م.محمود الحجاج
18-07-2010, 07:48
ان أكثر ما يثير الاستغراب و الدهشة اليوم في خضم حراك الحكومة و التي تحاول جاهدةً تغيير صورة بات تغييرها مهمة مستحيلة, هو بعض التصريحات التي تفتقر الى الحكمة السياسية و الالتزام بالقواعد البروتوكلية المتبعة و المتعارف عليها. و الا فكيف يشير دولة الرئيس الى ما لم يقع على أنه حقيقة واقعة؟
و عليه فمن المستغرب أن يقوم رئيس الوزراء بالحديث عن افتراضات, و تخويف الأردنيين مما كان سيحدث لهم لو أنه لم يستلم مهامه كرئيس و لو قدر للحكومة السابقة أن تبقى لكان الله ,وحده أعلم بما كان سيؤول بهم المصير. فاسطوانة الغاز التي لايزال الرفاعي يدافع عنها كانت ستصل لسعر 9.80 دينار بحسب افتراضاته، وهنا لابد من السؤال حول القدرة السحرية لاسطوانة الغاز في سد عجز الموازنة و ربما تقليل المديونية.
السؤال المنطقي للرئيس هنا يتضمن شقين, الأول هو كيف تسنى للرئيس أن يُنجم بالغيب و ينطق نبؤاته على انها حقائق, فكل الأحداث التي لم تقع تبقى بدائرة الافتراضات يا دولة الرئيس. أما الشق الثاني الذي نطرحه عليه فهو يتعلق بحلوله السحرية التي جلبها لحل مشاكل الأردنيين. فان كان الرئيس قد كال اتهامات افتراضية عمل هو ذاته على تحويلها بكلماته الى حقائق, فنحن هنا لن نقترض و لن نحول و نؤول بل سنوجه له أسئلة واقعية من سياساته و تطبيقاته ، فالحكومة السابقة يا دولة الرئيس لم تمس أسعار السلع الأساسية, و لم تتفنن باختلاق الضرائب و ابتداعاتها, و لم يصل بها الافلاس أن تضيف ضرائب على البنزين ذو الأسعار التفضيلية أو الدم المُتبرع به.
و في العودة للحديث عن أسلوب حديث الرئيس هذا, فهو أسلوب ينطوي على رسائل خطيرة جداً, فهي من ناحية سيكولوجية نفسية تقرأ على أنها تُحضر الأردنيين لسيناريوهات قادمة . فتهويل أوضاع لم توجد أصلاً و لا يمكن تصديق أنها كانت ستحدث في حقبة اتسمت بأكثر نسبة من الشفافية في الأعوام العشرة الأخيرة. يهدف الى تخويف الناس و بث الرعب في نفوسهم عن طريق سيناريوهات افتراضية وهمية لا تهدف الا لتحضير الناس للسيء القائم القادم .
فمجرد نظرة انصاف واحدة للحقائق الواقعة - و ليس الوهمية أو الافتراضية- تشير الى أن آلية تسعير البنزين على سبيل المثال شهدت مصداقية أكبر في التعامل في عهد الحكومة السابقة بينما نجد أن المصداقية قد اختفت أو لم توجد أصلاً في قاموس هذه الحكومة.
نحن هنا لسنا في خضم عملية اتهام أو دفاع عن أحد, نحن هنا اليوم فقط لتذكير رأس السلطة التنفيذية أن سياسات كيل الاتهامات و التهويل و تحميل الأخطاء لا تنتمي لمنظومة القيم السياسية ولا يجب أن يتبعها رأس السلطة الحكومية, فنحن في غناً عن الدخول في فصول من المهاترات و خلق النزاعات و تأليب فئة على فئة. أن كان هناك من خطأ فتصويبه يكون عن طريق عقاب من أذنب و الا فكيف تكال الاتهامات جزافاً لمن لم يرتكب خطأ و يرفع سعر اسطوانة الغاز.
لابد هنا من تذكير دولة الرئيس الحالي أيضاً أن الحكومة السابقة قد تملك الان حق الدفاع عن نفسها بشتى الوسائل و ذلك لسبب بسيط, أنه اتهمها بشئ لم تقم به او تقترفه. فالأجدر بالرئيس اليوم أن يكون أكثر حذراً بانتقاء كلماته و الا كان وبالها خطراً عليه و على الوضع العام, فلا حاجة للسقوط في فخ المهاترات و توتير الأجواء العامة, فالرئيس معني اليوم بمهمة أكبر فهو المؤتمن من قبل صاحب القرار على مستقبل الأردن و الأردنيين. فالأفضل أن نحكم على الرئيس بأعماله بدلاً من أقواله, و الا كان الأثنين سواء.
ان الشعب هو المسؤول عن محاكمة من أساء اليه, و تلاعب في مقدراته و حمله ما لا طاقة له به. و اليوم على أرض الواقع فان الحكومة الحالية في قياس الحال هي الأسوأ حالاً. فتبرير الواقع السيء باتهامات افتراضية بما كاد أن يكون أسوأ هو ادانة من شقين, الأول أنه اعتراف بعدم القدرة على التغيير و تحمل المسؤولية و الثاني هو تبرير للفشل القائم و المستمر .
بقلم : د. عامر السبايلة
و عليه فمن المستغرب أن يقوم رئيس الوزراء بالحديث عن افتراضات, و تخويف الأردنيين مما كان سيحدث لهم لو أنه لم يستلم مهامه كرئيس و لو قدر للحكومة السابقة أن تبقى لكان الله ,وحده أعلم بما كان سيؤول بهم المصير. فاسطوانة الغاز التي لايزال الرفاعي يدافع عنها كانت ستصل لسعر 9.80 دينار بحسب افتراضاته، وهنا لابد من السؤال حول القدرة السحرية لاسطوانة الغاز في سد عجز الموازنة و ربما تقليل المديونية.
السؤال المنطقي للرئيس هنا يتضمن شقين, الأول هو كيف تسنى للرئيس أن يُنجم بالغيب و ينطق نبؤاته على انها حقائق, فكل الأحداث التي لم تقع تبقى بدائرة الافتراضات يا دولة الرئيس. أما الشق الثاني الذي نطرحه عليه فهو يتعلق بحلوله السحرية التي جلبها لحل مشاكل الأردنيين. فان كان الرئيس قد كال اتهامات افتراضية عمل هو ذاته على تحويلها بكلماته الى حقائق, فنحن هنا لن نقترض و لن نحول و نؤول بل سنوجه له أسئلة واقعية من سياساته و تطبيقاته ، فالحكومة السابقة يا دولة الرئيس لم تمس أسعار السلع الأساسية, و لم تتفنن باختلاق الضرائب و ابتداعاتها, و لم يصل بها الافلاس أن تضيف ضرائب على البنزين ذو الأسعار التفضيلية أو الدم المُتبرع به.
و في العودة للحديث عن أسلوب حديث الرئيس هذا, فهو أسلوب ينطوي على رسائل خطيرة جداً, فهي من ناحية سيكولوجية نفسية تقرأ على أنها تُحضر الأردنيين لسيناريوهات قادمة . فتهويل أوضاع لم توجد أصلاً و لا يمكن تصديق أنها كانت ستحدث في حقبة اتسمت بأكثر نسبة من الشفافية في الأعوام العشرة الأخيرة. يهدف الى تخويف الناس و بث الرعب في نفوسهم عن طريق سيناريوهات افتراضية وهمية لا تهدف الا لتحضير الناس للسيء القائم القادم .
فمجرد نظرة انصاف واحدة للحقائق الواقعة - و ليس الوهمية أو الافتراضية- تشير الى أن آلية تسعير البنزين على سبيل المثال شهدت مصداقية أكبر في التعامل في عهد الحكومة السابقة بينما نجد أن المصداقية قد اختفت أو لم توجد أصلاً في قاموس هذه الحكومة.
نحن هنا لسنا في خضم عملية اتهام أو دفاع عن أحد, نحن هنا اليوم فقط لتذكير رأس السلطة التنفيذية أن سياسات كيل الاتهامات و التهويل و تحميل الأخطاء لا تنتمي لمنظومة القيم السياسية ولا يجب أن يتبعها رأس السلطة الحكومية, فنحن في غناً عن الدخول في فصول من المهاترات و خلق النزاعات و تأليب فئة على فئة. أن كان هناك من خطأ فتصويبه يكون عن طريق عقاب من أذنب و الا فكيف تكال الاتهامات جزافاً لمن لم يرتكب خطأ و يرفع سعر اسطوانة الغاز.
لابد هنا من تذكير دولة الرئيس الحالي أيضاً أن الحكومة السابقة قد تملك الان حق الدفاع عن نفسها بشتى الوسائل و ذلك لسبب بسيط, أنه اتهمها بشئ لم تقم به او تقترفه. فالأجدر بالرئيس اليوم أن يكون أكثر حذراً بانتقاء كلماته و الا كان وبالها خطراً عليه و على الوضع العام, فلا حاجة للسقوط في فخ المهاترات و توتير الأجواء العامة, فالرئيس معني اليوم بمهمة أكبر فهو المؤتمن من قبل صاحب القرار على مستقبل الأردن و الأردنيين. فالأفضل أن نحكم على الرئيس بأعماله بدلاً من أقواله, و الا كان الأثنين سواء.
ان الشعب هو المسؤول عن محاكمة من أساء اليه, و تلاعب في مقدراته و حمله ما لا طاقة له به. و اليوم على أرض الواقع فان الحكومة الحالية في قياس الحال هي الأسوأ حالاً. فتبرير الواقع السيء باتهامات افتراضية بما كاد أن يكون أسوأ هو ادانة من شقين, الأول أنه اعتراف بعدم القدرة على التغيير و تحمل المسؤولية و الثاني هو تبرير للفشل القائم و المستمر .
بقلم : د. عامر السبايلة