المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدة النار


م.محمود الحجاج
07-10-2010, 07:31
عبدة النار

"وسبب عبادتها وبيوت النيران"
أول من عبد النار قابيل بن آدم. وذلك أنه لما قتل أخاه هابيل هرب من أبيه إلى اليمن، فجاءه إبليس لعنه الله، وقال له: إنما قبل قربان هابيل وأكلته النار لأنه كان يخدمها ويعبدها. فانصب أنت أيضا نارا تكون لك ولعقبك، فبنى بيت نار. فهو أول من نصب النار وعبدها.
وأول من عظمها من ملوك الفرس، جم. وهو أحد ملوك الفرس الأول، عظمه ودعا الناس إلى تعظيمها، وقال: إنها تشبه ضوء الشمس والكواكب، لأن النور عنده أفضل من الظلمة.
ثم عبدت النار بالعراق، وأرض فارس، وكرمان، وسجستان،وخراسان، وطبرستان، والجبال، وأذربيجان، وأران، وفي بلاد الهند، والسند، والصين.
وبنى في جميع هذه الأماكن بيوت للنيران ثم انقطعت عبادة النيران من أكثر هذه الأماكن إلا الهند. فإنهم يعبدونها إلى يومنا هذا. وهم طائفة تدعى الإكنواطرية.
زعموا أن النار أعظم العناصرجرما، وأوسعها حيزا، وأعلاها مكانا، وأشرفها جوهرا، وأنورها ضياء وإشراقا، وألطفها جسما وكيانا، وأن الاحتياج إليها أكثر من الاحتياج إلى سائر الطبائع؛ ولا نور في العالم إلا بها، ولا نمو ولا انعقاد إلا بممازجتها.
وعبادتهم لها أن يحفروا أخدودا مربعا في الأرض ويحشوا النار فيه، وثم لا يدعون طعاماً لذيذاً، ولا شراباً لطيفاً، ولا ثوباً فاخراً، ولا عطراً فائحاً، ولا جوهراً نفيساً، إلا طرحوه فيها: تقرباً إليها، وتبركاً بها، وحرموا إلقاء النفوس فيها، وإحراق الأبدان بها، خلافاً لجماعة أخرى من زهاد الهند.
وعلى هذا المذهب أكثر ملوك الهند وعظمائها. يعظمون النار لجوهرها تعظيماً بالغاً، ويقدمونها على الموجودات كلها. ومنهم زهاد وعباد يجلسون حول النار صاغين، يسدون منافسهم حتى لا يصل إليها أنفاسهم نفس صدر عن صدر مجرم. وسنتهم الحث على الأخلاق الحسنة، والمنع من أضدادها، وهي الكذب، والحسد، والحقد، والكفاح، والحرص، والبغي، والبطر. فإذا تجرد الإنسان عنها، تقرب من النار.

وأما بيوت النيران، ومن رسمها من ملوك الفرس
أول ما حكى ذلك عنه أفريدون الملك. وذلك أنه وجد نارا يعظمها أهلها، و"هم" معتكفون على عبادتها. "فسألهم عن خبرها ووجه الحكمة منهم في عبادتها. فأخبروه بأشياء اجتذبت نفسه إلى عبادتها" وأنها واسطة بين الله تعالى وبين خلقه، وأنها من جنس الآلهة النورية، وأشياء ذكروها له. وجعلوا للنور مراتب وقوانين "وفرقوا بين طبع النار والنور" وزعموا أن الحيوان يجتذبه النور، فيحرق نفسه : كالفراش الطائر بالليل فما لطف جسمه، ويطرح نفسه في السراج فيحرقها. وغير ذلك مما يقع في صيد الليل من الغزلان، والوحش، والطير، وكظهور الحيتان في الماء إذا قربت من السراج في الزوارق كما يصاد السمك ببلاد البصرة في الليل، فإنهم يجعلون السرج حوالي المركب، فيثب السمك من الماء إليها؛ وان النور صلاح هذا العالم، وشرف النار على الظلمة إلى غير ذلك. فلما أخبروا أفريدون بذلك أمر أن تحمل جمرة منها إلى خراسان، فحملت.
فاتخذ لها بيتا بطوس. "واتخذ بيتا آخر بمدينة بخارا يقال له برد سورة".
وبيتا آخر بسجستان كواكر، كان اتخذه بهمن بن إسفنديار بن يستاسف بن يهراسف.
وبيت آخر ببلاد الشير والران، كانت فيه أصنام أخرجها منه أنوشروان، وقيل إنه صادف هذا البيت، وفيه نار معظمة فنقلها إلى الموضع المعروف بالبركة.
وبيت آخر للنار يقال له كوسجة: بناه كيخسرو الملك. وقد كان بقومس بيت نار معظم لا يدرى من بناه، ويقال له حريش. ويقال أن الإسكندرلما غلب عليها. تركها ولم يطفئها.
وبيت نار آخر يسمى كنكدز، بناه سياوش بن كاوس الجبار، وذلك في زمن لبثه بشرق الصين مما يلي البركة.
وبيت نار بمدينة أرجان من ارض فارس، بناه قمار. وبيت بأرض فارس أتخذ في أيام يهراسف.
فهذه البيوت كانت زرادشت بعد ذلك بيوتا للنيران. فكان مما اتخذ بيت بمدينة نيسابور من بلاد خراسان، وبيت بمدينة نسا والبيضاء من أرض فارس.
وقد كان زرادشت أمر يستاسف الملك بطلب نار كان يعظمها جم فطلبت، فوجدت بمدينة خوارزم. فنقلها يستاسف الملك إلى مدينة دار بجرد من أرض فارس
والمجوس تعظم هذه النار مالا تعظم غيرها من النيران والبيوت وللفرس بيت نار بإصطخر فارس، يعظمه المجوس. كان في قديم الزمان للأصنام، فأخرجتها جمان بنت بهمن بن اسبنديار وجعلته بيت نار. ثم نقلت عنه النار فجرب وفي مدينة سابور من أرض فارس بيت معظم عندهم اتخذه دارا بن دارا. وفي مدينة جور من أرض فارس بيت بناه أردشير بن بابك وقد كان أردشير بني بيت نار
يقال له بارنوا في اليوم الثاني من غلبته على فارس. وبيت نار على خليج القسطنطينية من بلاد الروم بناه سابور الجنود ابن أردشير بن بابك حين نزل على هذا الخليج وحاصر القسطنطينية. ولم يزل هذا البيت إلى خلافة المهدي.
وكان سابور اشترط على الروم بقاء هذا البيت وبأرض العراق بين نار بالقرب من مدينة السلام. بنته بوران بنت كسرى ابرويز، الملكة، بالموضع المعروف بأسنيبا. وبيوت النيران كثيرة تعظمها المجوس. والذي ذكرناه هو المشهور منها.

هبة الرحمن
07-10-2010, 09:36
اللهم ادم علينا نعمة الاسلام والأمن والأمان

يعطيك الف عافيه ابو معمر

رفيف
07-10-2010, 10:18
سبحانك يا رب
سبحان من سبحت له السماوات وأملاكُها
والنجوم وأفلاكُها
والأرضُ وسُكانُها
والبِحارُ وحيتانُها
والجبال والشجر والدواب والرمال
وكلُ رطبِ ويابس
وكلُ حيٍ وميت

اللهم ثبتنا على دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

( اللهم امين)

تونس الخضراء
07-10-2010, 10:42
الحمد الله على نعمة الإسلام