المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجواء رمضان حزينة في المخيمات الفلسطينية...


عفراء
17-08-2010, 07:45
.. أجواء رمضان حزينة في المخيمات الفلسطينية

2010-08-15



http://www.insanonline.net/images/all_images/4454524054c67886b591a4.jpg (http://women.bo7.net/girls250567)


ازدحام في الأسواق لأناس يشترون ما لذ وطاب من طعام لتجهيز مائدة إفطار شهية..
طوابير من الأشخاص أمام محلات الحلوى لاختيار أصناف رمضانية متنوعة..
أضواء وزينة هنا وهناك.. لافتات ترحب بالشهر الفضيل.. كلها أجواء رمضانية جميلة،
ينتظرها الملايين حول العالم بفارغ الشوق.. ويستقبلونها بفرح وسعادة.


لكن هناك أجواء من نوع آخر..
تتشابك فيها صور قاتمة: ها هي صورة لأم تبحث في ثلاجتها عن طعام فلا تجد..

وأب مريض وعاجز، ينظر نحو أطفاله الصائمين، ويستمع إليهم يتحدثون فيما بينهم عما يشتهونه من أطايب الطعام..

وأطفال يشمون رائحة الطعام الشهية الآتية من منزل الجيران فيحلمون بها، ويتخيلونها على مائدتهم..

هذه صور متكررة لآلاف الأسر في مخيمات لبنان، ممن يتألمون خلال الشهر الفضيل،
بسبب عدم قدرتهم على شراء ما يشتهيه أطفالهم الصائمين من أطعمة،
قد تكون بمعظمها بسيطة، لكن بالنسبة للفقراء فهي جزء من الأمنيات.


في هذه الأيام من شهر رمضان،
في بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان،
حيث الفقر الشديد والحرمان الكبير يكتنفان الحياة اليومية،
ونظرات حزينة حائرة توحّد الكثير من الوجوه،
مما يدل على حجم الألم الكبير في قلوبهم.
جولة واحدة في مخيمات مبعثرة هنا وهناك على امتداد الارض اللبنانية تجعلنا نتساءل:

كيف يعيش هؤلاء المساكين شهر رمضان؟

عفراء
17-08-2010, 07:46
عدس وفول

في منزلهم المؤلف من غرفتين ذات الجدران المتشققة والبلاط المتفسخ في مخيم عين الحلوة،
زرنا أسرة "نظمي"،
وهي أسرة مؤلفة من 10 أفراد، الأب والأم وثمانية أطفال،
أكبرهم "صباح" في الرابعة عشرة من عمرها وأصغرهم توأمان عمرهما سنتان.


تتحدث الابنة البكر "صباح"، وهي طالبة في الصف التاسع في مدرسة الأنروا عن وضع الأسرة،
فتقول: "رمضان بالنسبة لنا يعني المزيد من الألم والحزن،
حيث أرى الدموع تسيل من عينيّ والدتي خلال تحضيرها لمائدة الإفطار.
غالباً ما تقتصر افطاراتنا على العدس والفول والخبز.
يتذمّر اخوتي الصغار كثيرا ً،
إذ انهم أصغر من أن يتفهّموا أوضاعنا.
لا أذكر يوماً شبعنا فيه.
وعندما يرسل الجيران لنا صحناً من الطبيخ في بعض الأحيان،
يتشاجر اخوتي فيما بينهم لأنه لا يكفينا".


وتتابع قائلةً :"والدي مريض يعاني من حساسية بالصدر وترقق عظام،
ورغم ان الطبيب طلب منه عدم بذل أيّ جهد،
إلا أنه يعمل حدّاد سيارات بيومية لا تتخطى 10 $،
وهذا المبلغ لا يكفي إطعامنا جميعا ً.
كما ترين المنزل صغير، وخلال النوم نتكدّس أمام بعضنا البعض،
عمري 14 سنة، وليس لديّ أية خصوصية".

وتذكر لنا "صباح" حادثة مؤثرة خلال رمضان الماضي فتقول:
"بعد الإفطار يخرج اخوتي للتجول في أزقة المخيم،
إذ أنّ الجوّ حار جدا ً، والمنزل ضيق. قبل العيد بيومين
وجدتُ أختي الصغيرة "ربى" تركض لاهثة ً
وتقول: بنت الجيران تأكل تفاحة حمراء.. هل تعرفين أن هناك تفاحاً أحمر؟".
تبتسم "صباح" بمرارة وتقول: "كانت تتكلم وهي متحمسة كأنها اكتشفت شيئاً عظيماً!
وفي العيد اشتريتُ نصف كيلو تفاح أحمر من عيديات الأقرباء،
لكي لا يظل في نفسها.
لكن المشكلة أنها أحبته وتطلبه بشكل دائم!"

عفراء
17-08-2010, 07:46
وقت الإفطار.. بكاء

http://www.insanonline.net/images/all_images/2554179364c67889b0418a.jpg

عائلة رائد

المأساة لا تتوقف، وتستمر الحروف برسم هذا الواقع المرير خلال شهر رمضان،
فهاهي أسرة "رائد" مؤلفة من ستة أفراد، بينهم أربعة أطفال،
أكبرهم في العاشرة وأصغرهم طفلة لا تتعدى الأشهر القليلة،
يعيشون في غرفتين صغيرتين،
واحدة منهما من الزينكو (الصفيح) وغير صالحة للسكن.


وحول أوضاع أسرتها تشرح الأم:
"وقت مائدة الإفطار يتحوّل إلى دموع وألم..
يا رب سامحني على ما سأقوله،
لكن لا أخفيكِ سراً أن آذان الإفطار يوتّرني لأنه موعد مع أسئلة أطفالي ولا أملك إجابات على معظمها..
أحيانا ً أفقد صبري من طلباتهم، فيرفضون طعام الإفطار..
يريدون اللحم والدجاج على الأقل مرة أسبوعيا ً،
لكنني لا أستطيع أن أطبخ اللحم بشكل أسبوعي..
لذا نمضي وقت الافطار بالبكاء.
أتحايل على أطفالي وأقول لهم إن شاء الله غدا ً نأكل اللحم،
ولكن يأتي الغد ولا يوجد لحم .."

عفراء
17-08-2010, 07:47
تبرعات المحسنين

http://www.insanonline.net/images/all_images/8537653584c67882822e4a.jpg

الحاج أحمد وزوجته


أما الحاج "احمد" والحاجة "نايفة"، فهما مسنان في أواخر الستينات من العمر،

يعيشان وحدهما بلا معيل في غرفة متواضعة.

تقول "نايفة":
"زوجي مبتور الرجل اليمنى، وهو عاجز ونحيل ويلازم الفراش.
وأنا أعاني من مشاكل في القلب والسكري والضغط.
أعمل على خدمة زوجي منذ سنوات طويلة.
ليس لدينا أيّ معيل.
نعتمد في معيشتنا على الله اولا ً،
ومن ثم على تبرعات المحسنين..
أحيانا ً لا نجد رغيف الخبز في المنزل.
كما أن أدوية زوجي ليست متوفرة كلها في الأنروا،
ولا أستطيع شراء ادويته،
وهناك دواء مكلف لتخفيف الألم،
لكن ليس لدينا إمكانية لشرائه.
يصرخ زوجي من الألم وأقف عاجزة أمامه لا أعرف ماذا أفعل.
وخلال موعد الافطار ننتظر الجيران إلى أن يفرغوا من طعامهم
لكي يرسلوا لنا ما يتبقى من مائدتهم".


يخفت صوتها بسبب انهمار دموعها على وجهها المجعد،
وتتابع قائلة ً:
"ليتنا بقينا في فلسطين...
خلال النزوح كنتُ في الرابعة من عمري،
حملوني أهلي وجلبوني الى هنا..
ألوم أهلي على هذا.
كنتُ أتمنى الموت في فلسطين على أن أموت عشرات المرات يومياً هنا".

لا حول ولا قوة الا بالله
ترى اين نحن من هؤلاء ؟؟؟