المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنتظر عودة والدي الذي لن يعود.


الخامس
01-11-2010, 14:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حنين الى والدى

يااااه.. مضت سنين من عمري دون أن أحس بها، مضت بسرعة البرق.. ما زلت أذكر حين كنت طفلاً أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة ذهبت إليها لأول مرة في حياتي، أمسك والدي بيدي ودخل بي إلى تلك الغرفة المليئة بالأطفال وقال لي: هذا هو صفك يا ولدى وهؤلاء زملاؤك العب معهم حتى أعود بعد ساعة. رفضت أن أبقى.. تعلقت بوالدي، بكيت.. ولكن تقدم لي أحد الأشخاص وأعطاني قطعة شوكولاته ووعدني بأن يعطيني المزيد إن جلست، وبإغراء الشوكولاتة وافقت.
جلست معهم ولعبت حتى عاد والدي وصحبني معه إلى المنزل وأنا بغاية الشوق لأخبر أمي بما رأيت، أصبحت أذهب مع أبي يومياً إلى المدرسة، كان دائماً ما يحثني على المذاكرة كان حلمه أن يراني طبيباً أعالج المرضى وأخفف آلام الجرحى، كان يكرر على مسمعي: متى تصبح طبيباً لتعالج والدك من هذا المرض الذي أنهكه..
وفي ذلك اليوم تأخر والدي علي في المدرسة ذهبت مع والد أحد أصدقائي وصلت إلى المنزل.. الكثير من السيارات أمام المنزل لابد أن لدينا ضيوفاً على الغداء.. نزلت بسرعة لأبحث عن والدي، دخلت إلى غرفة الضيوف، كما توقعت مليئة بالضيوف ولكن الكل ينظر إلي نظرات غريبة وحزينة، سألتهم عن والدي لم يجيبوني.. من الممكن أن يكون بالداخل، اتجهت فوراً إلى المطبخ بحثت عنه لم أجده ذهبت إلى غرفته فتحت الباب شعرت بسرور بالغ حينما وجدته نائماً على سريره ذهبت لأوقظه فالضيوف ينتظرونه في المجلس، قبلت جبينه وهززته بلطف ولكنه لم يستيقظ.. لا بأس سأدعه ينام فلقد كان البارحة متعباً ولم ينم جيداً وسأقدم أنا القهوة للضيوف.
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب واتجهت إلى الضيوف قلت لهم: إن والدي يريد أن ينام قليلاً لذلك سأحضر لكم القهوة حتى ينهض بعد قليل، نظروا إلي بصمت، لحظات وإذا برجال يلبسون ملابس بيضاء يدخلون فجأة يصحبهم خالي إلى داخل المنزل صرخت بخالي: خالي غرفة الضيوف من هذا الاتجاه فلماذا تدخل بهم إلى داخل المنزل.. لم يرد علي وبعد دقائق خرجوا وهم يحملون والدي.. أمسكت بخالي وأنا أصرخ به: ماذا تفعل إن والدي لا يحب أن يزعجه أحد إذا نام فأين يذهبون به؟
أمسكني خالي بقوة وقال: أنت رجل وتفهم جيداً.. صمت طويلاً.. نظرت إليه وسألته: ما بك يا خالي هل نسيت ما كنت ستقوله؟ قاطعني قائلاً: والدك قد توفي.. وماذا يعني ذلك.. وكيف توفي.. هل تقصد بأنه سيسافر؟
خالي: نعم يا والدك سيسافر بعيداً..
كان دائماً يخبرني بأنه سيسافر في يوم ما دون أن يأخذني معه.. ولكنني سأنتظر عودته.
خالي: ولكنه لن يعود.. لن يعود يا ..............
لا يا خالي إن والدي سيعود أنا متأكد من ذلك سيعود عندما أصبح طبيباً لأعالجه.

..دكتور ....... هنالك استدعاء لك في الغرفة 125.. أفقت من ذكرياتي الأليمة على صوت الاستدعاء.. لملمت ذكرياتي واتجهت إلى الغرفة المقصودة وفي الممر المظلم وجدت طفلاً صغيراً نظرت إليه وسألته: ماذا تفعل يا صغيري هنا؟
فأجابني بكسل: أنتظر أبي.
وأين والدك؟
أجاب: تقول أمي إنه سافر بعيداً وما زلت أنتظر عودته.
سقطت دمعة من عيني فأنا أيضاً كنت أنتظر عودة والدي الذي لن يعود.


مع تحياتى [/size]

عفراء
02-11-2010, 10:11
آآآآآآآه يا الخامس
مضى على تواجدي بعض الشي ... (هنا)
بمتصفحك الناطق بحروفك العذبة
بتصاويرك لمشهد الكل مر به وسيمر بتغيير بعض حروف بالزمن والعمر
لكن بذكر الاب نعود صغارا حتى لو كنا شيابا
لم استطع كتابة جمله واحده
اضاعني هذا الحزن وجعلني ارى ابتسامته امامي
ايها الخامس
ليتنا لم نعاني الفراق
ليتها حياتنا تصبح لقاء للقاء
ليس لقاء لافتراق
لا نلتقي لنفترق
كما اقوله دوما وابدا ...
بحرفك هنا نبشت ما احاول جاهده مجاهده اخفاؤه
فالحزن اصبح احزان
جميل هو حب الوالدين انها نعمة
وتبقى الذكريات البسيطة طيف يداعبنا حول أعزمن كان لدينا
تظل تلك الذكريات كنز غالي نعتز به بيننا وبين انفسنا انه
الحب الباقي الذي لن تأخذه الأيام منا ..
عشت بحروفك رحلة اردد معها كل حرف ويزورني فيها كل احساس
أن تفقد أحد والديك ...
معناه أن الحزن قد قام بسرقة ثلاثة أرباع روحك...
وأن غصن الشجرة التي ترتاح عندها من عناء رحلة التحليق قد كُسر
وأن الظمأ استعبدك وأنت وسط نبع ماء ..
وأن تقتنع أخيراً بأن الليل لا لون له ...
أن تفقد أحد والديك ..
معناه أن أن البسمة فناء ..
وأن اللون الأزرق قد غادر السماء ..
وأن تحفر قبراً آخر لك ..
بين حرف الألف وحرف الميم ..
أو بين حرف الألف والباء ...
رفقاً بنا يا خامس
لم تجف دموعي بعد منذ غادرتهم
منذ اعوام كثيرة
قد يكون فقدي لهم ليس ذهابهم بدون عودة
انما ذهابي انا بعودات قليله
لا تسمن ولا تغني عن جوعي
لا ترويني
ولا تشبعني وتغنيني عنهم وبهم ..
اعوام واعوام تتوالي وانا البعيده عنهم
كم اشتقت واشتاق وباشتياق لهما
الخامس
حروفك كلها ابداع
لك مني اسمى ايات المودة والأحترام ورحم الله ووالديك وجميع

موتى المسلمين واسكنهم فسيح جناته .

رحم الله الاباء والامهات الاحياء منهم والاموات
رحم الله أمواتنا يارب
كامل الود والورد واعطر الرياحين
ورضي الله عنك وارضاك

الخامس
02-11-2010, 13:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما اروع اسلوبك فى الكتابة وفى الحروف المتناسقة التى تعصر بينها اعمق كلمات التى تاخذ الوجدان

(( وأن غصن الشجرة التي ترتاح عندها من عناء رحلة التحليق قد كُسر ))

لقد عجزت على ان اجد كلمة لها معنى كبير للتعبير على شكرك يا عفراء الا ان اقول لك الله يحفظ والديك اغلى شيء فى الحياة
اللهم ارحم اباءنا وامهاتنا الاحياء منهم والاموات

وشكرا مرة ثانية على مرورك وردك الراقى والمميز دائما باضفات تزيد الى الموضوع رونقا وبهاء.


مع تحياتى