الخامس
26-11-2010, 21:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين الأحتقار والغرور
الأنسان كائن عجيب يجمع بين المتناقضات ، فإذا أمعنت النظر في بعض جوانبه وجدته أقوى من ما خلق الله في الحياة ، حتى انه أستطاع أن يطير في الجو ، وأن يغزو الفضاء ، وأن يغوص في البحر ، وأن يقلب الصحاري المجدبه إلى حدائق وارفة الظلال ، وإذا أمعنت النظر في جوانبه الأخرى وجدته ضعيفا عاجزا ، تؤذيه الذبابه الشارده ، وتقتله النسمه البارده ، وتمرضه الشوكه الحاده وتورده الردى خاطرة هم ووسوسة سوء.
والأنسان العاقل هو الذي لا ينسى جوانب الضعف والقوة، فلا يغر بمظاهر القوه والذكاء والعلم حتى يزعم لنفسه كل فضيله ويتطاول بغروره الى كل منزله ، ولا يركن الى جوانب الضعف والعجز فيه ، فيحتقر نفسه ، ويزدري إمكانياته .
ومن علائم الخير في كل أمه أن تنجو من مرضين خطيرين : مرض الغرور ، ومرض الأحتقار.
الغرور : هو أن ترى أفرادها يحتقرون كل من عداهم ، ويتطاولون إلى ما ليس في قدرتهم ، ويتدخلون فيما ليس من شأنهم ، ويحكمون على ما لم يحط به علمهم ، حتى ليترفع أحدهم عن الإصغاء إلى نصيحه ، والأستماع لرأي ، والخضوع لكبير ، والأجلال لعالم ..فكل واحد منهم يرى نفسه عالما فوق العلماء ، وحكيما أوعى من الحكماء ، وسياسيا لا تغيب عنه شارده ، وعظيما لا يرى بجانبه أحدا يستحق الأجلال و الإكبار.
المرض الثاني الأحتقار : وهو أحتقار النفس..تجتمع الى رجل من المرضى بهذا المرض النفسي ، فتراه محطم الأعصاب ، مسلوب الأرادة ، فاقد الأمل ، لا يثق بنفسه ولا بأمته .....وما أقساه من مرض على الأمة إذ يشل فيها الوعي والحياة والحركة ، ويجعلها ذليلة امام كل جبار ، ضعيفة امام كل قوي.
وقد نهانا الأسلام عن هذين المرضين ، وأبعدنا عن التخلق بهما :
النهي عن الغرور
قال تعالى(( ومابكم من نعمة فمن الله(النحل) ))
وقال ((وفوق كل ذى علم عليم (يوسف) ))
النهي عن أحتقار النفس
قال تعالى(( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين( آل عمران) ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لايحقرن أحدكم نفسه)
منقول من كتاب للدكتور المرحوم بأذن الله مصطفى السباعي
مع تحياتى
بين الأحتقار والغرور
الأنسان كائن عجيب يجمع بين المتناقضات ، فإذا أمعنت النظر في بعض جوانبه وجدته أقوى من ما خلق الله في الحياة ، حتى انه أستطاع أن يطير في الجو ، وأن يغزو الفضاء ، وأن يغوص في البحر ، وأن يقلب الصحاري المجدبه إلى حدائق وارفة الظلال ، وإذا أمعنت النظر في جوانبه الأخرى وجدته ضعيفا عاجزا ، تؤذيه الذبابه الشارده ، وتقتله النسمه البارده ، وتمرضه الشوكه الحاده وتورده الردى خاطرة هم ووسوسة سوء.
والأنسان العاقل هو الذي لا ينسى جوانب الضعف والقوة، فلا يغر بمظاهر القوه والذكاء والعلم حتى يزعم لنفسه كل فضيله ويتطاول بغروره الى كل منزله ، ولا يركن الى جوانب الضعف والعجز فيه ، فيحتقر نفسه ، ويزدري إمكانياته .
ومن علائم الخير في كل أمه أن تنجو من مرضين خطيرين : مرض الغرور ، ومرض الأحتقار.
الغرور : هو أن ترى أفرادها يحتقرون كل من عداهم ، ويتطاولون إلى ما ليس في قدرتهم ، ويتدخلون فيما ليس من شأنهم ، ويحكمون على ما لم يحط به علمهم ، حتى ليترفع أحدهم عن الإصغاء إلى نصيحه ، والأستماع لرأي ، والخضوع لكبير ، والأجلال لعالم ..فكل واحد منهم يرى نفسه عالما فوق العلماء ، وحكيما أوعى من الحكماء ، وسياسيا لا تغيب عنه شارده ، وعظيما لا يرى بجانبه أحدا يستحق الأجلال و الإكبار.
المرض الثاني الأحتقار : وهو أحتقار النفس..تجتمع الى رجل من المرضى بهذا المرض النفسي ، فتراه محطم الأعصاب ، مسلوب الأرادة ، فاقد الأمل ، لا يثق بنفسه ولا بأمته .....وما أقساه من مرض على الأمة إذ يشل فيها الوعي والحياة والحركة ، ويجعلها ذليلة امام كل جبار ، ضعيفة امام كل قوي.
وقد نهانا الأسلام عن هذين المرضين ، وأبعدنا عن التخلق بهما :
النهي عن الغرور
قال تعالى(( ومابكم من نعمة فمن الله(النحل) ))
وقال ((وفوق كل ذى علم عليم (يوسف) ))
النهي عن أحتقار النفس
قال تعالى(( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين( آل عمران) ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لايحقرن أحدكم نفسه)
منقول من كتاب للدكتور المرحوم بأذن الله مصطفى السباعي
مع تحياتى