المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشّاعر الأردني: تيسير السبول ...


عفراء
20-06-2010, 02:16
تيسير السبول...
شاعر فذّ


اسمه:تيسير السبول

الولادة والأحداث التاريخية المرافقة لها:
في مدينة الطفيلة الواقعة جنوب الأردن عام 1939، ليتزامن ميلاده بذلك مع تأسيس دولة يهود في فلسطين على ايدي الصهيوينة، وفي ظل ظروف اخرى قاسية تحيط بالأمة العربية لما تشهده من فرقة وضياع جراء الرزح تحت نير الاستعمار الأوروبي على الامة العربية.


حياته وأسرته:

عاش السبول في أسرة متوسطة الحال تتكون من خمسة اولاد وأربع فتيات هو أصغرهم سنا، وكان يعمل والده مزارعا أسوة بغيره من أسر الطفيلة آنذاك الذي سعى رغم ضيق حاله إلى ضم ابنائه ضمن صفوف الجامعيين.

شخصيته ودراسته:

تميز السبول بشخصية قوية وبسرعة البديهة والذكاء والاحساس المرهف، ما جعله محط أنظار أساتذته وأقرانه الذين تنبأوا له بعلو الشأن، حيث كان منذ من منابع المعرفة فانكب على القراءة.



واصل السبول دراسته المتوسطة والثانوية في مدينة الزرقاء بتفوق رغم أجواء القلق والاضطراب والحزن جراء سجن أخيه شوكت بسبب آرائه السياسية.

واستطاع السبول وبسبب جلده وتفوقه في الدراسة الثانوية الحصول على منحة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الفلسفة، الا ان الحياة في تلك الجامعة لم ترق لشاب تشغله قضايا الأمة العربية وما يعج بالعالم العربي من أحداث سياسية.

بداياته الشّعرية:

دفعته الأحداث السياسية إلى ترك الجامعة ودراسة الحقوق في جامعة دمشق، والتي ظهر السبول فيها كشاعر ذي موهبة، ما زاد من اطلاعاته الواسعة على قراءة الكتب والصحف والمجلات اليومية والأسبوعية، لتبدأ مسيرته كشاعر في الكتابة ببعض المجلات والدرويات الشهرية الأدبية في دمشق وبيروت كمجلة الثقافة، والآداب والأديب.

توقف السبول عن الكتابة لفترة وجيزة متأثرا بما يدور حوله من توالد للهزائم والنكسات، اذ باتت تشكل عبئا عليه يرزح تحتها.

حياته العملية ونهايته المؤلمة غيرة على شرف العروبة:


عمل السبول موظفاً متنقلاً من وظيفة إلى أخرى وتزوج وأنجب طفلين، عتبة وصبا ثم عمل في الإذاعة الأردنية.

وحلت هزيمة حزيران لتزعزع ما استقام من حياته، فقد كانت الصدمة مؤلمة وشديدة عليه فبكى الهزيمة دونما انتظار للعزاء ليلقي نظرة على ما ضاع ربما لغير رجعة في يد من لا يرى غير الدمار وسفك الدماء.

من هنا أعلن موت الشعر فأخذ على عاتقه قراءة تاريخه القديم مستلهماً من الماضي ما يعينه على مواجهة مستقبل غائم وغامض.

ويروي عنه أحد رفاقه الأديب سليمان القوابعة الذي عايش فترة من حياته "بحكم علاقات عائلتينا فإن الزيارات المتبادلة اطلعتني من خلالها على السبول التي استمرت حتى أيام الدراسة الجامعية"، ويضيف القوابعة "حاولت أن اطلع على رواية تيسير " أنت منذ اليوم " والتي فازت على حساب جريدة النهار آنذاك، فكان رده انها مودعة في بيروت، شعرت آنذاك بضيق في نفسه عندما يجري الحديث عن تلك الرواية التي أكد من خلالها أنها ستعمل على تغيير وتيرة حياته المحبطة.

"بدأت تظهر على ملامحه علامات التعب والإنهيار النفسي والحزن الدفين، وتفاجأت بنهايته عندما أقدم على الانتحار حيث وضع حدا لها بعد معاناة طويلة بعد نكسة حزيران عام 1967".

منقول :المهباش

عفراء
20-06-2010, 02:17
من احدي قصائده
ظننت انّني اعود والزمان للوراء
من قبل ألف دورة وقفتُ والمساء
نهنهة طريّة تنسلّ في مجاهل السماء
عيناي أين كانتا"؟؟
غيّبني السؤال
أنا أكون
لم أكن
وحين لا أكون
من الذي يرى الخليج والصخور والفضاء
لعلّها..
لعلّها الأشياء
ترى إلى الأشياء..
ديوان قصائد يتضمن القصائد التالية: مرحبا، من مغترب، شتاء لايرحل، ملاًح، قطعة قلب للبراءة، ثلاث اغنيات للضياع، لحظات من خشب، احزان صحراوية ، شهوة التراب، النسر الغائب، نيسان، ضحكة الجدار، عودة الشيخ، كلمات ثقيلة،

عفراء
20-06-2010, 02:19
في الخامس عشر من نوفمبر عام 1973 اهتز الوسط الاجتماعي والأدبي الأردني بحادثة فريدة من نوعها وغير مالوفة في مثل هذه الأوساط وهي حادثة انتحار الأديب والشاعر الأردني تيسير السبول عن عمر يناهز الرابعة والثلاثين .


عاد تيسير السبول من عمله في الاذاعة الاردنية حيث كان يشغل منصب رئيس البرامج الثقافية فيها ، طلب فنجان قهوة من زوجته الاديبة والطبيبة المشهورة مي يتيم ، تمدد علي فراشه واطلق علي راسه النار .


وبعد انتحار تيسير السبول عثروا بجانبه علي قصيدته الاخيرة ، التي تحمل ـ هي الاخري جانبا من لغز انتحاره .
وفيها يقول :-
انا يا صديقي
اسير مع الوهم
ادري ايمم نحو تخوم النهاية
نبيا غريب الملامح امضي الي غير غاية
ساسقط لابد ، يملأ جوفي الظلام
نبيا قتيلا وما فاه بعد باية
....

كامل السوالقة
20-06-2010, 17:43
http://i177.photobucket.com/albums/w229/nabeeh/tayeseer.jpg

تيسير السبول / الشاعر والروائي والإعلامي / صاحب الحلم العروبي والأحزان الصحراوية

"من زمان ، من تجاويف كهوف الأزلية كان ينساب على مدّ الصحاري العربية ليناً كالحلم ، سحرياً كليالي شهرزاد، يتخطى قمم الكثبان يجتاز الوهاد" (قصيدة أحزان صحراوية)

إذاً كحلم متعجل في ليلة طويلة الأرق ، كصمت جبال الشراه وأسرار ضانا المتوارية بين الشقوق ، ككل الافكار العظيمة ولد تيسير السبول، كشهاب لامع يعبر عتمة الليل ، ففي العام 1939 م أطل على الدنيا من عمق مدينة الجبال الطفيلة ، ولد وعلى جبينه وشم لدولة عظيمة وبحلم على امتداد الزمن ، الوشم الذي أصبح طوق النجاة، ثم استحال طوق النهاية المؤلمة

فلقد كان جنوب الأردن يكتوي بنيران الأحداث التي قوّضت المشروع القومي العربي ، وعرقلت النهضة المبتغاة ، كان الجنوب كما هو دائماً في عمق التأثر وفي مخاض الوجع ، شريكاً وشهيداً ، وشاهداً من الثقات الثقات ، هكذا نشأ تيسير السبول متشرباً تفاصيل النكسات، متألماً بنواتج النكبات المتكررة، فلم يكن مجرد طفل لأسرة مزارعة على حواف المنحدرات وأطراف الصحراء ، فلقد كان أصغر إخوته الخمسة ، وأخواته الأربع ، ولم يحظ بدلال الأخ الصغير ، فكان يشارك أسرته العمل في الزراعة، حتى مع التزامه الدراسة في المدرسة القريبة نسبياً ، فوالده محب للعلم ، سعى إلى تعليم أبنائه في الجامعات ما استطاع الى ذلك.

لم يكن تيسير تلميذاً هامشياً رغم عمق صمته، بل كان محط أنظار معلميه واعجابهم ، محاطاً بمحبة أقرانه ، فهو ذكي وسريع البديهة ، مع شفافية ورهافة حس، أهّلته للمكانة الأدبية الرفيعة التي وصل اليها ، ومع انتقال شقيقه الأكبر المهندس شوكت السبول إلى مدينة الزرقاء الناشطة بالحياة ، حصل على فرصة مرافقته للدراسة في مدارس أفضل حالاً في تلك الفترة ، وقد عايش ظروفاً صعبة وأوضاعاً متقلبة، نتيجة سجن شقيقه لآرائه السياسية كونه ضابطا عسكريا، ورغم كل ما مرّ به الفتى الأردني الجنوبي، في هذه المدينة الغنية بتركيبتها الاجتماعية، إلاّ أنه تمكن من إكمال دراسته الثانوية في كلية الحسين في عمّان، التي كان يأتي إليها يومياً من الزرقاء

وكان مجتهداً ومتفوقاً في دراسته ،حتى انه كان من أوائل محافظة العاصمة في الثانوية العامة ، وقد حصل بفضل ذلك على بعثة لدراسة الفلسفة في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1957م.

لقد تشبّع تيسير السبول بالأفكار القومية ، ونمت توجهاته العروبية في فترة مبكرة ، لذا لم ترق له الأجواء في الجامعة الأمريكية فتركها ، وفضّل الالتحاق بجامعة دمشق في سوريا ، ودرس فيها الحقوق . وكانت له انتماءاته الحزبية في تلك الفترة ، حيث انتسب لحزب البعث لكنه سرعان ما تركه ثائراً على الانتهازيين والوصوليين من أبناء الحزب ، وقد عبّر عن تحوله هذا، وانتقد استغلال الشعارات من أجل الوصول إلى السلطة، من خلال رواية "أنت منذ اليوم" التي أعقبت حرب حزيران النكسة ، وقد أنهى دراسته الجامعية عام 1962 م ليعود الى الأردن وليدخل بذلك إلى حياته العملية المتقلّبة.

كان قلقا وملولا ، يأخذه المزاج الابداعي أكثر مما تفرضه عليه الحياة الوظيفية ، فالثورة في أعماق نفسه، تجعل منه انساناً كثير المواجع، راغباً في الترحال والتغيير ، فعمل موظفاً في دائرة ضريبة الدخل لفترة ، لم يلبث بعدها ان هجر الوظيفة الحكومية ، فالتحق بمكتب المحامي المعروف صليبا الصناع كمتدرب ، وكعادته لم يكمل مشروعه التدريبي ، فسافر مع زوجته الدكتورة مي اليتيم إلى البحرين للعمل ، وقد انجبت له زوجته طفلين هما عتبة و صبا، ولم يطل بهما المقام في البحرين ، فلقد قررا الانتقال الى السعودية باحثين عن فرصة أفضل في العمل ، ويبدو ان الترحال والاحلام المقطمة قدر لازم حياة هذا المبدع حتى لحظاته الأخيرة.

عاد تيسير الى عمان عام 1964 أي بعد فترة ليست بالطويلة ، وتمكن هذه المرة من إكمال تدريبه في المحاماة ، بعد ذلك عمد الى افتتاح مكتبه الخاص للمحاماة في مدينة الزرقاء ، لكن ملله وضيقه بكل ما يحيط به، دفعه إلى إغلاق مكتبه والانتقال الى العمل في الاذاعة ، وقد قدم برنامجه الشهير مع الجيل الجديد الذي استمر طيلة حياة تيسير الباقية التي لم تكن طويلة أيضاً.

تفتحت قريحة تيسير السبول الشعرية في أحضان جامعة دمشق ، فكان يقرأ بنهم ، و انطلق في عالم الكتابة عن طريق المجلات والدوريات الادبية في دمشق وبيروت، كمجلة الثقافة ، و الآداب ، و مجلة الأديب .

و بعيد نكسة حزيران توقف عن الكتابة لفترة قصيرة، متأثراً بأجواء الحزن وخيبة الامل ، فلقد صدم بالهزيمة، مدركاً حجم الخسارة وأبعادها ، و قد اعلن عندها موت الشعر ولو مؤقتاً، لتبرز الرواية كمعوّض فني وفكري ، فلقد كتب روايته "أنت منذ اليوم" في أعقاب الخذلان الذي أصابه بعد ما آلت اليه الاوضاع التي خلفتها حرب الأيام الستة ، مستلهماً بذلك سيرته والاحلام الكبيرة المنكسرة ، وما أصاب جيله من ضياع وفقدان للثقة ، لتظهر الرواية عن دار النهار عام 1968 م ، وحازت على جائزة الرواية العربية بعد الهزيمة ، وكان أن صدر له ديوان شعري بعنوان (أحزان صحراوية) عن دار النهار في العام 1968م.

كان تيسير السبول شديد الحساسية والتأثر بالأحداث والانتكاسات المتكررة التي عاشتها الأمة العربية ، والتي عايشها بكل مرارتها ، آلمه ما آلت اليه أحوال العرب ، واستفحال الأعداء في الارض المقدسة . وبعد حرب تشرين الشهيرة وما تبع ذلك من لقاء المصريين والاسرائيليين عند ( خيمة الكيلو 101) أقدم هذا العروبي النبيل و المبدع الكبير، على الانتحار بعيار ناري واضعاً حداً لترحاله المستمر ، عاجزاً بذلك عن احتمال المزيد من المعاناة والخيبات ، ولقد كانت لنهايته هذه، وقع مدوٍ سيبقى في ذاكرتنا مذكرا بحلم الوطن الكبير ، وبألم فقدان مبدع كبير غادرنا بأحزانه الصحراوية الخالدة ، رحل لا لينتهي بل ليبدأ منذ اليوم.

كامل السوالقة
20-06-2010, 17:46
http://i177.photobucket.com/albums/w229/nabeeh/DuringourhikethroughPetrawemetthisl.jpg

أحزان صحراوية

مِن زمــــــــانْ
مِن تجاويفِ كهوفِ الأزليّة

كانَ ينسابُ على مدِّ الصحارى العربيّة
ليَّـِناً كالحُــلمِ سِحريّاً شَجِيّا

كليــالي شهرزادْ
يتخطى قِمَمَ الكُثبانِ.. يجتازُ الوِهادْ
مِن زمـــانْ
شَرِبَتْ حسرةََ َذاكَ الصوتْ
حبّاتُ الرمـــــالْ
مَزَجَتـْـــهُ في حناياها
أعادَتهُ إليّــــا
ليِّناً كالحُلمِ سِحريّاً شَجيّــا

فكأَني.. قد تنفّسْتُ شُجونَهْ
وكأنََّ الصوتَ في طيّـــاتِ صَدري
رَجّـــَـعَ اليومَ حَنيـــــنَهْ

فَأَراهْ
بَدَويّاً.. خَطَّتِ الصِحراءُ لا جدوى خُطــــاهْ
مُوحِشاً.. يرقُبُ آثارَ الطُلـــول
مِن زمــــــــانْ

غيرَ أنـّي.. كُلّما استيقظََ في قلبي اشتياقْ
لمزيدٍ من تدانـي والتصاقْ

كُلّما ضَجَّ نِداءُ البَـوحِِِِِ
في أرجـــــاءِ ذاتي
كُلـّما بُوغِــتُّ أنـّي
أتناهى بانسرابِ اللحظات

كُلما أحسَستُ أنـّي
بعضُ دِفءِ الآخرين

خِلْتُني عُدْتُ أراه
بَدَويّاً.. خََََطــّتِ الصحراءُ لا جدوى خُطاهْ

سارَ في عَينَيهِ وَهْجُ الشَمس
والرَمْلُ وعودٌ بِرِِمــــــــالْ

ومدى الصحراءِ صَمتٌ
وعذاباتُ ارتحـــال

فَتَََغنّـى.. وسَرى الصوتُ على مَدِّ الصحارى العربيةْ
مُوُدِعَاً في الرَمْلِ.. غََصّاتِ أغانيــــهِ الشَجيـّــةْ

عفراء
20-06-2010, 20:58
بارك الله فيك ابو مجد واسعدك الله ورضي عنك وارضاك
ورحم شاعرنا وغفر له
مداخلات متميزه كصاحبها تماما اضفت الكثير على متصفحي
سلمت ودمت

كامل السوالقة
21-06-2010, 17:53
اختى عفراء جزاك الله الف خير
ما هو الا القليل من فيظ قلمك اشكرك على جميل الرد ايتها الاخت الكريمه
وجزاك الله الف خير

عفراء
21-06-2010, 17:55
الفاضل كامل
ما انا الا نقطة ببحرك وتلميذة بعطائك وابداعك
سلمت ودمت متميزا ايها المتواضع دوما

كامل السوالقة
21-06-2010, 18:04
اشكرك على تواضعك الجميل اختى اضفي الله عليك ستره فى الدنياء والاخره وجزاك كل خير

عفراء
21-06-2010, 18:10
انه ليس تواضعا مني ايها الفاضل انما كلمة حق بحقك وهي قليله جدا عليك فلو احصي خصالك لن اكتفي بصفحات كثر فانت قمة بكل شيء
رضي الله عنك وارضاك

كامل السوالقة
21-06-2010, 18:15
اختى الستر لك فى الدنياء والحشر مع الابرار لك فى الاخره
جزاك الله الف خير فى الدنياء والاخره ونحن انشاء الله اخوه فى الاسلام وسنبقي لك سند فى الوقت الذي تختارين
ارجو الله ان نلتقى على خير وعلى تقوات الله
فى القريب العاجل

عفراء
21-06-2010, 18:38
اختى الستر لك فى الدنياء والحشر مع الابرار لك فى الاخره
جزاك الله الف خير فى الدنياء والاخره ونحن انشاء الله اخوه فى الاسلام وسنبقي لك سند فى الوقت الذي تختارين
ارجو الله ان نلتقى على خير وعلى تقوات الله
فى القريب العاجل

ان شاءالله ايها الفاضل ابو مجد دوما وبكل لحظاتي نحن اخوة وانت سند وهذا ليس بخياري انه احساسي الحقيقي والذي اعيشه ونحن اخوة واسرة واحده ان شاءالله وجمعنا الله دوما على خير واظلنا جميعا بظله يوم لا ظل الا ظله
سلمت ودمت