jordan_rose_83
26-05-2010, 20:40
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من توفيق الله تعالى للعبد المؤمن أن يرزقه الوقوف الدائم بين يديه، وأن يلتزم المسلم قرع باب الله تعالى، وأن يناجيه طويلا، لأن هذا يحقق جزءا كبيرا من عبودية المسلم لله رب العالمين.
ومن الوسائل التي تحقق العبودية في حياة الإنسان الصلاة، لأنها صلة بين العبد وربه، وأي نقض لها، فهو نقض لجزء كبير من الصلة، وأي تقصير فيها، فهو تقصير في الصلة بالله تعالى.
وهذا يعني أن هناك خللا كبيرا في حياة المسلم، يجب عليه أن يعالجه فورا، وأن يسعى لتصحيح مساره، خاصة وأن هذا الأمر بينه وبين الله، والله تبارك وتعالى هو أول من يجب أن يفكر فيه الإنسان، وأن يطيعه فيما أمر، وأن يجتنب ما نهى عنه وحذر منه.
إن في صلاة الفجر نورا يقذف في القلوب، وطمأنينة تروي النفوس، فيبدأ المسلم يومه بالذهاب إلى بيت الله، ليحل ضيفا عند الله، فيستنشق الهواء النقي، الذي لم يلوث بذنوب البشر، ولتكون أول حركات جسده طاعة لله، فيتغذى الروح والجسد أول ما يتغذيان على طاعته سبحانه.
مما يكون له الأثر الطيب في سلوكه طوال يومه، وهذا ما يفسر طيب نفس المسلم الذي يبدأ يومه بصلاة الفجر، وخبث نفس من لا يصلي. كما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم، إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".
ومن أهم ما يساعد المسلم على صلاة الفجر ما يلي:
أن يدرك المسلم ثواب صلاة الفجر وعظيم فضلها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من صلى البردين دخل الجنة"، والبردان: الفجر والعصر. وأن المحافظ عليهما؛ يحفظه الله تعالى من النفاق. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلا يؤم الناس، ثم آخذ شعلا من نار، فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد". وأن صلاة الفجر مما يرزق الله تعالى العبد محبته، فمن جاهد نفسه وشيطانه، وقام من نومه الذي هو فيه مستريح، ما أقامه إلا الله، فإن الله سبحانه وتعالى يتفضل عليه بحبه له؛ لأن من آثر الله تعالى على دنياه، أحبه الله.
أن يسعى المسلم دائما إلى حب الله، ومن أهم الأمور التي تجلب محبة الله ، لقاء الله، وقد ورد عن بعض الصالحين، أنه نام ، فوجد زوجته تصلي قبل الفجر، فلما سلمت من بعض صلاتها، قال لها: مازلت تصلين حتى الآن، أما تنامين ؟ فقالت: كيف ينام من علم أن حبيبه لا ينام؟
أن يكون المسلم صاحب عزيمة، فإن الناس إن جاءهم سفر قبل الفجر، فإنهم يلتزمون المواعيد، ولا يقولون: نحن لا نستطيع الاستيقاظ مبكرا، حتى لو كان نومه ثقيلا. فإن النفس إن أحبت شيئا، سعت إليه؛ غير آبهة بما يحملها هذا من مشقة وتعب، وأننا في تقصيرنا في صلاة الفجر نتعلل بأشياء كثيرة، هي ليست حقيقية، من كوننا لا نستطيع أن نستيقظ، أو أننا تعودنا على هذا، ولا يمكن لنا تغييره، فهذا كذب على النفس. والتغيير ليس بالصعب، فالنية الصادقة، والعزم الأكيد؛ يحول كثيرا من مظاهر حياة الإنسان. ومن عزم على فعل شيء، وفقه الله تعالى إليه، وفعله هو بإرادته. ولذا واجب علينا أن نراجع أنفسنا بصراحة فيما يخص تقصيرنا مع ربنا سبحانه وتعالى، وخاصة في صلاة الفجر.
أن المسلم مطالب بأن ينظم وقته حسب أوامر ربه، لا أن ينظم أوامر الله حسب نفسه وهواه، وقد قال تعالى: "ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله"، وقال:"أفرأيت من اتخذ إله هواه أفأنت تكون عليه وكيلا" ، وكما قال علي رضي الله عنه: الهوى شر إله عبد في الأرض.
أن يستغل المسلم كل فرصة تدفعه إلى طاعة الله تعالى. فربما رأى أصدقاءه يحافظون على الصلاة؛ فلماذا لا يحافظ هو؟ والحكمة ضالة المؤمن؛ أنى وجدها، فهو أحق بها. إنه يحدث لنا في يومنا أحداث كثيرة لجميع البشر؛ وعلى العاقل أن يعتبر مما رأى بما ينفعه، ودعني أحكي لك هذه الحكاية:
ففي يوم من الأيام كان هذا الطفل في مدرسته. وخلال أحد الحصص كان الأستاذ يتكلم فتطرق في حديثه إلى صلاة الفجر. وأخذ يتكلم عنها بأسلوب يتلاءم مع سن هؤلاء الأطفال الصغار. وتكلم عن فضل هذه الصلاة وأهميتها. سمعه الطفل وتأثر بحديثه، فهو لم يسبق له أن صلى الفجر ولا أهله.
وعندما عاد الطفل إلى المنزل أخذ يفكر كيف يمكن أن يستيقظ للصلاة يوم غداً..
فلم يجد حلاً سوى أنه يبقى طوال الليل مستيقظاً حتى يتمكن من أداء الصلاة. وبالفعل نفذ ما فكر به. وعندما سمع الأذان. انطلقت هذه الزهرة لأداء الصلاة. ولكن ظهرت مشكلة في طريق الطفل. المسجد بعيد ولا يستطيع الذهاب وحده؛ فبكى الطفل وجلس أمام الباب.
ولكن فجأة سمع صوت طقطقة حذاء في الشارع. فتح الباب وخرج مسرعاً فإذا برجل شيخ يهلل متجهاً إلى المسجد. نظر إلى ذلك الرجل فعرفه. نعم عرفه أنه جد زميله أحمد ابن جارهم. تسلل ذلك الطفل بخفية وهدوء خلف ذلك الرجل حتى لا يشعر به فيخبر أهله فيعاقبونه. واستمر الحال على هذا المنوال.
ولكن دوام الحال من المحال. فلقد توفى ذلك الرجل (جد أحمد) علم الطفل فذهل.
بكى وبكى بحرقة وحرارة استغرب والداه فسأله والده وقال له: يا بني لماذا تبكي عليه هكذا وهو ليس في سنك لتلعب معه وليس قريبك فتفقده في البيت؟ فنظر الطفل إلى أبيه بعيون دامعة ونظرات حزن وقال له: يا ليت الذي مات أنت وليس هو؟ صعق الأب وانبهر لماذا يقول له ابنه هذا وبهذا الأسلوب ولماذا يحب هذا الرجل؟
قال الطفل البريء أنا لم أفقده من أجل ذلك ولا من أجل ما تقول، استغرب الأب وقال إذا من أجل ماذا؟
فقال الطفل: من أجل الصلاة نعم من أجل الصلاة، ثم استطرد وهو يبتلع عبراته: لماذا يا أبي لا تصلي الفجر، لماذا يا أبتي لا تكون مثل ذلك الرجل، ومثل الكثير من الرجال الذين رأيتهم.
فقال الأب: أين رأيتهم؟
فقال الطفل: في المسجد
قال الأب: كيف ؟
فحكى حكايته على أبيه. فتأثر الأب من ابنه واقشعر جلده وكادت دموعه أن تسقط. فاحتضن ابنه ومنذ ذلك اليوم لم يترك أي صلاة في المسجد. انتهى
أخي؛ إن كنت صادقا في سعيك للحفاظ على صلاة الفجر، وعزمت النية؛ فإن الله تعالى سيوفقك؛ لأنه ما طلب أحد من الله تعالى شيئا، إلا استجاب له، وأعطاه سؤاله، بالصورة التي يراها الله تعالى. وإن كان هذا حال الله مع من طلب منه شيئا من الدنيا، فما بالنا بمن يطلب من الله أن يعينه على طاعته؟ فإنه أولى الناس بالاستجابة من الله تعالى. ولكن ابدأ من الآن، ولا تتكاسل، ولا تعجل للشيطان عليك سبيلا.
الاستعانة بالله تعالى، ثم ببعض الأسباب، من ضبط " المنبه " على وقت الصلاة، والتعاون مع الإخوة والأصدقاء على الاستيقاظ من خلال الاتصال التليفوني، أو الذهاب مباشرة للإيقاظ، وعدم السهر كثيرا، ونوم القيلولة، وغير ذلك مما يعين المرء على الاستيقاظ مبكرا.
أن يجعل المسلم لنفسه ورد محاسبة للفجر، بحيث يقيد كل يوم صلاة الفجر من عدمها. فيكافئ نفسه، ولو بشيء قليل على الأداء، ويعوض ببعض العبادات أو أي عمل صالح بنية التكفير عند التقصير في أداء صلاة الفجر، أو بأية طريقة يراها مناسبة له.
أما عن عدد الساعات التي ينام الإنسان، فهي تختلف من شخص لآخر. ومن الناس من يرى أنها ما بين ست إلى ثماني ساعات، ومن الأدب الإسلامي أن ينام الإنسان مبكرا حتى يستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر.
وفي النوم مبكرا من ساعات الليل راحة للجسد، وكلما نام الإنسان مبكرا، كلما نام عددا أقل، مع راحة للجسد أكثر، وكلما نام متأخرا، نام عددا من الساعات أكثر، مع عدم أخذ الجسد كفاية {وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا}.
وتتمة للفائدة، فإني أنصحك بقراءة نصائح فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد من علماء السعودية في الوسائل المعينة على الصلاة الفجر، ويمكنك الاطلاع عليها من خلال الدخول على هذا الرابط :
إحدى وعشرون نصيحة للحافظ على صلاة الفجر (http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=62852).
وختاما؛ نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياك من المحافظين على صلاة الفجر، وأن يتقبل منا ومنك صالح العمال، وتابعنا بأخبارك..
http://www.gl3a.com/album/100739_1241004682.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
من توفيق الله تعالى للعبد المؤمن أن يرزقه الوقوف الدائم بين يديه، وأن يلتزم المسلم قرع باب الله تعالى، وأن يناجيه طويلا، لأن هذا يحقق جزءا كبيرا من عبودية المسلم لله رب العالمين.
ومن الوسائل التي تحقق العبودية في حياة الإنسان الصلاة، لأنها صلة بين العبد وربه، وأي نقض لها، فهو نقض لجزء كبير من الصلة، وأي تقصير فيها، فهو تقصير في الصلة بالله تعالى.
وهذا يعني أن هناك خللا كبيرا في حياة المسلم، يجب عليه أن يعالجه فورا، وأن يسعى لتصحيح مساره، خاصة وأن هذا الأمر بينه وبين الله، والله تبارك وتعالى هو أول من يجب أن يفكر فيه الإنسان، وأن يطيعه فيما أمر، وأن يجتنب ما نهى عنه وحذر منه.
إن في صلاة الفجر نورا يقذف في القلوب، وطمأنينة تروي النفوس، فيبدأ المسلم يومه بالذهاب إلى بيت الله، ليحل ضيفا عند الله، فيستنشق الهواء النقي، الذي لم يلوث بذنوب البشر، ولتكون أول حركات جسده طاعة لله، فيتغذى الروح والجسد أول ما يتغذيان على طاعته سبحانه.
مما يكون له الأثر الطيب في سلوكه طوال يومه، وهذا ما يفسر طيب نفس المسلم الذي يبدأ يومه بصلاة الفجر، وخبث نفس من لا يصلي. كما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم، إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".
ومن أهم ما يساعد المسلم على صلاة الفجر ما يلي:
أن يدرك المسلم ثواب صلاة الفجر وعظيم فضلها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من صلى البردين دخل الجنة"، والبردان: الفجر والعصر. وأن المحافظ عليهما؛ يحفظه الله تعالى من النفاق. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلا يؤم الناس، ثم آخذ شعلا من نار، فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد". وأن صلاة الفجر مما يرزق الله تعالى العبد محبته، فمن جاهد نفسه وشيطانه، وقام من نومه الذي هو فيه مستريح، ما أقامه إلا الله، فإن الله سبحانه وتعالى يتفضل عليه بحبه له؛ لأن من آثر الله تعالى على دنياه، أحبه الله.
أن يسعى المسلم دائما إلى حب الله، ومن أهم الأمور التي تجلب محبة الله ، لقاء الله، وقد ورد عن بعض الصالحين، أنه نام ، فوجد زوجته تصلي قبل الفجر، فلما سلمت من بعض صلاتها، قال لها: مازلت تصلين حتى الآن، أما تنامين ؟ فقالت: كيف ينام من علم أن حبيبه لا ينام؟
أن يكون المسلم صاحب عزيمة، فإن الناس إن جاءهم سفر قبل الفجر، فإنهم يلتزمون المواعيد، ولا يقولون: نحن لا نستطيع الاستيقاظ مبكرا، حتى لو كان نومه ثقيلا. فإن النفس إن أحبت شيئا، سعت إليه؛ غير آبهة بما يحملها هذا من مشقة وتعب، وأننا في تقصيرنا في صلاة الفجر نتعلل بأشياء كثيرة، هي ليست حقيقية، من كوننا لا نستطيع أن نستيقظ، أو أننا تعودنا على هذا، ولا يمكن لنا تغييره، فهذا كذب على النفس. والتغيير ليس بالصعب، فالنية الصادقة، والعزم الأكيد؛ يحول كثيرا من مظاهر حياة الإنسان. ومن عزم على فعل شيء، وفقه الله تعالى إليه، وفعله هو بإرادته. ولذا واجب علينا أن نراجع أنفسنا بصراحة فيما يخص تقصيرنا مع ربنا سبحانه وتعالى، وخاصة في صلاة الفجر.
أن المسلم مطالب بأن ينظم وقته حسب أوامر ربه، لا أن ينظم أوامر الله حسب نفسه وهواه، وقد قال تعالى: "ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله"، وقال:"أفرأيت من اتخذ إله هواه أفأنت تكون عليه وكيلا" ، وكما قال علي رضي الله عنه: الهوى شر إله عبد في الأرض.
أن يستغل المسلم كل فرصة تدفعه إلى طاعة الله تعالى. فربما رأى أصدقاءه يحافظون على الصلاة؛ فلماذا لا يحافظ هو؟ والحكمة ضالة المؤمن؛ أنى وجدها، فهو أحق بها. إنه يحدث لنا في يومنا أحداث كثيرة لجميع البشر؛ وعلى العاقل أن يعتبر مما رأى بما ينفعه، ودعني أحكي لك هذه الحكاية:
ففي يوم من الأيام كان هذا الطفل في مدرسته. وخلال أحد الحصص كان الأستاذ يتكلم فتطرق في حديثه إلى صلاة الفجر. وأخذ يتكلم عنها بأسلوب يتلاءم مع سن هؤلاء الأطفال الصغار. وتكلم عن فضل هذه الصلاة وأهميتها. سمعه الطفل وتأثر بحديثه، فهو لم يسبق له أن صلى الفجر ولا أهله.
وعندما عاد الطفل إلى المنزل أخذ يفكر كيف يمكن أن يستيقظ للصلاة يوم غداً..
فلم يجد حلاً سوى أنه يبقى طوال الليل مستيقظاً حتى يتمكن من أداء الصلاة. وبالفعل نفذ ما فكر به. وعندما سمع الأذان. انطلقت هذه الزهرة لأداء الصلاة. ولكن ظهرت مشكلة في طريق الطفل. المسجد بعيد ولا يستطيع الذهاب وحده؛ فبكى الطفل وجلس أمام الباب.
ولكن فجأة سمع صوت طقطقة حذاء في الشارع. فتح الباب وخرج مسرعاً فإذا برجل شيخ يهلل متجهاً إلى المسجد. نظر إلى ذلك الرجل فعرفه. نعم عرفه أنه جد زميله أحمد ابن جارهم. تسلل ذلك الطفل بخفية وهدوء خلف ذلك الرجل حتى لا يشعر به فيخبر أهله فيعاقبونه. واستمر الحال على هذا المنوال.
ولكن دوام الحال من المحال. فلقد توفى ذلك الرجل (جد أحمد) علم الطفل فذهل.
بكى وبكى بحرقة وحرارة استغرب والداه فسأله والده وقال له: يا بني لماذا تبكي عليه هكذا وهو ليس في سنك لتلعب معه وليس قريبك فتفقده في البيت؟ فنظر الطفل إلى أبيه بعيون دامعة ونظرات حزن وقال له: يا ليت الذي مات أنت وليس هو؟ صعق الأب وانبهر لماذا يقول له ابنه هذا وبهذا الأسلوب ولماذا يحب هذا الرجل؟
قال الطفل البريء أنا لم أفقده من أجل ذلك ولا من أجل ما تقول، استغرب الأب وقال إذا من أجل ماذا؟
فقال الطفل: من أجل الصلاة نعم من أجل الصلاة، ثم استطرد وهو يبتلع عبراته: لماذا يا أبي لا تصلي الفجر، لماذا يا أبتي لا تكون مثل ذلك الرجل، ومثل الكثير من الرجال الذين رأيتهم.
فقال الأب: أين رأيتهم؟
فقال الطفل: في المسجد
قال الأب: كيف ؟
فحكى حكايته على أبيه. فتأثر الأب من ابنه واقشعر جلده وكادت دموعه أن تسقط. فاحتضن ابنه ومنذ ذلك اليوم لم يترك أي صلاة في المسجد. انتهى
أخي؛ إن كنت صادقا في سعيك للحفاظ على صلاة الفجر، وعزمت النية؛ فإن الله تعالى سيوفقك؛ لأنه ما طلب أحد من الله تعالى شيئا، إلا استجاب له، وأعطاه سؤاله، بالصورة التي يراها الله تعالى. وإن كان هذا حال الله مع من طلب منه شيئا من الدنيا، فما بالنا بمن يطلب من الله أن يعينه على طاعته؟ فإنه أولى الناس بالاستجابة من الله تعالى. ولكن ابدأ من الآن، ولا تتكاسل، ولا تعجل للشيطان عليك سبيلا.
الاستعانة بالله تعالى، ثم ببعض الأسباب، من ضبط " المنبه " على وقت الصلاة، والتعاون مع الإخوة والأصدقاء على الاستيقاظ من خلال الاتصال التليفوني، أو الذهاب مباشرة للإيقاظ، وعدم السهر كثيرا، ونوم القيلولة، وغير ذلك مما يعين المرء على الاستيقاظ مبكرا.
أن يجعل المسلم لنفسه ورد محاسبة للفجر، بحيث يقيد كل يوم صلاة الفجر من عدمها. فيكافئ نفسه، ولو بشيء قليل على الأداء، ويعوض ببعض العبادات أو أي عمل صالح بنية التكفير عند التقصير في أداء صلاة الفجر، أو بأية طريقة يراها مناسبة له.
أما عن عدد الساعات التي ينام الإنسان، فهي تختلف من شخص لآخر. ومن الناس من يرى أنها ما بين ست إلى ثماني ساعات، ومن الأدب الإسلامي أن ينام الإنسان مبكرا حتى يستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر.
وفي النوم مبكرا من ساعات الليل راحة للجسد، وكلما نام الإنسان مبكرا، كلما نام عددا أقل، مع راحة للجسد أكثر، وكلما نام متأخرا، نام عددا من الساعات أكثر، مع عدم أخذ الجسد كفاية {وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا}.
وتتمة للفائدة، فإني أنصحك بقراءة نصائح فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد من علماء السعودية في الوسائل المعينة على الصلاة الفجر، ويمكنك الاطلاع عليها من خلال الدخول على هذا الرابط :
إحدى وعشرون نصيحة للحافظ على صلاة الفجر (http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=62852).
وختاما؛ نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياك من المحافظين على صلاة الفجر، وأن يتقبل منا ومنك صالح العمال، وتابعنا بأخبارك..
http://www.gl3a.com/album/100739_1241004682.jpg