عفراء
16-08-2010, 07:33
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعان بفضله القلوب السالكة ..
وأنقذ برحمته النفوس الهالكة ..
ويسر من شاء لليسر..
فرغب في الآخرة ..
أحمده على الأمور اللذيذة والشائكة
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العزة والقهر ...
فكل النفوس له ذليلة وعانية ...
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
القائم بأمر ربه سراً و علانية
صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا ً ..
إخوتي ... أخواتي ...
حديثنا في هذا المجلس معكم عن موضوع جدير بالعناية بل هو من العناية أنه سبب سعادة المرء وشقائه ...
موضوع حديثنا بعنوان ....
... ما أجمله من عشق!!..
ترى ...
أي عشق ذلك الذي حمل علامات التعجب كلها !!!
ليكون الأجمل والأفضل ؟؟!
فما ضنكم أيها الأحبة عن أي عشق يتحدثون ؟؟
وما الذي جعلهم يتعجبون ؟!
ليطلقوا هاتفاً منادياً ويقول :
ما أجمله من عشق ...
فعلمت بعد ذلك أنه عشق مناجاة الله والوقوف بين يديه و الانطراح على بابه ...
فعندما ينتصف الليل ...
تهب نسمات السحر ...
أنفاساً زكية ...
وأرواحاً ندية فيحلوا السمر ويطيب السهر ..
مع أجل سمير تلاوة ...
وسجود ...
ثم الدعاء يطيب بما في الخاطر رغبة بما في يدي الجليل ...
ركعات وسجدات ...
تحس بعدها بالقوة ...
بالأمل ...
بالعزة ...
والشرف
واعلم / اعلمي أن شرف المؤمن قيامه بالليل ..
****
وهكذا الرحمات ..
إنما تستنزل بالصلوات ..
ففي معركة الأحزاب ..لما بلغت القلوب الحناجر ..وهرب كل منافق وفاجر ..
وقد حفر المسلمون بينهم وبين عدوهم خندقاً ..
وأظلم الليل ..واشتد البرد ..فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف حال الكفار ..
فأقبل على أصحابه .. ثم قال لهم : من رجل منكم يذهب وينظر لي خبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟
فما تحرك أحد .. فمر عليهم ثم قال : قم يا حذيفة .. قال حذيفة : فما كان لي من بد إذا أمرني رسول الله أن أقوم إلا أن أقوم .. فقمت .. قلت : لبيك يا رسول الله ؟
قال : اذهب وانظر لي خبر القوم ولا تحدثن شيئاً حتى تأتيني ..
قال حذيفة : فنزلت في الخندق ثم صعدت فإذا المشركون كثير .. وإذا من بينهم رجل يصلي يديه على نار بين يديه ثم يلصقهما بجانبيه ..
فنظرت فإذا هو قائد الجيش أبو سفيان .. فقلت في نفسي : إن أنا قتلته .. اضطرب أمرهم وانهزموا .. فأخذت سهماً من كنانتي أبيض الريش .. فوضعته في كبد القوس فلما شددته .. تذكر ت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحدثن شيئاً حتى تأتيني .. فأرجعت السهم في كنانتي .. ونظرت في حالهم .. فإذا الريح قد اشتدت عليهم .. فما تقر لهم قدراً .. ولا تقيم لهم بعيراً ..
فدخلت في إحدى الخيام .. فجلست بينهم في الظلمة ..
فشعر أبو سفيان أن رجلاً قد دخل في القوم فصاح بهم وقال : ألا لينظر كل امرئ من جليسه ؟
قال حذيفة : فخفت أن يسألني الذي بجانبي فافتضح .. فبادرته وصحت به : من أنت ..؟ ففزع وقال : أنا فلان من بني فلان .. فسكت عنه .. فلما رأى مني ذلك هاب أن يسألني .. فنجوت ..
وخرجت من بينهم وعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فإذا هو قائم يصلي ويدعو ..فقعدت عنده ..حتى فرغ فبشرته بخبر القوم ..ففرح وكبر..
نعم ..هزم الله الأعداء ..ونصر الأولياء .. بصلاة ودعاء ..
وكانوا كما قال الله : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } ..
فانظر / انظري كيف فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حبيبه .. فانكشفت الكربات ..
نعم .. الصلاة هي بوابة الرحمات .. بل هي مفتاح الكنز .. الذي من حصله حاز الخيرات ..
فرحم الله عباداً نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم.. فرضي ربهم بأعمالهم وعجل لهم بشراهم..
لهم مع الصلاة أخبار .. في الليل والنهار .. فهم في الليل .. من الذين { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }..
وهم في النهار من { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ..
فيا إخوتي / أخواتي ....
إنما ينجو يوم القيامة أقوام صالحون ..
إذا أقبل الليل اشتاقوا إليها .. وأقبلت أجسادهم عليها ..
والقيام لأحدهم رَبيع قَلْبِهِ .. وحياة نفسه ..
وقُرّة عَيْنِهِ .. ولذة جسده ..
بل هي جلاءً حُزْنِهِ .. وذَهاب همِّه وغَمّه ..
يفزعون إليها عند النوائب .. ويلوذون بها في النوازِلِ .. يتعرف بها أحدهم إلى الله في الرخاء .. فيعرفه ربه في الشدة .. نعم .. إن جنة المؤمن في محرابه .. والذنب لا يغسل إلا بالدمع .. والمغفرة تطلب بالركوع والسجود ..
فهنيئاً لعشاق السحر ...
لنكن معاً .. ولنبدأوالتنافس قال تعالى : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ...
لنكن من عشاقه ...
فلقد فاز من قام الليالي ...
الحمد لله الذي أعان بفضله القلوب السالكة ..
وأنقذ برحمته النفوس الهالكة ..
ويسر من شاء لليسر..
فرغب في الآخرة ..
أحمده على الأمور اللذيذة والشائكة
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العزة والقهر ...
فكل النفوس له ذليلة وعانية ...
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
القائم بأمر ربه سراً و علانية
صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا ً ..
إخوتي ... أخواتي ...
حديثنا في هذا المجلس معكم عن موضوع جدير بالعناية بل هو من العناية أنه سبب سعادة المرء وشقائه ...
موضوع حديثنا بعنوان ....
... ما أجمله من عشق!!..
ترى ...
أي عشق ذلك الذي حمل علامات التعجب كلها !!!
ليكون الأجمل والأفضل ؟؟!
فما ضنكم أيها الأحبة عن أي عشق يتحدثون ؟؟
وما الذي جعلهم يتعجبون ؟!
ليطلقوا هاتفاً منادياً ويقول :
ما أجمله من عشق ...
فعلمت بعد ذلك أنه عشق مناجاة الله والوقوف بين يديه و الانطراح على بابه ...
فعندما ينتصف الليل ...
تهب نسمات السحر ...
أنفاساً زكية ...
وأرواحاً ندية فيحلوا السمر ويطيب السهر ..
مع أجل سمير تلاوة ...
وسجود ...
ثم الدعاء يطيب بما في الخاطر رغبة بما في يدي الجليل ...
ركعات وسجدات ...
تحس بعدها بالقوة ...
بالأمل ...
بالعزة ...
والشرف
واعلم / اعلمي أن شرف المؤمن قيامه بالليل ..
****
وهكذا الرحمات ..
إنما تستنزل بالصلوات ..
ففي معركة الأحزاب ..لما بلغت القلوب الحناجر ..وهرب كل منافق وفاجر ..
وقد حفر المسلمون بينهم وبين عدوهم خندقاً ..
وأظلم الليل ..واشتد البرد ..فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف حال الكفار ..
فأقبل على أصحابه .. ثم قال لهم : من رجل منكم يذهب وينظر لي خبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟
فما تحرك أحد .. فمر عليهم ثم قال : قم يا حذيفة .. قال حذيفة : فما كان لي من بد إذا أمرني رسول الله أن أقوم إلا أن أقوم .. فقمت .. قلت : لبيك يا رسول الله ؟
قال : اذهب وانظر لي خبر القوم ولا تحدثن شيئاً حتى تأتيني ..
قال حذيفة : فنزلت في الخندق ثم صعدت فإذا المشركون كثير .. وإذا من بينهم رجل يصلي يديه على نار بين يديه ثم يلصقهما بجانبيه ..
فنظرت فإذا هو قائد الجيش أبو سفيان .. فقلت في نفسي : إن أنا قتلته .. اضطرب أمرهم وانهزموا .. فأخذت سهماً من كنانتي أبيض الريش .. فوضعته في كبد القوس فلما شددته .. تذكر ت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحدثن شيئاً حتى تأتيني .. فأرجعت السهم في كنانتي .. ونظرت في حالهم .. فإذا الريح قد اشتدت عليهم .. فما تقر لهم قدراً .. ولا تقيم لهم بعيراً ..
فدخلت في إحدى الخيام .. فجلست بينهم في الظلمة ..
فشعر أبو سفيان أن رجلاً قد دخل في القوم فصاح بهم وقال : ألا لينظر كل امرئ من جليسه ؟
قال حذيفة : فخفت أن يسألني الذي بجانبي فافتضح .. فبادرته وصحت به : من أنت ..؟ ففزع وقال : أنا فلان من بني فلان .. فسكت عنه .. فلما رأى مني ذلك هاب أن يسألني .. فنجوت ..
وخرجت من بينهم وعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فإذا هو قائم يصلي ويدعو ..فقعدت عنده ..حتى فرغ فبشرته بخبر القوم ..ففرح وكبر..
نعم ..هزم الله الأعداء ..ونصر الأولياء .. بصلاة ودعاء ..
وكانوا كما قال الله : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } ..
فانظر / انظري كيف فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حبيبه .. فانكشفت الكربات ..
نعم .. الصلاة هي بوابة الرحمات .. بل هي مفتاح الكنز .. الذي من حصله حاز الخيرات ..
فرحم الله عباداً نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم.. فرضي ربهم بأعمالهم وعجل لهم بشراهم..
لهم مع الصلاة أخبار .. في الليل والنهار .. فهم في الليل .. من الذين { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }..
وهم في النهار من { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ..
فيا إخوتي / أخواتي ....
إنما ينجو يوم القيامة أقوام صالحون ..
إذا أقبل الليل اشتاقوا إليها .. وأقبلت أجسادهم عليها ..
والقيام لأحدهم رَبيع قَلْبِهِ .. وحياة نفسه ..
وقُرّة عَيْنِهِ .. ولذة جسده ..
بل هي جلاءً حُزْنِهِ .. وذَهاب همِّه وغَمّه ..
يفزعون إليها عند النوائب .. ويلوذون بها في النوازِلِ .. يتعرف بها أحدهم إلى الله في الرخاء .. فيعرفه ربه في الشدة .. نعم .. إن جنة المؤمن في محرابه .. والذنب لا يغسل إلا بالدمع .. والمغفرة تطلب بالركوع والسجود ..
فهنيئاً لعشاق السحر ...
لنكن معاً .. ولنبدأوالتنافس قال تعالى : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ...
لنكن من عشاقه ...
فلقد فاز من قام الليالي ...