المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دليل المسافر في رمضـــــــــان ...


عفراء
30-08-2010, 07:41
قطعة من العذاب

اقتضت حكمة الله - تعالى - بتعدد البلدان، وتنوع الأراضي، واختلاف الأجواء، وكان السفر هو الطريقة المثلى التي نتعرف من خلالها على حقيقة تلك الأحوال، ونشعر منه بذلك التنوع والاختلاف.
والسفر مع ما فيه من فراق الأوطان، وغربة الجسد، وابتعاد الأهل والأحبة؛ إلا أن فيه ما فيه من المنافع؛ إذ فيه "رؤية الآثار والعبر، وتسريح النظر في مسارح الفكر، ومطالعة أجزاء الأرض والجبال، ومواطئ أقدام الرجال، وفيه تجدد اليقظة، ويحصل الانتباه بتجديد العبر والآيات، وتتوفر بمطالعة المشاهد والمواقف الشواهد والدلالات {سنريهم آياتنا في الآفاق}"
بل جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا))
ومع ذلك فلا يمنع أن تكون حقيقة هذا السفر كما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدَكم طعامَه وشرابَه ونومَه، فإذا قضى نهمته فليعجِّل إلى أهله))
فـ"قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((السفر قطعة من العذاب)) يريد - والله أعلم - تعبه ومشقته، والتألم فيه لشدة الحر والبرد والمطر قال الله - عز وجل -: {إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ}
ومنع ما يمنع من النوم والطعام والشراب على الوجه المعتاد"
"ومكابدة الأضداد، والامتناع من الراحات واللذات"

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإن قضى أحدكم نهمته من وجهته)) قال ابن حجر - رحمه الله -: "أي من مقصده، وبيانه في حديث ابن عدي بلفظ: ((إذا قضى أحدكم وطره من سفره))، وفي رواية رواد بن الجراح: ((فإذا فرغ أحدكم من حاجته))
قال الإمام البغوي - رحمه الله -: "أشار إلى السفر الذي له نهمة وأرب من تجارة أو تقلب؛ دون السفر الواجب كالحج والغزو"

فأما سفر الحُجاج والمعتمرين إلى بيت ربهم - جل وعلا - فإن لابن القيم كلاماً رائعاً نزفه إليهم إذ قال عند كلامه عن المحبة: "ومنها محبة دار المحبوب وبيته، حتى محبة الموضع الذي حلَّ به، وهذا هو السر الذي لأجله علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام، حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر الأوطان والأحباب، ولذَّ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب، فركبوا الأخطار، وجابوا المفاوز والقفار، واحتملوا في الوصول غاية المشاق، ولو أمكنهم لسعوا إليها على الجفون والأحداق.
نعم أسعى إليك على جفوني وإن بعدت لمسراك الطريق
وسر هذه المحبة هي إضافة الرب - سبحانه - له إلى نفسه بقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}

قال الشاعر:
لما انتسبت إليك صرت معظماً وعلوت قدراً دون من لم ينسب
وكل ما نسب إلى المحبوب فهو محبوب"

ونخلص من هذا الحديث إلى ما قاله الإمام العيني - رحمه الله -: "مما يستفاد من الحديث كراهة التغرب عن الأهل بغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع، ولاسيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة؛ ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا؛ ولما فيها من تحصيل الجماعات والجمعات، والقوة على العبادات"
وقد "جاءت هذه الشريعة بالأحكام الميسرة السمحة تحقيقاً لقوله - تعالى -: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}
وقوله: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
، فلما كان السفر - غالباً - فيه مشقة وصعوبة، وأنه قطعة من العذاب؛ خفف فيه، ومن تلك التخفيفات: الرخصة في الفطر في نهار رمضان، وهي رخصة مستحبة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ في السَّفَرِ ))، وهى رخصة تعم الذي يناله بالسفر مشقة، وغيره ممن تكون أسفارهم راحة ومتعة، لأن الحكم للغالب.
وبمثل هذه الأحكام اللطيفة؛ نعلم مدى ما تراعيه هذه الشريعة الكريمة من تخفيف ورحمة، وملائمة للأوقات والظروف، بمطالبة الناس بقدر ما يستطيعون.
رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً"
والحمد لله رب العالمين.

عفراء
30-08-2010, 07:43
السفر في رمضان

تُلجئ الظروف بعضَ الناس إلى السفر والانتقال من بلدانهم ومواطنهم إلى أماكن أخرى، ويلمس الإنسان بوضوح في كثير من أسفاره ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه؛ فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله))
فهو إذن قطعة من العذاب في حال الفطر فكيف في حال الصيام؟ لا شك أنه أشد وطأة.
لذا كان من رحمة الإسلام وسماحته، ومراعاته لمصالح العباد؛ أن يرخِّص للمسافر الفطرَ حتى لا يجمع عليه مشقتين: مشقة السفر، ومشقة الصيام، ولا يحمِّله فوق طاقته كما قال - سبحانه وتعالى -: {وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
وللمسافر الخيار بين أن يفطر حال أنشأ وتجهز للسفر؛ أو أن يفطر أثناء سفره للحديث الحسن الذي رواه الترمذي عن محمد بن كعب قال: "أتيت في رمضان أنس بن مالك - رضي الله عنه - وهو يريد سفراً، وقد رَحلَت له راحلته، ولبِس ثياب السفر، فدعا بطعام فأكَل، فقلتُ له: سُنَّة؟ فقال: سُنَّة، ثم رَكِبَ"
والإفطار في السفر رخصة وليس بواجب، فالمسافر إذن في رمضان مخير بين الأمرين: إلا أن الفطر أفضل لمن لم يقو على الصوم، والصوم أفضل لمن قوي عليه، وثقل عليه القضاء، وقد صام النبي - صلى الله عليه وسلم - مع صحابته في بعض أسفاره، فلما غربت الشمس طلب من بلال أن يعدَّ له طعام الإفطار، فلما أعدَّه شرِب منه وقال - مُشيراً بيده -: ((إذا غابت الشمس من هاهنا، وجاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم))
وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسافرون فيصوم بعضهم ويفطر البعض كما روى ذلك أبو سعيد الخُدْري - رضي الله عنه - فقال : "كنا نغْزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فمنَّا الصائم، ومنا المُفطر، فلا يَجِدُ الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم - أي لا يَعيب بعضهم بعضاً -، ثم يرَوْن أنَّ مَن وجد قوَّة فصام فذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن"
أما إذا شق على المسافر الصوم؛ فيحرم عليه، ويلزمه الفطر لما في الصحيح من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أفطر في سفر حين شق الصوم على الناس؛ قيل له: إن بعض الناس قد صام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أولئك العصاة, أولئك العصاة))
ولما في الصحيحين عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -, كان في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه, فقال: ((ما هذا؟)) فقالوا: صائم، فقال: ((ليس من البر الصيام في السفر))
وفي هذا الموطن ينبغي التنبيه إلى أن المسافر في رمضان يجتمع له موطنان من مواطن إجابة الدعاء: موطن الصوم وموطن السفر؛ فليحرص على استغلال وقته بالذكر والدعاء؛ لعله أن تكون له دعوة صالحة مستجابة.
نسأل المولى القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، والحمد لله أولاً وآخراً.

عفراء
30-08-2010, 07:44
أدب المسافر

الأصل في السفر الإباحة ، وينقسم السفر في الإسلام إلى ثلاثة أقسام:
1- سفر طاعة : ويتضمن الواجب ؛ كسفر الحج وتحصيل الرزق عند انعدامه ونحو ذلك، ومنه ما هو مستحب كزيارة البقاع المقدسة، ومنه زيارة ذوي القربى وصلة الرحم والحب في الله، والسفر لطلب العلم وزيارة أهله، وإغاثة الفقراء والمنكوبين.
2- سفر مباح : ويتضمن السفر للتطبب, والاتجار والتسبب، وكذلك ما كان للسياحة والنزهة وترويح النفوس وتجرد عن نية الثواب والطاعة .
3- سفر معصية : كالسفر لبلاد الكفر بلا ضرورة شرعية، أو السفر للزنا والفجور، وشرب الخمور.... فهذا سفر محرم لا يجوز إنشاؤه أصلاً.

أخي الحبيب ، لقد أحاطت شريعتنا الغراء المسافر بجملة من الأحكام والآداب إذا كان في سفر طاعة أو مباح، وذلك ابتداء من العزم على السفر إلى غاية الإياب منه. ومن آداب السفر التي ينبغي لنا الحرص على التأدب بها :

أولاً: الإخلاص لله، وحسن المقصد وشرف الغاية ونبل الهدف. والأمور بمقاصدها، ولكل امرئ ما نوى، والنية إذا حسنت تحيل العادات إلى عبادات.
ثانياً : الاستخارة والاستشارة ، فعن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كالسورة من القرآن : ((إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ، ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ، ويسمي حاجته )) رواه البخاري
ثالثاً : التوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي ، وهي مطلوبة من العبد المسلم دائماً وأبداً . وكذلك رد الحقوق إلى أهلها.
رابعاً: إذن الوالدين ورضاهما، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد، فقال: ((أحي والداك؟ قال: نعم! قال: ((ففيهما فجاهد)) رواه البخاري ومسلم . قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ويحرم السفر بغير إذنهما، لأن الجهاد إذا منع مع فضله فالسفر المباح أولى".
خامساً: توديع الأهل والإخوان ، والتماس الوصية والدعاء من أهل الصلاح والفضل، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً فزودني، قال: ((زودك الله التقوى))، قال: زدني، قال: ((وغفر ذنبك)) قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: ((ويسر لك الخير حيثما كنت)) . رواه الترمذي ، وقال الألباني في صحيح الترمذي "حسن صحيح"
سادساً : استحباب أن يكون السفر يوم الخميس ، وأن يكون وقت البكور . فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: " لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج ، إذا خرج في سفر ، إلا يوم الخميس . " رواه البخاري وأبو داود. وعن صخر الغامدي وابن عمر وجمع من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((اللهم بارك لأمتي في بكورها . وكان إذا بعث سرية أو جيشا ، بعثهم أول النهار . وكان صخر رجلا تاجرا . وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار ، فأثرى وكثر ماله)) رواه ابن ماجه والترمذي وأبو داود وصححه الألباني
سابعاً: توخي المرافق الصالح ، الذي يذكرك بالله إذا نسيت ، ويعينك إذا ذكرت ، ويرفق بك في سيرك ، وما سمي السفر سفراً إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ومعادنهم وطباعهم. وألا يسافر المرء وحده. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ، ما سار راكب بليل وحده )) وفي الحديث أيضاً (( الراكب شيطان ، والراكبان شيطانان ، والثلاثة ركب )). رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
ثامناً: إذا كانوا ثلاثة وأكثر فليؤمروا أحدهم . فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم )) رواه أبو داود وصححه الألباني
تاسعاً الحرص على أدعية السفر فهي حصن حصين وكافية واقية من كل سوء بإذن الله. والمسافر مستجاب الدعوة . والمداومة على الذكر في جميع الأوقات والأحوال ، وقراءة الأذكار المخصوصة عند الصباح والمساء ونزول المنزل ودخول المدينة أو القرية ، والتكبير إذا صعد مكانا عاليا والتسبيح إذا هبط واديا .
عاشراً : فقه أحكام السفر وآدابه تعلماً ومساءلة لأهل العلم, كرخصة المسح على الخفين وقصر الصلاة وجمعها ومدة ذلك وكيفيته وبذل الجهد في معرفة اتجاه القبلة والمحافظة على الصلاة في أوقاتها وغير ذلك.
حادي عشر: صلاة التطوع في السفر تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم . عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به ، يومئ إيماء، صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته " رواه البخاري ومسلم.
ثاني عشر: البعد عن مواطن الفتن، ومظان الشبهات والشهوات.
ثالث عشر: التباعد عن الطريق إذا نزل للنوم والراحة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنَة فبادروا بها نقيها، وإذا عرستم [المعرس: الذي يسير نهاره ويعرس أي ينزل أول الليل، وقيل: التعريس النزول في آخر الليل] فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل )) رواه مسلم . قال النووي في شرح مسلم: " وهذا أدب من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسلم ، لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشي في الليل على الطرق لسهولتها، ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وتجد فيها من رمة ونحوها، فإذا عرس الإنسان في الطريق ربما مر منها ما يؤذيه، فينبغي أن يتباعد عن الطريق ".
رابع عشر: الحرص على أداء الفرائض ، واتخاذ الأسباب المعينة عليها . عن نافع بن جبير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سفر له: ((من يكلؤنا الليلة لا نرقد عن صلاة الصبح قال بلال أنا ... الحديث " رواه النسائي وسنده صحيح. وعن أبي قتادة النصاري رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر ، فعرس بليل ، اضطجع على يمينه . وإذا عرس قبيل الصبح ، نصب ذراعه ، ووضع رأسه على كفه" رواه مسلم
خامس عشر:: إذا قضيت نهمتك من سفرك فعجل بالرجوع إلى أهلك واسلك طريق العودة غير متوانِ إلى ديارك، يقول عليه الصلاة والسلام: ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله)) أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة. قال ابن حجر في الفتح : " في الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع، ولاسيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة " .

سادس عشر: لا تباغت أهلك بالقدوم عليهم دون أن تخبرهم . ففي الحديث عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا )) رواه البخاري ، وعنه رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة . فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل . فقال: (( أمهلوا حتى ندخل ليلا ( أي عشاء ) كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة)) رواه البخاري ومسلم ، وعنه أيضاً قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً . يتخونهم أو يلتمس عثراتهم" رواه مسلم . وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يطرق أهله، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية" رواه البخاري ومسلم.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم "ومعنى هذه الروايات كلها أنه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلاً بغتة، فأما من كان سفره قريباً تتوقع امرأته إتيانه ليلاً فلا بأس كما قال في إحدى هذه الروايات: ((إذا أطال الرجل الغيبة)) .
سابع عشر : احرص على أن تبدأ بالمسجد عند عودتك من سفرك ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهارا ، في الضحى . فإذا قدم ، بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين . ثم جلس فيه " رواه مسلم
وننصحك أخي المسافر بقراءة آداب المسافر التي ذكرها النووي رحمه الله في كتابه " المجموع" (4/264- 287) فقد ذكر اثنين وستين أدباً ، وأسهب وأفاض في هذا الباب.
وفقك الله سبيل مرضاته .. وحفظك في سفرك وإقامتك

عفراء
30-08-2010, 07:45
رخص السفر

لما كان السفر قطعة من العذاب ، وفيه من المشاق الشيء الكثير ، كان من رحمة الله بعباده أن شرع لهم رخصاً يترخصون بها حال سفرهم ، رفعا للعنت ودفعاً للحرج . والله عز وجل يقول : {ما جعل عليكم في الدين من حرج } ويقول سبحانه: { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج }
وههنا جمعنا جملة من الرخص المتعلقة بالسفر والتي يحتاج أن يعرفها المسافر . وما هي إلا نقاط مختصرة ، وتذكرة سريعة ، وإنما يبحث عن التفاصيل في مظانها وسؤال أهل العلم عنها .

أولا : قصر الصلاة الرباعية : بحيث تصلى ركعتين قال تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً} (النساء:101) وعن يعلي بن أُمَيَّةَ قال قلت لِعُمَرَ بن الْخَطَّابِ { فليس عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا من الصَّلَاةِ إن خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا } فَقَدْ أَمِنَ الناس . فقال : عجبت مما عجبت منه . فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك . فقال: ((صدقة تصدق الله بها عليكم . فاقبلوا صدقته (( رواه مسلم

ثانيا : الجمع بين الصلاتين : فيسن للمسافر إذا جدَّ به السير أن يجمع بين الظهر والعصر وكذا المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير يفعل الأيسر عليه ، لحديث عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما قال : رأيت رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر ، يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء . قال سالم : وكان عبد الله يفعله إذا أعجله السير. رواه البخاري ومسلم .
وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس ، أخر الظهر إلى وقت العصر ، ثم يجمع بينهما ، وإذا زاغت ، صلى الظهر ثم ركب" رواه البخاري ومسلم .
وعن مُعَاذٍ رضي الله عنه قال : "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك . فكان يصلي الظهر والعصر جميعا . والمغرب والعشاء جميعا" . رواه مسلم

ثالثا : الفطر في رمضان : قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:184) وعن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره" . فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه . وقد ظلل عليه . فقال : ((ماله ؟)) قالوا : رجل صائم . فقال رسول الله عليه وسلم : ((ليس من البر أن تصوموا في السفر )) رواه مسلم ، في رواية صحيحة عند النسائي ((عليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها))
رابعا : زيادة مدة المسح على الخفين : عن شُرَيْحِ بن هَانِئٍ قال : أتيت عائشة رضي الله عنها أسألها عن المسح على الخفين ، فقالت : عليك بابن أبي طالب فسله . فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسألناه فقال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوما وليلة للمقيم. رواه مسلم

خامسا : عدم وجوب صلاة الجمعة على المسافر : لأن من شروط وجوب الجمعة الإقامة والمسافر ليس مقيما ولم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الجمعة في سفره . قال ابن عمر رضي الله عنهما : ليس للمسافر جمعة . رواه عبد الرزاق 3/172 وقد حكاه ابن عبد البر رحمه الله تعالى إجماعا . الاستذكار 2/36
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " ولا صلى بهم في أسفاره صلاة جمعة يخطب ثم يصلي ركعتين بل كان يصلي يوم الجمعة في السفر ركعتين كما يصلي في سائر الأيام . وكذلك لما صلى بهم الظهر و العصر بعرفة صلى ركعتين كصلاته في سائر الأيام و لم ينقل أحد أنه جهر بالقراءة يوم الجمعة في السفر لا بعرفة ولا بغيرها ولا أنه خطب بغير عرفة يوم الجمعة في السفر فعلم أن الصواب ما عليه سلف الأمة و جماهيرها من الأئمة الأربعة و غيرهم من أن المسافر لا يصلي جمعة " ا.هـ الفتاوى 17/480

سادسا : التنفل على الراحلة : يجوز للمسافر أن يصلي قيام الليل والوتر وصلاة الضحى وغيرها من النوافل داخل السيارة وهي تسير به أينما اتجهت لحديث سَعِيدِ بن يَسَارٍ قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة ، فقال سعيد : فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ، ثم لحقته ، فقال عبد الله بن عمر : أين كنت ؟ فقلت : خشيت الصبح فنزلت فأوترت ، فقال عبد الله : أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ؟ فقلت : بلى والله ، قال : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير . . رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به ، يومىء إيماء ، صلاة الليل إلا الفرائض ، ويوتر على راحلته. رواه البخاري ومسلم
سابعا : ترك السنن الرواتب عدا سنة الفجر : عن حَفْصِ بن عَاصِمِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قال : صحبت ابن عمر في طريق مكة . قال فصلى لنا الظهر ركعتين . ثم أقبل وأقبلنا معه . حتى جاء رحله . وجلس وجلسنا معه . فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى . فرأى ناسا قياما . فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ قلت : يسبحون . قال : لو كنت مسبحا لأتممت صلاتي . يا ابن أخي ! إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر . فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله . وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله . وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله . ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله . وقد قال الله {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} رواه مسلم

وهذه الرخص ينبغي على المسافر المحافظة عليها لقوله صلى الله عليه وسلم" ((عليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها))
فإتيان الرخص الشرعية عبادة يغفل عنها كثير من الناس فيشقون على أنفسهم بتركها ظانين أن الأفضل تركها بينما الأفضل والأكمل والأكثر أجراً هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم سفراً وحضراً عزيمة ورخصة ,

شروط الترخص برخص السفر :

الأول : أن يكون السفر مسافة قصر : وهي أربعة برد ، وتعادل تسعة وثمانين كيلو متراً على رأي كثير من العلماء ، لما رواه عطاء بن أبي رباح أن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم كانا يصليان ركعتين ركعتين ويفطران في أربعة برد فما فوق ذلك . رواه البيهقي .
وقد رجح كثير من المحققين أن الضابط في السفر الذي يترخص فيه هو العرف: فكل ما عدّه الناس سفراً فهو سفر، سواء طالت المسافة أم قصرت، طال الوقت أم قصر ، والعبرة في ذلك العرف العام . وقد جاء عن ابن عمر أنه قصر فيما دون أربعة برد . وللعلماء أقوال كثيرة في مسافة القصر . قال ابن تيمية رحمه الله تعالى " ولم يحد النبي صلى الله عليه وسلم قط السفر بمسافة لا بريد ولا غير بريد ولا حدها بزمان " ا.هـ الفتاوى 24/127 وفي صحيح مسلم عن يحيى بن يَزِيدَ الْهُنَائِيِّ قال : سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة ؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج ، مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ ، ( شعبة الشاك ) صلى ركعتين " رواه مسلم
الثاني : مفارقة محل الإقامة
يظن كثير من المسافرين أن المسافر لا يحل له الترخص حتى يقطع مسافة القصر وهذا خلاف الصحيح بل للمسافر أن يترخص بتلك الرخص إذا تجاوز البنيان لحديث أَنَسِ رضي الله عنه قال عن أنس رضي الله عنه قال : صليت الظهر مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا ، والعصر بذي الحليفة ركعتين . رواه البخاري.

الثالث : أن لا يكون السفر سفر معصية عند جمهور العلماء
فهذه الرخص مشروعة لمن سفره سفر طاعة أو سفراً مباحاً . أما العاصي بسفره كقاطع الطريق فلا يترخص بها لأن الرخص لا تُناط بالمعاصي ومن ثم لا يستبيح العاصي بسفره شيئا من رخص السفر . وفي الإذن للعاصي بالترخص إعانة له على معصيته والعاصي لا يعان .

عفراء
30-08-2010, 07:45
أدعية وأذكار السفر

دعاء المقيم للمسافر
كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفراً : ادن مني أودعك كما كان رسول الله يودعنا، فيقول: ((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)) رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني
دعاء المسافر للمقيم


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من أراد أن يسافر ، فليقل لمن يخلف : استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه (( رواه الإمام أحمد وإسناده حسن
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله إذا استودع شيئا حفظه)) رواه الإمام أحمد وإسناده صحيح

دعاء ركوب الدابة
عن علي بن ربيعة قال‏:‏ شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال‏:‏ بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال‏:‏ الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون. ثم قال‏:‏ الحمد الله، ثلاث مرات، ثم قال‏:‏ الله اكبر ، ثلاث مرات، ثم قال‏:‏ سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ثم ضحك، فقيل‏:‏ يا أمير المؤمنين من أي شئ ضحكت‏؟‏ قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك، فقلت‏:‏ يا رسول الله من أي شئ ضحكت‏؟‏ قال‏:‏ “إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال‏:‏ اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره‏"‏ رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن ، وصححه الألباني
دعاء السفر
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبَّر ثلاثاً ثم قال: ((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، واطو عنا بُعْدَه، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنى أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل))، وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن: ((آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون)) رواه مسلم

التسبيح والتكبير في السفر
* قال جابر رضي الله عنه: "كنا إذا صعدنا كبرنا ، وإذا نزلنا سبحنا ". رواه البخاري
* وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏: ‏" كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علو الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا " . رواه أبو داود بإسناد صحيح

الدعاء إذا نزل منزلاً
عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏((‏من نزل منزلاً ثم قال‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق‏:‏ لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك‏))‏ رواه مسلم
دعاء دخول القرية أو البلدة
عن صهيب رضي الله عنه ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها ، إلا قال حين يراها : ((اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع ، وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما ذرين ، أسألك خير هذه القرية ، وخير ما فيها ، وأعوذ بك من شرها ، ,شر ما فيها)) خرجه النسائي وغيره .وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة

الدعاء في السحَر
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ، إذا كان في سفر وأسحر ، يقول ((سمّع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا . ربنا صاحِبنا وأفضل علينا . عائذاً بالله من النار )) رواه مسلم

المسافر مستجاب الدعوة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال ‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏((‏ ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن‏:‏ دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده))‏ أبو داود والترمذي ، وحسنه الألباني

عند الرجوع من السفر
عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إذ كنا بظهر المدينة، قال‏:‏ ((‏آيبون، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون‏)) فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة. رواه مسلم
عن كعب بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين " متفق عليه