عفراء
25-08-2010, 07:00
قد يخطر ببالك اخي واختي بالصدى الغالي
حين تقرأ العنوان أنني أقول لك : قل ( الله أكبر ) ، لا شك أن من شعارات المسلمين في كل آن وحين أن نكبر فنقول : الله أكبر .
كبّر، كبّر ... كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سهل حين قـُتل أخوه عبد الله – وعبد الله أكبر منه - وكان صديقاً لمحَيّصة بن مسعود ، وكان القاتل معروفاً ،ذكر اسمَه القتيلُ عبد الله وهو يتشحّط بدمه قبل أن يفارق الحياة حين لقيه صاحبه مُحيّصة في اللحظات الأخيرة .
فقد ذهب محيّصة وعبد الله إلى خيبر وقت السلم لبيعٍ أو شراء وافترقا على أن يلتقيا في ساعة محددة ، فلما عاد محيّصة وجد صاحبه يفارق الحياة بضربة غدر من رجل عرفه ونطق اسمه قبل أن يودع .
انطلق محيّصة وأخوه حُويّصة – وحويّصة أكبر الاثنين – ومعهما عبد الرحمن بن سهل أخو القتيل يشتكون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويطلبون الثأر والقصاص ، وظنّ عبد الرحمن أنه أولى بالحديث لأنه أخو القتيل ، فلما بدأه في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم والأخوان حويّصة ومحيّصة معه قال له النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه احترام الكبير وتوقيره ووجوب تقديمه : " كبّر ، كبّر " .. ، فسكت ، وتكلم حويّصة ومحيّصة .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أُراني أتسوّك بسواك ، فجاءني رجلان أحدُهما أكبر من الآخر ، فناولتُ السواكَ الأصغرَ ، فقيل لي : كبّرْ ، فدفعته إلى الأكبر منهما " وللإنسان أن يعطي الهدية من يشاء ، لكنّ احترام الكبير وتوقيره مطلوب ، فكان تقديمه أولى .
وكان الحبيب المعلّم صلى الله عليه وسلم يقول منبهاً إلى إكرام الكبير " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم " . فمن إكرامه التأدب في الحديث معه ، وخفض الصوت أمامه ، والنظر إليه بمحبة ولطف ، وإجلاسه في مكان يستحقه ، وتقديمه في حضرة الآخرين وعدم تعدّيه ، ومناداته بكلمة تنبئ عن تقدير ( العم ، أبا فلان .... ) .
ألم نحفظ عنه صلى الله عليه وسلم قوله الرائع المضيء في عالم التربية والأدب " ليس منّا مَن لم يرحم صغيرنا ، ويعرف شرفَ كبيرنا " ولا حظ معي كلمة " ليس منّا " فهي تنبيه وتحذير من جهة ، وحضٌ وتحفيز من جهة أخرى .
وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته الطاهرة الكثير من المواقف التربوية التي تعلمنا الأدب مع الكبير ومراعاة مكانته وتقديره .
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد على ذلك منها قوله تعالى في الآية 133 من سورة البقرة حين نسمع يعقوب عليه السلام قبل أن يلقى ربه يسأل أولاده عمّن يعبدون من بعده ليثبت إيمانهم على الملة السمحاء فيجيبون " قالوا : نعبد إلهك ، وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون " فأبوه إسحاق وجده إبراهيم أما إسماعيل فعمّه ، لكنهم حين ذكروا الثلاثة قدموا عمه إسماعيل على أبيه إسحاق لأن إسماعيل أكبر منه . وجعلوا إسماعيل من آبائه . وهذا قمة في الأدب وحسن الأخلاق .
وانظر معي إلى الترتيب الجميل في قوله تعالى في الآية 136من سورة البقرة " قولوا : آمنّا بالله وما أُنزل إلينا ، وما أُنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وما أوتي موسى وعيسى ، وما أوتي النبيون من ربهم ، لا نفرق بين أحد مكنهم ، ونحن له مسلمون " ترتيب زمني جيد من لدن إبراهيم إلى عيسى صلوات الله عليهم ، يعلمنا إنزال الكرام منازلهم .
ونجد في السورة نفسها في الآية 141 الترتيب في المقام نفسه " أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أونصارى ؟! ؟ .
بل إننا نتعلم من فرعون نفسه - والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها التقطها – نتعلم توجيه الحديث إلى الأكبر والأكثر وجاهة . فقد دخل موسى وهارون عليهما السلام عليه وقالا له " إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذّب وتولّى " فوجه فرعون السؤال تحديداً إلى أكبرهما وانتظر الجواب منه فقط " قال : فمن ربكما يا موسى ؟ " وكان الحوار بينهما .
حين تقرأ العنوان أنني أقول لك : قل ( الله أكبر ) ، لا شك أن من شعارات المسلمين في كل آن وحين أن نكبر فنقول : الله أكبر .
كبّر، كبّر ... كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سهل حين قـُتل أخوه عبد الله – وعبد الله أكبر منه - وكان صديقاً لمحَيّصة بن مسعود ، وكان القاتل معروفاً ،ذكر اسمَه القتيلُ عبد الله وهو يتشحّط بدمه قبل أن يفارق الحياة حين لقيه صاحبه مُحيّصة في اللحظات الأخيرة .
فقد ذهب محيّصة وعبد الله إلى خيبر وقت السلم لبيعٍ أو شراء وافترقا على أن يلتقيا في ساعة محددة ، فلما عاد محيّصة وجد صاحبه يفارق الحياة بضربة غدر من رجل عرفه ونطق اسمه قبل أن يودع .
انطلق محيّصة وأخوه حُويّصة – وحويّصة أكبر الاثنين – ومعهما عبد الرحمن بن سهل أخو القتيل يشتكون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويطلبون الثأر والقصاص ، وظنّ عبد الرحمن أنه أولى بالحديث لأنه أخو القتيل ، فلما بدأه في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم والأخوان حويّصة ومحيّصة معه قال له النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه احترام الكبير وتوقيره ووجوب تقديمه : " كبّر ، كبّر " .. ، فسكت ، وتكلم حويّصة ومحيّصة .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أُراني أتسوّك بسواك ، فجاءني رجلان أحدُهما أكبر من الآخر ، فناولتُ السواكَ الأصغرَ ، فقيل لي : كبّرْ ، فدفعته إلى الأكبر منهما " وللإنسان أن يعطي الهدية من يشاء ، لكنّ احترام الكبير وتوقيره مطلوب ، فكان تقديمه أولى .
وكان الحبيب المعلّم صلى الله عليه وسلم يقول منبهاً إلى إكرام الكبير " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم " . فمن إكرامه التأدب في الحديث معه ، وخفض الصوت أمامه ، والنظر إليه بمحبة ولطف ، وإجلاسه في مكان يستحقه ، وتقديمه في حضرة الآخرين وعدم تعدّيه ، ومناداته بكلمة تنبئ عن تقدير ( العم ، أبا فلان .... ) .
ألم نحفظ عنه صلى الله عليه وسلم قوله الرائع المضيء في عالم التربية والأدب " ليس منّا مَن لم يرحم صغيرنا ، ويعرف شرفَ كبيرنا " ولا حظ معي كلمة " ليس منّا " فهي تنبيه وتحذير من جهة ، وحضٌ وتحفيز من جهة أخرى .
وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته الطاهرة الكثير من المواقف التربوية التي تعلمنا الأدب مع الكبير ومراعاة مكانته وتقديره .
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد على ذلك منها قوله تعالى في الآية 133 من سورة البقرة حين نسمع يعقوب عليه السلام قبل أن يلقى ربه يسأل أولاده عمّن يعبدون من بعده ليثبت إيمانهم على الملة السمحاء فيجيبون " قالوا : نعبد إلهك ، وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون " فأبوه إسحاق وجده إبراهيم أما إسماعيل فعمّه ، لكنهم حين ذكروا الثلاثة قدموا عمه إسماعيل على أبيه إسحاق لأن إسماعيل أكبر منه . وجعلوا إسماعيل من آبائه . وهذا قمة في الأدب وحسن الأخلاق .
وانظر معي إلى الترتيب الجميل في قوله تعالى في الآية 136من سورة البقرة " قولوا : آمنّا بالله وما أُنزل إلينا ، وما أُنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وما أوتي موسى وعيسى ، وما أوتي النبيون من ربهم ، لا نفرق بين أحد مكنهم ، ونحن له مسلمون " ترتيب زمني جيد من لدن إبراهيم إلى عيسى صلوات الله عليهم ، يعلمنا إنزال الكرام منازلهم .
ونجد في السورة نفسها في الآية 141 الترتيب في المقام نفسه " أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أونصارى ؟! ؟ .
بل إننا نتعلم من فرعون نفسه - والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها التقطها – نتعلم توجيه الحديث إلى الأكبر والأكثر وجاهة . فقد دخل موسى وهارون عليهما السلام عليه وقالا له " إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذّب وتولّى " فوجه فرعون السؤال تحديداً إلى أكبرهما وانتظر الجواب منه فقط " قال : فمن ربكما يا موسى ؟ " وكان الحوار بينهما .