حسين الخطيب
11-05-2008, 08:58
العودة للريف
في تصوير ابتذال الشهوات. مقابل صفاء الطبيعة وشاعريتها، تتكرر الصور التي تبرز عهر المدينةبجحورها وموسيقاها الصاخبة وألوانها الزاهية التي تعمي الأبصار ببريقها. وصور تخدم صورة الابتذال والفسق والشهوانية التي تقرّب الإنسان من الحيوان، وتجرده من قيمه التي منحها إياه رب العزة القائل لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم.فإننا نجد القبح مقابل الجمال، والخريف مقابل الربيع، والجفاف مقابل الرطوبة، والحر الخانق تقابله نسيمات عليلة باردة وهناك العقل ونقيضه، الكدح والاستغلال، البراءة والغدر، الفقر المدقع والغنى الفاحش.ولا تشكل صورة المرأة استثناءً في لوحة التناقضات تلك. فهي إما رمزللبطولة " باسقة كالسنديانة"، وإما تجسيد للحزن المنكسر؛ وإما أنها "أطهر من صهيل مهرة بكر" ، أو أنها "تدلق نهديها وتسفح لحمها الأزرق".. لكن الصورة التي تغلب على الأنثى في هذه المجموعة هي التصاقها باللذة والشهوة. فلحمها زهري منسكب، وصدرها "مندلق" ، واللون الأحمر، رمز الشهوة والمجون، فإما "وردة حمراء مغروزة في شعرها" وإما "ثوب أحمر شفاف وهي في أحسن الأحوال زوجة تتابع بسعادة مسلسلاً مكسيكياً مدبلجاً، وتحمل إلى زوجها بحب قهوة الصباح... صرخة في وجه العهر الاجتماعي والفكري والثقافي الذي يتجسّد في صخب المدينة وأوكارها وبلاليعها. "إن أكثر الأقبية في هذه العمارات الضخمة بيوت دعارة." أما الحر فيرفض غالباً السقوط في "بلاليع المدينة"والذوبان في الأرصفة الغائصة في قاعها، والاستسلام لملذات الجسد الأبيض وللشهوات الحمراء فيفضل الهجرة العكسية لقريته ليأكل مما يزرع ويحافظ على نفسه واسرته ماتبقى له من كرامة.
في تصوير ابتذال الشهوات. مقابل صفاء الطبيعة وشاعريتها، تتكرر الصور التي تبرز عهر المدينةبجحورها وموسيقاها الصاخبة وألوانها الزاهية التي تعمي الأبصار ببريقها. وصور تخدم صورة الابتذال والفسق والشهوانية التي تقرّب الإنسان من الحيوان، وتجرده من قيمه التي منحها إياه رب العزة القائل لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم.فإننا نجد القبح مقابل الجمال، والخريف مقابل الربيع، والجفاف مقابل الرطوبة، والحر الخانق تقابله نسيمات عليلة باردة وهناك العقل ونقيضه، الكدح والاستغلال، البراءة والغدر، الفقر المدقع والغنى الفاحش.ولا تشكل صورة المرأة استثناءً في لوحة التناقضات تلك. فهي إما رمزللبطولة " باسقة كالسنديانة"، وإما تجسيد للحزن المنكسر؛ وإما أنها "أطهر من صهيل مهرة بكر" ، أو أنها "تدلق نهديها وتسفح لحمها الأزرق".. لكن الصورة التي تغلب على الأنثى في هذه المجموعة هي التصاقها باللذة والشهوة. فلحمها زهري منسكب، وصدرها "مندلق" ، واللون الأحمر، رمز الشهوة والمجون، فإما "وردة حمراء مغروزة في شعرها" وإما "ثوب أحمر شفاف وهي في أحسن الأحوال زوجة تتابع بسعادة مسلسلاً مكسيكياً مدبلجاً، وتحمل إلى زوجها بحب قهوة الصباح... صرخة في وجه العهر الاجتماعي والفكري والثقافي الذي يتجسّد في صخب المدينة وأوكارها وبلاليعها. "إن أكثر الأقبية في هذه العمارات الضخمة بيوت دعارة." أما الحر فيرفض غالباً السقوط في "بلاليع المدينة"والذوبان في الأرصفة الغائصة في قاعها، والاستسلام لملذات الجسد الأبيض وللشهوات الحمراء فيفضل الهجرة العكسية لقريته ليأكل مما يزرع ويحافظ على نفسه واسرته ماتبقى له من كرامة.