أنيسة
21-05-2010, 12:10
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ،،
اخواني وأخواتي في الله ..
كلنا يريد النجاح في الحياة ، ولكن البعض منا يخفق في الوصول إليه لأنه يظن أن النجاح كلمة مستحيلة صعبة المراد .. والحقيقة أننا ربما نكون قد أهملنا أسباب النجاح ، فزادتنا هواناً على هوان .
والنجاح هو طموحك من الحسن إلى الأحسن ، فالكمال لله تعالى وحده ، وإذا سمعت أحدا يقول لك : " وصلت إلى غايتي في الحياة " فاعلم أنه قد بدأ بالانحدار وعلى الإنسان السعي نحو النجاح والله تعالى لا يضيع أجر العاملين .
وإليكم هذه الوصايا والنصائح لمن أراد أن يقطف ثمار النجاح من بستان الحياة .. وما هي إلا دعوة للوصول إلى الفلاح في الدارين ، إذ ما قيمة نجاح الدنيا إن كان في الآخرة خسران مبين !! والله الموفق والهادي الى سواء السبيل ...
((( 1 )))
عليك بتقوى الله تعالى فهي خير زاد .. وأفضل وصية ..
فالله تعالى يقول : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )
(2 ، 3 :الطلاق)
ويقول تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )(4 : الطلاق)
((( 2 )))
املأ قلبك بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم محبة أبويك ومن حولك .. فالحب يورث الطمأنينة .. والكراهية تملأ القلوب تعاسة وشقاء .. اجعل في بيتك ما يكفيك من حب أهلك وعائلتك .. فالحب يضمد الجراح ، ويبعث في القلب حرارة الألفة والمودة.
((( 3 )))
اجعل حبك لنفسك يتضاءل أمام حبك لغيرك ..
فالله تعالى يقول : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )
(الحشر 9 : الحشر )
والسعداء يوزعون الخير على الناس ، فتتضاعف سعادتهم .. والأشقياء يحتكرون الخير لأنفسهم ، فيختنق في صدورهم . اجعل قلبك مليئا بالحب والتسامح والحنان .. فالأشقياء هم الذين امتلأت قلوبهم حقدا وكراهية ونقمة .
((( 4 )))
لا تذرف الدموع على ما مضى ، فالذين يذرفون الدموع على حظهم العاثر لا تضحك لهم الدنيا ، والذي يضحكون على متاعب غيرهم ، لا ترحمهم الأيام . لا تبك على اللبن المسكوب .. بل ابذل جهدا إضافيا حتى تعوض اللبن الذي ضاع منك .
وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم
((( 5 )))
اجعل نفسك أكثر تفاؤلا .. فالمتفائل يتطلع في الليل إلى السماء ، ويرى حنان القمر ، والمتشائم ينظر إلى السماء ولا يرى إلا قسوة الظلام . كن أكثر تفاؤلا مما أنت عليه ، فالمتفائل يجذب إليه محبة الآخرين .. والمتشائم يطردها عن نفسه ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى ، والتفاؤل حسن ظن به ، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال
فعن معاوية بن الحكم – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله ، منا رجال يتطيرون ، فقال : (ذلك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يصدّنهم )
، قال ابن الصباح: ( فلا يصُدَّنَّكم ) رواه مسلم .
وقال النووي - رحمه الله-: « قال العلماء: معناه أنَّ الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورةً، ولا عتب عليكم في ذلك، فإنه غير مكتسب لكم فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم، فهذا الذي تقدرون عليه وهو مكتسب لكم ، فيقع به التكليف ، فنهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن العمل بالطيرة، والامتناع من تصرفاتهم بسببها.
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك ) قالوا : يا رسول الله، ما كفارة تلك؟ قال: (أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك)
وقال ابن القيم - رحمه الله - : الطيرة باب من الشرك وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته ، يكبر ويعظم شأنها على من أتبعها نفسه ، واشتغل بها، وأكثر العناية بها ، وتذهب وتضمحل عمن لم يلتفت إليها، ولا ألقى إليها باله ، ولا شغل بها نفسه وفكره
قال ابن عثيمين - رحمه الله - : « انطلق إلى ما تريد بانشراح صدر وتيسير واعتماد على الله عز وجل ، ولا تسئ الظن بالله عز وجل (القول المفيد)
فعلاج التشاؤم والتطير.. هو الثقة بالله تعالى وصدق التوكل عليه ، واطراح الوساوس والأوهام، وقطع دابرها واجتثاث أصولها ، وعدم الالتفاف إليها بالكلية ، والمضي في الشأن المقصود بعزم وحزم وقوة
((( 6 )))
كن أكثر إنصافا للناس مما أنت عليه .. فالظلم يذهب النوم من العيون .. ونحن نفقد الذين نحبهم لأننا نظلم ونغالط في حسابهم .. نركز حسابنا على أخطائهم .. وننسى فضائلهم .. نطالبهم بأن يكونوا خالين من كل عيب .. ونبرر أخطاءنا بحجة أننا بشر غير معصومين .
يقول الإمام محمد بن سيرين :
" ظلمك لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما رأيت وتكتم خيره "
ويقول الامام ابن القيم : " كيف ينصف الخلق من لم ينصف الخالق "
((( 7 )))
إذا رماك الناس بالطوب ، فاجمع هذا الطوب لتسهم في تعمير بيت .. وإذا رموك بالزهور فوزعها على الذين علّموك .. الذين أخذوا بيدك وأنت تكافح عند سفح الجبل
((( 8 )))
كن واثقا بالله تعالى أولا ثم بنفسك .. وتعرف على عيوبك .. وتيقن أنك لو تخلصت من عيوبك لكنت أكثر قربا من أحلامك . تذكر أخطاءك لتتخلص من عيوبك. وانس أخطاء إخوانك وأصدقائك كي تحافظ عليهم .. واعلم أن من سعادة المرء اشتغاله بعيوب نفسه عن عيوب غيره ..
((( 9 )))
إذا نجحت في أمر .. فلا تدع الغرور يتسلل إلى قلبك ..
يقول تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى)
(32 : النجم )
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد " رواه مسلم.
وإذا وقعت على الأرض فلا تدع الجهل يوهمك أن الناس قد حفروا لك الحفرة .. حاول الوقوف من جديد وافتح عينيك وعقلك كي لا تقع في حفر الأيام ونكبات الليالي . إذا وقعت فتعلم كي تقف لا كيف تجزع .. وإذا وقفت فتذكر الواقعين على الأرض .. لتنحني وتساعدهم على الوقوف .
((( 10 )))
إذا انتصرت على خصومك فلا تشمت بهم .. وإذا أصيبوا بمصيبة فشاركهم ولو بالدعاء .
فالله تعالى يقول : ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ)
(43 : الشورى )
ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " اللهم لا تشمت بي عدوا حاسدا "
((( 11 )))
لا تجمع بين القناعة والخمول .. ولا بين العزة والغرور .. ولا بين التواضع والمذلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تواضع لله رفعه الله حتى يجعله في أعلى عليين " رواه ابن ماجة
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ( ما تواضع لله أحد إلا رفعه)
(((12)))
اختر لنفسك أصدقاء من الصالحين واحرص عليهم ..
قال تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) (28: الكهف)
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " رواه الترمذي .
ولا تعاتبهم في كل صغيرة وكبيرة .. غض الطرف عن زلاتهم ، فإن الكمال لله تعالى وحده .. ضع نصب عينيك إخلاصهم لله ، وسلوكهم المستقيم .. حافظ عليهم ، فإنك إن ضيعتهم فقد لا تجد من يشاركك هموم الحياة ويدلك على الخير .
((( 13 )))
لا تخاصم الآخرين ، فالخصام يمزق حبل الصداقة ، ويخلق سدودا وهمية بين الأرواح. اجعل نفسك في كل عام أوسع صدرا من عامك الذي مضى ، فالسعداء لا تضيق صدورهم .. وهم يتسامحون مع غيرهم ويحتملون عيوبهم .. وانسى إساءة الناس وتذكر جميلهم .
((( 14 )))
تسامح مع الذين أخطأوا في حقك ، والتمس لهم الأعذار ، فالتسامح يعيد إليك الثقة بالناس واحترام الآخرين لك .. اغسل تجاعيد الكراهية من قلبك وذاكرتك .. وتعلم أن تعاقب من أساؤوا إليك بالنسيان لا بضربهم بالسكاكين .
((( 15 )))
أعط الآخرين من قلبك وعقلك ومالك ووقتك .. ولا تقدم لهم فواتير الحساب .. وإذا ساعدت غيرك فلا تطلب من الناس أن يساعدوك .. وليكن عملك خالصا لوجه الله تعالى .وإذا أنت أسديت جميلا إلى إنسان فحذار أن تذكره ,وإن أسدى إنسان إليك جميلا فحذار أن تنساه.
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى)
(264: البقرة )
يقول الشاعر أبي الفتح البستي في قصيدته (وهذه جزء منها) :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ
فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
من جاد بالمال مال الناس قاطبة
إليه والـمال للإنسان فـتانُ
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة
فلن يدوم على الاحسان إمكانُ
((( 16 )))
اعتبر كل فشل يصادفك إحدى تجارب الحياة التي تسبق كل نجاح وانتصار .. فالليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر .
قال أحدهم :النجاح سلالم لاتستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك.!!
((( 17 )))
احمد الله تعالى على كل ماوهبك اياه .. وكن قنوعا .. وإياك والحسد ، فالله تعالى قد اختص أناسا بنعمة أسداها إليهم .. فلا تتمنى زوال النعمة عن الآخرين .. بل اسأل الله تعالى من فضله ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا , وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرْتَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ " . رواه ابن ماجة (اسناده حسن)
((( 18 )))
لا تنس في كل يوم أن تطلب من الله العفو والعافية .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية " رواه أحمد والترمذي
((( 19 )))
اسأل الله تعالى علما نافعا ورزقا واسعا . فالعلم هو الخزانة التي لا يتسلل إليها اللصوص .. وألف دينار في يد الجاهل تصبح حفنة من التراب ، وحفنة من التراب في يد متعلم تتحول إلى ألف دينار ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلوا الله علما نافعا ، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع " . رواه ابن ماجة .
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ،ومن قلب لا يخشع ،ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع ، ومن هؤلاء الأربع " رواه ابن ماجة .
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من أصحابه " العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكوا بالإنفاق "
والعلم يحطم الغرور .. والغرور هو قشرة الموز التي تتزحلق عليها ، وأنت تتسلق جبل النجاح ..
((( 20 )))
حاول أن تسعد كل من حولك ، لتسعد ويسعد الآخرون من حولك .. فأنت لا تستطيع الضحك بين الدموع .. ولا الاستمتاع بنور الفجر وحولك من يعيش في الظلام. وسعادة الإنسان تتضاعف بعدد الذين تنجح في إسعادهم .. وإذا اتسع رزقك ، فحاول أن تسعد الناس ببعض مالك .. وإذا ضاق رزقك ، فحاول أن تسعدهم بالكلمة الطيبة ..
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحنُ في سفرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجلٌ على راحلة لهُ، فجعل يصرفُ بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان معه فضلُ ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد ، فليعد به على من لا زاد له )) فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضل . رواه مسلم
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة " رواه الشيخان .
وقال عليه الصلاة والسلام : لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " رواه مسلم
((( 21 )))
حاول أن تتذكر الذين ساعدوك في أيام محنتك .. والذين مدوا لك أيديهم وأنت تتعثر .. والذين وقفوا معك عندما أدارت لك الدنيا ظهرها .. والذين أخرجوك من وحدتك يوم تخلى عنك بعض من حولك .. لا تقل إنك شكرتهم ورددت لهم الجميل .. اشكرهم مرة أخرى ، ورد لهم الجميل كلما استطعت .
قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس)
رواه الإمام أحمد والبخاري و أبو داود عن أبي هريرة وهو حديث صححه الألباني
وقال عليه الصلاة والسلام : "من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " رواه أبو داوود .
((( 22 )))
خذ بيد الضعيف حتى يسترد قوته .. وقف بجانب اليائس حتى يبصر بارقة الأمل .. وكن مع الفاشل حتى يدرك طريق النجاح . حاول أن تضمد جروح بعض الناس ، وتسهم في ترميم بيوت آيلة للسقوط . وتأمل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في تجسيد العلاقة القائمة بينك وبين الآخرين : " المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه " رواه أبو داوود وحسنه الألباني .
((( 23 )))
إذا زحف الظلام ، فكن أحد حملة الشموع ، لا أحد الذين يقذفون الفوانيس بالحجارة .. وإذا جاء الفجر ، فكن من بين الذين يستقبلون أشعة النهار ، لا أحد الكسالى الذين لا يدركون شروق الشمس .
((( 24 )))
حاول أن تسدد بعض ديون الناس عليك . فبعضهم أعطاك خلاصة تجاربه خلال أعوام من الزمان مضت .. وبعضهم أعطاك ثقته ، فلم تقف وحدك في مواجهة عواصف الحياة .. وبعضهم أضاء لك شمعة وسط الظلام ، فأبصرت الطريق في النهار .. وبعضهم ملأ عقلك .. وآخرون ملأوا قلبك
وأعظم من ذلك ... شكر المولى تعالى المتفضل عليك بالنعم كلها ، وكيف بنا إذا قال لنا الله تعالى يوم القيامة – كما في الحديث القدسي : روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عز وجل: يا ابن آدم حملتك على الخيل والإبل وزوجتك النساء وجعلتك تربع وترأس فأين شكر ذلك» ؟
فهل أعددنا لذاك السؤال جوابا ..!!
((( 25 )))
إذا اقتربت من قمة الجبل ، فلا تدع الغرور يفقدك صوابك ، ولا تتوهم أن الذين يقفون عند السفح هم الأقزام .. قال الله تعالى : ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
( 18: لقمان )
ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال : التواضع هو أن تخرج من منـزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا .
تغلب على أنانيتك ، ومد يدك لتساعد الواقفين عند السفح للوصول إلى قمة الجبل . وإذا تعثرت قدمك بعد الوصول إلى قمة الجبل فلا تتهم غيرك بأنهم سبب وقوعك . تعرف على أخطائك وعيوبك ، حتى إذا وصلت إلى قمة الجبل مرة أخرى عرفت كيف تثبت أقدامك بزيادة عدد الذين يقفون معك عند القمة .
((( 26 )))
لا تفتـــش عـــن عيـــــوب الآخــــرين
روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم )
قال الخطابي : معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول : فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك ، فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم أي : أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم .
فهذا نهي لمن قال ذلك على سبيل الاحتقار والإزراء على الناس وتفضيل نفسه، أما إذا قال هذا المعنى تحزنا لما يراه فيهم من النقص فلا بأس من غير أن يرى ذلك في نفسه لكن لا يزكي نفسه .
((( 27 )))
لا تجعل لليأس طريقا إلى قلبك ، فاليأس يغمض العيون .. فلا ترى الأبواب المفتوحة ولا الأيدي الممدودة .
قال تعالى : ( قُلْ يا عبادي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
(53 : الزمر)
((( 28 )))
أيقن بأنك إذا أتقنت عملك وأحببته وتفانيت فيه .. تستطيع أن تحقق ما عجز عنه الآخرون .
((( 29 )))
تذكر أن المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع ، ويستطيع أن يحتمل الحرمان .. يستطيع أن يعيش في العراء .. ولكنه لا يستطيع أن يعيش ذليلا .. والله تعالى يقول : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
((( 30 )))
صِل رحمك واياك وقطيعة الرحم .. عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه "
لاشك أن النفس بطبيعتها محبة للخير ، تعمل على التماس السبل التي تسوق لها السعة في الرزق والبركة في العمر والأجر ، والرسول يخاطب بهذا الحديث هذه النفس ، فيرشد إلى طريق السعة في الرزق وكثرته، وإلى طريق التوفيق في العمل، فيهدي العبد إلى العمل الكثير، ذي الأجر الجزيل، في عمره القليل ، ووسيلة بلوغ ذلك كله صلة الرحم.
((( 31 )))
حاسب نفسك قبل أن تحاسب .. وأحص أعمالك قبل أن تحصى عليك ..
فهل خلوت بنفسك يوماً فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال؟ وهل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك ؟ بل هل تأملت يوماً طاعاتك التي تفتخر بذكرها ؟!
فإن وجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء والسمعة وحظوظ النفس فكيف تصبر على هذه الحال، وطريقك محفوف بالمكارة والأخطار؟!
وكيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ** وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )
(18،19 : الحشر)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أهون لحسابكم ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتجهزوا ليوم تعرضون فيه لا تخفى منكم خافية"
۩๑۞๑۩๑۞๑۩
جائتني هذه الوصايا على بريدي الالكتروني منذ 4 سنوات وأعجبتني وطبعتها حينها على الورق ... ونسيتها داخل أدراج سيارتي .. فسبحان من ذكرني بها
والحمد لله تحققت من الأحاديث المذكورة فيها بما قدرني ربي وأعدت نقلها اليكم هنا بتصرف عسى الله أن ينفعني واياكم بأفضل ماذكر فيها .
ولا تبخلو علينا بما تجود به أقلامكم في هذا الموضوع من وصايا جميلة تنفعنا في ديننا ودنايا والله يسدد خطانا وخطاكم .
مما أعجبني فنقلته لكم
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ،،
اخواني وأخواتي في الله ..
كلنا يريد النجاح في الحياة ، ولكن البعض منا يخفق في الوصول إليه لأنه يظن أن النجاح كلمة مستحيلة صعبة المراد .. والحقيقة أننا ربما نكون قد أهملنا أسباب النجاح ، فزادتنا هواناً على هوان .
والنجاح هو طموحك من الحسن إلى الأحسن ، فالكمال لله تعالى وحده ، وإذا سمعت أحدا يقول لك : " وصلت إلى غايتي في الحياة " فاعلم أنه قد بدأ بالانحدار وعلى الإنسان السعي نحو النجاح والله تعالى لا يضيع أجر العاملين .
وإليكم هذه الوصايا والنصائح لمن أراد أن يقطف ثمار النجاح من بستان الحياة .. وما هي إلا دعوة للوصول إلى الفلاح في الدارين ، إذ ما قيمة نجاح الدنيا إن كان في الآخرة خسران مبين !! والله الموفق والهادي الى سواء السبيل ...
((( 1 )))
عليك بتقوى الله تعالى فهي خير زاد .. وأفضل وصية ..
فالله تعالى يقول : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )
(2 ، 3 :الطلاق)
ويقول تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )(4 : الطلاق)
((( 2 )))
املأ قلبك بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم محبة أبويك ومن حولك .. فالحب يورث الطمأنينة .. والكراهية تملأ القلوب تعاسة وشقاء .. اجعل في بيتك ما يكفيك من حب أهلك وعائلتك .. فالحب يضمد الجراح ، ويبعث في القلب حرارة الألفة والمودة.
((( 3 )))
اجعل حبك لنفسك يتضاءل أمام حبك لغيرك ..
فالله تعالى يقول : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )
(الحشر 9 : الحشر )
والسعداء يوزعون الخير على الناس ، فتتضاعف سعادتهم .. والأشقياء يحتكرون الخير لأنفسهم ، فيختنق في صدورهم . اجعل قلبك مليئا بالحب والتسامح والحنان .. فالأشقياء هم الذين امتلأت قلوبهم حقدا وكراهية ونقمة .
((( 4 )))
لا تذرف الدموع على ما مضى ، فالذين يذرفون الدموع على حظهم العاثر لا تضحك لهم الدنيا ، والذي يضحكون على متاعب غيرهم ، لا ترحمهم الأيام . لا تبك على اللبن المسكوب .. بل ابذل جهدا إضافيا حتى تعوض اللبن الذي ضاع منك .
وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم
((( 5 )))
اجعل نفسك أكثر تفاؤلا .. فالمتفائل يتطلع في الليل إلى السماء ، ويرى حنان القمر ، والمتشائم ينظر إلى السماء ولا يرى إلا قسوة الظلام . كن أكثر تفاؤلا مما أنت عليه ، فالمتفائل يجذب إليه محبة الآخرين .. والمتشائم يطردها عن نفسه ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى ، والتفاؤل حسن ظن به ، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال
فعن معاوية بن الحكم – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله ، منا رجال يتطيرون ، فقال : (ذلك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يصدّنهم )
، قال ابن الصباح: ( فلا يصُدَّنَّكم ) رواه مسلم .
وقال النووي - رحمه الله-: « قال العلماء: معناه أنَّ الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورةً، ولا عتب عليكم في ذلك، فإنه غير مكتسب لكم فلا تكليف به، ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم، فهذا الذي تقدرون عليه وهو مكتسب لكم ، فيقع به التكليف ، فنهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن العمل بالطيرة، والامتناع من تصرفاتهم بسببها.
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك ) قالوا : يا رسول الله، ما كفارة تلك؟ قال: (أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك)
وقال ابن القيم - رحمه الله - : الطيرة باب من الشرك وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته ، يكبر ويعظم شأنها على من أتبعها نفسه ، واشتغل بها، وأكثر العناية بها ، وتذهب وتضمحل عمن لم يلتفت إليها، ولا ألقى إليها باله ، ولا شغل بها نفسه وفكره
قال ابن عثيمين - رحمه الله - : « انطلق إلى ما تريد بانشراح صدر وتيسير واعتماد على الله عز وجل ، ولا تسئ الظن بالله عز وجل (القول المفيد)
فعلاج التشاؤم والتطير.. هو الثقة بالله تعالى وصدق التوكل عليه ، واطراح الوساوس والأوهام، وقطع دابرها واجتثاث أصولها ، وعدم الالتفاف إليها بالكلية ، والمضي في الشأن المقصود بعزم وحزم وقوة
((( 6 )))
كن أكثر إنصافا للناس مما أنت عليه .. فالظلم يذهب النوم من العيون .. ونحن نفقد الذين نحبهم لأننا نظلم ونغالط في حسابهم .. نركز حسابنا على أخطائهم .. وننسى فضائلهم .. نطالبهم بأن يكونوا خالين من كل عيب .. ونبرر أخطاءنا بحجة أننا بشر غير معصومين .
يقول الإمام محمد بن سيرين :
" ظلمك لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما رأيت وتكتم خيره "
ويقول الامام ابن القيم : " كيف ينصف الخلق من لم ينصف الخالق "
((( 7 )))
إذا رماك الناس بالطوب ، فاجمع هذا الطوب لتسهم في تعمير بيت .. وإذا رموك بالزهور فوزعها على الذين علّموك .. الذين أخذوا بيدك وأنت تكافح عند سفح الجبل
((( 8 )))
كن واثقا بالله تعالى أولا ثم بنفسك .. وتعرف على عيوبك .. وتيقن أنك لو تخلصت من عيوبك لكنت أكثر قربا من أحلامك . تذكر أخطاءك لتتخلص من عيوبك. وانس أخطاء إخوانك وأصدقائك كي تحافظ عليهم .. واعلم أن من سعادة المرء اشتغاله بعيوب نفسه عن عيوب غيره ..
((( 9 )))
إذا نجحت في أمر .. فلا تدع الغرور يتسلل إلى قلبك ..
يقول تعالى : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى)
(32 : النجم )
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد " رواه مسلم.
وإذا وقعت على الأرض فلا تدع الجهل يوهمك أن الناس قد حفروا لك الحفرة .. حاول الوقوف من جديد وافتح عينيك وعقلك كي لا تقع في حفر الأيام ونكبات الليالي . إذا وقعت فتعلم كي تقف لا كيف تجزع .. وإذا وقفت فتذكر الواقعين على الأرض .. لتنحني وتساعدهم على الوقوف .
((( 10 )))
إذا انتصرت على خصومك فلا تشمت بهم .. وإذا أصيبوا بمصيبة فشاركهم ولو بالدعاء .
فالله تعالى يقول : ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ)
(43 : الشورى )
ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " اللهم لا تشمت بي عدوا حاسدا "
((( 11 )))
لا تجمع بين القناعة والخمول .. ولا بين العزة والغرور .. ولا بين التواضع والمذلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تواضع لله رفعه الله حتى يجعله في أعلى عليين " رواه ابن ماجة
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ( ما تواضع لله أحد إلا رفعه)
(((12)))
اختر لنفسك أصدقاء من الصالحين واحرص عليهم ..
قال تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) (28: الكهف)
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " رواه الترمذي .
ولا تعاتبهم في كل صغيرة وكبيرة .. غض الطرف عن زلاتهم ، فإن الكمال لله تعالى وحده .. ضع نصب عينيك إخلاصهم لله ، وسلوكهم المستقيم .. حافظ عليهم ، فإنك إن ضيعتهم فقد لا تجد من يشاركك هموم الحياة ويدلك على الخير .
((( 13 )))
لا تخاصم الآخرين ، فالخصام يمزق حبل الصداقة ، ويخلق سدودا وهمية بين الأرواح. اجعل نفسك في كل عام أوسع صدرا من عامك الذي مضى ، فالسعداء لا تضيق صدورهم .. وهم يتسامحون مع غيرهم ويحتملون عيوبهم .. وانسى إساءة الناس وتذكر جميلهم .
((( 14 )))
تسامح مع الذين أخطأوا في حقك ، والتمس لهم الأعذار ، فالتسامح يعيد إليك الثقة بالناس واحترام الآخرين لك .. اغسل تجاعيد الكراهية من قلبك وذاكرتك .. وتعلم أن تعاقب من أساؤوا إليك بالنسيان لا بضربهم بالسكاكين .
((( 15 )))
أعط الآخرين من قلبك وعقلك ومالك ووقتك .. ولا تقدم لهم فواتير الحساب .. وإذا ساعدت غيرك فلا تطلب من الناس أن يساعدوك .. وليكن عملك خالصا لوجه الله تعالى .وإذا أنت أسديت جميلا إلى إنسان فحذار أن تذكره ,وإن أسدى إنسان إليك جميلا فحذار أن تنساه.
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى)
(264: البقرة )
يقول الشاعر أبي الفتح البستي في قصيدته (وهذه جزء منها) :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ
فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
من جاد بالمال مال الناس قاطبة
إليه والـمال للإنسان فـتانُ
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة
فلن يدوم على الاحسان إمكانُ
((( 16 )))
اعتبر كل فشل يصادفك إحدى تجارب الحياة التي تسبق كل نجاح وانتصار .. فالليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر .
قال أحدهم :النجاح سلالم لاتستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك.!!
((( 17 )))
احمد الله تعالى على كل ماوهبك اياه .. وكن قنوعا .. وإياك والحسد ، فالله تعالى قد اختص أناسا بنعمة أسداها إليهم .. فلا تتمنى زوال النعمة عن الآخرين .. بل اسأل الله تعالى من فضله ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا , وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرْتَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ " . رواه ابن ماجة (اسناده حسن)
((( 18 )))
لا تنس في كل يوم أن تطلب من الله العفو والعافية .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية " رواه أحمد والترمذي
((( 19 )))
اسأل الله تعالى علما نافعا ورزقا واسعا . فالعلم هو الخزانة التي لا يتسلل إليها اللصوص .. وألف دينار في يد الجاهل تصبح حفنة من التراب ، وحفنة من التراب في يد متعلم تتحول إلى ألف دينار ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلوا الله علما نافعا ، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع " . رواه ابن ماجة .
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ،ومن قلب لا يخشع ،ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع ، ومن هؤلاء الأربع " رواه ابن ماجة .
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من أصحابه " العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكوا بالإنفاق "
والعلم يحطم الغرور .. والغرور هو قشرة الموز التي تتزحلق عليها ، وأنت تتسلق جبل النجاح ..
((( 20 )))
حاول أن تسعد كل من حولك ، لتسعد ويسعد الآخرون من حولك .. فأنت لا تستطيع الضحك بين الدموع .. ولا الاستمتاع بنور الفجر وحولك من يعيش في الظلام. وسعادة الإنسان تتضاعف بعدد الذين تنجح في إسعادهم .. وإذا اتسع رزقك ، فحاول أن تسعد الناس ببعض مالك .. وإذا ضاق رزقك ، فحاول أن تسعدهم بالكلمة الطيبة ..
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحنُ في سفرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجلٌ على راحلة لهُ، فجعل يصرفُ بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان معه فضلُ ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد ، فليعد به على من لا زاد له )) فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضل . رواه مسلم
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة " رواه الشيخان .
وقال عليه الصلاة والسلام : لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " رواه مسلم
((( 21 )))
حاول أن تتذكر الذين ساعدوك في أيام محنتك .. والذين مدوا لك أيديهم وأنت تتعثر .. والذين وقفوا معك عندما أدارت لك الدنيا ظهرها .. والذين أخرجوك من وحدتك يوم تخلى عنك بعض من حولك .. لا تقل إنك شكرتهم ورددت لهم الجميل .. اشكرهم مرة أخرى ، ورد لهم الجميل كلما استطعت .
قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس)
رواه الإمام أحمد والبخاري و أبو داود عن أبي هريرة وهو حديث صححه الألباني
وقال عليه الصلاة والسلام : "من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " رواه أبو داوود .
((( 22 )))
خذ بيد الضعيف حتى يسترد قوته .. وقف بجانب اليائس حتى يبصر بارقة الأمل .. وكن مع الفاشل حتى يدرك طريق النجاح . حاول أن تضمد جروح بعض الناس ، وتسهم في ترميم بيوت آيلة للسقوط . وتأمل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في تجسيد العلاقة القائمة بينك وبين الآخرين : " المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه " رواه أبو داوود وحسنه الألباني .
((( 23 )))
إذا زحف الظلام ، فكن أحد حملة الشموع ، لا أحد الذين يقذفون الفوانيس بالحجارة .. وإذا جاء الفجر ، فكن من بين الذين يستقبلون أشعة النهار ، لا أحد الكسالى الذين لا يدركون شروق الشمس .
((( 24 )))
حاول أن تسدد بعض ديون الناس عليك . فبعضهم أعطاك خلاصة تجاربه خلال أعوام من الزمان مضت .. وبعضهم أعطاك ثقته ، فلم تقف وحدك في مواجهة عواصف الحياة .. وبعضهم أضاء لك شمعة وسط الظلام ، فأبصرت الطريق في النهار .. وبعضهم ملأ عقلك .. وآخرون ملأوا قلبك
وأعظم من ذلك ... شكر المولى تعالى المتفضل عليك بالنعم كلها ، وكيف بنا إذا قال لنا الله تعالى يوم القيامة – كما في الحديث القدسي : روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عز وجل: يا ابن آدم حملتك على الخيل والإبل وزوجتك النساء وجعلتك تربع وترأس فأين شكر ذلك» ؟
فهل أعددنا لذاك السؤال جوابا ..!!
((( 25 )))
إذا اقتربت من قمة الجبل ، فلا تدع الغرور يفقدك صوابك ، ولا تتوهم أن الذين يقفون عند السفح هم الأقزام .. قال الله تعالى : ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
( 18: لقمان )
ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال : التواضع هو أن تخرج من منـزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا .
تغلب على أنانيتك ، ومد يدك لتساعد الواقفين عند السفح للوصول إلى قمة الجبل . وإذا تعثرت قدمك بعد الوصول إلى قمة الجبل فلا تتهم غيرك بأنهم سبب وقوعك . تعرف على أخطائك وعيوبك ، حتى إذا وصلت إلى قمة الجبل مرة أخرى عرفت كيف تثبت أقدامك بزيادة عدد الذين يقفون معك عند القمة .
((( 26 )))
لا تفتـــش عـــن عيـــــوب الآخــــرين
روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم )
قال الخطابي : معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول : فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك ، فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم أي : أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم .
فهذا نهي لمن قال ذلك على سبيل الاحتقار والإزراء على الناس وتفضيل نفسه، أما إذا قال هذا المعنى تحزنا لما يراه فيهم من النقص فلا بأس من غير أن يرى ذلك في نفسه لكن لا يزكي نفسه .
((( 27 )))
لا تجعل لليأس طريقا إلى قلبك ، فاليأس يغمض العيون .. فلا ترى الأبواب المفتوحة ولا الأيدي الممدودة .
قال تعالى : ( قُلْ يا عبادي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
(53 : الزمر)
((( 28 )))
أيقن بأنك إذا أتقنت عملك وأحببته وتفانيت فيه .. تستطيع أن تحقق ما عجز عنه الآخرون .
((( 29 )))
تذكر أن المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع ، ويستطيع أن يحتمل الحرمان .. يستطيع أن يعيش في العراء .. ولكنه لا يستطيع أن يعيش ذليلا .. والله تعالى يقول : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
((( 30 )))
صِل رحمك واياك وقطيعة الرحم .. عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه "
لاشك أن النفس بطبيعتها محبة للخير ، تعمل على التماس السبل التي تسوق لها السعة في الرزق والبركة في العمر والأجر ، والرسول يخاطب بهذا الحديث هذه النفس ، فيرشد إلى طريق السعة في الرزق وكثرته، وإلى طريق التوفيق في العمل، فيهدي العبد إلى العمل الكثير، ذي الأجر الجزيل، في عمره القليل ، ووسيلة بلوغ ذلك كله صلة الرحم.
((( 31 )))
حاسب نفسك قبل أن تحاسب .. وأحص أعمالك قبل أن تحصى عليك ..
فهل خلوت بنفسك يوماً فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال؟ وهل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك ؟ بل هل تأملت يوماً طاعاتك التي تفتخر بذكرها ؟!
فإن وجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء والسمعة وحظوظ النفس فكيف تصبر على هذه الحال، وطريقك محفوف بالمكارة والأخطار؟!
وكيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ** وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )
(18،19 : الحشر)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أهون لحسابكم ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتجهزوا ليوم تعرضون فيه لا تخفى منكم خافية"
۩๑۞๑۩๑۞๑۩
جائتني هذه الوصايا على بريدي الالكتروني منذ 4 سنوات وأعجبتني وطبعتها حينها على الورق ... ونسيتها داخل أدراج سيارتي .. فسبحان من ذكرني بها
والحمد لله تحققت من الأحاديث المذكورة فيها بما قدرني ربي وأعدت نقلها اليكم هنا بتصرف عسى الله أن ينفعني واياكم بأفضل ماذكر فيها .
ولا تبخلو علينا بما تجود به أقلامكم في هذا الموضوع من وصايا جميلة تنفعنا في ديننا ودنايا والله يسدد خطانا وخطاكم .
مما أعجبني فنقلته لكم