الخامس
19-11-2010, 23:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أتعامل مع زوجي ؟ ماابي أخسره وكيف أقنعه يحكم عقله؟ ومايصدق اي كلام !
أنا واثقه من نفسي أني ماسويت شي طبعا زوجي معي في بيتنا زي العسل وإذارحنا لاهله يصبح وحش, ومارضي نقلل زيارات لهم وهم كل زياره يختلقون مشكله وهو يصدقهم مع إنه عارف اخلاقي وتربيتي وديني وإذا مارحنا لهم كلموه عالجوال وحرشوه علي.
– أختي الفاضلة – بهذه القصة سوف نستخلص منها بعضاً من العبر والدروس والتي من شأنها أن تكون عاملاً مساعداً لكِ – وفقكِ الله - .
القصة
هذه امرأة صينية تزوجت ، وبسبب ظروف زوجها المادية وجدت نفسها تعيش مع حماتها في بيت واحد، ولم يكن يمر عليها يوم دون أن تدخل في مشاجرة مع أم زوجها، حتى فاض بها الكيل، ولجأت إلى أحد أقاربها ويدعى "هوانج" ، وكان بارعا في العلاج بالأعشاب، وطلبت منه مساعدتها في التخلص من حماتها التي جعلت حياتها بؤسا مقيما، وأبلغها "هوانج" بأنه يعرف نوعا من السموم يقضي على من يتناوله في دقائق ، ولكنه نصحها بعدم استخدامه لأن الشبهات ستحوم حولها فور وفاة حماتها، ونصحها باستخدام سم بطيء المفعول ، يؤدي إلى الوفاة بعد عدة أشهر إثر تراكمه في الجسم، وشرح لها كيف تضيف ذلك السم إلى طعام وشراب حماتها بجرعات صغيرة محسوبة، وكي تبعد عن نفسها أي شبهة بعد وفاة الحماة بالسم البطيء، لأن جميع الجيران والأهل يعرفون انعدام الود بينها والحماة، نصح "هوانج" الزوجة بأن تقوم بتطبيع العلاقات مع حماتها، وتتحمل إساءاتها وتبتسم في وجهها وتحسن معاملتها .
وعادت الزوجة إلى البيت سعيدة بالسم الذي سيقضي على حماتها المشاغبة بعد بضعة أشهر، وكلما صاحت الحماة: هاتي شاي يا بنت يا .... ، ردت عليها بابتسامة: حاضر ، يا نور عيني ، (وهي تقول سراً : بعكس ذلك بل تدعوا عليها بالهلاك ) .
ثم جاءت ومعها الشاي وقد وضعت قليلا من السم في الشاي وقدمته لأم زوجها وهي تنحني أمامها في أدبٍ ، وظلت الزوجة على هذا المنوال نحو ثلاثة أشهر، لاحظت خلالها أن حماتها صارت، تستجيب لأدبها وتهذيبها المتكلف وتعاملها بلطف .
وبمرور الأيام صارت العلاقة بينهما ودية، وصارتا تعاملان بعضهما البعض برفق ومودة غير متكلفة ، بل إنها أحست بأنها صارت تحب حماتها وتتمنى لها الخير، فهرعت من ثم إلى "هوانج" لتطلب منه المساعدة في إبطال مفعول السموم التي أعطتها لحماتها على مدى عدة أشهر، وشرحت له كيف أنها صارت تبادل حماتها حبا بحب،.. ضحك "هوانج" وقال لها إن خلطة الأعشاب التي أعطاها لها كي تسمم حماتها كانت في واقع الأمر "فيتامينات مقوية" وأضاف قائلاً : إنَّ السم كان في عقلك ، وها أنت قد عرفت أن الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة تلين الصخر فعودي إلى بيتك مطمئنة بعد أن تخلصتِ من السم الذي كاد يقضي على حياتكِ الزوجية
أختي الكريمة : أعظم درس وفائدة نستخلصها من هذه القصة : هو أنَّ التعامل مع أم الزوج يحتاج إلى مهارة وفن .. وهذا لا يجيده إلاَّ الذكيات من بنات ادم . فكوني منهنَّ.
ومنشأ الخصال التي تتعامل بها الزوجة مع أم زوجها ومنبعها خصلتان :
الخصلة الأولى : التعامل بالأخلاق الفاضلة و الحسنة رغبةً فيما عند الله تبارك وتعالى ، والدار الآخرة .
أختي المؤمنة : ألا تريدين أن تكوني قريبة من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ؟ .
إذن : فعليكِ بحسن الخلق .
جاء في مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس ألا أحدثكم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ثلاث مرات يقولها قال قلنا بلى يا رسول الله قال فقال أحسنكم أخلاقا .
صحيح : قد تقولي : رعاكِ الله بأنكِ لم تخطيء على أم زوجكِ ولكن المرأة الكبيرة مزاجها وفكرها يختلف تماماً عن التفكير الراجح – في بعض الأحيان - ، كما أخبر تبارك وتعالى أنَّه من يُردُّ إلى أرذل العمر .
فالمهم هو التعامل الذكي والفطن مع أم الزوجة .
الخصلة الثانية : تحمل الأذى والصبر عليه ، واحتساب ذلك عند علامَّ الغيوب سبحانه الذي لا تخفى عليه غائبة في السماء ولا في الأرض .جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة :
أصلهم ويقطعوني ،وأحسن إليهم ويسيئون إلي ،وأحلم عنهم ويجهلون علي .
فقال عليه الصلاة والسلام : ( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) .
( الْمَلّ ) بِفَتْحِ الْمِيم : الرَّمَاد الْحَارّ ، وَ ( تُسِفُّهُمْ ) بِضَمِّ التَّاء وَكَسْر السِّين وَتَشْدِيد الْفَاء ، وَ ( الظَّهِير ) الْمُعِين ، وَالدَّافِع لِأَذَاهُمْ .
أختي الكريمة : إن أهم علاجات الأعداء هو علاج الإحسان إلى العدو ، وهذا قد أوصانا به ربنا تبارك وتعالى في ثلاثة آيات من القران الكريم ، وهي :
1 - قال الله تعالى: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 199، 200].
2 -وقال تعالى: { ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ } [المؤمنون: 96 -98] .
3 -وقال تعالى: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [فصلت: 34 -36] .
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره (ج 1 / ص 110) : ( فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه، ليرده عنه طبعُهُ الطَّيب الأصل إلى الموادة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل ) . انتهى .
و في الختام : أقول لكِ يا عزيزتي الفاضلة : إنك قادرة على كسب قلب زوجكِ وهذا أمر تجيده الذكيات من النساء ، فالزوجة الذكية هي التي تبقي شعلة الحب مشتعلة في بيتها، وأواصر العاطفة متأججة دائمًا مع زوجها، ورغم أن هذا مطلب لكل الزوجات، لكن الساعيات لتحقيق هذا المطلب قليلات " .
وقد أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مخاطباً للنساء : ( ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) .
وهنا أقص عليكِ هذه القصة : لتستفيدي منها أختي الفاضلة أنَّ المرأة قادرة على فعل المستحيل لكي تكسب زوجها .. لكن تحتاج إلى شيء من التفكير والذكاء والتخطيط .
فيحكى أن امرأةً كانت تعيش في خلاف دائم مع زوجها فذهبت ذات يوم إلى صديقة لها وشرحت لها حالها مع زوجها وعندئذ نصحتها الصديقة أن تذهب إلى حكيم القرية , وطلبت منه أن يعمل لها عملا سحرياً بحيث يحبها زوجها حبا لا يرى معها أحد من نساء العالم .. ولأنه عالم ومرب و حكيم قال لها : إنك تطلبين شيئا ليس بسهل لقد طلبت شيئا عظيما فهل أنت مستعدة لتحمل التكاليف ؟ .
قالت : نعم .
قال لها : إن الأمر لا يتم إلا إذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد .
قالت: الأسد ؟ .
قال : نعم .
قالت : كيف أستطيع ذلك والأسد حيوان مفترس ولا أضمن أن يقتلني أليس هناك طريقة أسهل وأكثر أمنا ؟ .
قال لها : لا يمكن أن يتم لك ما تريدين من محبة الزوج إلا بهذا وإذا فكرتِ ستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف .
ويجب أن يكون الأسد.. حرا طليقا.. ويجب أن تنزعي منه الشعرة أنت بيدكِ .
ذهبت المرأة وهي تضرب أخماسا بأسداس تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة فاستشارت من تثق بحكمته فقيل لها إن الأسد لا يفترس إلا إذا جاع وعليها أن تشبعه حتى تأمن شره .
أخذت بالنصيحة وذهبت إلى الغابة القريبة منهم وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم وتبتعد واستمرت في إلقاء اللحم إلى أن ألفت الأسد وألفها مع الزمن .
وفي كل مرة كانت تقترب منه قليلا إلى أن جاء اليوم الذي تمدد الأسد بجانبها .
وفي إحدى المرات أكل الأسد حتى شبع وذهب عند المرأة ونام بجنبها.. وهي تمسح على رقبة الأسد حتى اطمئن كثيرا لها.. وبكل سهولة سحبت من رقبة الأسد شعرة من رقبته وهو لا يشك في محبتها له , وما إن أحست بتملكها للشعرة حتى أسرعت للحكيم لتعطيه إياها والفرحة تملأ نفسها .
فلما رأى الحكيم الشعرة سألها: ماذا فعلتِ حتى استطعت أن تحصلي على هذه الشعرة؟ .
فشرحت له خطة ترويض الأسد، والتي تلخصت في معرفة المدخل لقلب الأسد أولا وهو البطن ثم الاستمرار والصبر على ذلك إلى أن يحين وقت قطف الثمرة .
حينها قال لها هذا الحكيم : يا أمة الله .... زوجكِ ليس أكثر شراسة من الأسد .. افعلي مع زوجكِ مثل ما فعلتِ مع الأسد تملكيه .
تعرفي على المدخل لقلبه وأشبعي جوعته تأسريه ، وضعي الخطة لذلك واصبري .
وهنا أقول لكِ مثل مقولة الحكيم لتلك الزوجة : " زوجكِ ليس أكثر شراسة من الأسد , افعلي مع زوجكِ مثل ما فعلتِ مع الأسد تملكيه ."
وأسأل الرب تبارك وتعالى أن ييسرَّ أمركِ ، وأن يبدلَّ أحزانكِ أفراحاً ، وأن يجمع بينكما على خير . و لا تنسي دعاء الرب القريب السميع المجيب لا سيما في ثلث الليل الآخر .
والله ولي التوفيق .
منقول للارشاد
مع تحياتى للمراة
كيف أتعامل مع زوجي ؟ ماابي أخسره وكيف أقنعه يحكم عقله؟ ومايصدق اي كلام !
أنا واثقه من نفسي أني ماسويت شي طبعا زوجي معي في بيتنا زي العسل وإذارحنا لاهله يصبح وحش, ومارضي نقلل زيارات لهم وهم كل زياره يختلقون مشكله وهو يصدقهم مع إنه عارف اخلاقي وتربيتي وديني وإذا مارحنا لهم كلموه عالجوال وحرشوه علي.
– أختي الفاضلة – بهذه القصة سوف نستخلص منها بعضاً من العبر والدروس والتي من شأنها أن تكون عاملاً مساعداً لكِ – وفقكِ الله - .
القصة
هذه امرأة صينية تزوجت ، وبسبب ظروف زوجها المادية وجدت نفسها تعيش مع حماتها في بيت واحد، ولم يكن يمر عليها يوم دون أن تدخل في مشاجرة مع أم زوجها، حتى فاض بها الكيل، ولجأت إلى أحد أقاربها ويدعى "هوانج" ، وكان بارعا في العلاج بالأعشاب، وطلبت منه مساعدتها في التخلص من حماتها التي جعلت حياتها بؤسا مقيما، وأبلغها "هوانج" بأنه يعرف نوعا من السموم يقضي على من يتناوله في دقائق ، ولكنه نصحها بعدم استخدامه لأن الشبهات ستحوم حولها فور وفاة حماتها، ونصحها باستخدام سم بطيء المفعول ، يؤدي إلى الوفاة بعد عدة أشهر إثر تراكمه في الجسم، وشرح لها كيف تضيف ذلك السم إلى طعام وشراب حماتها بجرعات صغيرة محسوبة، وكي تبعد عن نفسها أي شبهة بعد وفاة الحماة بالسم البطيء، لأن جميع الجيران والأهل يعرفون انعدام الود بينها والحماة، نصح "هوانج" الزوجة بأن تقوم بتطبيع العلاقات مع حماتها، وتتحمل إساءاتها وتبتسم في وجهها وتحسن معاملتها .
وعادت الزوجة إلى البيت سعيدة بالسم الذي سيقضي على حماتها المشاغبة بعد بضعة أشهر، وكلما صاحت الحماة: هاتي شاي يا بنت يا .... ، ردت عليها بابتسامة: حاضر ، يا نور عيني ، (وهي تقول سراً : بعكس ذلك بل تدعوا عليها بالهلاك ) .
ثم جاءت ومعها الشاي وقد وضعت قليلا من السم في الشاي وقدمته لأم زوجها وهي تنحني أمامها في أدبٍ ، وظلت الزوجة على هذا المنوال نحو ثلاثة أشهر، لاحظت خلالها أن حماتها صارت، تستجيب لأدبها وتهذيبها المتكلف وتعاملها بلطف .
وبمرور الأيام صارت العلاقة بينهما ودية، وصارتا تعاملان بعضهما البعض برفق ومودة غير متكلفة ، بل إنها أحست بأنها صارت تحب حماتها وتتمنى لها الخير، فهرعت من ثم إلى "هوانج" لتطلب منه المساعدة في إبطال مفعول السموم التي أعطتها لحماتها على مدى عدة أشهر، وشرحت له كيف أنها صارت تبادل حماتها حبا بحب،.. ضحك "هوانج" وقال لها إن خلطة الأعشاب التي أعطاها لها كي تسمم حماتها كانت في واقع الأمر "فيتامينات مقوية" وأضاف قائلاً : إنَّ السم كان في عقلك ، وها أنت قد عرفت أن الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة تلين الصخر فعودي إلى بيتك مطمئنة بعد أن تخلصتِ من السم الذي كاد يقضي على حياتكِ الزوجية
أختي الكريمة : أعظم درس وفائدة نستخلصها من هذه القصة : هو أنَّ التعامل مع أم الزوج يحتاج إلى مهارة وفن .. وهذا لا يجيده إلاَّ الذكيات من بنات ادم . فكوني منهنَّ.
ومنشأ الخصال التي تتعامل بها الزوجة مع أم زوجها ومنبعها خصلتان :
الخصلة الأولى : التعامل بالأخلاق الفاضلة و الحسنة رغبةً فيما عند الله تبارك وتعالى ، والدار الآخرة .
أختي المؤمنة : ألا تريدين أن تكوني قريبة من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ؟ .
إذن : فعليكِ بحسن الخلق .
جاء في مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس ألا أحدثكم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ثلاث مرات يقولها قال قلنا بلى يا رسول الله قال فقال أحسنكم أخلاقا .
صحيح : قد تقولي : رعاكِ الله بأنكِ لم تخطيء على أم زوجكِ ولكن المرأة الكبيرة مزاجها وفكرها يختلف تماماً عن التفكير الراجح – في بعض الأحيان - ، كما أخبر تبارك وتعالى أنَّه من يُردُّ إلى أرذل العمر .
فالمهم هو التعامل الذكي والفطن مع أم الزوجة .
الخصلة الثانية : تحمل الأذى والصبر عليه ، واحتساب ذلك عند علامَّ الغيوب سبحانه الذي لا تخفى عليه غائبة في السماء ولا في الأرض .جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة :
أصلهم ويقطعوني ،وأحسن إليهم ويسيئون إلي ،وأحلم عنهم ويجهلون علي .
فقال عليه الصلاة والسلام : ( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) .
( الْمَلّ ) بِفَتْحِ الْمِيم : الرَّمَاد الْحَارّ ، وَ ( تُسِفُّهُمْ ) بِضَمِّ التَّاء وَكَسْر السِّين وَتَشْدِيد الْفَاء ، وَ ( الظَّهِير ) الْمُعِين ، وَالدَّافِع لِأَذَاهُمْ .
أختي الكريمة : إن أهم علاجات الأعداء هو علاج الإحسان إلى العدو ، وهذا قد أوصانا به ربنا تبارك وتعالى في ثلاثة آيات من القران الكريم ، وهي :
1 - قال الله تعالى: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 199، 200].
2 -وقال تعالى: { ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ } [المؤمنون: 96 -98] .
3 -وقال تعالى: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [فصلت: 34 -36] .
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره (ج 1 / ص 110) : ( فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه، ليرده عنه طبعُهُ الطَّيب الأصل إلى الموادة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل ) . انتهى .
و في الختام : أقول لكِ يا عزيزتي الفاضلة : إنك قادرة على كسب قلب زوجكِ وهذا أمر تجيده الذكيات من النساء ، فالزوجة الذكية هي التي تبقي شعلة الحب مشتعلة في بيتها، وأواصر العاطفة متأججة دائمًا مع زوجها، ورغم أن هذا مطلب لكل الزوجات، لكن الساعيات لتحقيق هذا المطلب قليلات " .
وقد أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مخاطباً للنساء : ( ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) .
وهنا أقص عليكِ هذه القصة : لتستفيدي منها أختي الفاضلة أنَّ المرأة قادرة على فعل المستحيل لكي تكسب زوجها .. لكن تحتاج إلى شيء من التفكير والذكاء والتخطيط .
فيحكى أن امرأةً كانت تعيش في خلاف دائم مع زوجها فذهبت ذات يوم إلى صديقة لها وشرحت لها حالها مع زوجها وعندئذ نصحتها الصديقة أن تذهب إلى حكيم القرية , وطلبت منه أن يعمل لها عملا سحرياً بحيث يحبها زوجها حبا لا يرى معها أحد من نساء العالم .. ولأنه عالم ومرب و حكيم قال لها : إنك تطلبين شيئا ليس بسهل لقد طلبت شيئا عظيما فهل أنت مستعدة لتحمل التكاليف ؟ .
قالت : نعم .
قال لها : إن الأمر لا يتم إلا إذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد .
قالت: الأسد ؟ .
قال : نعم .
قالت : كيف أستطيع ذلك والأسد حيوان مفترس ولا أضمن أن يقتلني أليس هناك طريقة أسهل وأكثر أمنا ؟ .
قال لها : لا يمكن أن يتم لك ما تريدين من محبة الزوج إلا بهذا وإذا فكرتِ ستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف .
ويجب أن يكون الأسد.. حرا طليقا.. ويجب أن تنزعي منه الشعرة أنت بيدكِ .
ذهبت المرأة وهي تضرب أخماسا بأسداس تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة فاستشارت من تثق بحكمته فقيل لها إن الأسد لا يفترس إلا إذا جاع وعليها أن تشبعه حتى تأمن شره .
أخذت بالنصيحة وذهبت إلى الغابة القريبة منهم وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم وتبتعد واستمرت في إلقاء اللحم إلى أن ألفت الأسد وألفها مع الزمن .
وفي كل مرة كانت تقترب منه قليلا إلى أن جاء اليوم الذي تمدد الأسد بجانبها .
وفي إحدى المرات أكل الأسد حتى شبع وذهب عند المرأة ونام بجنبها.. وهي تمسح على رقبة الأسد حتى اطمئن كثيرا لها.. وبكل سهولة سحبت من رقبة الأسد شعرة من رقبته وهو لا يشك في محبتها له , وما إن أحست بتملكها للشعرة حتى أسرعت للحكيم لتعطيه إياها والفرحة تملأ نفسها .
فلما رأى الحكيم الشعرة سألها: ماذا فعلتِ حتى استطعت أن تحصلي على هذه الشعرة؟ .
فشرحت له خطة ترويض الأسد، والتي تلخصت في معرفة المدخل لقلب الأسد أولا وهو البطن ثم الاستمرار والصبر على ذلك إلى أن يحين وقت قطف الثمرة .
حينها قال لها هذا الحكيم : يا أمة الله .... زوجكِ ليس أكثر شراسة من الأسد .. افعلي مع زوجكِ مثل ما فعلتِ مع الأسد تملكيه .
تعرفي على المدخل لقلبه وأشبعي جوعته تأسريه ، وضعي الخطة لذلك واصبري .
وهنا أقول لكِ مثل مقولة الحكيم لتلك الزوجة : " زوجكِ ليس أكثر شراسة من الأسد , افعلي مع زوجكِ مثل ما فعلتِ مع الأسد تملكيه ."
وأسأل الرب تبارك وتعالى أن ييسرَّ أمركِ ، وأن يبدلَّ أحزانكِ أفراحاً ، وأن يجمع بينكما على خير . و لا تنسي دعاء الرب القريب السميع المجيب لا سيما في ثلث الليل الآخر .
والله ولي التوفيق .
منقول للارشاد
مع تحياتى للمراة