المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحث على القيام بحق الأولاد والوالدين


أنيسة
20-07-2010, 13:24
الحث على القيام بحق الأولاد والوالدين
permalink (http://www.bentvip.com/vip11/bentvip47059.html#post561379)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




قـال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ


نَاراً ) التحريم6، وذلك بالقيام التام في تربيتهم في


دينهم وأخلاقهم ودنياهم .




وقال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ )



الأولاد أمانات عند الوالدين ،عليهم القيام بحفظ هذه


الأمانات ، وكفهم عــن جميـــع المضار والمفاسد ،


وتعليمهم العلوم النافعة وأخذهم بالأخلاق الفاضلة.




بشِّر الــذيـن يربون أولادهم تــربيـــة صالحة بالخير


والثواب والانتفاع ، وحذر الذين يهملونهم بالضرر


العاجل ، والآجل ، والضياع .



لـــو كــان لك بستان فيه غراس وأشجار ، فلاحظته


وحفظته ونميته ، لجـــاء منــه ما تؤمله وترجوه ،


ولو أهملته وضيعته ، فــلا تلومن إلا نفسك ، يوم


يحصد الزارعون ما زرعوه .




كذلك الأولاد ، وهــــم غراسك الذي تؤمل نفعه ، فقم


عليهم بما تستطيعه من التربية الصالحة والملاحظة


وإياك أن تهملهم وتضيعهم فتبوء بسوء العاقبة .




كــم اغتبط الوالدون بصـــلاح الأولاد ! وكـــم نـــدم


المفرطون حيــن تعذر الإصلاح وحاق الفساد !



ذلك بما قدّمت أيديهم ، وما الله يريد ظلما للعباد .



أيها الأولاد ، احمدوا ربكم الذي قيّض لكم الوالدين ،


فحنوا عليكـــم حنوا عظيما : أسهروا في مصالحكم


ليلهم ، وأتعبوا نهارهم ؛ وكنتم همهم الأكبر في


سرهم وجهارهم .



غذوكم بأطيب الطعام وأهنأ الشراب ، ووالوا عليكم


الكسوة وتوابعها فــي جميــع الأوقـــــات وعلموكم


الكتابة والقرآن ولاحظوكم بالعناية التامة والشفقة


والبر والإحسان .




فقوموا ببرهم أحياء وأمواتا ، وتضرعوا إلـــى الله


أن يغدق عليهــم الرحمة والكرم ، رحم الله الآباء


المشفقين وأحسن الله جزاء الأولاد البارّين .




وقــد أمــر الله بالتعاون عـــلى البر والتقوى ، فعلى


الوالدين أن يعينوا أولادهم على برّهم ، بأن يوطنوا


أنفسهم على شكر ما جاء منهم مـــن البر اليسير ،



ويغضوا النظر عن التقصير والتفريط الكثير ، فمــا


استجلب البر والصلاح بمثل هذه الحال ، ولا صفت


حياة عن الخلل الواقع من أولادهم والإخلال ،


إلا بالتساهل معهم وتمشية الأحوال .




وعـلى الأولاد أن يتحملوا من والديهم ما قصروا به


من حقوقهم ،وأن يحتسبوا ببرهم وجه الله وثوابه،


ليهون عليهم ما يلقونه من شراسة أخلاقهم ، فهذه



الطريقة أقوم الحالات لصالح الأمور ، فمن لم يقنع


إلا بحقه كله ،فاته كله ، ومن اكتسب البر القليل ،


وغض النظر عـن النقص الكـثــيـــر فقـــد أراح


واستراح ، واغتبط في كل أحواله .



كتاب : الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد


والفنون المتنوعة الفاخرة . للشيــخ عــبدالرحمن السعـــدي