المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل صلاح القلب


رفيف
23-08-2010, 10:58
أصل صلاح القلب
للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر؛ فإنه يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه.
فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاجا إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف: يردد أحدهم الآية إلى الصباح، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قوله { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب، ولهذا قال ابن مسعود: لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ.
وروى أبو أيوب عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة إني اقرأ القرآن في ثلاث، قال: لأن اقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن اقرأ القرآن كما تقرأ.
***

وقد اختلف الناسُ في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة: أيهما أفضل؟
والصواب في المسألة أن يُقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفعُ قدراً، وثوابَ كثرة القراءة أكثرُ عدداً، فالأول: كمن تصدَّق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمتُه نفيسة جداً، والثاني: كمن تصدَّق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتُهم رخيصة، وفي "صحيح البخاري" عن قتادة قال: سألت أنساً عن قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "كان يمدُّ مدًّا".
وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن عباس: إني رجل سريعُ القِراءة، وربما قرأتُ القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابنُ عباس: لأن أقرأ سورةَ واحدة أعجبُ إِلَيَّ من أن أفعل ذَلِكَ الذي تفعل، فإن كنت فاعلاً ولا بد، فاقرأ قِراءَةً تُسْمعُ أُذُنَيْك، وَيعيها قلبُك.
وقال إبراهيم: قرأ علقمةُ على ابن مسعود، وكان حسنَ الصوت، فقال: رتِّل فِداك أبي وأمي، فإنه زينُ القرآن.
وقال ابن مسعود: إذا سمعتَ الله يقول: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأصغِ لها سمعك، فإنه خيرٌ تُؤمر به، أو شرٌّ تُصرف عنه.
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: دخلت عليَّ امرأة وأنا أقرأُ (سورةَ هُود) فقالت: يا عبد الرحمن: هكذا تقرأ سورة هود؟! والله إني فيها منذ ستةِ أشهر وما فرغتُ مِن قراءتها.



__,_._,___

أنيسة
23-08-2010, 12:35
بارك الله فيك جزاك الله الجنة أختي الباهية رفيف موضوع مميز و قيم
يعطيك الصحة و العافية

طائر النورس
23-08-2010, 13:45
طرح رائع أختي رفيف جعله الله في موازين حسناتك ودمتي بود



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


((إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون))
((ان هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كريما))
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور ابصارنا وجلا ءهمناوطريقنا الذى نمشى عليه
ما اروع هذا القرآن وما اروع كلام الرحمن وما اروع تدبر هذا الكلام
يتوقف اللسان عن الكلام عن هذا الدستور العظيم الذى وضعه الله بين ايدينا ليكون عونا وسندا لنا وطريقا نسلكه فى التقرب من الرحمن والتقرب من جناته والبعد عن ما نهى عنه والتمسك بما امر به
فى جميع احوالنا مأكلنا ومشربنا وحياتنا جميعها


لذلك دعونى اقص عليكم قصة جميلة وممتعة تبين لنا كيف نتعمق فى القرآن العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

كان هناك رجل أمريكي مسلم يعيش في مزرعة بإحدى جبال مقاطعة كنتاكي ، مع
وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر ليجلس على مائدة المطبخ ليقرأ القرآن ،
وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء، لذا فقد كان حريصا
على أن يقلده في كل حركة يفعلها
…وذات يوم سأل الحفيد جده

يا جدي،إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل، ولكنني كلما حاولت أن أقرأه
أجد انني لا أفهم كثيراً منه ، وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد
أن أغلق المصحف!!!! " فما فائدة قراءة القرآن إذن ؟ !!!!!

كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفت بهدوء وترك ما بيده، ثم قال: > >

خُذ سلة الفحم الخالية هذه ، واذهب بها إلى النهر ، ثم ائتِني بها مليئة بالماء.

ففعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن
يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلاً :> >

ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُني !!

فعاود الحفيد الكرَّة،وحاول أن يجري إلى البيت ... ولكن الماء تسرب أيضاً في
هذه المرة !!!
> > فغضب الولد وقال لجده، إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء ، والآن سأذهب
وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً .> >

فقال الجد:

" لا ، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء، أنا طلبت سلةالفحم
الماء...يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً يا ولدي "!!

ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء !!!
كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة؛ ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة
العملية ،فملأ السلة ماء ،ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه ، وهو يلهث قائلا:

> > أرأيت؟ لا فائدة

> >فنظر الجد إليه قائلا ً "أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟

"تعال وانظر إلى السلة التي كانت سوداء من الفحم" ،
فنظر الولد إليها ، و لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة
تماما ً من الخارج والداخل.

فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له

هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ
القرآن الكريم .... قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من
آياته.....
ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج ، تماما ًمثل هذه
السلة!
> > ولعلك تستفيد ايضاً : أننا لن نتعلم شيئاً إن لم نمارسه
ونطبِّقه في حياتنا.....فإذا أردتَ أن تتذكر ما فهمتَ وحفظتَ من القرآن ، فعليك أن
تطبقه في حياتك



هذه هى القصة
فما بالكم ان كل مسلم على الارض العربية ارض امة محمد عليه الصلاة والسلام ان طبقت ما بداخل كل مصحف
فهو السند والطريق والمنجى من كل ما نعانيه من حروب

((واذا قرات القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا))
((وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا))

وفى النهاية اتمنى من الله ان نعود الى قرآننا وسنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم
ادعو الله ان يفيدكم هذا الموضوع
وادعو لى بالهداية والاخلاص فى العمل
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه

رفيف
23-08-2010, 14:22
مشكور اخي طائر النورس على مرورك المثري وعلى هذه القصة التي تحمل اجمل الدروس والحكم المفيدة
لك كل الاحترام

طائر النورس
23-08-2010, 14:35
مشكوره أختي رفيف على حسن استقبالك لردي بموضوعك الشيق

محمود السوالقة
23-08-2010, 15:07
طرح رائع أختي رفيف جعله الله في موازين حسناتك

واسعدني مروري بموضوعك

عفراء
23-08-2010, 20:58
بارك الله فيك غاليتي رفيف
سلمت ودمت متميزه نشيطه
جعلك الله من عتقاء شهره الفضيل واثابك ورضي عنك وارضاك