عفراء
29-09-2010, 00:34
يقول الله جلت قدرته:
"وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد"
هذه الآية الكريمة من سورة آل عمران تلتقي في المعنى الذي تفصح عنه مع عدد من الآيات التي يضمها الذكر الحكيم مظهرة نفس المعنى أو مضمرة له.
فإذا استقرأنا كتاب الله عز وجل فسنكتشف أن كل الآيات التي تحدثت عن انتصار الفئة المؤمنة على عدوها نسبت النصر لله عز وجل واعتبرته هبة ربانية ومنحة من المولى العزيز لمن قام بحقها من عباده الصالحين.
"إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
"و كان حقا علينا نصر المومنين"
"ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"
"والله يؤيد بنصره من يشاء"...
والدارس للسيرة النبوية العطرة ـ ولسجل ملاحم الانتصار الخالدة، التي قادها الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ودونها التاريخ بمداد الفخر والاعتزازـ سيسجل أن ما حسم النصر في تلك المعارك المختلفة لم تكن الأسباب البشرية وحدها، على أهميتها، بل تدخل العوامل الغيبية.
ولعل غزوة بدر الكبرى التي غيرت مسار التاريخ ورسخت أقدام الإسلام تمثل أكبر شاهد على ما قدمناه. فقد احتشد في هذه المعركة عدد كبير من الدعائم الغيبية لم يتوفر في غيرها وإن لم يغب المدد الغيبي عن أي غزوة نبوية.
وقد قص علينا القرآن الكريم تفاصيل التأييد الإلهي للعصبة المؤمنة المتوكلة على ربها الموقنة بنصره.
يقوله الله عز وجل:
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
ويعلق سيد قطب رحمه الله على هذه الآية بقوله:
"والنصر في بدر كان فيه رائحة المعجزة، فقد تم بغير أداة من الأدوات المادية المألوفة للنصر. لم تكن الكفتان فيها - بين المؤمنين والمشركين - متوازنتين ولا قريبتين من التوازن. كان المشركون حوالي ألف، خرجوا نفيرا لاستغاثة أبي سفيان، لحماية القافلة التي كانت معه، مزودين بالعدة والعتاد، والحرص على الأموال، والحمية للكرامة. وكان المسلمون حوالي ثلاثمائة، لم يخرجوا لقتال هذه الطائفة ذات الشوكة، إنما خرجوا لرحلة هينة. لمقابلة القافلة العزلاء وأخذ الطريق عليه فلم يكن معهم - على قلة العدد - إلا القليل من العدة. وكان وراءهم في المدينة مشركون لا تزال لهم قوتهم، ومنافقون لهم مكانتهم، ويهود يتربصون بهم.. وكانوا هم بعد ذلك كله قلة مسلمة في وسط خضم من الكفر والشرك في الجزيرة. ولم تكن قد زالت عنهم بعد صفة أنهم مهاجرون مطاردون من مكة، وأنصار آووا هؤلاء المهاجرين ولكنهم ما يزالون نبته غير مستقرة في هذه البيئة !
فبهذا كله يذكرهم الله - سبحانه - ويرد ذلك النصر إلى سببه الأول في وسط هذه الظروف.
إن الله هو الذي نصرهم; وكان ذلك لحكمة نص عليها في آيات سورة آل عمرن.
وهم لا ناصر لهم من أنفسهم ولا من سواهم. فإذا اتقوا وخافوا فليتقوا وليخافوا الله، الذي يملك النصر والهزيمة; والذي يملك القوة وحده والسلطان.
فلعل التقوى أن تقودهم إلى الشكر ; أن تجعله شُكرا وافيا لائقا بنعمة الله عليهم على كل حال.
وقد تحقق ذلك بجملة عوامل غيبية ظهرت للفئتين معاً، فقد رأى المشركون أيضاً في هذه الغزوة من آيات الله الشيء الكثير.
"وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد"
هذه الآية الكريمة من سورة آل عمران تلتقي في المعنى الذي تفصح عنه مع عدد من الآيات التي يضمها الذكر الحكيم مظهرة نفس المعنى أو مضمرة له.
فإذا استقرأنا كتاب الله عز وجل فسنكتشف أن كل الآيات التي تحدثت عن انتصار الفئة المؤمنة على عدوها نسبت النصر لله عز وجل واعتبرته هبة ربانية ومنحة من المولى العزيز لمن قام بحقها من عباده الصالحين.
"إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
"و كان حقا علينا نصر المومنين"
"ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"
"والله يؤيد بنصره من يشاء"...
والدارس للسيرة النبوية العطرة ـ ولسجل ملاحم الانتصار الخالدة، التي قادها الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ودونها التاريخ بمداد الفخر والاعتزازـ سيسجل أن ما حسم النصر في تلك المعارك المختلفة لم تكن الأسباب البشرية وحدها، على أهميتها، بل تدخل العوامل الغيبية.
ولعل غزوة بدر الكبرى التي غيرت مسار التاريخ ورسخت أقدام الإسلام تمثل أكبر شاهد على ما قدمناه. فقد احتشد في هذه المعركة عدد كبير من الدعائم الغيبية لم يتوفر في غيرها وإن لم يغب المدد الغيبي عن أي غزوة نبوية.
وقد قص علينا القرآن الكريم تفاصيل التأييد الإلهي للعصبة المؤمنة المتوكلة على ربها الموقنة بنصره.
يقوله الله عز وجل:
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
ويعلق سيد قطب رحمه الله على هذه الآية بقوله:
"والنصر في بدر كان فيه رائحة المعجزة، فقد تم بغير أداة من الأدوات المادية المألوفة للنصر. لم تكن الكفتان فيها - بين المؤمنين والمشركين - متوازنتين ولا قريبتين من التوازن. كان المشركون حوالي ألف، خرجوا نفيرا لاستغاثة أبي سفيان، لحماية القافلة التي كانت معه، مزودين بالعدة والعتاد، والحرص على الأموال، والحمية للكرامة. وكان المسلمون حوالي ثلاثمائة، لم يخرجوا لقتال هذه الطائفة ذات الشوكة، إنما خرجوا لرحلة هينة. لمقابلة القافلة العزلاء وأخذ الطريق عليه فلم يكن معهم - على قلة العدد - إلا القليل من العدة. وكان وراءهم في المدينة مشركون لا تزال لهم قوتهم، ومنافقون لهم مكانتهم، ويهود يتربصون بهم.. وكانوا هم بعد ذلك كله قلة مسلمة في وسط خضم من الكفر والشرك في الجزيرة. ولم تكن قد زالت عنهم بعد صفة أنهم مهاجرون مطاردون من مكة، وأنصار آووا هؤلاء المهاجرين ولكنهم ما يزالون نبته غير مستقرة في هذه البيئة !
فبهذا كله يذكرهم الله - سبحانه - ويرد ذلك النصر إلى سببه الأول في وسط هذه الظروف.
إن الله هو الذي نصرهم; وكان ذلك لحكمة نص عليها في آيات سورة آل عمرن.
وهم لا ناصر لهم من أنفسهم ولا من سواهم. فإذا اتقوا وخافوا فليتقوا وليخافوا الله، الذي يملك النصر والهزيمة; والذي يملك القوة وحده والسلطان.
فلعل التقوى أن تقودهم إلى الشكر ; أن تجعله شُكرا وافيا لائقا بنعمة الله عليهم على كل حال.
وقد تحقق ذلك بجملة عوامل غيبية ظهرت للفئتين معاً، فقد رأى المشركون أيضاً في هذه الغزوة من آيات الله الشيء الكثير.