م.محمود الحجاج
23-10-2007, 23:54
نانسي عجرم، وماريا، وهيفاء، أخطر من الأباتشي والدبورة والمركباء
د. فايز صلاح أبو شمالة
ثلاث نساء عربيات أخفن دولة إسرائيل، وأثرن الرعب في مدنها المطمئنة للهدنة مع المقاومة الفلسطينية، ثلاث ملكات جمال كافر بالتقاليد، أدركن فن الإغراء، وعرض المفاتن الغراء، وحفظن ترنيمة التعري، وتعرية القيم العربية، ثلاث نساء أثرن النقع والقلق في إسرائيل، وجلبن الحسد، وكن السبب في شكوى الدولة العبرية من تخلفها، وعجزها عن المنافسة، بعد أن غزت الحسناوات العربيات أوروبا، وتوحدت من خلفهن قلوب الأمة!!
عندما أبلغتني بالخبر الكاتبة اللبنانية رحاب ضاهر، حسبت في الحال أن ما يضايق إسرائيل هو مسعى المغنيات الراقصات الخالعات، ومن يقف من خلفهن إلى توحيد الزي العاري للأمة، والالتقاء على دقة واحدة من الخلاعة والفسق و الفجور، تعم أرجاء الوطن العربي، وتتعمم بالحضارة، والتقدم والتطور والديمقراطية، ولأن في الأمر وحدة موقف عربية حتى ولو على ضلال، أو على كأس غفلة، أو في أتون الجحيم، ولفظة الوحدة أكثر ما يضايق إسرائيل، ويثير في قدراتها على البقاء التشكك.
لكن بعد قراء الخبر أدركت أن إسرائيل تقوم بالدعاية الرخيصة للخلاعة العربية بشكل غير مباشر، وتشجيع نشر الانحلال بين أمة مستهدف وعيها لإسرائيل، ولا غرابة في ذلك!! فإسرائيل راعية لكل ممارسة تنعكس بالسلب على روح الشباب العربي، لأنها تعرف أن لا قيمة لكل أسلحة الأرض إن لم تكن اليد الممسكة بالسلاح مقتنعة بما هي مقدمة عليه، ومؤمنة بعدالة حربها، إن القناعة والثقة الراسخة في القلوب لها من القوة ما يفوق خطورة طائرات الأباتشي، وزوارق دبورة، ودبابات مركباه التي تمتلكها إسرائيل، لقد أدركت الدولة العبرية وفق التجربة الميدانية أن السلاح العسكري يستطيع أن يخترق الأجساد فقط، ويعبر البلاد، لكنه يحصن روح الشعب من الفساد، بينما مجموعة نانسي وماريا وهيفاء، ومن سار على هديهن؛ تخترق، وتفتت روح الشباب العربي، وتنكسر تحت موجاتها الأجساد.
إن ما تقدمه بعض الفضائيات من تجسيم للرذيلة وتشخيص للمنكر ليس فناً، وإنما تقدم برنامجاً مدروساً ينعكس على روح المجتمع هماً وغماً، ولا أبالغ لو لقت: أن هذا ما يخطط له الإسرائيليون، وما يسعون إليه عبر تشويه الحقائق التي لا يرقى إليها الشك؛ فإذا كان الماء منفضة للنار، والشمس موقدة للنهار، والجهل مستودع المهانة والعار، وهو أيضاً بردعة الحمار، وخراب الدار الذي يجهد الإسرائيليون إلى تسويقه في بلادنا، وعملوا على أن يظلل خطواتنا الراكدة زمناً، لقد سعى اليهود إلى تجهيلنا بأنفسنا أولاً، وبثقافتنا ثانياً، وبماضينا وحاضرنا ثالثاً، وأخيراًَ يطل علينا الإعلام الإسرائيلي، ليوهمنا أن ثلاث مغنيات خالعات، غارقات في المجون، هن منغصات حياة الإسرائيليين، وهن سبب نكبتها، وتخلفها الفني.
إنها محاولة إسرائيلية ذكية للفت الانتباه، والإلهاء، والتهرب والاختفاء من ثلاث منغصات حقيقيات زعزعن الأمن الإسرائيلي، أولهن: الأحزمة الناسفة، التي خلخلت التماسك، والقناعة الراسخة لدى اليهود بأرض العسل واللبن، وببقاء الاغتصاب إلى الأبد، وثانيهن: القذائف البدائية التي تم تصنيعها من مواد أوليه، ونجحت في عبور المسافات الحصينة، واستطاعت تقصير مسافة المواجهة بين الغاصب والثائر، والثالثة: حفر الأنفاق التي كانت بمثابة الطلسم، والانقضاض المفاجئ والمرعب على الجنود الإسرائيليين الذين ظنوا حصونهم مانعتهم، فإذا بها تتحول إلى أدوات بطش بهم، ومصايد للموت، ومدافن لهم!
حدث في نهاية العام 2004، وحتى مطلع العام 2005، أن أقتحم الجنود الإسرائيليون بيتنا، وأجبروني مع أفراد أسرتي على البقاء في غرفة واحدة سفلية وتحت الحراسة الإسرائيلية المشددة لعدة أيام، بعد أن اتخذوا بيتي موقعاً للهجوم على شباب المقاومة في حي الأمل ومخيم خان يونس، لقد حذرت الضابط الإسرائيلي (نير) في اليوم الرابع، باللغة العبرية الفصيحة، بأن المسافة بين بيتي وحي الأمل ثلاثون متراً، والأرض رملية، والحفر بها سهل، فلو بدأ رجال المقاومة حفر النفق، سيصلون إلينا في عدة أيام، لذا اسمح لي بمحادثة هاتفية مع رجال المقاومة كي أبلغهم بأنني وأثني عشر فرداً من أفراد أسرتي موجودون في البيت، ولا داعي لتفجيره على رأسنا، ورأس الجنود الإسرائيليين، إن هذا التحذير ليس حباً بك وبجنودك أيها الضابط، وإنما حرص مني على سلامة أفراد أسرتي، وخوفي عليهم!.
لم يلق الضابط الإسرائيلي بكلماتي في الموقدة، تغير لونه، وبد الارتباك على سحنته، وتصرف بانفعال وعصبية؛ وهو ينزوي جانباً، ويبدأ الاتصال بالأجهزة العسكرية، وغيرها، ليعود بعد ساعة متوتراً، ويقول كلمة واحدة بالعبرية: ( أسور) بمعنى ممنوع، بل أنه أوصى الجنود بتشديد الحراسة، والحيلولة دون تحركنا في الغرفة، إلى أن حل المساء، فأمر بإخراجنا جميعاً من البيت، وأطلق يد المعدات الثقيلة كي تحفر من حول بيتي عميقاً، ومع ذلك؛ في اليوم التالي أخلى الضابط (نير) وجنوده بيتنا، وهربوا إلى حصونهم في الموقع العسكري.
لقد أسهمت الوسائل القتالية في دحر الغاصبين، ولكنها لم تكن السبب الوحيد الذي أجبر اليهود على الرحيل، وهدم مستوطناتهم، وإخلاء بيوتهم، وتدميرها بأيديهم، إن الذي هزم دولة إسرائيل، وأجبرها على الاندحار من غزة، وأسكن القهر قلوب اليهود لهو ثقافة الصمود والمقاومة حتى النصر التي بذرتها بعض الفصائل الفلسطينية في نفوس الشباب، فصار موت شباب فلسطين حياة، وحياة جنود إسرائيل على شفا الموت، بل لقد نمت ثقافة المقاومة فصارت غابة متكاثفة من المعتقد الراسخ بحتمية زوال دولة إسرائيل.
د. فايز صلاح أبو شمالة
ثلاث نساء عربيات أخفن دولة إسرائيل، وأثرن الرعب في مدنها المطمئنة للهدنة مع المقاومة الفلسطينية، ثلاث ملكات جمال كافر بالتقاليد، أدركن فن الإغراء، وعرض المفاتن الغراء، وحفظن ترنيمة التعري، وتعرية القيم العربية، ثلاث نساء أثرن النقع والقلق في إسرائيل، وجلبن الحسد، وكن السبب في شكوى الدولة العبرية من تخلفها، وعجزها عن المنافسة، بعد أن غزت الحسناوات العربيات أوروبا، وتوحدت من خلفهن قلوب الأمة!!
عندما أبلغتني بالخبر الكاتبة اللبنانية رحاب ضاهر، حسبت في الحال أن ما يضايق إسرائيل هو مسعى المغنيات الراقصات الخالعات، ومن يقف من خلفهن إلى توحيد الزي العاري للأمة، والالتقاء على دقة واحدة من الخلاعة والفسق و الفجور، تعم أرجاء الوطن العربي، وتتعمم بالحضارة، والتقدم والتطور والديمقراطية، ولأن في الأمر وحدة موقف عربية حتى ولو على ضلال، أو على كأس غفلة، أو في أتون الجحيم، ولفظة الوحدة أكثر ما يضايق إسرائيل، ويثير في قدراتها على البقاء التشكك.
لكن بعد قراء الخبر أدركت أن إسرائيل تقوم بالدعاية الرخيصة للخلاعة العربية بشكل غير مباشر، وتشجيع نشر الانحلال بين أمة مستهدف وعيها لإسرائيل، ولا غرابة في ذلك!! فإسرائيل راعية لكل ممارسة تنعكس بالسلب على روح الشباب العربي، لأنها تعرف أن لا قيمة لكل أسلحة الأرض إن لم تكن اليد الممسكة بالسلاح مقتنعة بما هي مقدمة عليه، ومؤمنة بعدالة حربها، إن القناعة والثقة الراسخة في القلوب لها من القوة ما يفوق خطورة طائرات الأباتشي، وزوارق دبورة، ودبابات مركباه التي تمتلكها إسرائيل، لقد أدركت الدولة العبرية وفق التجربة الميدانية أن السلاح العسكري يستطيع أن يخترق الأجساد فقط، ويعبر البلاد، لكنه يحصن روح الشعب من الفساد، بينما مجموعة نانسي وماريا وهيفاء، ومن سار على هديهن؛ تخترق، وتفتت روح الشباب العربي، وتنكسر تحت موجاتها الأجساد.
إن ما تقدمه بعض الفضائيات من تجسيم للرذيلة وتشخيص للمنكر ليس فناً، وإنما تقدم برنامجاً مدروساً ينعكس على روح المجتمع هماً وغماً، ولا أبالغ لو لقت: أن هذا ما يخطط له الإسرائيليون، وما يسعون إليه عبر تشويه الحقائق التي لا يرقى إليها الشك؛ فإذا كان الماء منفضة للنار، والشمس موقدة للنهار، والجهل مستودع المهانة والعار، وهو أيضاً بردعة الحمار، وخراب الدار الذي يجهد الإسرائيليون إلى تسويقه في بلادنا، وعملوا على أن يظلل خطواتنا الراكدة زمناً، لقد سعى اليهود إلى تجهيلنا بأنفسنا أولاً، وبثقافتنا ثانياً، وبماضينا وحاضرنا ثالثاً، وأخيراًَ يطل علينا الإعلام الإسرائيلي، ليوهمنا أن ثلاث مغنيات خالعات، غارقات في المجون، هن منغصات حياة الإسرائيليين، وهن سبب نكبتها، وتخلفها الفني.
إنها محاولة إسرائيلية ذكية للفت الانتباه، والإلهاء، والتهرب والاختفاء من ثلاث منغصات حقيقيات زعزعن الأمن الإسرائيلي، أولهن: الأحزمة الناسفة، التي خلخلت التماسك، والقناعة الراسخة لدى اليهود بأرض العسل واللبن، وببقاء الاغتصاب إلى الأبد، وثانيهن: القذائف البدائية التي تم تصنيعها من مواد أوليه، ونجحت في عبور المسافات الحصينة، واستطاعت تقصير مسافة المواجهة بين الغاصب والثائر، والثالثة: حفر الأنفاق التي كانت بمثابة الطلسم، والانقضاض المفاجئ والمرعب على الجنود الإسرائيليين الذين ظنوا حصونهم مانعتهم، فإذا بها تتحول إلى أدوات بطش بهم، ومصايد للموت، ومدافن لهم!
حدث في نهاية العام 2004، وحتى مطلع العام 2005، أن أقتحم الجنود الإسرائيليون بيتنا، وأجبروني مع أفراد أسرتي على البقاء في غرفة واحدة سفلية وتحت الحراسة الإسرائيلية المشددة لعدة أيام، بعد أن اتخذوا بيتي موقعاً للهجوم على شباب المقاومة في حي الأمل ومخيم خان يونس، لقد حذرت الضابط الإسرائيلي (نير) في اليوم الرابع، باللغة العبرية الفصيحة، بأن المسافة بين بيتي وحي الأمل ثلاثون متراً، والأرض رملية، والحفر بها سهل، فلو بدأ رجال المقاومة حفر النفق، سيصلون إلينا في عدة أيام، لذا اسمح لي بمحادثة هاتفية مع رجال المقاومة كي أبلغهم بأنني وأثني عشر فرداً من أفراد أسرتي موجودون في البيت، ولا داعي لتفجيره على رأسنا، ورأس الجنود الإسرائيليين، إن هذا التحذير ليس حباً بك وبجنودك أيها الضابط، وإنما حرص مني على سلامة أفراد أسرتي، وخوفي عليهم!.
لم يلق الضابط الإسرائيلي بكلماتي في الموقدة، تغير لونه، وبد الارتباك على سحنته، وتصرف بانفعال وعصبية؛ وهو ينزوي جانباً، ويبدأ الاتصال بالأجهزة العسكرية، وغيرها، ليعود بعد ساعة متوتراً، ويقول كلمة واحدة بالعبرية: ( أسور) بمعنى ممنوع، بل أنه أوصى الجنود بتشديد الحراسة، والحيلولة دون تحركنا في الغرفة، إلى أن حل المساء، فأمر بإخراجنا جميعاً من البيت، وأطلق يد المعدات الثقيلة كي تحفر من حول بيتي عميقاً، ومع ذلك؛ في اليوم التالي أخلى الضابط (نير) وجنوده بيتنا، وهربوا إلى حصونهم في الموقع العسكري.
لقد أسهمت الوسائل القتالية في دحر الغاصبين، ولكنها لم تكن السبب الوحيد الذي أجبر اليهود على الرحيل، وهدم مستوطناتهم، وإخلاء بيوتهم، وتدميرها بأيديهم، إن الذي هزم دولة إسرائيل، وأجبرها على الاندحار من غزة، وأسكن القهر قلوب اليهود لهو ثقافة الصمود والمقاومة حتى النصر التي بذرتها بعض الفصائل الفلسطينية في نفوس الشباب، فصار موت شباب فلسطين حياة، وحياة جنود إسرائيل على شفا الموت، بل لقد نمت ثقافة المقاومة فصارت غابة متكاثفة من المعتقد الراسخ بحتمية زوال دولة إسرائيل.