المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان في عيون الشعراء ...


عفراء
24-08-2010, 07:14
الضيف الكريم ...
شاعر الصدى الرنتيسي
ابو علي



جاء شهر الصوم ضيفا حانيا
جاء بالخير العميم الوافر ِ
تتجلى من ثناياه العطايا
صلة الرحم وجَبرُ الخاطر ِ
وصفاء النفس للنفس غدا
من صفات الشهر يا للزائر ِ
هو للأبدان برءٌ وشفاءُ
هو للأرواح طهر الطّاهر ِ
شِرْعةُ الله على طول المدى
يا دليلا للطبيب الحائر ِ

عفراء
24-08-2010, 07:16
أقبلت يا رمضان
ماجد بن عبد الله الغامدي
أقـبـلـتَ يا رمضانُ بالرضوانِ *** وغـمـرتـنـا بِسَكينةَ الوجدانِ
نـوراً يُـشعُّ على البريّةِ بالتُقى *** تَـرِدُ الـقـلوبُ معينهُ الروحاني
شـهـرٌ عـلى كلِ الشهورِ متوّجٌ *** بـالـصـومِ والحسناتِ والغفرانِ
شـهـرٌ وفـيه على محمدِ أُنزلت *** بـركـاتُ ربِ الـعرشِ بالقرآنِ
شـهـرٌ شياطينُ الضلالةِ صُفدت *** لِـجـلالِـه و لِـقُدسهِ النوراني
فـبـرحـمة الرب الكريمِ قدومهُ *** و تـفـيـضُ فيه مناهلُ الغفرانِ
واخـتـصّـهُ ربُ الـعبادِ لنفسِهِ *** فـجـزاؤهُ عـتـقٌ من النيرانِ
يـاربُ فاضت في رجاك قريحتي *** فـطـرقتُ بابك واستبقتُ لساني
يـا ربُ أكـثرنا الذنوبَ ضلالةً *** مَـن للمُنيبِ سوى رضا الرحمنِ
يـا ربُ جـئتُكَ من ضلالي تائباً *** هـذي دمـوعـي حرّقت أجفاني
يـا عـالِمَ الأسرارِ تلكَ سريرتي *** وعـلمتَ ما تُخفي..وذاك جِناني
روحٌ بـمـا أسرفتُ جهلاً أجدبَت *** ظـمـأً وجـودُكَ مـوردُ الظمآنِ
قـلبي يُسابقُ خطوتي في توبتي *** والـنـورُ يـملأُ مهجتي وكياني
يـا مَن بسطتَ يديكَ تُجزلُ رحمةً *** ثـقّـل بـجـودِ عطائكم ميزاني
واجـعل لنا من نهرِ عفوكَ مورداً *** واجـزْ الـمـسيءَ بِمِنّةِ الإحسانِ
يـا مـالكَ المُلكِ التجأتُ بعفوِكم *** يـا قـابلَ التوبِ اغتفر عصياني
إن لم يكن فيك الرجاءُ فمن لنا!!؟ *** يـا ربُ واعصمني من الشيطانِ
يـا ربُ مـا أذنـبتُ إلاّ جاهلاً *** فـاجـزل عطاء الصفحِ للندمانِ
يـا ربُ لا نـرجو سواكَ تفضُلاً *** فـرجـاؤنـا لـلـواحـدِ الديانِ
يا ربُ سامحْ واهدِ واغفر واجزنا *** مـن جُـودِكَ اللهمَ خـضرَ جِنانِ

عفراء
24-08-2010, 07:18
رمضان أقبل !
عدنان علي رضا النحوي

رَمَضـانُ أقْبِـلْ! لم تَزلْ تهفو إِلى * * * لُقْيـاكَ أَحْنـاءٌ تئِــنُّ و تُشْفِـقُ

وتظـلُّ أفئـدةٌ تهيـجُ لكـيْ تـرى * * * في الأفْـقِ يَطْلـعُ نـورُك المتَدَفَّـقُ

ترنـو لمطْلَعِـكَ العيون! حنينُهـا * * * أمـلٌ وَشوْقٌ بَيْنَ ذلـك يَخْفُـقُ

غلَـبَ الأسـى فينا وهاجَـتْ أَضلعٌ * * * بالذكريات وغـابَ صُبـحٌ مُشْـرِقُ

رمضـانُ أَقْبِلْ! فالقلـوبُ كَليمـة * * * و النَّفْـس بيـن أنينهِـا تتمـزقُ

انظرْ إلى الساحات ِ! هلْ تلْقى سوى * * * جُثـثٍ ٍٍ مُكـوَّمَّـة و طَرْفٍ يُطـرقُ

وَهـزائمٍ تلْو الهـزائم ! و القـوا * * * رِعُ والأسى موجٌ يَثـور و يُحْـدِقُ

وزلازلٍ مـلءَ الـدَّيَـار كـأنّهـا * * * نُـذُرٌ تَشُـدُّ على القلوبِ و تُطْبِـقُ

والناس! ويحَ الناس في غمـراتهم * * * لـهـوٌ يُخَـدَّرُهُم و ذُلٌّ يَطْـرقُ

و تُسَـدُّ أبوابُ المسالِـكِ دونهـمْ * * * قَـدَراً بمـا كَسَبوا وقهْـراً يَصْعَـقُ

رمضـان! أَحْيِِ الذكْـرَياتِ لعلَّنـا * * * يومـاً نُفيـق بِهـا ويوماً نَسْبـقُ

أقْبِـلْ ببَدرٍ! و الزحـوفُ غـنيّـةٌ * * * للهِ تصْفـو في الجهـادِ وَ تَصْـدُقُ

و أعِـد لنا ذِكْرى المياديـن الّتي * * * خَفَقَـتْ وجالَ بها الكمـاةُ السُّبَّـقُ

و أعِـدْ لنـا ذِكْرى الملاحِم رفرَفَتْ * * * راياتُهـا نَصْـراً يَعِـزُّ و يَخْفِـقُ

كـلُّ المواقـع لم تزل ذِكْـرى لنـا * * * بِـدَمٍ يفوح المِسْـك منـه ويَعْبـقُ

رَمضان! ويحي! كَيْف نَلْقَاهُ وقـد * * * غَلـبَ الهـوانُ بنـا وغَابَ المَنطِقُ

رمضـان أقْبِلْ! ذكرياتُ النّصْـرِ لا * * * تُمْحـى! يُعيـدُكِ مغربٌ أو مَشْـرقُ

قـد كنتَ يا رمضـانُ شَهْـرَ إباءةٍ * * * عِـزَّاً أجـلَّ ورايـةً لـك تسمـقُ

قـد كنـتَ شهـرَ ملاحِمٍ ممتَـدَّةٍ * * * حقّـاً يَجُـولُ و آيَـةً لا تَخْـلـق

قَـدْ كنتَ تشْهَـدُ أُمّـةً موصولـةً * * * صفّـاً تُجَمَّعُـهُ العُــرا و الموْثِـقُ

واليـوم قَـدْ غلـبَ الصّراعُ فَمُزَّقُوا * * * إرَبـاً على أهوائهـمْ و تفـرّقُـوا

أُغْضـي حَيـاءً إِنْ بَـدَتْ إطلالـةٌ * * * مِـنـه ونَحْـنُ بنا الهـوانٌ المُرْهِقُ

الـدَّار! يا لِلدار! كانَـتْ سـاحـةً * * * يُجْـلى بهـا مَغْنىً ورَوْضٌ مُوْنِـقُ

أنّـى التفـتَّ زُهـورُها فوّاحـةٌ * * * عَبَقـاً ومِسْـكٌ في الدّيـار يُـفَتَّـقُ

وتُمَـدُّ أغْصـانٌ يفيض عطاؤهـا * * * نُعمـى تطيبُ و كـلُّ غصنٍ مورقُ

واليـوم قد ذَبُـلَـتْ أَزاهرنا وَجَفّـ * * * ـت في الدَّيار وغاض نبـعٌ ريّـقُ

قـد كنتَ يا رَمضان تُشْرق في ربى * * * الأقصى هُـدىً أَغْنى وحقّـاً يَنْطـقُ

واليـوم يمـرَحُ في مرابعـه اليهو * * * دُ وحولَـه صَمْـتٌ هنالـك مُطَبْـقُ

رِجْسٌ يسود على الديـار و فتنـة ٌ * * * تعلـو وسُلْطـانٌ يُـذِلُّ و يـخْنُـقُ

المسجـدُ الأقصـى! وطـالَ إِسارُهُ * * * وأنينُـه و حَـنـينُـه و تـشـوُّقُ

ويكاد يَصْرَخُ ثُمّ تُطْـوَى صيحَـة * * * بين الضجيج وكـلُّ دَرْبٍ مُغْـلَـقُ

رَمَضانُ أقْبِـلْ! كَيْ تُعيد لنا جَـلا * * * لَ شَهـادةِ التَّـوحيـد نُوْراًَ يُشْـرقُ

لِتَضُـمَّ آفَـاقَ الـدَّيـار إِذا نـأتْ * * * ودَنَـتْ وطَـابَ جَمـالُها المُتألَّـقُ

واليـومَ تُقْبـلُ والـدَّيـارُ كَـأنّهـا * * * قِـطَعٌ تَنَـاثَـرُ في الفضَـاءِ وتُطْلَقُ

ويـكاد يَصْـرَعُني الأسى خجلاً لما * * * نلقى! أََميـلُ ! أردُّ طرفي! أُطْرِقُ

انظُـرْ إِلـى أُمَـمٍ هُنَـاكَ تهيَّـأت * * * لَكَ! قَـدْ أَعَـدَّتْ كلَّ مـا يتحقّـق

جَمَعُوا أطاييب الطَّعام و أسْـرفـوا * * * ومَضَـوْا إلى لهـوٍ يضجّ و يُحْـدق

يُحْيُـون لَيْلَهُـمُ بأَفْنـانِ الهـوى * * * وإِلى دواعي " الفـنّ " حشدٌ أسْبَـقٌ

ومَعَ النّهار هُـمُ الغفـاةُ النائمــو * * * نَ وحَـوْلَهمْ زَحْـفُ العُـداةِ المُطبِقُ

أيـن الذين مَضَـوْا إذا ما جِئْتَهـمْ * * * هبّـوا لملحمـةٍ تـدورُ وصـدَّقـوا

يحيـون لَيْلَهُـمُ بـآيـات الهُـدى * * * ومـع النَّهـار هـم الأُبـاة السُّبَّـقُ

قد كُنتَ تُشرقُ في ربى الإسلام يَجْـ * * * مَعُهـا الهـدى ساحاً تَجـودُ وتُغْدقُ

واليـومَ مُزَّقَتِ الدّيـارُ و قُطّعَـتْ * * * تلك الحِبالُ وغـاب عنهـا الرونَـقُ

أنّى التفـتَّ اليـومَ تَلْقـى أَدْمُعـاً * * * حَـرّى تُصَـبُّ على دمٍ يتـدَفّـقُ

تَلْقَى الثَّكـالى واليتَـامى و الأَسـى * * * فَـوْقَ الوُجـوهِ تَغيبُ فيه و تُرْهَـقُ

وتـرى المجازرَ والعِـدا يتواثبـو * * * ن على الدّيـارِ وكلُّ وثْـبٍ موِبـقُ

وترى بني الإسلام يَقْتُـل بعضُهـم * * * بعضـاً ويُمْعِـنُ في العِـداءِ ويُغْرِقُ

وتَرَى عَـدوَّ المُسْلمـين مَهَيْمِنـاً * * * يُلْقـي بأحْمـالِ الـهَـلاك ويُطِلـقُ

مُتَـربَّصـاً! متسلَّلاً! فُتِحَـتْ لـه * * * جُـلُّ الثُّغـور فجـال فيها الفيلـقُ

وتَراهُ صفّـاً واحِـداً مُتَمـاسكـاً * * * والمسْلمـون مَعَ الهَوان تفـرَّقـوا

رَمَضان أَقْبِلْ! وامسحَنَّ من الأسى * * * وأعِدْ لنـا الأمَـلَ الـذي يتـألَّـق

واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بهـا * * * أملاً به تحيـا القلـوبُ و تخفـقُ

عفراء
24-08-2010, 07:21
من وحي الصيام
محمود أسد

أطلَّ الصفاءُ بهيَّاً نقيّا
أضاء ظلام النفوسِ
وأيقظ فيها الزمانا
وفي الروحِ شوق رخيم
ونبض ابتهالْ..
أتى والدّجى غارق
في الخصام
أتى يبسط الخيرَ والفَيْءَ
يزرعُ دربي وروداً
وظلاَّ لكلِّ الصغار..
سريعاً كغيمةِ حبٍّ أتانا
وفي الأمنيات بيادرُ وعدٍ
ستملأ كلَّ السِّلال...
غداً يشرقُ البيتُ
والغصنُ ينبت فيه النقاء
ويرفد تلك المساجدَ
شوقُ الشبابِ وطُهرُ البراءة...
------
أتى رمضان وفي الحقلِ أنداءُ ذكرى
ستوقظ فينا الطهارة...
أمامي يُعِدُّ الصيامُ موائدَ فكرٍ
تُباعدُ بيني وبين انحِسار القرارْ..
يخطُّ السطورَ، وتلك السطورُ
ربيعٌ بديعُ الحضورِ
ثريُّ العطاء...
وفي رمضانَ تغيبُ الدموعُ
تمدُّ الجسورُ ينابيعَ وصلٍ
وذكرى انتصارْ...
تُضاءُ البيوتُ بشوق الأحبَّةِ،
حولَ الموائدِ يشرقُ وجهٌ بشوشٌ
وذاك الفقيرُ أتتْهُ الهباتُ
------
وكان البيان ُ رسولاً لكلِّ الشفاهِ،
تراتيلَ تشدو بوحي الإله...
هو النورُ و الحقُّ يغتالُ ظُلْمَ الظلامْ
ومازالَ في الصدرِ والعقلِ
ما زال جسرَ الضياءْ...
يُضيء الدروبَ التي في الغيابِ تعيشُ
وتحيا بلا هدفٍ في الخفاء...
طريقُ البداية من رمضانَ
فمنْ يَرصُفُ الدربَ يوماً
أمام النفوسِ الشقيّهْ..
أمامكَ كوثَرُ شهدٍ
لكلِّ الجداولْ
أتى رمضانُ ونارُ الغواية
تأكلُ أهلي. وتقتلُ نبض الترابْ...
وهذا العراقُ جريحٌ كَواهُ الشقاقُ
وتلك فلسطينُ بركةُ نارٍ وجمرٍ
وتلك الدماءُ على كلِّ قُطرٍ شقيق
تراق...
تصوم عن الماءِ والخبزِ
تجمعُ كلَّ الصحابِ مساءً
وتنسى الفقيرَ،
وتنسى الزكاة
هو الحقُ والفرضُ يدعوكَ
لا صومَ إن لم يكنْ في فؤادِك
نورٌ وحبّْ

عفراء
24-08-2010, 07:22
لك الله يا رمضان
عبد الله موسى بيلا

مِنَ الخُلْدِ..أمْ مِن شاطئِ الغيبِ تُسفِرُ *** صباحاتُ أيَّامٍ مِنَ النُورِ تُبهِرُ؟
تُنيرُ دَياجي النفسِ كالوحي مُشرِقاً *** كما ضاءَ في الإظلامِ ماسٌ وجَوهَرُ
وينسابُ مِنها البِشرُ في كُلٍّ كائِنٍ *** ويسري مَعَ الأنسام مسكٌ وعنبرٌ
وتجري مَعَ الأرياح أرواح هائِمٍ *** تَخُبُّ بِبَرِّ الشوقِ حِيناً، وتُِبحرُ
فتُصبِحُ في دَيمُومةِ الحُبِّ والهوى *** وتُمسي ببحرٍ بالتباريح يزخَرُ
تَصُبُّ على الأفهام مِن فَيضِ جُودِها *** يقيناً... وآمالاً عِظاماً تُفجِّرُ
فيِخشَعُ هذا الكونُ لِلَّهِ إذْ هفا *** وأبدى مِنَ اللوعاتِ ما كانَ يُستَرُ
وطافَتْ على النورِ الإلهيِّ زُمرةٌ *** كساها مِنَ الإيمانِ ثوبٌ ومِئزَرُ
تَغَنَّتْ ـ وما إثمٌ عليها ـ وزَغرَدَتْ *** وهامَتْ بضيفٍٍ بالعطايا يُبشِّرُ
فأهلاً به يشدو بها كُلُّ طائرٍ *** ومرحى بِهِ يَزهو به اليومَ مِنبَرُ
وَفَدْتَ أيا شَهْرَ التراتيلِ والهُدى *** تُفَسِّرُ مِن لَوعاتِنا ما تُفسِّرُ
تَمُدُّ حِبالَ الوصل بينك والورى *** بِصومٍ... وأنفاسٍ إلى اللهِ تَجْأَرُ
لَك اللهُ.. يا شهراً أفاءَتْ بِظِلِّهِ *** قُلُوبٌ على حَقلِ الخطيئاتِ تُزهِرُ
أتَتْكَ.. فَكُن برداً لها مِن ضرامِها *** وملجأهَا ممّا تخاَفُ.. وتحذَرُ
وصُنها بِحِصنِ الصومِ عن كُلِّ مُوبِقٍ *** فقد عَمَّها بحرٌ مِن الخوفِ أحمرُ
وكُنْ في خِضِمِّ الكونِ للخلقِ مَوئِلاَ *** وجِسراً.. على أعجازِهِ الناسُ تَعْبُرُ
ألا أَيُّهذا الشهرُ أغدِق فضائِلاً *** على كُلِّ مسكينٍ على العُدمِ يُفطِرُ
وأيقِظْ قلُوبَ الأغنياءِ لِيَذْكُروا *** أُناساً على الإملاقٍ والجُوع تصبرُ
ففيكَ مِن الآياتِ للخلقِ غُنيةٌ *** ومَوعظةٌ لو في عطاياكَ فكَّروا
أيا شهرَ نَصْر الدينِ في كُلِّ وَقعةٍ *** يَقُودُ أُسودَ الحربِ فيها غَضَنْفَرُ
ببدرٍ... وأملاكُ السما في دُروعِها *** وفي كفِّها الأسيافُ للهامِ تَسْبُرُ
بمكةَ يومَ الفتحِ تسري ركائِبٌ *** إلى النصرِ... والإسلامُ أعلى وأظهَرُ
محمدُ يحدُوها.. وقد زاغَ باطِلٌ *** وكُلُّ لِسانِ الخلقِ... اللَّهُ أكبَرُ
وحِطِّينَ.. إذْ جَلَّى صلاحٌ عَنِ الدُنا *** وعن قُدسِنا رِجساً على الطُهْرِ يَظهَرُ
ولكنْ.. أَجِلْ طَرْفاً علينا فلن ترى *** عُيوناً لنا في عِزَّةِ الدينِ تنظُرُ
وسائِلْ بلادَ القُدسِ.. ماذا أصابها؟ *** وهل بينَ أهلِ الدينِ مَن سوفَ يَنصُرُ؟
وقد أصبَحَتْ مأوى اليهودِ.. ومَوطِناً *** على سَفْحِهِ كُلُّ المُروءاتِ تُقبَرُ
وجالَت على أرضِ العراقِ عِصابةٌ *** مِن الكُفرِ والعُدوانِ والظُلمِ تَفْجُرُ
فَذَلَّتْ رِقابُ المسلمينَ وأَذْعَنْتْ *** وداسَ عليها كافِرٌ يتبختَرُ
سِهامُ الأعادي في حشاها كثيرةٌ *** ولكنْ.. سهام الأهلِ والصَحْبِ أكثَرُ
فَأَيَّ سِهام في الوغى سوف تتقي.. ؟ *** وأيَّ يَدٍ منّانةٍ سوفَ تَشْكُرُ؟
أتيت أيا شهرَ التباشيرِ بالتُّقى *** تزُورُ لِماماً.. والهوى فيكَ أخضَرُ
فَلَيلُكَ قُرآنٌ... وإخباتُ خاشِعٍ *** وصُبحُكَ أضواءٌ مِنَ اللهِ تُسفِرُ
حَنانَيكَ.. لا تَرحَلْ عن الكونِ، فالنُّهى *** بِحُبِّكَ يا شَهْرَ السَناءَاتِ تَسكَرُ
يَلُوحُ عليها اليومَ مِن بَعدِكَ الأسى *** عليكَ.. وما تخُفي مِنَ الوَجْدِ أكبَرُ
فَحُطها بِكفِّ العطفِ والحُبِّ والرِضا *** فَكفُّكَ غَيثٌ مِن يَدِ العفوِ يُمطِرُ
فيا أيُّها الشهرُ الذي فيكَ أشهرٌ *** ويا أيُّها الدهرُ الذي فيكَ أدْهرُ.. !
بِمَن تزدَهي الدُنيا ـ سواكَ ـ وتنتشي *** وأنتَ لِكُلِّ الكونِ عِزٌّ ومَفْخَرُ؟
وقد تعتري وجهَ الزمانِ مصائِبٌ *** تُغِيرُ على أيَِامِهِ... وتُكَدِّرُ
وأنت.. كما كُنتَ؛ ما زِلتَ باسِماً *** ووجهُكَ ـ رغمَ الدهرِ ـ ريَّانُ أنْضَرُ
فَعُدْ.. مِثلما قد جِئتَ ضيفاً مُكرَّماً *** تُعَمِّرُ مِن بُنيانِنا ما تُعَمِّرُ
لَكَ اللَّهُ.. يا رفداً مِنَ اللّهِ للورى *** وبحراً مِن الغُفرانِ.. للخَلقِ يَغمُرُ
فَمِثلُكَ شهرٌ لا تُوَفَّى حُقوقُهُ *** وعن مَدْحِهِ كُلُّ الأقاويلِ تَقصُرُ

عفراء
24-08-2010, 07:24
رمضان في ديوان الشعر العربي
أمين سليمان الستيتي


ما كان رمضان ليختلف عن غيره من شهور العام لولا فريضة الصوم التي أعطته هذه الخصوصية. ولعل قول اللغويين: إنه يرمض الصائم حين يحر جوفه، فيه من الصحة الكثير. وقد شغلت أمور الدعوة، وحروب الردة الصحابة منذ زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحتى نهاية عصر أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فلـم يكـن للشعر مكانـه القـديم، ولـم يصفـوا العادات المتعلقة بصومه، أو قيامه، سوى ما كان من أداء الفريضة، وقيام الليل، وغيرها
وفي سيرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه جمع الناس للتراويح على إمام واحد، في رمضان الثاني من حكمه، ورأى الناس في ذلك خيراً عميماً، واستمعوا إلى ترتيل واحد شنف آذانهم، وعكفوا على تلاوته آناء الليل، مع التسبيح، وغيره من الأقوال والأعمال الصالحة، ليل نهار، وبرز دور الشعر في تخليد مثل هذه الصورة؛ إذ قال الشاعر:
جاء الصـيام فجاء الخير أجمعه *** ترتيل ذكر وتحميد وتسبيحُ
فالنفس تدأب في قول وفي عمل *** صوم النهار وبالليل التراويحُ
وكأن هذا السياق الفطري، البعيد عن التكلف يبين بوضوح انتماء هذا القول إلى عصره، بعيداً عن كل الصور البيانية، أو المحسنات اللفظية، المعبر عن صدق المشاعر، وتأثير العبادة في نفوس المؤمنين.
لكن الشعراء عبر العصور رسموا صوراً وضّاءة لرمضان، وللمسلمين فيه، وزينوا صوره بكل ما استطاعوا من الصــور والمحسنات، وتخيروا الألفـاظ المــوحية المعبـرة؛ فهذا شاعر يقول:
أَدِم الصيام مع القيـام تعبُّـداً *** فكلاهما عمـلان مقبـولانِ
يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيـتانِ
فإذا طوينا شراعنا على عتبات العصر الحاضر، رأينا أدباءنا يرسمون لرمضان صوراً كثيرة، منها الإيماني المتعلق بأهداب العبادة، ومنها السلبي المتعلق بسدول غيرها، ومنها بين ذلك بعدد ألوان الطيف، أو يزيد.
وللجــوع أثــر في رائحـة فـم الصائـم، والـتي جعلها اللـه - سبحانه - أطيب من رائحة المسك، كما روى ذلك رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، وقد صاغ الشاعر محمد حسن فقي هذا المعنى بألفاظ قريبة التناول، سلسة تنساب رقراقة بقوله:
وعلى فمي طعم أحس بأنـه *** من طعم تلك الجنة الخـضراءِ
لا طعم دنيانا فليس بوسعهـا *** تقديم هذا الطعم للخـلفـاءِ
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله *** ألا أكون به من السـعـداءِ
وفي القصيدة ذاتها يصف الشاعر استبشار المسلمين برمضان الكريم، وأيامه الجليلة، ووحي الله من السماء، بكلمات منقادة له انقياد العاشقين، حيث يرسمها على ألحانه، ويعزفها بألوانه فيقول:
قالوا بأنك قادم فـتهللت *** بالبشر أوجهنا وبالخيلاءِ
لِمَ لا نتيه مع الهيام ونزدهي *** بجلال أيام ووحي سـماءِ
وللشفافية في العصر الحديث بريق يشد الناظرين، ويصوغه الشاعر محمود حسن إسماعيل، فيرسم لنا لوحة رمضانية النفحات، بألوان أطياف التقى، ويجند قدراته البلاغية ليصل بها إلى قمة الإبداع الشعري فيقول:
أضيفٌ أنت حلَّ على الأنامِ *** وأقسم أن يُحَيّا بالصيامِ
قطعت الدهر أنواراً وفيّـاً *** يعود مزاره في كل عـامِ
نسخت شعائر الضيفان لمّا *** قنعت من الضيافة بالمقـامِ
بأن الجود حرمان وزهـد *** أعزُّ من الشَّراب أو الطعامِ

ومن الشعراء السعوديين أحمد سالم باعطب، الذي يصور الأنفس المؤمنة مسرعة في ساحات الدموع الراجية غفران اللـه - سبحانه - بعد أن رأت كف الحسنات الرمضانية، وتجلي الله العلي العظيم على عباده بالجزاء الحسن الذي وعدهم، بلغة يتضح فيها الأثر الروحي، وكلمات تحمل دفء التقوى فيقول:
رمضان بالحسنات كفك تزخرُ *** والكون في لألاء حسنك مبحرُ
أقبلت رُحمى فالسماء مشاعل *** والأرض فجرٌ من جبينك مسفرُ
هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت *** من حوبـهـا بدموعها تستغفرُ
ولوحة نادرة يرسمها عبد الله بن سليّم الرشيد، وعلى صفحات ثقافة الجزيرة، تنطق بالوعي الديني المتزايد عند المسلمين في هذا الزمن الذي يبشر بالخير رغم كل المآسي، وعي يدفع الناس للبحث عن الفوز بالآخرة، والتخلص من الذنوب صغيرها وكبيرها، فيقول على هذا اللحن الراقص، رقصة الرجال في الفرح وغير الفرح:
مرَّ شعبان فلم تَحفَل بـه *** روحُه الملـقاةُ بين الهـمَّـلِ
عجباً من أغبر ذي شعثٍ *** مرَّ بالنـهر فـلم يغـتـسلِ
ومن الشعراء الذين وقفوا مع التراويح: محمود عارف، وجعل لوحتها ماء يسبح فيه المؤمنون ليزدادوا إيماناً، ويرمز إلى بركة أيامه التي تعادل العمر كله؛ ففيه ليلة خير من ألف شهر، فيقول:
فيه التراويح الـمضيئة مسبحٌ *** للـقلب للإيمان يعـمر مرفقا
ساعاته عمر الزمان، مليئة *** بالذكر حيث العمر عاد محلقا
ويغوص بعض الشعراء إلى أعماق المسلمين يستجلون أثر قدوم رمضان على مجتمعاتهم، ويصورون البشائر، والرحمة التي تحل عليهم، وبهم، ومنهم، تصويراً حركياً يدفع إلى رؤية المنظر الحي، بألفاظ لا يكـاد يظهـر للصنعـة فيهـا يــد قريبـة ولا بعيدة، بل السجية سيدة الموقف، والموهبة الشاعرة، التي تظهر في قول حسين عرب:
بشرى العوالم أنت يا رمضـانُ *** هتفت بك الأرجاء والأكوانُ
لك في السماء كواكب وضّـاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكـانُ
يا مشعلاً قبس الحقيقة بـعد أن *** أعيت عن استقصائها الأذهانُ
هذه لمحة من شعرائنا عبر الزمن، ليست شاملة، ولكنها مضيئة، تدفع المرء إلى قياس مشاعره، وحبه لهذا الشهر الذي جعله الله - جل جلاله - ظرفاً لفريضة الصوم، والتي اختصها لنفسه، وهو الذي يجازي المرء عنها؛ فهل تنشرح الصدور المؤمنة لاستقباله؟ وهل يستبشر المؤمنون في هذا الزمن بقدومه، ويرجون الله فيه النصر للمجاهدين في سبيله في كل مكان، رجاء الموقنين بالإجابة، وأن يزيل الهم والحزن عن صدور الأمة، ويكشف الغمة، ويأخذ بأيدينا إلى حيث أرادنا: خير أمة أخرجت للناس؟ أسأل الله...آمين... آمين... آمين!

عفراء
24-08-2010, 07:26
رمضان في عيون الشعراء
محمد أبو مليح

"رمضان يأتي مرة واحدة كل عام" وكذلك كل الشهور تأتي مرة واحدة كل عام. ولكن لرمضان خصوصية في إفراده عن تلك الشهور بالذكر والذكرى، وكان حال الشعراء قديما وحديثا حيال رمضان، مميزا عن باقي الشهور، فما أن يأتي شهر شعبان حتى يتنسم الشعراء عبير رمضان وتجد الشعر يتفجر عند بعضهم ابتهاجا بقدوم الصيام.
وعند اقتراب رحيل رمضان يجد الشعر مكانه في توديع هذا الشهر، فكان شعر الوداع ذكرا لمناقب الشهر ونفحاته.
وهكذا تدور الكرة، فما يفتأون يرددون ذكريات رمضان ويتمنون مجيئه، حتى يحظوا بكرمه وجوده وعطاياه.
في وداع شعبان
ابن دراج القسطلي (347 421/ 9581030م)، وهو شاعر من أهل (قسطلة دراج)، قال عنه الثعالبي: كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام..يقول في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان:
فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى *** فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب
تحفا لشعبان جلا لك وجهه *** عوضا من الورد الذي أهدى رجب
فاقبل هديته فقد وافى بها *** قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب
واستوف بهجتها وطيب نسيمها *** فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب
ويقول مؤيد الدين الشيرازي (390 470هـ/ 999 1077م):
ورحمة ربنا فينا تجلت *** وذاك الفضل من رب رحيم
وليس سواه يسأل عن نعيم *** إذا وقع السؤال عن النعيم
أتى رجب يؤمم منك شمس السـ *** ــعادة بدرها بدر العلوم
ويأتي بعده شعبان شهر النبـ *** ــي الطاهر الطهر الكريم
وشهر الله يتلوه وكل *** يدل على أخي شرف جسيم
في استقبال رمضان
وما أن يأتي رمضان حتى تشتعل نار الحنين في قلوب المحبين لرمضان، يرحبون بمقدم هلاله، ويبشرون الناس بقرب موعد قدومه، ويتغزلون في جمال هلاله.يقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي احتفالا بمقدم هلال رمضان:
هذا هلال الصوم من رمضان *** بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه *** واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيامه *** واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
ويقول الشاعر العراقي عبود الطريحي (1285 1328هـ):
أقبل شهر رمضان قم واستعد *** لصومه مع التقى والصلاح
شهر به الرحمة قد أنزلت *** وكل خير للتقى فيه لاح
أحب لله بأن تكون *** تلاوة القرآن عند الصباح
دع الملاهي عنك وادع به *** دعا النهار ودعا الافتتاح
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري عن هلال رمضان:
امـلأ الـدنيا شعاعـا *** أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها *** مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهودا *** هـي من خـير العـهود
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي (1298 1356هـ/ 1881 1937م) فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً *** ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ *** إليك وكم شجيٍ مُستهامِ
ونقرأ للأديب الكبير الشاعر عبد القدوس الأنصاري رحمه الله (1403هـ) باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج إذ يقول:
تبديت للنفس لقمانها *** لذاك تبنتك وجدانها
وتنثر بين يديك الزهور *** تحييك إذ كنت ريحانها
فأنت ربيع الحياة البهيج *** تنضر بالصفو أوطانها
وأنت بشير القلوب الذي *** يعرفها الله رحمانها
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام *** يسل من النفس أضغانها
وللشاعر محمد إبراهيم جدع قصيدة شعرية ترحيبية برمضان، يصفه فيها بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيه تتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خير الشهور *** وخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل *** في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى *** تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر *** الجليل أجل شان
نصائح رمضانية
ولا يفوت الشعراء أن يقدموا لقرائهم وأحبائهم نصائح رمضانية، فنجد عبد الله محمد القحطاني (قال عنه السمعاني: كان فقيها حافظا جمع تاريخًا لأهل الأندلس) يقول ناصحًا مرشدًا:
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا *** أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى *** شر البرية من له وجهان
ويقول الشاعر المغربي حمدون بن الحاج السلمي (1174 1232هـ/ 1760 1817م) في استقبال رمضان:
وإن أتى رمضان واصطفيت له *** فاخلع ثياب الهوى وقم على قدم
هذا زمانك مقبل ومبتسم *** بكل خير تلقه بمبتسم
وصنه عن كل ما يرديه من حرم *** ولتعكس النفس عكس الخيل باللجم
ولا يفوت أمير الشعراء أحمد شوقي (1285 1351هـ/ 1868 1932م) أن يتوجه إلى كل الناس بنصائحه الرمضانية، يستنكر على من يصوم عن الطعام فقط، ويدعوه إلى التخلي عن العيوب والآثام، فيقول:
يا مديم الصوم في الشهر الكريم *** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا :
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
ويقول الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي (1294 1364هـ/ 1877 1945م):
ولو أني استطعت صيام دهري *** لصمت فكان ديدني الصيام
ولكني لا أصوم صيام قوم *** تكاثر في فطورهم الطعام
إذا رمضان جاءهم أعدوا *** مطاعم ليس يدركها انهضام
وقالوا يا نهار لئن تجعنا *** فإن الليل منك لنا انتقام
فضائل رمضان
ويذكرنا الإمام البوصيري (608 696هـ/ 1212 1296م من محافظة بني سويف بمصر) بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراء والمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود:
آه وا ضيعة المساكين *** أن ولى أمر الطعام في رمضان
ويقول تميم الفاطمي (337 374هـ/ 948 – 984م وهو أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، له ديوان مطبوعة) ذاكرًا بعض فضائل شهر الصوم، متمنيا أن يكون العمر كله رمضان:
يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت *** فيه الضمائر بالإخلاص في العمل
صوم وبر ونسك فيك متصل *** بصالح وخشوع غير منفصل
يا ليت شهرك حول غير منقطع *** وليت ظلك عنا غير منتقل

أما الشاعر السعودي محمد علي السنوسي فيتحفنا بقصيدة شعرية رائعة عن رمضان، يقول في أبيات منها:
رمضان يا أمل النفوس *** الظامئات إلى السلام
يا شهر بل يا نهر ينهل *** من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة *** كأسراب الحمام
رمضان نجوى مخلص *** للمسلمين وللسلام
أن يلهم الله الهداة *** الرشد في كل اعتزام
كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل (ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977م) يصور لنا رمضان كضيف عزيز حل وارتحل، فيقول:
أضيف أنت حـــل على الأنام *** وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابـــا وفـيــا *** يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حمـــاك ركـــن *** فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا *** من الإحسان علوي النظام
بأن الجوع حرمان وزهــــد *** أعز من الشراب أو الطعام
ويقول الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري (وُلد 1336هـ) في ديوانه "قلب ورب":
قالوا: سيتعبك الصيام *** وأنت في السبعين مضنى
فأجبت: بل سيشد من *** عزمي ويحبو القلب أمنا
ذكرا وصبرا وامتثالا *** للــــذي أغنى وأقنى
ويمدني روحا وجسما *** بالقوى معنى ومبنى
" رمضان " عافية فصمه *** تقى، لتحيا مطمئنا
في وداع رمضان
وما أن يذعن الضيف بالرحيل حتى ينتفض المودعون،، يودعونه وهم عليه متأسفون حزنى، ويبدو ذلك في قول تميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيل رحليه:
ما تقاضت منا ليالي الزمان *** ما تقاضى شوال من رمضان
ما ترى بدره علاه سقام *** كسقام المحب في الهجران
كسفت نوره مخافة شوال *** كسوف الصيام للألوان
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الجنان (615 646هـ/ 1218 1248م) معزيا نفسه ومن حوله في رحيل العزيز إلى قلوبهم:
مضى رمضان أو كأني به مضى *** وغاب سناه بعدما كان أومضا
فيا عهده ما كان أكرم معهدا *** ويا عصره أعزز على أن أنقض
ويقول الغشري وهو سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي، من شعراء القرن الثاني عشر) يرثي الراحل ويصبر نفسه:
خير الوداع لشهرنا رمضان *** هل بعد بينك كان من سلوان
خير الوداع عليك يا شهر الهدى *** لم يبق من ذنب ولا عصيان
فعلى فراق سال دمع عيوننا *** فوق الخدود كهاطل هتان
فهو المفصل والمعظم قدره *** خير الشهور وسيد الأزمان
وبعد رحيل الحبيب ليس أمام المحبين إلا الصبر، وليس من شيء أقدر على تصبيرهم مما ترك لهم الحبيب الراحل.فهم يقلبون فيما أتى لهم به من هدايا وعطايا، لعلهم يستطيعون للفراق تحملا، وعلى لوعة وشدته تجملا.
شعراء أظهروا التبرم من رمضان
وكما أن لكل قاعدة شواذ، فقد كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه صراحة أو تلميحًا.
فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات، وكان يستعيذ من شهر رمضان بالتي أفسدت عليه حياته، وحرمته من أفضل اللذات، حيث ملكت عليه الخمر كيانه فأصبح لا يشعر بعظمة شيء سواها، فنجده يقول:
أستعيذ من رمضان *** بسلافات الدنايا
وأطوي شوال على القصـ *** ـف وتغريد القيان
وليكن في كل يوم *** لك فيه سكرتان
مَنَّ شوال علينا *** وحقيق بامتنان
ويقول صفي الدين الحَلِّي (675 – 750هـ / 1276 – 13499م)، شاعر عصره ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، وله عدة دواوين:
منظر الصوم مع توخيه عندي *** منظر الشيب في عيون الغواني
ما أتاني شعبان من قبل إلا *** وفؤادي من خوفه شَعبانِ
كيف أستشعر السرور بشهر *** زعم الطب أنه مرضان
في هجر اللذات حتما وفيه *** غير مستحسن وصل الغواني

في استقبال العيد
وللشعراء بعد رحيل رمضان وقدوم شوال أشعار، يقول علي الدرويش (1211 1270هـ/ 1796 1835م، مولده ووفاته بالقاهرة، وكان شاعر الخديوي عباس الأول، ولم يكن يتكسب بالشعر) في وداع رمضان واستقبال العيد:
عوائد العيد أفراح وإيناس *** وعادة الصدر تهوى شرحه الناس
عيد سعيد كسته سين سالفه *** مورَّذات حكاها الورد والآس
هذا هلال بأفق العيد يشرق أم *** محرابه رمضان فيه نبراس
ويقول عمر الرافعي:
ومن لي بهذا العيد والفضل واسع *** بما جاء يا مولاي في ليلة القدر
وهذا رجاء لا يرد لأنني *** توسلت فيه بالبشير لذي الأمر
عليه صلاة الله والآل سرمدا *** وصحب كرام كالبدور وكالزهر

عفراء
24-08-2010, 07:30
أين رمضان ؟
خالد البيطار

قـالوا: أتـى رمضان ثم مضى *** وتـكاد تـأتي ليـلةُ النَّـحْر
فعجـبتُ مـن أمري وأمـرِهمُ *** رمضانُ يأتي دون أن أدري؟!
أنـا لـم أغِبْ يوماً عـن الدنيا *** وكـذا -يقيناً- لم يَغِبْ فِكْري
عجباً! فكيف أتى؟ وكيف مضى؟ *** أم كيف مـرَّتْ فرحةُ الفطر؟!
أيـنَ المساجـد وهـي ضاحكة *** مغمـورة بـالخير والبِـشْرِ؟
وكـأنها مِـنْ حسن مـا لبست *** تـختال فـي تـاجٍ من الدُّرِّ
والنـاسُ فـي أنـحائـها زمرٌ *** في العـلم والصلواتِ والذِّكْر
كـم تـائبٍ صـارتْ له سكناً *** فـي الصبح تلقاهُ وفي العصر
كـم نـاشيءٍ عرضَتْ له الدنيا *** جمـالـها..وجمالُها يُـغري
وتـزيَّنـتْ وأتَـتْهُ طـائعـةً فأبـى *** وفضَّلَ ركعـةَ الفـجر
أيـن المـآذنُ فـي تـلألئـها *** بـالنور والتـكبير إذْ يَسْري؟
أيـنَ التـراويحُ التي أهـوى *** وأشـدُّ فـي ركعاتها أزْري؟
والاعـتـكـافُ وكـم له أهفو *** متـجـرداً لله فـي العـشر؟
أخـلو مـع الرحمـن ملتمساً *** رضـوانـه فـي ليلـة القدر
وسـألتُ نـفسي بعدمـا ذهبوا *** أتـريْن تـفسيراً لما يَجري؟!
أيَـمُـرُّ هــذا كـلُّه وأنــا لاهٍ *** فمـا شأنـي وما أمري؟!
... وفهـمتُ منهـا أنها لمحتْ *** طيفاً سريـعَ الخطو في السير
جـاز الديـارَ ومـا أقامَ بـها *** إلا كخـفقـة ذلـكَ الطيـر
لَمَـحَ الظـلامَ بـكلِّ شـِرَّتِـهِ *** وسـطَ النهار يَعيثُ في الفجر
لَمَـحَ الشياطينَ التـي ظـهرتْ *** فـي كـل أرضِ دونما سِتر
ورأى الفسـادَ وأهـلَه اجتمعوا *** في البر أبصرهم وفي البحر
فأبـى الإقامة هـا هنـا ومضى *** يشـكو كمـا تشكو من الضُّر
لا يستطيـعُ الطهـرُ أن يحـيا *** في الأرض بين الرّجْس والشَّرِّ
هـوِّنْ علـيك إذا انتهى ومضى *** سيعـودُ رغـمَ الجَوْر والكُفر
ستعـودُ بـهجتُـه إلـى الـدنيا *** ويعـودُ نَفْـخُ الطيب للزهرِ
وستشـرق الأنـوارُ سـاطعـةً *** ويعـودُ أهـل الحـق والخير
وهنـا رجعتُ وقد ملئتُ رضىً *** وطَرَدْتُ طيفَ الحزْن من صدري
ورجـوتُ أن ألـقـاهُ ثـانيـةً *** والأرضُ فـي ثـوبٍ من الطُّهر

عفراء
24-08-2010, 07:32
نفحات رمضان في شعرنا المعاصر
محمد شلاّل الحناحنة

يأتي رمضان شهر الخيرات، وشهر الإنابة والتوبات، شهر الانتصارات حين كنّا نتمسّك بشرع الله، مقيمين على الطاعات! فأين نحنُ اليوم من نفحاته الإيمانية الصادقة؟! وأين نفوسنا الصافية التي تهفو لوعد الملك المنّان؟! أما تتشوّق أرواحنا يا ترى- لباب الريّان؟! لكن كيف يكون ذلك وما زلنا نجترح المعاصي والذنوب؟! وما زالت بلاد المسلمين ممزّقة، وجروحهم عميقة، وعدوّهم يذلّهم! كيف نلقى رمضان وقد امتدّ الهوان لأمة القرآن فهانت أمام أهل الضلال والفسق والفجور؟! أنلقاه أعزّة أم ترانا نغضي حياءً منه ونحن كغثاء السيل؟! أنلقاه والأقصى أسير تحت حكم يهود؟ أنلقاه ونحن نستسلم لأعدائنا، وما عاد يرضيهم حتى هواننا وذلّنا؟! يأتي رمضان..فماذا يحدّثنا شعراؤنا فيه؟!
لعلّ لنا وقفة مع الشاعر د.عدنان علي رضا النحوي إذ ينشد:
قدْ كنتَ تشرق في ربا الإسلام يجْـ *** ـمَعُها الهدى ساحًا تجودُ وتغدقُ
أنّى التفتّ اليوم تلقى أدمعًا *** حرّى تصبّ على دم يتــــدفّقُ
تلقى الثكالى واليتامى والأسى*** فوق الوجوه تغيب فيه وتزهــقُ
وترى المجازرَ والعدا يتواثبـ ***ـون على الديار وكلّ وثبٍ موبقُ
وترى بني الإسلام يقتل بعضهم ***بعضًا ويمعنُ في العداء ويــغرقُ
وترى عدوّ المسلمين مهيمنًا ***يلقي بأحمال الـــهلال ويـطلقُ
وتراه صفّا واحدًا متماسكًا ***والمسلمون مع الهــوان تفرّقوا
رمضانُ أقبلْ وامسحنّ من الأسى ***وأعدْ لنــــا الذي يتألّقُ
واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بها ***أملاً به تحيا القلوب وتخفقُ
هكذا يمضي شاعرنا المبدع عدنان النحويّ مع رمضان يبث المفارقات الموجعة بين حاضر وماضٍ، وبين المسلمين وأعدائهم، وبين حياة القلوب وموتها، فقد كان رمضان في الماضي يطلّ علينا مشرقًا بالهدى ونور الإيمان، بينما يأتي في حاضرنا اليوم وربا الإسلام تعيش في ظلمات المعاصي والضلال إلا من رحم الله، وكان المسلمون أقوياء متمسكين بدين الله صفّا واحدًا لكنّهم أضحوا اليوم ضعفاء متفرّقين يتقاتلون على عرض الدنيا، وقد هانوا على الأعداء حين ماتت القلوب الحيّة المؤمنة.أما الأعداء فهم الميهمنون بقوّتهم واتحادهم، وقد وثبوا على المسلمين قتلاً وتدميرًا، فهل يحيي إقبال رمضان اليوم الإيمان في نفوس أهل الإسلام، ليعيدوا للأمة أمجادها، ويحرّروا أوطانها، ويرفعوا الهوان عن نسائها وأطفالها؟!
أما شاعرنا علي بن عبد الله الزبيدي فهو يدعو شهر التوبة أنْ يقف قليلاً، وهو يستوقفه لئلا يرحل بعجل، ويتحسّر على سرعة طيّ صفحاته، وهو يلجأ إلى تشخيص من خلال صور شعرية موحية، فنجد أننا نشاركه آلامه وأحزانه في قصيدته: (وقفة توديع):
قفْ أيها الشهرُ لو يُستوقف العَجلُ ***أهكــذا أجمــلُ الأيّام تُختزلُ
قف لم يزلْ للمشوق الصبّ ظامئة ***ترنو إليك وفي أحداقــها وجلُ
لـمْ تدرِ هل قبلت بالأمس توبتها ***أم أنّها بلظى الحرمــان تشتعلُ
رحلتَ يا شهرُ لا بل صفحة طُويت ***من عمرنا وسطور الصفحة العملُ
فيك ازدهت دورٌ للعام مشـــرقة ***عشر يُنال بها إن أحسنوا- الأملُ
وليلةٌ في جبين الدهر زاهـــرة ***بها الملائكـــةُ الأبـرارُ تحتفلُ
ولأنّ شهر رمضان يمثّل عند شاعرنا الزبيدي قيمًا روحيّة عظيمة، نراه يلحّ على ضمائر الخطاب كثيرًا: (قف، إليك، رحلت، فيك... ) أما العشر الأواخر وليلة القدر فهي دررٌ العام حقًا عند جميع المسلمين، فما أدراك بإيقاعها لدى شاعر مرهف الحسّ مثل علي الزبيدي؟ لأنّ النفس تسمو إلى خالقها حين تتصل به، وهو يعود ليبكيه على رحيله بكلّ أسى:
يا حبّذا نفحاتُ الصوم عاطرةً ***تسمو بها أنفسٌ بالله تتّصلُ
وحبّذا الآيُ يتلوها مـــردّدة ***قلبٌ بترديد آي الذكر مشتغلُ
رحلتَ، لا لوم إذ يبكيك ذو شجن ***فربما حال دون الملتقى الأجلُ
وأقبل العيدُ، هل يلقاه من حرموا؟ ***هيهات ليس لهم بل عيد من قبلوا
ونقف أخيرًا في نفحات رمضان مع ديوان: (قناديل على مآذن القدس) لشاعر فلسطين صالح عبد الله الجيتاوي الذي تنـزّ أوجاعه مع كلّ حرف من حروفه النازفة، مستنهضًا همم الأمة، مستضيئًا برؤى إسلامية جليّة، حين يأوى إلى حسّ المكان وقدسيّته، ويمضي إلى تاريخنا الإسلاميّ بكلّ أمجاده بلغة حركيّة، وإيقاع شجيّ، فيشعل جراحنا في قصيدته (في ظلال رمضان):
تتوالى مع الصيام طيــــوفٌ ***مونقاتُ الرؤى وأخرى حزينة
هذه (بدر) في المدارج تختــالُ ***علــيها من الملائــك زينة
هذه (مكة) أنارت روابيــــها ***ببدر الهدى وجنــد (المدينة)
وعلى هامة الخلود (صلاح الدين) ***أرسى بسيــفه (حطـّــينه)
تتداعى بذكره صــورُ الــحزن ***ومحرابُـه يـــبثّ أنـــينه
مستباح الحـــمى وهيهات فيها ***مصرخٌ بالغداة ينصـــر دينه
جاس فيه النفاقُ والكفرُ والرجسُ ***فلا يستر الشقــيُّ مجــونه
لهفَ نفسي! أهذه أمةُ السيف ***وقد أجّـج الخنــا أفــيونه!
في شعر صالح الجيتاويّ أنفاس ملتقاعة، وحزنٌ دفين، وصور جديدة مشبعة بالأسى، ومع ذلك فهو يرنو إلى مسجده الأقصى منبر صلاح الدين محرّرًا من رجس العصابات اليهودية، ويبثّ مع رمضان المبارك شذى أزهار نديّة من التفاؤل والإيمان بوعد الله ونصره للمؤمنين الصادقين.

عفراء
24-08-2010, 07:33
هات الفجر يا رمضان
عبد المعطي الدالاتي

وعُدتَ اليوم يارمضانُ بالبشرى فطاب العوْدْ
وعادت جنة القرآن والإيمانِ.. عاد الخلدْ
وهبّتْ نسمةُ التوحيد حاملةً حديثَ الوجدْ
فتنظمه كنظم العقدِ.. تنثره كنثر الوردْ
وتسكبه مع الأنوار.. تمزجُه بأصفى شهدْ
تذكّرني رسولَ الله يدعو في مقام الحمدْ
تُذكرني و تحملني مع الذكرى لأنقى عهدْ
فأُمسي بالحجاز لَقىً! فقصّي يا حكايا نجدْ
أنا الخطّاء، أدعو اللهَ.. أدعوه دعاءَ العبدْ
لِيعتقني من النيرانِ.. يُدخلني جنانَ الخلدْ
وهذا موسـمُ الغفرانِ واعدَنا فوافى الوعدْ
فماذا بَعدُ يارمضانُ في كفيكَ.. ماذا بعدْ؟!
***
تراءتْ فيك يا رمضانُ كلُّ معـالم الخيرِ
وفيك تنقلَ الوجـدانُ من طهرٍ إلى طهرِ
وفيك تنزّل القـرآنُ نوراً ليلةَ القدرِ
وصفّ محمدُ المختارُ جندَ الحق في بدرِ
ودكّ بهم جدارَ الجهل والطغيان والكفرِ
فذاق وصحبُه الأطهارُ بعضَ حلاوة النصرِ
ولكنا - ويا أسَفا - حُرمنا النصرَ من دهرِ
وما ذقنا سـوى التدميرِ والتهجيرِ و القهرِ
وذا مِن عند أنفســنا.. وهذا منتهى الوِزرِ
فما أخلفتَ موعدَنا.. وعُدتَ كنســمة الفجرِ
فهاتِ الفجرَ يارمضانُ..هاتِ مواسمَ العطرِ
ومن يدري! لعل النصرَ في كفيكَ، من يدري!




يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

عفراء
25-08-2010, 06:11
الله يكرمك ويحسن اليك ويعلي مقدارك اميرة الصدي واميرة القلوب
والله يا عفراء هذا كثير فأين نحن من هؤلاء الشعراء الاعلام
دمت لي بود وعز ونصر


ما اروعه من تواضع وما اجمله من بساطه
انت شاعر الصدى وشاعر فلسطين وشاعر العرب كلهم بل العالم
ما اجمل شعرك ونثرك ونبض حرفك
كلماتك كالشمس صعب مداراتها وتغطيتها
وهي نور يصعب اطفائها
فهي مشعه الاعمي يبصرها
والاصم يسمعها
والابكم ينطق بها
والصخر يلين بها
فلك كل التقدير والاحترام والود والورود
ابو علي

عفراء
25-08-2010, 06:33
ا شهر رمضان.. تمهّل وترفّق

يقول ابن رجب رحمه الله:

"يا شهر رمضان ترفق..دموع المحبين تدفق..قلوبهم من ألم الفراق تشقق..
عسى وقفة الوداع تطفئ
من نار الشوق ما أحرق..
عسى ساعة توبة وإقلاع
ترقع من الصيام ما تخرق..
عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق..
عسى أسير الأوزار يطلق..عسى من استوجب النار يعتق..
عسى وعسى من قبل يوم التفرقِ
إلى كل ما نرجو من الخير نرتقي
فيجبر مكسور ويقبل تائبٌ
ويعتق خطاء ويسعد من شقي
(من كتاب لطائف المعارف).

عفراء
25-08-2010, 06:33
يا شهر رمضان تمهل..وترفق بالمحبين..
أبطئ الخطو قليلاً، للحاق المذنبين..
عانقِ الشوقَ طويلاً، فالجفا صعب مُهين..
ارحم الدمع بعينٍ، كم بكت عند السكون.
واسمع القلب بخَفقٍ، يتمادى للفراق.
يرقبُ اللحظةَ تأتي: ذاك حملٌ لا يطاق..
وانظر العينين: شوقاً لعناق في عناق..
ترسل النظرة حَزنى، للقاءٍ يستديم..
يا حبيبي: هل تُراك ذاهبًا؟ لولا تقيم!
ما الذي يبقى لنا بعد أن حان الفراق؟!
رحمةُ الله بكم، وجنانٌ زاهرات..
والنسائم فواحة، تملأ النفس بنور..
ليس شيء بعدكم، يُفرح القلبَ الصبور..
أين مني وقفةٌ، بصفوف العابدين؟
أين مني دمعة، تغسل الذنب المُهين؟
أين جمع في لقاءٍ، رتّل القولَ الكريم؟
أين إمساك اللسان، عن هراءات تمور؟
أين نورٌ يستنير، بوجوهٍ من ضياء؟
أين طفلٌ كالرجال، يعشق الليل يطول..
بصلاة بدعاء، بحنينٍ وأنين؟
كلما أطرقتُ يوما، لنداء الضارعين..
يطلق النورَ بسمعي، ذاك عهدٌ لا يَبين..
ورأيت النهر يجري، بدعاء المؤمنين..
لسماء الملكِ تهوى، أن تدوم الصلوات..
أشرقت نفسي بنور، زاهر في الخلوات..
ليت شعري كيف أتلو، صلواتٍ دائمات..
ليت كل العام دوما، نسماتٍ نفحات..
ليت كل الوقت يجري، بِسمات الرحمات.

عبد العظيم بدران

عفراء
25-08-2010, 06:38
من اجمل القصائد التي قرأتها وبحافظتي الخاصة
احببت مشاركتكم بها بصفه خاصة اخوتي بالصدى

هبي.. رياح رمضان
بأطيب النفحات، بأرق النسمات، بكامل الرحمات..
بمفاتيح الجنات، بتنحية الشهوات، بحَجب الفتن والمضلات..
هبي بسُبحات النور، بأصوات المآذن، بخشوع المصلين..
انثري بأسماعنا آيات الرحمن، وكلمات القرآن، وعبقَ الفتوح والفرسان..
هبي رياح الخير، املئي به كل مكان، عطري كل بيت..
قيدي كل شيطان، من الإنس كان أو من الجان..
اقتلعي خيام المقيمين على المعصية، اكفئي قدورهم، أطفئي نيرانهم..
فتشي في خبايا الفساد، وأوكار الظلام، أخرجي كل يد تنسج الفتن..
احملي البشرى لكل المستضعفين، لكل الصابرين وهم يحتسبون..
اصنعي بنسماتك مطلعاً للفجر، طالما انتظرناه بعد طول عناء..
هبي يا رياح رمضان..
أزيحي عنا هذي الظلَم..
أميطي عنا ذاك اللثام، وفكي اللسان لحُسن الكلام..
أذيبي تلك القيود، وهذي العقد، فكم نبغي لها مَن يذيبها..
هبي ونادي بكل المسلمين:
يا قوم هبوا للكفاح، فالنصر لاح مع الصباح..
والفجر عند صعودكم في كل ساح..
فالطفل يصرخ مستغيثاً: كل من في القدس ناح..
مِن فعل أوغاد صهاينة يدوسون الحرم..
لا يرقبون بأي مؤمنة ضميراً، ما لكم!
أين النشامى والوعود وأين جيشكم؟ انصرم؟!
يا قوم هبوا من رقاد كاد يأسر أمرنا..
قد كاد يحطم صدرنا..
قد أوثق القيد الحديد بكفنا..
يا قوم هذا يومنا، وغداً عليكم، فارقبوا..
لا يكتفي النذل الجريء بهتك عرض، فانهضوا..
لا يرتوي من شرب دمّ للرضيع، فهروِلوا..
من قبل أن يطغى شرار الجند زحفاً بيننا..
لا ينفع الشجب الكثير ولا القليل وإنما..
بالجيش ينهض بالأشاوس يملأ الجو كما..
يملؤه الصقر الذي قد هام في كل السما..
فالنصر لا يخطئ قوماً قد أقاموا موعدا..
للثأر من نذل جريء يحمل الحقد، بدا(1)..
يا قوم هبوا للكفاح فما لكم من مستقر..
والنيل والبترول حُلم القوم، شر مستطر..
والعز عند صعودكم في كل سهل أو جبل..
والنصرُ في قرآنكم يغزو يهودَ بلا كلل..
هبي يا رياح رمضان..
احملي حنين المشتاقين إلى أعلى عليين..
واسمعي لشكوى المشتكين من كل أمر تعرفين..
وابكي لهم، ولحالهم، والكل يعرف ما لهم..
هتك الوحوش بيوتهم، ضرب الرصاص صغارهم..
سرق اللصوص حبورهم، والكل لا يرثي لهم..
والله في كلٍّ لهم، لولاه ما كنا لهم..
يا أيها الريح التي مرت على أرضي الحزينة..
لوددت أني كنت عصفوراً يطير إلى المدينة(2)
لأرى وجوه البائسين بكل أرض مستكينة..
ولأرقب الوغد الذي عاث الفساد بلا ضمير..
وبكل أحجار الجحيم أصبُّها فوق الرءوس..
لأخلص الأهل الذين تجرعوا مر الكؤوس..
من شر قوم ما لهم عهد، وهم شر ضروس.

عبد العظيم بدران

(1) أي أن الحقد لم يكن في قلبه فقط، إنما بدا على ظاهره وأفعاله.
(2) أي مدينة القدس.

صح لسان الشاعر وبارك الله فيه وكثر امثاله واثابه خير الجزاء
فحقا من اجمل ما قرأت
وقصيدة اثرت فيني ولها مكانه عندي