنهزام العبسيين وهذا الرجل انتقم من عنترة بسبب العما الذي سببه له عنترة في حروب داحس والغبراء ويقال أن الأسد الرهيص كان أحد الفرسان الأقوياء بذاك العصر. ويروى أن عنترة بعد هزيمة قومه وإصابته بالسهم المسموم ظل يسير على قومه يلاحظ المؤرخ فيليب حتي «تاريخ العرب» - في حرب البسوس، وهي أقدم الحروب وأشهرها، وقد شبه المؤرخ عنترة - شاعرًا ومحاربًا - بأخيل، كرمز لعصر البطولة العربية.

أخلاق الفرسان اشتهر عنترة بقصة حبه لابنة عمه عبلة، بنت مالك، وكانت من أجمل نساء قومها في نضارة الصبا وشرف الأرومة، بينما كان عنترة بن عمرو بن شداد العبسي ابن جارية فلحاء، أسود البشرة، وقد ولد في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وذاق في صباه ذل العبودية، والحرمان وشظف العيش والمهانة، لأن أباه لم يستلحقه بنسبه، فتاقت روحه إلى الحرية والانعتاق. غير أن ابن الفلحاء، عرف كيف يكون من صناديد الحرب والهيجاء، يذود عن الأرض، ويحمي العرض، ويعف عن المغنم. يقول عنترة:

ينبئك من شهد الوقيعة أنني **أغشى الوغى وأعف عند المغنم

وعنترة (كمثال لأخلاقية الحرب والنبل والشهامة والحميّة)، استحق تنويه النبي محمد عندما تُلي أمامه قول عنترة:

ولقد أبيت على الطوى وأظلّه حتى أنال به كريم المأكلِ

يقول صاحب الأغاني: «قال عمر بن الخطاب للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف فارس حازم. قال: كيف يكون ذلك؟ قال: كان قيس بن زهير فينا، وكان حازمًا فكنا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد فكنا نأتم بشعره... إلخ». ولعل في هذا المثل السالف آية وعلامة على «فن الحرب» الذي كان يعتمد في العصور القديمة على الرأي والاستراتيجية والقيادة الحكيمة، والشعر (التعبئة) والقوة القائمة على العنف والغلبة.

قيل لعنترة: أأنت أشجع العرب وأشدها؟ فقال: لا. فقيل. فبماذا شاع لك هذا في الناس؟ قال: كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزمًا، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزمًا، ولا أدخل إلا موضعًا أرى لي منه مخرجًا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة التي يطير لها قلب الشجاع فأثني عليه فأقتله. وهذه الآراء تؤكد اقتران الحيلة والحنكة في فن الحرب عند عنترة وأقرانه في عصر السيف والرمح والفروسية. لا مراء في أن عنترة كان أشهر فرسان العرب في الجاهلية، وأبعدهم صيتًا، وأسيرهم ذكرًا وشيمة، وعزة نفس، ووفاء للعهد، وإنجازًا للوعد وهي الأخلاقية المثلى في قديم الزمان وحديثه.

بالرغم من هذا، فقد خرج عنترة في كنف أب من أشراف القوم وأعلاهم نسبًا، ولكن محنته جاءته من ناحية أمه «الأَمَة» ولم يكن ابن الأمة يلحقه بنسب أبيه إلا إذا برز وأظهر جدارته واستحقاقه للحرية والعتق، والشرف الرفيع، وهذا ما حصل في حال عنترة الذي اشترى حريته بسيفه وترسه ويراعه (لسانه) الشعري، وأثبت أن الإنسان صانع نفسه، وصاحب مصيره، بغض النظر عن أصله وفصله، وجنسه، ولونه وشكله.

يقول عنترة:

لا تسقني ماءَ الحياة بذلةٍ *** بل فاسقني بالعز كأس الحنظَلِ ماءُ الحياة بذلةٍ كجهنم *** وجهنم بالعزِّ أطيب منزل

وقد كانت عبلة وظلت الأثيرة في حياته وحتى مماته. وقد انتهت حياة البطل عنترة بعد أن بلغ من العمر عتيًا، ويشبه مماته ميتة أخيل، كفارس يقاتل في التسعين من عمره، في كبره، ومات مقتولاً إثر رمية سهم، وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص من قبيلة طيء. وكان لامارتين الشاعر الفرنسي معجبًا بميتة عنترة الذي ما إن أصيب بالسهم المسموم وأحسّ أنه ميت لا محالة، حتى اتخذ خطة المناضل - حتى بعد مماته - فظل ممتطيًا صهوة جواده، مرتكزًا على رمحه السمهري، وأمر الجيش بأن يتراجع القهقرى وينجو من بأس الأعداء، وظل في وقفته تلك حاميًا ظهر الجيش والعدو يبصر الجيش الهارب، ولكنه لا يستطيع اللحاق به لاستبسال قائده البطل في الذود عنه ووقوفه دونه، حتى نجا الجيش وأسلم عنترة الروح، باقيًا في مكانه، متكئًا على الرمح فوق جواده الأبجر.

--------------------------------------------------------------------------------

اقدم لكم هذه القصائد لعنتره وهي جميله جدا وانا احب ترديدها دائما وعسى ان تنال اعجابكم

1- إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ


إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي *
* طَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ

وَذَكَّرَنِـي قَومـاً حَفِظـتُ عُهودَهُـم*
* فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهـدي

وَلَـولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ*
* لَمَا اختَرتُ قُربَ الدَّارِ يَوماً عَلى البُعدِ

مُهَفهَفَـةٌ وَالسِّحـرُ مِـن لَحَظاتِهـا*
* إِذا كَلَّمَت مَيتـاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ

أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِندَ غُروبِهـا*
* تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعـدي

وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ أَلا اسفِـري*
* فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِـي السَّعـدِ

فَوَلَّـت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا*
*وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ

وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا*
*كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ

تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن*
*عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِـي الغِمـدِ

مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا*
*مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ الـقَـدِّ

يَبيتُ فُتاتُ المِسـكِ تَحـتَ لِثامِهـا*
*فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ الـنَـدِّ

وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا*
* فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ

وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّـمَـت*
* مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ

شَكا نَحرُهـا مِـن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً*
* فَواحَرَبا مِـن ذَلِـكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ

فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يـا ابنَـةَ مالِـكٍ*
* بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَـمِ الصَّـدِّ

سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمـي*
*وَأَجرَعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ المَلا وَحدي

وَحَقِّـكِ أَشجانِـي التَباعُـدُ بَعدَكُـم*
*فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِـن بَعـدي

حَذِرتُ مِـنَ البَيـنِ المُفَـرِّقِ بَينَنـا*
* وَقَد كانَ ظَنِّـي لا أُفارِقُكُـم جَهـدي

فَإِن عايَنَت عَينِي المَطايـا وَرَكبُهـا*
*فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَـةَ الخَـدِّ



2- رَمَت الفُـؤَادَ مَلِيحَـةٌ


رَمَت الفُـؤَادَ مَلِيحَـةٌ عَـذْرَاءُ
بِسِهَـامِ لَحْـظٍ مَالَـهُـنَّ دَوَاءُ

مَرَّتْ أَوَانَ العِيدِ بَيْـنَ نَوَاهِـدٍ
مِثْلَ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَـاءُ

فَاغْتَالَنِي سَقَمِي الَّذِي فِي بَاطِنِي
أَخْفَيْتُـهُ فَـأَذَاعَـهُ الإِخْـفَـاءُ

خَطَرَتْ فَقُلْتُ قَضِيبُ بَانٍ حَرَّكَتْ
أَعْطَافَهُ بَعْدَ الجَنُـوبِ صَبَـاءُ

وَرَنَتْ فَقُلْتُ غَزَالَـةٌ مَذْعُـوَرةٌ
قَدْ رَاعَهَا وَسْطَ الفَـلاةِ بَـلاءُ

وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ لَيْلَـةَ تِمِّـهِ
قَدْ قَلَّدَتْـهُ نُجُومَهَـا الجَـوْزَاءُ

بَسَمَتْ فَلاحَ ضِيَاءُ لُؤْلُؤِ ثَغْرِهَا
فِيْهِ لِـدَاءِ العَاشِقِيـنَ شِفَـاءُ

سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّهَـا فَتَمَايَلَـتْ
لِجَلالِهَـا أَرْبَابُنَـا العُظَـمَـاءُ

يَاعَبْلَ مِثْلُ هَوَاكِ أَوْ أَضْعَافُـهُ
عِنْدِي إِذَا وَقَعَ الإيَاسُ رَجَـاءُ

إِنْ كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فَإِنَّنِـي
فِـي هِمَّتِـي لِصُرُوفِـهِ إِزْرَاءُ


3- دُمُوعٌ فِي الخُدُودِ لَهَا


دُمُوعٌ فِي الخُدُودِ لَهَا مَسِيـلُ
وَعَيـنٌ نَوْمُهَـا أَبَـداً قَلِيـلُ

وَصَـبٌّ لا يَقِـرُّ لَـهُ قَـرَارٌ
وَلا يَسْلُو وَلَوْ طَـالَ الرَّحِيـلُ

فَكَـمْ أَبْكِـي بِإبْعَـادٍ وَبَيْـنٍ
وَتَشْجِينِي المَنَازِلُ وَالطُّلُـولُ

وَكَمْ أَبْكِي عَلَى إلْفٍ شَجَانِـي
وَمَا يُغَنِّي البُكَاءُ وَلا العَوِيـلُ

تَلاقَيْنَا فَمَـا أَطْفَـى التَّلاقِـي
لَهِيبـاً لا وَلا بَـرَدَ الغَلِـيـلُ

طَلَبْتُ مِنَ الزَّمَانِ صَفَاءَ عَيْشٍ
وَحَسْبُكَ قَدْرُ مَا يُعْطِي البَخِيلُ



4- سَلا القَلبَ عَمَّا كَانَ يَهْوَى


سَلا القَلبَ عَمَّا كَانَ يَهْوَى وَيَطْلُبُ
وَأَصْبَـحَ لا يَشْكَـو وَلا يَتَعَـتَّـبُ

صَحَا بَعْدَ سُكْرٍ وَانْتَخَى بَعْـدَ ذِلَّـةٍ
وَقَلْبُ الَّذِي يَهْوَى العُلَـى يَتَقَلَّـبُ

إِلَى كَمْ أُدَرِاي مَـنْ تَرِيـدُ مَذَلَّتِـي
وَأَبْذِلُ جَهْدِي فِي رِضَاهَا وَتَغْضَـبُ

عُبَيْلَـةُ أَيَّـامُ الجَـمَـالِ قَلِيـلَـةٌ
لَهَـا دَوْلَـةٌ مَعْلُومَـةٌ ثُـمَّ تَذْهَـبُ

فَلا تَحْسَبِي أَنِّي عَلَى البُعْـدِ نَـادِمٌ
وَلا القَلْبُ فِي نَارِ الغَـرَامِ مُعَـذَّبُ

وَقَدْ قُلْتُ أَنِّي سَلَوتُ عَـن الهَـوَى
وَمَن كَانَ مِثْلِي لا يَقُـولُ وَيَكْـذِبُ

هَجَرْتُكِ فَامْضِي حَيْثُ شِئتِ وَجَرِّبِي
مِنَ النَّاسِ غَيْرِي فَاللَّبِيبُ يُجَـرِّبُ

لَقَدْ ذَلَّ مَنْ أَمْسَى عَلَى رَبْعِ مَنْـزِلٍ
يَنُوحُ عَلَى رَسْـمِ الدِّيَـارِ وَيَنْـدبُ

وَقَدْ فَازَ مَنْ فِي الحَرْبِ أَصْبَحَ جَائِلاً
يُطَاعِـنُ قِرْنـاً وَالغبَـارُ مُطَنِّـبُ

نَدِيمِي رَعَاكَ اللهُ قُمْ غَنِّ لِي عَلَـى
كُؤُوسِ المَنَايَا مِنْ دَمٍ حِيْنَ أَشْـرَبُ

وَلا تَسْقِنِي كَـأْسَ المُـدَامِ فَإِنَّهَـا
يَضَلُّ بِهَا عَقْلُ الشُّجَـاعُ وَيَذْهَـبُ



5- أُعَاتِـبُ دَهـراً لايَلِـيـنُ لِنَـاصِـحٍ


أُعَاتِـبُ دَهــراً لايَلِـيـنُ لِنَـاصِـحٍ
وَأُخْفِي الجَوَى فِي القَلْبِ وَالدَّمْعُ فَاضِحِي

وَقَومِي مَعَ الأيَّامِ عَـوْنٌ عَلَـى دَمِـي
وَقَـدْ طَلَبونِـي بِالقَـنَـا والصَّفَـائِـحِ

وَقَـدْ أَبْعَدونِـي عَـنْ حَبِيـبٍ أُحِبُّـهُ
فَأَصْبَحْتُ فِي قَفْرٍ عَـن الإنْـسِ نَـازِحِ

وَقَدْ هَانَ عنْدِي بَـذْلُ نَفْـسٍ عَزِيـزَةٍ
وَلَـوْ فَارَقَتْنِـي مَـا بَكَتْهَـا جَوَارِحِـي

وَأَيسَـرُ مِــنْ كَـفِّـي إِذَا مَدَدْتُـهَـا
لِنَيْـلِ عَطَـاءٍ مَـدُّ عُنْـقِـي لِـذَابِـحِ

فَيَـا رَبُّ لاتَجْعَـلْ حَيَـاتِـي مَـذَمَّـةً
وَلا مَوْتِـي بَيْـنَ النِّسَـاءِ النَّـوَائِـحِ

وَلكـنْ قَتِيـلاً يَـدْرُجُ الطَّيـرُ حَوْلَـهُ
وَتَشْرَبُ غِرْبَانُ الفَـلا مـنْ جَوَانحِـي



6- إِذا خَصمِي تَقاضانِـي بِدَيـنِ

إِذا خَصمِي تَقاضانِـي بِدَيـنِ
قَضَيتُ الدَّينَ بِالرُّمحِ الرُّدَينِي

وَحَدُّ السَّيفِ يُرضينا جَميعـاً
وَيَحكُمُ بَينَكُـم عَـدلاً وَبَينِـي

جَهِلتُم يا بَنِي الأَنذالِ قَـدري
وَقَد عَرَفَتـهُ أَهـلُ الخافِقيـنِ

وَما هَدَمَت يَدُ الحِدثانِ رُكنِـي
وَلا اِمتَدَّت إِلَيَّ بَنـانُ حَينِـي

عَلَوتُ بِصارِمي وَسِنانِ رُمْحِي
عَلى أُفقِ السُهـا وَالفَرقَدَيـنِ

وَغادَرتُ المُبارِزَ وَسطَ قَفـرٍ
يُعَفِّـرُ خَـدَّهُ وَالعارِضـيـنَ

وَكَم مِن فارِسٍ أَضحَى بِسَيفي
هَشيمَ الرَأسِ مَخضوبَ اليَدَينِ

يَحومُ عَلَيهِ عِقبـانُ المَنايـا
وَتَحجُلُ حَولَهُ غِربـانُ بَيـنِ

وَآخَرُ هارِبٌ مِن هَولِ شَخصي
وَقَد أَجرى دُمـوعَ المُقلَتَيـنِ

وَسَوفَ أُبيدُ جَمعَكُمُ بِصَبـري
وَيَطفا لاعِجي وَتَقَـرُّ عَينِـي

7- إِذا جَحَدَ الجَميلَ

إِذا جَحَدَ الجَميـلَ بَنـو قُـرادٍ
وَجازى بِالقَبيـحِ بَنـو زِيـادِ

فَهُم ساداتُ عَبسٍ أَيـنَ حَلّـوا
كَما زَعَموا وَفُرسـانُ البِـلادِ

وَلا عَيـبٌ عَلَـيَّ وَلا مَــلامٌ
إِذا أَصلَحـتُ حالِـي بِالفَسـادِ

فَإِنَّ النَّارَ تُضـرَمُ فِـي جَمـادِ
إِذا ما الصَّخرُ كَرَّ عَلى الزِّنـادِ

وَيُرجَى الوَصلُ بَعدَ الهَجرِ حيناً
كَما يُرجَى الدُّنُـوُّ مِـنَ البِعـادِ

حَلُمتُ فَما عَرَفتُم حَـقَّ حِلمـي
وَلا ذَكَـرَت عَشيرَتُكُـم وِدادي

سَأَجهَلُ بَعدَ هَذا الحِلـمِ حَتَّـى
أُريقُ دَمَ الحَواضِرِ وَالبَـوادي

وَيَشكو السَّيفُ مِن كَفِّي مَـلالاً
وَيَسأَمُ عَاتِقـي حَمـلَ النِّجـادِ

وَقَد شاهَدتُمُ فِـي يَـومِ طَـيٍّ
فِعالِـي بِالمُهَـنَّـدَةِ الـحِـدادِ

رَدَدتُ الخَيلَ خالِيَـةً حَيَـارَى
وَسُقتُ جِيادَها وَالسَّيفُ حـادي

وَلَو أَنَّ السِّنَـانَ لَـهُ لِسـانٌ
حَكى كَم شَكَّ دِرعـاً بِالفُـؤادِ

وَكَم دَاعٍ دَعا فِي الحَربِ بِاِسمي
وَنادانِي فَخُضتُ حَشَا المُنـادي

لَقَد عادَيتَ يا ابنَ العَـمِّ لَيثـاً
شُجاعاً لا يَمَـلُّ مِـنَ الطِّـرادِ

يَـرُدُّ جَوابَـهُ قَـولاً وَفِـعـلاً
ِبيضِ الهِندِ وَالسُّمـرِ الصِّعـادِ

فَكُن يا عَمروُ مِنهُ عَلى حِـذارٍ
وَلا تَمـلأ جُفونَـكَ بِالـرُّقـادِ

وَلَـولا سَيِّـدٌ فِينَـا مُـطـاعٌ
عَظيمُ القَـدرِ مُرتَفِـعُ العِمـادِ

أَقَمتُ الحَقَّ بِالهِنـدِيِّ رَغمـاً
وَأَظهَرتُ الضَّلالَ مِنَ الرَّشـادِ






--------------------------------------------------------------------------------


8- أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُّيـوفِ

أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُّيوفِ القَواضِبِ
وَأَصبو إِلى طَعنِ الرِّماحِ اللَّواعِـبِ

وَأَشتاقُ كَاسَاتِ المَنونِ إِذا صَفَـت
وَدارَت عَلى رَأسي سِهامُ المَصائِبِ

وَيُطرِبُنِـي وَالخَيـلُ تَعثُـرُ بِالقَنـا
حُداةُ المَنايـا وَاِرتِعـاجُ المَواكِـبِ

وَضَربٌ وَطَعنٌ تَحتَ ظِـلِّ عَجاجَـةٍ
كَجُنحِ الدُّجى مِن وَقعِ أَيدي السَّلاهِبِ

تَطيرُ رُؤوسُ القَومِ تَحـتَ ظَلامِهـا
وَتَنقَضُّ فيهـا كَالنُّجـومُ الثَّواقِـب

وَتَلمَعُ فِيهِا البِيضُ مِن كُـلِّ جانِـبٍ
كَلَمعِ بُروقٍ فِـي ظَـلامِ الغَياهِـبِ

لَعَمرُكَ إِنَّ المَجـدَ وَالفَخـرَ وَالعُـلا
وَنَيلَ الأَمانِـي وَارتِفـاعَ المَراتِـبِ

لِمَـن يَلتَقـي أَبطالَهـا وَسَراتَهـا
بِقَلبٍ صَبورٍ عِندَ وَقـعِ المَضـارِبِ

وَيَبنِي بِحَدِّ السَّيـفِ مَجـداً مُشَيَّـداً
عَلى فَلَكِ العَليـاءِ فَـوقَ الكَواكِـبِ

وَمَن لَم يُرَوِّ رُمْحَهُ مِـن دَمِ العِـدا
إِذا اشتَبَكَت سُمرُ القَنا بِالقَواضِـبِ

وَيُعطي القَنا الخَطِّيَّ فِي الحَربِ حَقَّهُ
وَيَبري بِحَدِّ السَّيفِ عُرضَ المَناكِبِ

يَعيشُ كَما عـاشَ الذَّليـلُ بِغُصَّـةٍ
وَإِن ماتَ لا يُجري دُموعَ النَّـوادِبِ

فَضائِـلُ عَـزمٍ لا تُبـاعُ لِضـارِعٍ
وَأَسـرارُ حَـزمٍ لا تُـذاعُ لِعائِـبِ

بَرَزتُ بِها دَهراً عَلى كُـلِّ حـادِثٍ
وَلا كُحلَ إِلاَّ مِـن غُبـارِ الكَتائِـبِ

إِذا كَـذَبَ البَـرقُ اللَّمـوعُ لِشَائِـمٍ
فَبَرقُ حُسَامِي صَادِقٌ غَيـرُ كـاذِبِ

9- إِذا لَعِـبَ الغَـرامُ بِكُـلِّ حُـرٍّ

إِذا لَعِـبَ الغَـرامُ بِكُـلِّ حُــرٍّ
حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبـري

وَفَضَّلتُ البِعـادَ عَلـى التَّدانِـي
وَأَخفَيتُ الهَوَى وَكَتَمـتُ سِـرِّي

وَلا أُبـقِـي لِعُـذَّالِـي مَـجـالاً
وَلا أُشفِي العَدُوَّ بِهَتـكِ سِتـري

عَرَكـتُ نَوائِـبَ الأَيّـامِ حَتَّـى
عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسـري

وَذَلَّ الدَّهـرُ لَـمّـا أَن رَآنِــي
أُلاقِـي كُـلَّ نائِبَـةٍ بِـصَـدري

وَمَا عَابَ الزَّمـانُ عَلَـيَّ لَونِـي
وَلا حَطَّ السَّـوادُ رَفيـعُ قَـدري

إِذا ذُكِـرَ الفَخـارُ بِـأَرضِ قَـومٍ
فَضَربُ السَّيفِ فِي الهَيجاءِ فَخري

سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلـوتُ حَتَّـى
رَأَيتُ النَجمَ تَحتِي وَهـوَ يَجـري

وَقوماً آخَريـنَ سَعَـوا وَعَـادوا
حَيَارَى مَـا رَأوا أَثَـراً لأَثـري


10- أَحرَقَتنِي نارُ الجَـوى وَالبُعـادِ

أَحرَقَتنِي نارُ الجَـوى وَالبُعـادِ
بَعـدَ فَقـدِ الأَوطـانِ وَالأَولادِ

شَابَ رَأسِي فَصارَ أَبيَضَ لَوناً
بَعدَمـا كـانَ حالِكـاً بِالسَّـوادِ

وَتَذَكَّرتُ عَبلَـةً يَـومَ جَـاءَت
لِوَداعِي وَالهَمُّ وَالوَجـدُ بَـادي

وَهيَ تُذري مِن خيفَةِ البُعدِ دَمعاً
مُستَهِـلاًّ بِلَـوعَـةٍ وَسُـهـادِ

قُلتُ كُفّي الدُموعَ عَنكِ فَقَلبِـي
ذَابَ حُزناً وَلَوعَتِي فِي ازدِيـادِ

وَيحَ هَذا الزَّمانِ كَيفَ رَمانِـي
بِسِهامٍ صَابَت صَميـمَ فُـؤَادي

غَيرَ أَنّي مِثلُ الحُسـامِ إِذا مـا
زادَ صَقـلاً جـادَ يَـومَ جِـلادِ

حَنَّكَتنِي نَوائِـبُ الدَّهـرِ حَتَّـى
أَوقَفَتنِي عَلى طَريـقِ الرَّشـادِ

وَلَقيتُ الأَبطالَ فِي كُـلِّ حَـربٍ
وَهَزَمتُ الرِّجالَ فِي كُـلِّ وادي

وَتَرَكتُ الفُرسانَ صَرعَى بِطَعنٍ
مِن سِنانٍ يَحكي رُؤوسَ المَزادِ

وَحُسامٍ قَد كُنتُ مِن عَهدِ شَدّادٍ
قَديماً وَكانَ مِـن عَهـدِ عـادِ

وَقَهَرتُ المُلوكَ شَرقاً وَغَربـاً
وَأَبَدتُ الأَقرانَ يَـومَ الطِّـرادِ

قَلَّ صَبري عَلى فِراقِ غَصوبٍ
وَهوَ قَد كانَ عُدَّتِي وَاعتِمَـادي

وَكَذا عُروَةٌ وَمَيسَـرَةٌ حَامِـي
حِمَانَا عِنـدَ اِصطِـدامِ الجِيـادِ

لأَفُكَّـنَّ أَسرَهُـم عَـن قَريـبٍ
مِن أَيَادِي الأَعـداءِ وَالحُسَّـادِ


11- إِذا قَنِعَ الفَتَى بِذَميمِ عَيـشٍ

إِذا قَنِعَ الفَتَى بِذَميـمِ عَيـشٍ
وَكانَ وَراءَ سَجـفٍ كَالبَنـاتِ

وَلَم يَهجِم عَلى أُسـدِ المَنايـا
وَلَم يَطعَن صُدورَ الصَّافِنـاتِ

وَلَم يَقرِ الضُّيـوفَ إِذا أَتَـوهُ
وَلَم يُروِ السُّيوفَ مِنَ الكُمـاةِ

وَلَم يَبلُغ بِضَربِ الهَامِ مَجـداً
وَلَم يَكُ صابِراً فِـي النَّائِبـاتِ

فَقُـل لِلنَّاعِيـاتِ إِذا نَعَـتـهُ
أَلا فَاِقصِرنَ نَـدبَ النَّادِبـاتِ

وَلا تَندُبـنَ إِلاَّ لَيـثَ غـابٍ
شُجاعاً فِي الحُروبِ الثَّائِـراتِ

دَعونِي فِي القِتالِ أَمُت عَزيـزً
فَمَوتُ العِزِّ خَيـرٌ مِـن حَيـاةِ

لَعَمري ما الفَخارُ بِكَسبِ مـالٍ
وَلا يُدعَى الغَنِيُّ مِنَ السَّـراةِ

سَتَذكُرُنِي المَعامِعُ كُـلَّ وَقـتٍ
عَلى طُولِ الحَياةِ إِلى المَمَـاتِ

فَذاكَ الذِّكرُ يَبقَى لَيسَ يَفنَـى
مَدَى الأَيّامِ فِي مَـاضٍ وَآتِـي

وَإِنِّي اليَومَ أَحمِي عِرضَ قَومِي
وَأَنصُرُ آلَ عَبسَ عَلى العُـداةِ

وَآخُـذُ مالَنـا مِنهُـم بِحَـربٍ
تَخِرُّ لَهـا مُتـونُ الرَّاسِيـاتِ

وَأَتـرُكُ كُـلَّ نائِحَـةٍ تُنـادي
عَلَيهِـم بِالتَفَـرُّقِ وَالشَّتـاتِ


12- أَتانِي طَيفُ عَبلَةَ فِـي المَنـامِ

أَتانِي طَيفُ عَبلَةَ فِـي المَنـامِ
فَقَبَّلَنِـي ثَلاثـاً فِـي اللِّـثـامِ

وَوَدَّعَنِـي فَأَودَعَنِـي لَهيـبـاً
أُسَتِّرُهُ وَيَشعُـلُ فِـي عِظامـي

وَلَـولا أَنَّنِـي أَخلـو بِنَفسـي
وَأُطفِئُ بِالدُّموعِ جَوَى غَرامـي

لَمُتُّ أَسىً وَكَـم أَشكـو لأَنِّـي
أَغارُ عَلَيكِ يـا بَـدرَ التَّمـامِ

أَيا ابنَةَ مالِكٍ كَيـفَ التَّسَلِّـي
وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطـامِ

وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَومـاً
وَحَولَ خِبـاكِ آسـادُ الأَجـامِ

وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيـتُ قَلبِـي
بِغَيرِ الصَّبرِ يا بِنـتَ الكِـرامِ

إِلى أَن أَرتَقـي دَرَجَ المَعالِـي
بِطَعنِ الرُّمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ

أَنا العَبدُ الَّـذي خُبِّـرتِ عَنـهُ
رَعَيتُ جِمالَ قَومي مِن فِطامي

أَروحُ مِنَ الصَّبَاحِ إِلى مَغيـبٍ
وَأَرقُدُ بَيـنَ أَطنـابِ الخِيـامِ

أَذِلُّ لِعَبلَةٍ مِـن فَـرطِ وَجـدي
وَأَجعَلُها مِنَ الدُّنيـا اهتِمَامـي

وَأَمتَثِلُ الأَوامِـرَ مِـن أَبِيهَـا
وَقَد مَلَكَ الهَوَى مِنِّي زِمامـي

رَضيتُ بِحُبِّها طَوعـاً وَكَرهـاً
فَهَل أَحظَى بِهَا قَبـلَ الحِمـامِ

وَإِن عَابَت سَوادِي فَهوَ فَخري
لأَنِّي فَارِسٌ مِـن نَسـلِ حَـامِ

وَلِي قَلبٌ أَشَدُّ مِـنَ الرَّوَاسِـي
وَذِكرِي مِثلُ عَرفِ المِسكِ نَامي

وَمِن عَجَبِي أَصِيدُ الأُسدَ قَهـراً
وَأَفتَرِسُ الضَّـوارِي كَالهَـوامِ

وَتَقنُصُنِي ظِبا السَّعدِي وَتَسطُو
عَلَيَّ مَهـا الشَرَبَّـةِ وَالخُـزامِ

لَعَمرُ أَبِيـكَ لا أَسلُـو هَوَاهَـا
وَلَو طَحَنَت مَحَبَّتُهـا عِظامـي

عَلَيكِ أَيـا عُبَيلَـةُ كُـلَّ يَـومٍ
سَلامٌ فِي سَـلامٍ فِـي سَـلامِ


13- إِذا فاضَ دَمعِي وَاستَهَلَّ


إِذا فاضَ دَمعِي وَاستَهَلَّ عَلى خَدِّي
وَجاذَبَنِي شَوقي إِلى العَلَمِ السَّعـدي

أُذَكِّرُ قَومي ظُلمَهُـم لِـي وَبَغيَهُـم
وَقِلَّةَ إِنصافِي عَلى القُـربِ وَالبُعـدِ

بَنَيتُ لَهُم بِالسَّيـفِ مَجـداً مُشَيَّـداً
فَلَمَّا تَناهَى مَجدُهُم هَدَمـوا مَجـدي

يَعيبـونَ لَونِـي بِالسَّـوادِ وَإِنَّمـا
فِعالُهُمُ بِالخُبثِ أَسـوَدُ مِـن جِلـدي

فَوا ذُلَّ جِيرانِـي إِذا غِبـتُ عَنهُـمُ
وَطالَ المَدَى ماذَا يُلاقونَ مِن بَعدي

أَتَحسِبُ قَيسٌ أَنَّنِـي بَعـدَ طَردِهِـم
أَخَافُ الأَعَادِي أَو أَذِلُّ مِـنَ الطَّـردِ

وَكَيفَ يَحُلُّ الذُلُّ قَلبِـي وَصارِمـي
إِذا اهتَزَّ قَلبُ الضِّدِّ يَخفُقُ كَالرَّعـدِ

مَتَى سُلَّ فِي كَفّـي بِيَـومِ كَريهَـةٍ
فَلا فَرقَ ما بَينَ المَشايِـخِ وَالمُـردِ

وَما الفَخرُ إِلاَّ أَن تَكـونَ عِمامَتِـي
مُكَوَّرَةَ الأَطرافِ بِالصَّارِمِ الهِنـدي

نَديْمَـيَّ إِمَّـا غِبتُمـا بَعـدَ سَكـرَةٍ
فَلا تَذكُرا أَطـلالَ سَلمَـى وَلا هِنـدِ

وَلا تَذكُرا لِي غَيـرَ خَيـلٍ مُغيـرَةٍ
وَنَقعَ غُبارٍ حالِـكِ اللَّـونِ مُسـوَدِّ

فَـإِنَّ غُبـارَ الصَّافِنـاتِ إِذا عَـلا
نَشِقتُ لَـهُ ريحـاً أَلَـذَّ مِـنَ النَـدِّ

وَرَيحانَتِي رُمحِي وَكاساتُ مَجلِسـي
جَماجِمُ ساداتٍ حِراصٍ عَلى المَجـدِ

وَلِي مِن حُسَامي كُلَّ يَومٍ عَلى الثَّرى
نُقوشُ دَمٍ تُغنِي النَّدامَى عَنِ الـوَردِ

وَلَيسَ يَعيبُ السَّيفَ إِخلاقُ غِمـدِهِ
إِذا كانَ فِي يَومِ الوَغَى قاطِعَ الحَـدِّ

فَلِلَّـهِ دَرّي كَـم غُبـارٍ قَطَعـتُـهُ
عَلى ضَامِرِ الجَنبَينِ مُعتَـدِلِ القَـدِّ

وَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّـى تَبَـدَّدَت
هِزاماً كَأَسرابِ القَطاءِ إِلـى الـوِردِ

فَـزارَةُ قَـد هَيَّجتُـمُ لَيـثَ غابَـةٍ
وَلَم تُفرِقوا بَينَ الضَّلالَـةِ وَالرُّشـدِ

فَقولوا لِحِصنٍ إِن تَعانِـى عَداوَتِـي
يَبيتُ عَلى نارٍ مِنَ الحُزنِ وَالوَجـدِ




--------------------------------------------------------------------------------


14-إِذا رِيحُ الصَّبَا هَبَّـت

إِذا رِيحُ الصَّبَا هَبَّـت أَصِيـلا
شَفَت بِهُبوبِهـا قَلبـاً عَلِيـلا

وَجاءَتنِـي تُخَبِّـرُ أَنَّ قَومـي
بِمَن أَهوَاهُ قَد جَدُّوا الرَّحِيـلا

وَما حَنّوا عَلى مَـن خَلَّفـوهُ
بِوادي الرَّملِ مُنطَرِحاً جَديـلا

يَحِنُّ صَبَابَـةً وَيَهيـمُ وَجـداً
إِلَيهِمُ كُلَّمـا سَاقُـوا الحُمـولا

أَلا يا عَبلَ إِن خَانوا عُهُـودي
وَكانَ أَبوكِ لا يَرعَى الجَمِيـلا

حَمَلتُ الضَّيمَ وَالهِجرانَ جُهدي
عَلى رَغمي وَخالَفتُ العَـذولا

عَرَكتُ نَوائِـبَ الأَيَّـامِ حَتَّـى
رَأَيتُ كَثيرَهـا عِنـدي قَلِيـلا

وَعَادانِي غُرابُ البَيـنِ حَتَّـى
كَأَنِّي قَـد قَتَلـتُ لَـهُ قَتِيـلا

وَقَد غَنَّى عَلى الأَغصَانِ طَيرٌ
بِصَوتِ حَنينِهِ يَشفِي الغَلِيـلا

بَكَى فَأَعَرتُـهُ أَجفَـانَ عَينِـي
وَناحَ فَـزادَ إِعوَالِـي عَوِيـلا

فَقُلتُ لَهُ جَرَحتَ صَميمَ قَلبِـي
وَأَبدَى نَوحُكَ الـدَّاءَ الدَّخِيـلا

وَما أَبقَيتَ فِي جَفنِي دُموعـاً
وَلا جِسماً أَعيشُ بِـهِ نَحِيـلا

وَلا أَبقَى لِيَ الهِجرانُ صَبـراً
لِكَي أَلقَى المَنـازِلَ وَالطُّلـولا

أَلِفتُ السُّقمَ حَتَّى صَارَ جِسمِي
إِذا فَقَدَ الضَنَى أَمسَى عَلِيـلا

وَلَو أَنِّي كَشَفتُ الدِّرعَ عَنِّـي
رَأَيتَ وَرائَـهُ رَسمـاً مُحِيـلا

وَفِي الرَّسمِ المُحيلِ حُسَامُ نَفسٍ
يُقَلِّلُ حَدُّهُ السَّيـفَ الصَّقيـلا


15- يا عَبلَ قَرِّي بِوَادِي

يا عَبلَ قَرِّي بِوَادِي الرَّمـلِ آمِنَـةً
مِنَ العُـداةِ وَإِن خُوِّفـتِ لا تَخَفـي

فَـدونَ بَيتِـكِ أُسـدٌ فِـي أَنامِلِهـا
بيضٌ تَقُدُّ أَعالِي البِيضِ وَالحَجَـفِ

للهِ دَرُّ بَنِـي عَبـسٍ لَقَـد بَلَـغـوا
كُلَّ الفَخارِ وَنالـوا غايَـةَ الشَّـرَفِ

خَافُوا مِنَ الحَربِ لَمَّا أَبصَروا فَرَسِي
تَحتَ العَجاجَةِ يَهوي بِي إِلى التَّلَفِ

ثُمَّ اقتَفوا أَثَري مِن بَعدِ ما عَلِمـوا
أَنَّ المَنِيَّةَ سَهـمٌ غَيـرُ مُنصَـرِفِ

خُضتُ الغُبارَ وَمُهري أَدهَـمٌ حَلِـكٌ
فَعـادَ مُختَضِبـاً بِالـدَّمِّ وَالجِيَـفِ

مَا زِلتُ أُنصِفُ خَصمِي وَهوَ يَظلُمُنِي
حَتَّى غَدا مِن حُسَامي غَيرَ مُنتَصِفِ

وَإِن يَعيبوا سَواداً قَد كُسيـتُ بِـهِ
فَالدُّرُّ يَستُرُهُ ثَـوبٌ مِـنَ الصَّـدَفِ


16- إِذا اشتَغَلَت أَهلُ البَطالَةِ

إِذا اشتَغَلَت أَهلُ البَطالَةِ فِي الكَاسِ
أَوِ اِغتَبَقوها بَينَ قَـسٍّ وَشَمَّـاسِ

جَعَلتُ مَنامِي تَحتَ ظِـلِّ عَجاجَـةٍ
وَكَأسَ مُدامِي قِحفَ جُمجُمَةِ الرَّاسِ

وَصَوتُ حُسَامِي مُطرِبِـي وَبَريقُـهُ
إِذا اسوَدَّ وَجهُ الأُفقِ بِالنَقعِ مِقباسي

وَإِن دَمدَمَت أُسدُ الشَّرى وَتَلاحَمَت
أُفَرِّقُها وَالطَّعـنُ يَسبُـقُ أَنفَاسـي

وَمَن قَـالَ إِنِّـي أَسـوَدٌ لِيَعيبَنِـي
أُريهِ بِفِعلـي أَنَّـهُ أَكـذَبُ النَّـاسِ

فَسيري مَسيرَ الأَمنِ يا بِنتَ مالِـكٍ
وَلا تَجنَحي بَعدَ الرَّجاءِ إِلى اليَـاسِ

فَلَو لاحَ لِي شَخصُ الحِمامِ لَقيتُـهُ
بِقَلبٍ شَديدِ البَأسِ كَالجَبَلِ الرَّاسـي


قصائد عنترة ==

{{قصيدة|لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ|ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ}}
{{قصيدة|ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ|إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا}}
{{قصيدة|قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ|واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا}}
{{قصيدة|لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا|منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ الـعربُ}}
{{قصيدة|لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ|يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ}}
{{قصيدة|إن كنت تعلمُ يا نعمانُ أن يدي|قصيرةٌ عنك فالأيام تنقلب}}
{{قصيدة|أليوم تعلم, يانعمان, اي فتىً|يلقى أخاك ألذي غرّه ألعصبُ}}
{{قصيدة|إن الأفاعي وإن لانت ملامسها|عند التقلب في أنيابها الــعطبُ}}
{{قصيدة|فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً|وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الـرُّمْحِ مُخْتَضِبُ}}
{{قصيدة|إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ|وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُـبُ }}
{{قصيدة|والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا|والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ}}
{{قصيدة|إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة|تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ}}
{{قصيدة|لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ ولل|ـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة ِالسَّـلَبُ}}
{{قصيدة|لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة|إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا}}
{{قصيدة|أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم|إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّة ُالقُضْبُ}}
{{قصيدة|تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرة|ٌمِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ}}
{{قصيدة|ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً|بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ}}
{{قصيدة|فا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا|والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا}}
{{قصيدة|والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي|والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُـبُ}}

قي موت عنترة ثلاث روايات أشهرها صاحب الأغاني قال إنه أي عنترة أغار على بني نبهان فأطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير وجعل يرتجز:

حظ بني نبهان الأخبث....كأنما آثارهما بالحثحث.

وكان جابر بن وزر النبهاني الملقب بالأسد الرهيص في فتوة فرماه وقال: خذها وأنا ابن سلمى فقطع ظهره فتحامل بالرمية حتى أتى أهله وهو مجروح فقال أبياتا مطلعها:

وإن ابن سلمى فأعلموا عنده دمي وهيهات لا يرجى ابن سلمى ولا دمي.

يريد أن قومه لن يتمكنوا من الأخذ بثأره.

{{Commons cat|Antarah ibn Shaddad}}


م///

عفراء
08-12-2010, 12:40
بارك الله فيك الخامس
جزاك الله كل خير
لاعدمنا جدك وجديدك وتالقك ومفيدك
سلمت ودمت نورا ونبراسا
ورضي الله عنك وارضاك

الخامس
08-12-2010, 13:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[قال علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - : ( من اعتمد على ماله قل ، ومن اعتمد على عقله ضل، ومن اعتمد على جلهه ذل ، ومن اعتمد على الله لا قل ولا ضل ولا ذل )

الاخت عفراء جزاك الله كل الجزاء على مرورك وردك الانيق الذى اضاء متصفحى

وزاده اشعاعا ورونقا
واشكر على الكلمات الطيبة التى لا تنبع الا من قلب طيب ذو اصل وتربية
وثقافة عالية
سلمت ودمت ولك ودى واحترامى مع اسمى ايات التقدير
اهدى لك هذه القصيدة اتمنى ان تعجبك
ما قاله عنتر :
إِذا فاضَ دَمعِي وَاستَهَلَّ عَلى خَدِّي
وَجاذَبَنِي شَوقي إِلى العَلَمِ السَّعـدي

أُذَكِّرُ قَومي ظُلمَهُـم لِـي وَبَغيَهُـم
وَقِلَّةَ إِنصافِي عَلى القُـربِ وَالبُعـدِ

بَنَيتُ لَهُم بِالسَّيـفِ مَجـداً مُشَيَّـداً
فَلَمَّا تَناهَى مَجدُهُم هَدَمـوا مَجـدي

يَعيبـونَ لَونِـي بِالسَّـوادِ وَإِنَّمـا
فِعالُهُمُ بِالخُبثِ أَسـوَدُ مِـن جِلـدي

فَوا ذُلَّ جِيرانِـي إِذا غِبـتُ عَنهُـمُ
وَطالَ المَدَى ماذَا يُلاقونَ مِن بَعدي

أَتَحسِبُ قَيسٌ أَنَّنِـي بَعـدَ طَردِهِـم
أَخَافُ الأَعَادِي أَو أَذِلُّ مِـنَ الطَّـردِ

وَكَيفَ يَحُلُّ الذُلُّ قَلبِـي وَصارِمـي
إِذا اهتَزَّ قَلبُ الضِّدِّ يَخفُقُ كَالرَّعـدِ

مَتَى سُلَّ فِي كَفّـي بِيَـومِ كَريهَـةٍ
فَلا فَرقَ ما بَينَ المَشايِـخِ وَالمُـردِ

وَما الفَخرُ إِلاَّ أَن تَكـونَ عِمامَتِـي
مُكَوَّرَةَ الأَطرافِ بِالصَّارِمِ الهِنـدي

نَديْمَـيَّ إِمَّـا غِبتُمـا بَعـدَ سَكـرَةٍ
فَلا تَذكُرا أَطـلالَ سَلمَـى وَلا هِنـدِ

وَلا تَذكُرا لِي غَيـرَ خَيـلٍ مُغيـرَةٍ
وَنَقعَ غُبارٍ حالِـكِ اللَّـونِ مُسـوَدِّ

فَـإِنَّ غُبـارَ الصَّافِنـاتِ إِذا عَـلا
نَشِقتُ لَـهُ ريحـاً أَلَـذَّ مِـنَ النَـدِّ

وَرَيحانَتِي رُمحِي وَكاساتُ مَجلِسـي
جَماجِمُ ساداتٍ حِراصٍ عَلى المَجـدِ

وَلِي مِن حُسَامي كُلَّ يَومٍ عَلى الثَّرى
نُقوشُ دَمٍ تُغنِي النَّدامَى عَنِ الـوَردِ

وَلَيسَ يَعيبُ السَّيفَ إِخلاقُ غِمـدِهِ
إِذا كانَ فِي يَومِ الوَغَى قاطِعَ الحَـدِّ

فَلِلَّـهِ دَرّي كَـم غُبـارٍ قَطَعـتُـهُ
عَلى ضَامِرِ الجَنبَينِ مُعتَـدِلِ القَـدِّ

وَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّـى تَبَـدَّدَت
هِزاماً كَأَسرابِ القَطاءِ إِلـى الـوِردِ

فَـزارَةُ قَـد هَيَّجتُـمُ لَيـثَ غابَـةٍ
وَلَم تُفرِقوا بَينَ الضَّلالَـةِ وَالرُّشـدِ

فَقولوا لِحِصنٍ إِن تَعانِـى عَداوَتِـي
يَبيتُ عَلى نارٍ مِنَ الحُزنِ وَالوَجـدِ



:v9v9net_015: