المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ماذا يموتون!!!....


عفراء
16-08-2010, 06:45
بسم الله الرحمن الرحيم
نعيشُ الحياةَ بسيلِ آمالٍ ..نَحيا أيَّـامهَا بساعاتِهَا ودقَائِقِهَا ..
نُهرولُ لتحقيقِ الأحلامِ فمَا هيَ إلاّ و قدْ سبقتْنَا الآجــالُ
أَينَ منْ كانَ بالأمسِ معنَا؟ .. أيْنَ منْ كانَ لهُ وجودٌ و الآنَ ليسَ هُنا؟
غَيَّبهُ هادِمُ اللذَّاتِ ومُفرِّقُ الجماعاتِ عنَّا
إنَّهُ المـــــــوتُ الذي سَيزورُنا جميعاً .. سأمُوتُ وتموتُ .. وسَنرْحلُ جميعاً
قالَ تعالَى:
" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "
سورة الرحمن
...
قبْلَ أنْ تُجيبَ - تَأمَّلْ معِي علَى ماذا رَحلَ أولئِكَ الأقوامُ؟
][قِصصٌ وعِبــرٌ][
على ماذا يموتون ؟!
" وَحيلَ بينَهُمْ "
قيل لأحدِهِمْ وهُو يُحتضرُ : قُلْ : لا إلهَ إلا اللهَ
فقالَ: هيْهاتَ حِيلَ بيني وبَينَهَا
قال تعالى :
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ(سبأ 54)
" لَفِي سكْرَتِهمْ يَعْمهونَ "
احتُضِرَ رجلٌ ممنْ كانَ يُجالسُ شُربَ الخُمورِ، فلمَّا حَضرَهُ نَزْعُ روحِهِ
أقبلَ عليْهِ رجلٌ ممنْ حولَهُ وقالَ: قُلْ: لا إلهَ إلا اللهَ
فتغَيَّرَ وجْهُهُ وتلبَّدَ لونُهُ وثقُلَ لسانُهُ
فردَّدَ عليهِ صاحبُهُ: يا فُلانُ قلْ: لا إلهَ إلا اللهَ
فالتَفتَ إليهِ وصاحَ : لا.. اِشْربْ أنتَ ثُمَّ اسقِني، ثُمَّ ما زالَ يُردِّدُها حتَّى فاضَتْ رُوحُهُ
][ العروسُ ][
الليلةُ موعدُ زفافِهَا,كلُّ الترتيبَاتِ قدْ اتُّخِذَتْ والكلُّ مهتمٌ بها
أمُّها وأخواتُهَا وجَميعُ أقاربِهَا بعْدَ العصْرِ
ستأتِي (الكوافيرة) لتقُومَ بتزْيينِهَا الوقتُ يمضِي، لقدْ تَأَخَّرتْ الكوافيرةُ
وها هيَ الآنَ تأتِي ومعَها كاملُ عدَّتِهَا، لتبْدأَ عمَلهَا بِهمَّةٍ ونشَاطٍ والوقْتُ يمْضِي
(بسُرعةٍ قبلَ أنْ يُدركنَا المغْرِبُ)!
وتمضي اللحظاتُ وفجأةً، ينْطلقُ صوتٌ مدّوٍ، إنَّهُ صوتُ الحقِّ، آذانُ المغربِ
العروسُ تقولُ: بسرعةٍ فوقتُ المغربِ قصيرٌ.
الكوافيرة تقولُ: نحتاجُ لبعضِ الوقتِ اصْبري فلمْ يبقَ إلا القليلُ.
ويمضي الوقتُ ويكادُ وقتُ المغربِ أنْ ينتهي والعرُوسُ تُصرُّ علَى الصلاةِ
الجميعُ يحاولُ أنْ يُثنيهَا عنْ عزمِهَا
ويقولونَ: إنَّكِ إذا توضَّأتِ فستَهدمينَ كلَّ ما عملناهُ في ساعاتٍ
تُصرُّ على موقفِهَا وتأتيهَا الفتَاوى بأنْواعِها ،
فتارةً اجمعِي المغْربَ معَ العشَاءِ وتارةً تيمَّمِي
لكنَّهَا تعقِدُ العزمَ وتتوكَّلُ علَى اللهِ، فما عنْدَ اللهِ خيرٌ وأبْقَى
وتقُومُ بشموخِ المسلِمِ لتتوضَّأَ، ضاربةً بعرضِ الحائِطِ نصائِحَ أهلِهَا
وتبدأُ الوضوءَ (بسمِ اللهِ) حيثُ أفْسدَ وُضوؤُهَا ما عمِلتْهُ الكوافيرةُ
وتُفرشُ سجَّادتَهَا لتبْدأَ الصلاةََ
اللهُ أكبرُ
نعمْ اللهُ أكبرُ مِن كلِّ شيءٍ، اللهُ أكبرُ ومهْمَا كلَّفَ الأمرُ
وها هيَ في التشهُّدِ الأخيرِ مِنْ صلاتِها وهذهِ ليلةُ لقائِهَا معَ عريسِهَا
ها قدْ أنْهتْ صلاتهَا ومَا إنْ سلَّمتْ علَى يسارِها
حتَّى أسْلمتْ روحَهَا إلَى بارِئِهَا
ورحلتْ طائعةً لربِّها عاصيَةً لشيطانِهَا
نسألُ اللهَ أنْ تكونَ زُفَّتْ إلى جِنانِهَا
( اللهم أجعلنا ممن يقال لهم ...... ادخلوا الجنة من أوسع أبوابها )
قال تعالى { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعلمون }
][ كيفَ أُقابِلُ ربّي دونَ سترٍ ][
في حادِثةِ غرقِ العبَّارةِ المصريَّةِ والنَّاسُ يُهرولونَ طلبًا للنجاةِ
يَهرعُ الزوجُ ليُنقذَ زوجتَهُ وأبنَاءَهُ دخلَ غرفتَهَا يهمُّ بإخراجِهَا
فتقولُ لهُ: اِنتظرْ فسأرْتدي نِقابِي
يُجيبُها الزوجُ: هذا ليْسَ وقتَهُ، أسرعي فالسفينَةُ تغرقُ
قالتْ لهُ: لا، وكيْفَ أُقابِلُ ربِّي إنْ مِتُّ هكذا دُونَ سِترٍ!!
وبعْدَ نِقاشٍ لمْ يدُمْ دقائقَ ارتدَتْ الزوجةُ نقابَهَا وعلَى سطْحِ السفينَةِ
سألتْ زَوجَهَا: هَلْ أنتَ راضٍ عنِّي ؟
قال لهَا لِماذا تقولينَ لِي هذَا؟
قالتْ لهُ: أجِبْنى باللهِ عليكَ، هَلْ أنتَ راضٍ عنِّي ؟
قالَ لها: أُشهِدُ اللهَ أنَّنى راضٍ عنكِ إلى يومِ الدينِ
قالتْ لهُ: الحمدُ للهِ
وماهِي إلا لحظاتٍ وقد غرقتْ السفينةُ .. وماتتْ هذهِ السيّدةُ الفاضلَةُ....
[ وقفةٌ ]
هلْ فكَّرتَ يوماً أنَّكَ ستكُونُ قصةً تُحكَى للناسِ مِنْ بعدِ موتِكَ
إمَّا ليقْتدُوا بكَ أو ليتَّعظُوا ممَّا جرَى لكَ
أغمِضْ عيْنيْكَ وفكِّرْ معي قليلاً : كيفَ ستكُونُ قصتُكَ؟
هلْ ستُروَى لتحفيزِ الناسِ أمْ لتحذيرِهمْ؟
هلْ سيغْبطُكَ الناسُ أمْ أنَّكَ في موضعٍ لا تُحسدُ علَيْهِ؟
تلكَ كانتْ خاتمة المقالةِ
ولكنَّها لنْ تكونَ خاتمَتكَ أنْتَ إنْ شاءَ اللهُ
فبِيدِكَ وحدَكَ تستطِيعُ أنْ تُغيِّرَ مسَارَ حياتِكَ وتُقرِّرَ بعدَهَا
على أيِّ بدايةٍ تريدُ أنْ تحْيَا ؟
وعلى أيِّ نهايَةٍ تُريدُ أنْ تموتَ؟
قال تعالى: (قُلْ إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ ربِ العالمينَ) (الأنعام 162)
أَتَحيَا باللهِ وللهِ وتَشعرَ بسعادةٍ وراحةٍ في الدَّارينِ ؟
أمْ تختارُ شقاء و جحيماً أبَديَـيْنِ؟
تأمَّلْ النِّداءَ الأخيرَ الذي سيُوجِّهك للحياةِ الأبديَّةِ
اخرُجِي أيَّتها الروحُ الـــــ... خَبيثةُ أو الـــ ...طيبةُ ؟
إما إلى جنةٍ .. حيثُ النعيمُ
قال تعالة :-
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (القلم 34)
أو إلى نارٍ .. حيثُ العذابُ
على ماذا يموتون !؟!
قال تعالى { قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير }
على ماذا ستَموتُ؟
تفكّرْ في السؤالِ وتمعَّنْ جيدًا واخترْ وِجهتَكَ .. قبلَ الختامِ
وتذكَّرْ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كما في البُخاري ( إنَّمَا الأعمالُ بالخواتيمِ )
::
اسال الله العلي القدير أن نختم أخر أقوالنا بلا إله إلا الله محمد رسول الله .


( اللهم أجعلنا ممن يقال لهم ...... ادخلوا الجنة من أوسع أبوابها )
قال تعالى { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعلمون }

م.محمود الحجاج
16-08-2010, 07:07
إن الله إذا أحبّ عبدا استعمله ، قيل كيف يستعمله يا رسول الله ؟
قال : يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه ...
اللهم استعملنا و لا تستبدلنا يا حيّ يا قيّوم ...

إذا ما مات ذو علم و تقوى
فقد ثلمت من الإسلام ثلمة


و موت الحاكم العدل المولى
بحكم الأرض منقصة و نقمة


و موت فتى كثير الجود محل
فإن بقاءه خير و نعمة


و موت العابد القوّام ليلا
يناجي ربّه في كل ظلمة


و موت الفارس المغوار هدم
فكم شهدت له بالنصر عزمة


فحسبك خمسة يُبكي عليهم
و باقي الناس تخفيف و رحمة


و باقي الخلق همج رعاع
و في إيجادهم لله حكمه

جزاكِ الله خيرا على الموضوع الموفّق ...

اللهم انصر دينك و كتابك و سنّة نبيّك و عبادك المؤمنين ...
اللهم الفردوس الأعلى

العقرب
16-08-2010, 08:16
جزاكي الله خيرا يا عفراء نصائح وعبر رائعة وان شاء الله ان يجعلنا من عباده المؤمنين

حموووده
16-08-2010, 09:58
اللهم أجعلنا ممن يقال لهم ...... ادخلوا الجنة من أوسع أبوابها
آميييين

بارك الله فيكي عفراء وجزاكي الله الجنه

عفراء
17-08-2010, 06:40
إن الله إذا أحبّ عبدا استعمله ، قيل كيف يستعمله يا رسول الله ؟
قال : يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه ...
اللهم استعملنا و لا تستبدلنا يا حيّ يا قيّوم ...

إذا ما مات ذو علم و تقوى
فقد ثلمت من الإسلام ثلمة


و موت الحاكم العدل المولى
بحكم الأرض منقصة و نقمة


و موت فتى كثير الجود محل
فإن بقاءه خير و نعمة


و موت العابد القوّام ليلا
يناجي ربّه في كل ظلمة


و موت الفارس المغوار هدم
فكم شهدت له بالنصر عزمة


فحسبك خمسة يُبكي عليهم
و باقي الناس تخفيف و رحمة


و باقي الخلق همج رعاع
و في إيجادهم لله حكمه

جزاكِ الله خيرا على الموضوع الموفّق ...

اللهم انصر دينك و كتابك و سنّة نبيّك و عبادك المؤمنين ...
اللهم الفردوس الأعلى

وجزاك الاخيرالاكبر والاكثر وبارك فيك ورضي عنك وارضاك
موضوعي توفق اكثر بعطر ردك وتواجدك فيه
جعلك الله من عتقاء شهره الفضيل ومن الفائزين بجنانه ورضي عنك وارضاك

عفراء
17-08-2010, 06:45
جزاكي الله خيرا يا عفراء نصائح وعبر رائعة وان شاء الله ان يجعلنا من عباده المؤمنين

بارك الله فيك ايها العقرب الغالي
وجزاك افضل الجزاك واعطره واعذبه
وجعلك من عباده الصالحين ومن عتقاء شهره الفضيل

عفراء
17-08-2010, 06:47
اللهم أجعلنا ممن يقال لهم ...... ادخلوا الجنة من أوسع أبوابها
آميييين

بارك الله فيكي عفراء وجزاكي الله الجنه


وبارك فيك حموووده الغالي واسعدك وابقاك ووفقك بالدارينن وجعلك من عتقاء شهره الفضيل
لك ودي ووردي