ابو قنوة
02-10-2010, 16:25
قرصنة اردنية للجزيرة القطرية..*بقلم خالد محادين
يقول الإنجليز (لا تصدق شيئا إلا إذا تم نفيه رسميا) ومنطلقا من هذه الحكمة أجد نفسي مضطرا إلى تصديق تقرير صحيفة الجارديان الذي أشار وأكد أن التشويش الذي تعرضت له قنوات الجزيرة الرياضية – أثناء بثها لمباريات كأس العالم الآخيرة – إنطلق من الأرض الأردنية، فالصحيفة البريطانية الذي يبلغ عمرها حوالي مائة وتسعين عاما، والتي تطبع يوميا حوالي 285 ألف نسخة ورقية، ويحتل موقعها الألكتروني الترتيب الثاني دوليا بعد موقع نيويورك تايمز، من الصحف المميزة بدقتها وموضوعيتها وعدم نشر أية مادة صحفية دون التأكد من صحتها، وفي عددها الصادر يوم الثلاثين من شهر أيلول الماضي وضعت على صفحتها الأولى التقرير المشار إليه والذي يحمّل الأردن المسؤولية الكاملة عن التشويش على بث الجزيرة الرياضية وحرمان الملايين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من متعة متابعة مباريات كأس العالم، ومع أن حكومتنا تعرف كل صغبرة وكبيرة، ولديها احصائية دقيقة عن آلاف الأسر الأردنية التي ينام أفرادها بلا عشاء ويستيقظون بلا فرح أو أمل، فإنني أقر أن لا علم لديها بهذا التشويش، فهو أكبر منها ويمكن أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني هما من ارتكبا هذه الفعلة الشنيعة دون إستئذان مسؤول أردني واحد، ومن فوق الأرض الأردنية ودون علم دولة الرئيس وزير الدفاع.
عملية التشويش التي استهدفت قنوات الجزيرة الرياضية، وبغض النظر عمن أقدم عليها، هي بكل المقاييس عملية قرصنة وسرسرة وتمثل خروجا وقحا على قوانين البث الدولية، وسواء قدمت قناة الجزيرة ما أسفرت عنه تحقيقاتها حول التشويش إلى صحيفة الجارديان أو حصلت هذه الصحيفة على معلومات التحقيق من الشركات والخبراء الذين استخدمتهم قناة الجزيرة للكشف عن لغز التشويش، فإنني أقول أن ردود فعلنا كانت أقل من المستوى بكثير، وأننا بدل أن نتوجه بكلامنا عن التشويش إلى الصحيفة البريطانية التي نشرت تقريرها فننفي لها ما أوردته من إتهامات ومزاعم توقفنا عند التنديد بالجزيرة التي لم تتقدم لنشر التقرير أو توجيه الإتهام بل إكتفت بما ورد فيه أن التشويش جاء من الأرض الأردنية، وقد استضافت قناة الجزيرة مجموعة من كبار كتابنا السياسيين ومحللينا السياسيين في محاولة للرد على القناة وليس على الصحيفة، لأن لا أحد في عالمنا يستطيع أن يشكك في أنباء صحيفة في حجم الجارديان، لهذا حاول كتابنا ومحللونا السياسييون التشكيك في الجزيرة وهو ما فعله الأساتذة الكبار سلطان حطاب وجميل النمري ومجيد عصفور، أما المصدر الرسمي فقد نسب إليه قوله أن هذه الإدعاءات باطلة، وهذا كلام ساذج، يجعل من الطبيعي أن نأخذ بالحكمة البريطانية التي تقول ( لا تصدق شيئا إلا إذا تم نفيه رسميا).
إن مواجهة الحقائق بالنفي والأكاذيب لا يعبر عن تحمل للمسؤولية أو حرص على صورة البلد، وكان يمكن بل وكان يجب أن تعطي حكومة الرفاعي نفسها إجازة ساعة من انشغالها بالعرس الديمقراطي لصياغة وإرسال رد إلى صحيفة الجارديان لا يكتفي بعبارات (إننا نستغرب) و( إننا مصدومون) و (أن التقرير مملوء بالكذب) و (أن الأردن لم يشوش) و ( اننا مع الخضوع للقوانين الدولية) لكن الحكومة لا تجرؤ على مثل هذا الرد خاصة وأن من نشر التقرير هو صحيفة الجارديان وليس صحيفة السبيل التي تسعى لمواجهة استفزازات واعتداءات الحكومة على الحركة الإسلامية فكرا ومنطلقات وأساليب عمل وقيادات، كما أن من نشر التقرير ليس قناة المنار التي نتعامل معها كعدو بإعتبارها ناطقة بإسم حزب الله، ولم تنشر التقرير فضائية القدس التي تبث لحركة حماس ولا قناة العالم الإيرانية ولا البصرة نت الناطقة بإسم المقاومة العراقية، لكن من نشر التقرير هي صحيفة بريطانية لها تاريخها وحجمها ومصداقيتها وليس بينها وبين الأردن أو دولة سمير الرفاعي أحقاد أو حسابات شخصية، وكاتب التقرير هو إيان بلاك مدير شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الجارديان وهو يمارس الكتابة فيها حول هذه الشؤون منذ سبعينات القرن الماضي، والجميع يذكر أن أتهامات هامسة وحهت للعدو الصهيوني وللنظام المصري منذ يداية التشويش لكن تكليف قناة الجزيرة لخبراء ومختصين وباحثين في مجال الكشف عن مصدر التشويش هو ما جعل التهمة توجه إلينا في عمل لا يقدم عليه سوى جاهل أو أحمق أو مستهتر،سبب ضيقا لدى ملايين المشاهدين وألحق بالجزيرة خسارة تستطيع التعويض عنها بينما ننزوي نحن في ظل زاوية معتمة في محاولة ساذجة للنجاة من الفضيحة !
حكاية بعض المسؤولين الأردنيين مع دولة قطر وفضائية الجزيرة حكاية طويلة تنهض على الكراهية والحقد من جانبنا، وقد سبق وقمنا بشن حملات إعلانية رخيصة على هذا البلد العربي وعلى فضائية تعتبر الأولى عالميا، وكثير من الأنظمة العربية لا تقل سوءا عنّا لأن الجزيرة تقف مع قضايا الأمة ونضالاتها ومقاوميها، فتستفزنا نحن الذين نخون أمتنا كل لحظة ونتحالف مع أعدائها كل يوم وتواصل الجزيرة تعريتنا والكشف عن عوراتنا لعلنا نخجل أو نرتدع أو نكف عن مواصلة السقوط، ولهذا تتجاوز المسألة قضية الرمانة لتصل إلى القلوب المليانة.
عن موقع الخندق
يقول الإنجليز (لا تصدق شيئا إلا إذا تم نفيه رسميا) ومنطلقا من هذه الحكمة أجد نفسي مضطرا إلى تصديق تقرير صحيفة الجارديان الذي أشار وأكد أن التشويش الذي تعرضت له قنوات الجزيرة الرياضية – أثناء بثها لمباريات كأس العالم الآخيرة – إنطلق من الأرض الأردنية، فالصحيفة البريطانية الذي يبلغ عمرها حوالي مائة وتسعين عاما، والتي تطبع يوميا حوالي 285 ألف نسخة ورقية، ويحتل موقعها الألكتروني الترتيب الثاني دوليا بعد موقع نيويورك تايمز، من الصحف المميزة بدقتها وموضوعيتها وعدم نشر أية مادة صحفية دون التأكد من صحتها، وفي عددها الصادر يوم الثلاثين من شهر أيلول الماضي وضعت على صفحتها الأولى التقرير المشار إليه والذي يحمّل الأردن المسؤولية الكاملة عن التشويش على بث الجزيرة الرياضية وحرمان الملايين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من متعة متابعة مباريات كأس العالم، ومع أن حكومتنا تعرف كل صغبرة وكبيرة، ولديها احصائية دقيقة عن آلاف الأسر الأردنية التي ينام أفرادها بلا عشاء ويستيقظون بلا فرح أو أمل، فإنني أقر أن لا علم لديها بهذا التشويش، فهو أكبر منها ويمكن أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني هما من ارتكبا هذه الفعلة الشنيعة دون إستئذان مسؤول أردني واحد، ومن فوق الأرض الأردنية ودون علم دولة الرئيس وزير الدفاع.
عملية التشويش التي استهدفت قنوات الجزيرة الرياضية، وبغض النظر عمن أقدم عليها، هي بكل المقاييس عملية قرصنة وسرسرة وتمثل خروجا وقحا على قوانين البث الدولية، وسواء قدمت قناة الجزيرة ما أسفرت عنه تحقيقاتها حول التشويش إلى صحيفة الجارديان أو حصلت هذه الصحيفة على معلومات التحقيق من الشركات والخبراء الذين استخدمتهم قناة الجزيرة للكشف عن لغز التشويش، فإنني أقول أن ردود فعلنا كانت أقل من المستوى بكثير، وأننا بدل أن نتوجه بكلامنا عن التشويش إلى الصحيفة البريطانية التي نشرت تقريرها فننفي لها ما أوردته من إتهامات ومزاعم توقفنا عند التنديد بالجزيرة التي لم تتقدم لنشر التقرير أو توجيه الإتهام بل إكتفت بما ورد فيه أن التشويش جاء من الأرض الأردنية، وقد استضافت قناة الجزيرة مجموعة من كبار كتابنا السياسيين ومحللينا السياسيين في محاولة للرد على القناة وليس على الصحيفة، لأن لا أحد في عالمنا يستطيع أن يشكك في أنباء صحيفة في حجم الجارديان، لهذا حاول كتابنا ومحللونا السياسييون التشكيك في الجزيرة وهو ما فعله الأساتذة الكبار سلطان حطاب وجميل النمري ومجيد عصفور، أما المصدر الرسمي فقد نسب إليه قوله أن هذه الإدعاءات باطلة، وهذا كلام ساذج، يجعل من الطبيعي أن نأخذ بالحكمة البريطانية التي تقول ( لا تصدق شيئا إلا إذا تم نفيه رسميا).
إن مواجهة الحقائق بالنفي والأكاذيب لا يعبر عن تحمل للمسؤولية أو حرص على صورة البلد، وكان يمكن بل وكان يجب أن تعطي حكومة الرفاعي نفسها إجازة ساعة من انشغالها بالعرس الديمقراطي لصياغة وإرسال رد إلى صحيفة الجارديان لا يكتفي بعبارات (إننا نستغرب) و( إننا مصدومون) و (أن التقرير مملوء بالكذب) و (أن الأردن لم يشوش) و ( اننا مع الخضوع للقوانين الدولية) لكن الحكومة لا تجرؤ على مثل هذا الرد خاصة وأن من نشر التقرير هو صحيفة الجارديان وليس صحيفة السبيل التي تسعى لمواجهة استفزازات واعتداءات الحكومة على الحركة الإسلامية فكرا ومنطلقات وأساليب عمل وقيادات، كما أن من نشر التقرير ليس قناة المنار التي نتعامل معها كعدو بإعتبارها ناطقة بإسم حزب الله، ولم تنشر التقرير فضائية القدس التي تبث لحركة حماس ولا قناة العالم الإيرانية ولا البصرة نت الناطقة بإسم المقاومة العراقية، لكن من نشر التقرير هي صحيفة بريطانية لها تاريخها وحجمها ومصداقيتها وليس بينها وبين الأردن أو دولة سمير الرفاعي أحقاد أو حسابات شخصية، وكاتب التقرير هو إيان بلاك مدير شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الجارديان وهو يمارس الكتابة فيها حول هذه الشؤون منذ سبعينات القرن الماضي، والجميع يذكر أن أتهامات هامسة وحهت للعدو الصهيوني وللنظام المصري منذ يداية التشويش لكن تكليف قناة الجزيرة لخبراء ومختصين وباحثين في مجال الكشف عن مصدر التشويش هو ما جعل التهمة توجه إلينا في عمل لا يقدم عليه سوى جاهل أو أحمق أو مستهتر،سبب ضيقا لدى ملايين المشاهدين وألحق بالجزيرة خسارة تستطيع التعويض عنها بينما ننزوي نحن في ظل زاوية معتمة في محاولة ساذجة للنجاة من الفضيحة !
حكاية بعض المسؤولين الأردنيين مع دولة قطر وفضائية الجزيرة حكاية طويلة تنهض على الكراهية والحقد من جانبنا، وقد سبق وقمنا بشن حملات إعلانية رخيصة على هذا البلد العربي وعلى فضائية تعتبر الأولى عالميا، وكثير من الأنظمة العربية لا تقل سوءا عنّا لأن الجزيرة تقف مع قضايا الأمة ونضالاتها ومقاوميها، فتستفزنا نحن الذين نخون أمتنا كل لحظة ونتحالف مع أعدائها كل يوم وتواصل الجزيرة تعريتنا والكشف عن عوراتنا لعلنا نخجل أو نرتدع أو نكف عن مواصلة السقوط، ولهذا تتجاوز المسألة قضية الرمانة لتصل إلى القلوب المليانة.
عن موقع الخندق