عفراء
16-05-2010, 16:13
الشيخ .....مشعان الهذال نسبه : شاعريته :
هـو الشيـخ مشعان بن مغليث بن منديل بن هذال شيخ مشايخ عنزة في زمنه ، وآل هـذال من الحبلان من جيل من العمارات من بشر عنزة القبيلة الوائلية .
مولده وحياته :
من غير المعروف على وجه التحديد السنة التي ولد فيها مشعان ولا عُني أحد من جامعي شعره بذلك سوى طلال السعيد الذي قال أنه ولــد سنــة 1209هـ على وجه التقريب ، ولم يذكر مرجعه في ذلك .
وإذا أردنا الاستـدلال التقريبي نقول : إن أباه مغليث قتل سنة 1238هـ ( بمعنى أنه كان قادراً يومها على القتال ) ، ومشعان قتل بعده بسنتين وكانت أمه حية في تلك الفترة وهي التي حثته على الثأر لأبيه ، وعندما قتل مشعان أعقب أربعة أولاد لم يخلفوه في المشيخة بل خلفه ابن عمه زيد بن مهلهل مما يعني أن أبناءه كانوا صغاراً عندما قتل .
ومـن ذلك يمكننا الاستنتاج أن مشعـان قتل وهو في منتصف عمره أي قرابة الأربعين ، وبذلك يكون من مـواليد سنة 1200هـ أو قبلها أو بعدها بسنوات معدودة ، وبالتالي لسنا بعيدين عما ذكره السعيد .
ومن الحوادث التي مرت بمشعـان أن وفداً مبعوثاً من والي مصر عباس باشا جاء إليه يعرض شراء فرس يملكها من فصيلة " كحيلان كروش " بمبلغ 25 ألف ريال وفي نفس الليلة جاءه رسول من حاكم البحرين الشيخ محمد بن إبراهيم آل خليفة يطلب الفرس ذاتها هدية من مشعان .
وأخبر مشعان الوفدين بأنه سيخبـرهما بقــراره في صباح اليوم التالي ، واستشار قومه فأشاروا عليه أن يبيع الفرس ويهــدي حاكم البحرين فرساً أخرى معتذراً عن بيع الفرس التي أرادها لكن مشعـان قرر أن يهدي الفرس دون مقابل لابن خليفة فصلته أقرب [ كلاهما من قبيلة عنزة ] من صلة والي مصر .
ولمـا علم حاكم البحرين بما حدث أرسل إلى مشعان يدعوه إلى البحرين ، وهنــاك أكرمه بخيل وإبل كثيرة كما فوضه بأن يأخذ ما يشاء من أسواق البحرين ، وفي السوق رأي مملوكاً أسود يقوم بالإشراف على أحوال السوق ، وكــانت له مكانة كبيرة لدى الحاكم فأراد مشعان أخذه لما رأى من قوته وزينة ملبســه ، ولم يلفت المملوك من مشعان إلا بعد أن استرضاه الحاكم بمملوكين آخرين عوضاً عنه .
وعندما غـادر مشعان البحرين حمًّل الحاكم سفينتين بالهدايا والمؤن هدية لمشعان الذي أرسل إحداها إلى صديقه الشاعر مهنا العناقي في الأحساء هدية له .
يم يصلنـا الكثير من شعر مشعان ، ويبدو أنه لم يكن ينظم الشعر إلا في مناسبات تستثيـره ، وهذا واضح في أكثر من قصيدة كما أن ذلك راجع في رأينا لمقتله المفاجئ وعمره القصير نسبياً .
وشعر مشعان يمتــاز بالحماسة والحكمة ، وله قصائد متبادلة مع شاعر الأحساء في زمنه مهنا العناقي والشاعر نمر بن عدوان .
وترجع شهرة مشعــان في التراث النبطي في المقام الأول إلى قصيدته " الرائية " التي أخذت لقـب " الشيخـة " كدلالة علة قوتها ، [ والشيخات في الشعر النبطي مجموعة من القصــائد قد تشبه بالمعلقات في الشعر الجاهلي ولكنها رائعة تمتاز بالحماس والفخر ] .
وفاته :
إن الاختلاف في تحديد وفاة مشعان الهذال يتخذ شكلاً غريباً ، فالثابت أن ابن بشر المعاصر لمشعان أورد حادثة مقتله بالتفصيل ضمن حـوادث سنـة 1240هـ في كتابه الشهير " عنوان المجد في تاريخ نجــد " بينما كثير من المراجع المتأخرة ومن بينها مراجــع لباحثين مجتهدين يجزمون بأن مقتله حدث بعد ربع قـرن مــن ذلك التاريخ أي سنة 1266هـ ، ولا يشيرون للتاريخ الذي ذكره ابن بشر ولا نعرف سبباً لذلك .
وما نراه أن الاطمئنان أكثر إلى قوله ابن بشر ما لم يأت مخالفوه ببينتهم ، ولا نجد في شعر مشعـان أو سيرته ما ينفي تاريخ ابن بشر الذي يذكر أنه قتل " في مجاولة الخيل . قتلـه فارس من عسكر الترك " في شوال من سنة 1240هـ .
مصادر شهره :
اهتمـت كتـب الشعر النبطي ودواوينه بشعر مشعان الهذال منذ بدايات التـدوين ، ولكن ليس بالقدر الكافي وأكثر من اهتم بشعره عبدالله الحاتم في كتــابه " خيار ما يلتقط " وابن عبار في مؤلفاته ومنديل الفهد كما أورد له المستشرق الألماني تشارلز هوبر بعضاً من قصائده في مخطوطته التي تعود للقرن التاسع عشر الميلادي ، وشعر مشعان عموماً قليل نسبياً ويوجد متناثراً في كتـب الشعر النبطي ، وقد قام أخيراً الزميل إبراهيم الخالدي بجمع ديوان مشعان ونشره ضمن " سلسلة المختلف للتراث الشعبي " وقد استقينا معلومات هذه الكتابة من الفصل الأول من ذلك الديوان .
قصايد الشاعر مشعان الهذال :
قـم سـو فـنجال ٍ ترى البال منداش
لـعيـون من قرنه على المتن مرجود
فـي دلـة ٍ مـربـوبـة ٍ كنها شاش
وبـهـارهـا مقدار خمسة عشر عود
والـهـيل حطه لا تداني ولو جـاش
ومـن الـزباد اقنع على شذرة العود
أبـيـه رسـم ٍ لـلنشاما عن اللاش
فـالـلاش لا فاقـد ولا هـو بمفقود
تـر لـذة الـدنـيـا معاميل وفراش
وصـينية ٍ يركض بـها العبد مسعود
والـطيب سنة والردى كنـه الطاش
والـلي يريـد الجود ما هوب مردود
فـي ربـعـة ٍ يقعد بـها كل هتاش
يفـرح بـها اللي من دناياه مضهود
وصفرا تلوح بالضحى كـل مهبـاش
يصطي علـى قلـب المناعير بالعود
يالله طـلبتك عنـد قودات الادبـاش
ابـل ٍ مـغاتيـر ٍ ويبـرالهن سود
مربـاعها الصمان تبعـد عن الطاش
ومـقيضهـا دخنـة ليـا صرّم العود
أبـي ليـا جانـا من المال شوبـاش
وتـطاوحت من بين الاسلاف جلحود
مـن لا يروي شذرة السيف لا عاش
عـسـى عليه مـورّد الجيب مقدود
ومن قصائدة المشهوره جداً
أصيب مشعان بن هذال في إحدى السنوات بالرمد ... وطال سقمه كما ذكره بأبياته تسعين ليلة . . . وفي أحد الأيام أغار على جماعة مشعان غزاة فصاح الصياح وأخذت فرس مشعان بالصهيل وهي مربوطة حتى كادت تقطع الحديد . . . ولما سمع صهيلها نهض من مكانه مسرعا ورفع الرباط عن عينه لكي يركبها ويلحق بجماعته ولكنه لشدة حماسه أصاب جروح عينه المربوطة لشدة نزعه للرباط وسال منها الدم ولم يتمكن من الرؤية فعاد إلى مكانه وهو يتحسر لجلوسه مع النساء وكأنه منهن وقال هذه الأبيات :
(( يارب عجل ))
يـا رب عـجل بالنظر والعوافي
وافـرج لـعـيـن قد تدانا نظرها
تـسـعين ليلة ما تهنيت غافي
كـن الـحماط بموق عيني جمرها
وخمسة عشر ليلة جـرالي هفافي
أزريـت أمـيز شمسها من قمرها
يـا حـظ أبو من قام عدل وجافي
ومـشـى بريضان ٍ تخالف زهرها
صـاح الصياح وقيل مامن عوافي
وقـامـت ترادا سابقي من سكرها
وقـعـدت انا مـع لابسات الغدافي
مـا كن جرالي ساعة ٍ في ظهرها
واركـب واخلي الخيل تذهب مقافي
ويـفـرح بي اللي يرتجيني باثرها
يوم ٍ يشيب الراس يـبس الاشافي
شـبط الخليع يشيّب اللي حضرها
والـيا ركبنـا الخيل جاهـا هفافي
تـاطا شخانيب الوعـر من ذعرها
يـا خيلنا يـاما وطـت من فيافي
تـاطـا على كالدوح ناعم شجرها
الـيا هاب عشيّق البنـّي الهلافـي
أقـفـا وخـلا عورتـه ما سترها
ورّدتـها حوض ٍ من الموت صافي
وارويت انا عود القنا مـن حمرها
قـول ٍ بـلا فعـل ٍ علينا يشافـي
يـعـطي لسانـه لسنة ٍ من ذكرها
إن كنت أبو مشهور وإحسب سنافي
إنـي لاورد سـابـقي فـي بحرها
لقد عاصر الأمير راشد الخزاعي العديد من المحطات السياسية المهمة في تاريخ الأردن الحديث منذ تأسيس الإمارة على يد الملك عبدالله الأول (1882-1951) وحتى السنوات الأولى من انتقال الراية إلى الملك الحسين بن طلال (1935-1999).كما شهد الأمير الخزاعي أيضاً أحداث انتقال العرش إلى الملك طلال عام 1952 عقب اغتيال الملك المؤسس مع ما صاحب تلك الحقبة من تداعيات محلية وإقليمية وقد كان في أواخر أيامه حيث توفي عام 1957م.
مع نهايات الحكم العثماني كان جبل عجلون ومدينة كفرنجة مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي بشكل خاص كانت بمثابة عاصمة نضالية لأحرار بلاد الشام والعراق ولبنان والثورة الليبية الذين وقف الأمير الخزاعي إلى جانبهم فاستمدوا منه العزم.
كان الأمير راشد الخزاعي عضوا في العديد من الحركات القومية ومنها القوميون العرب وحزب الشعب الاردني الذي تشكل عام 1927م، وقد قاد الأمير الخزاعي مظاهرة اربد الشهيرة التي شارك بها اشخاص من مختلف انحاء الاردن للاحتجاج على اعدام الانجليز فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم اثر ثورة البراق عام 1930م، كما شارك الخزاعي في المؤتمر الاسلامي في القدس الذي كان له دور بارز في جعل القضية الفلسطينية قضية اسلامية، فضلا عن مشاركته في مؤتمر بلودان بلبنان حول وحدة بلاد الشام والذي ترأسه رئيس وزراء العراق حينها ناجي السويدي في ذلك الوقت، و نتيجة لحماية الطوائف المسيحية في شرق الأردن بعد حصول الفتنة الدينية حصل الأمير راشد الخزاعي على وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في عام 1887م و هو الشخص الوحيد الذي حصل عليه في الوطن العربي.
حكومة عجلون
إن منطقة عجلون بزعاماتها التاريخية معروفة لدى أرشيف وزارة الخارجية البريطانية وقيادات منظمة التحرير الفلسطينية وكافة المنظمات الدولية وخاصة المعنية بالتاريخ السياسي للمنطقة العربية، حيث إن مدينة عجلون الواقعة في المملكة الأردنية الهاشمية حاليا كانت من المدن التي لها الذراع الأساسي في إمداد جميع حركات التحرر النضالي على الساحتين العربية والإسلامية على حد السواء وخاصة إمداد الثورة الفلسطينية في عام 1936م (ثورة الشيخ عز الدين القسام)، وفي هذا الجانب تجدر الإشارة إلى أن حكومة عجلون التي تشكلت في بدايات ما كان يسمى بإمارة شرق الأردن في عام 1920م كانت من الحكومات المميزة والغير مسبوقة برغم ما فرض عليها من تعتيم وتغيير وتسييس لتاريخها بسبب دورها النضالي والقومي على الصعيدين العربي والإسلامي، فحكومة عجلون والمذكورة في كتب التاريخ الأردني بأنها تشكلت في عام 1920م تزعمها وشكلها الأمير راشد بن خزاعي الفريحات - شيخ مشايخ وسنجق جبل عجلون كما كان يسمى والذي كان معتمداً من قبل السلطان العثماني قبل تشكيل تلك الحكومة في عام 1920م وقد عين الأمير الخزاعي في ذلك الوقت السيد علي نيازي التل كقائم مقام لتلك الحكومة أي (حكومة عجلون)، وتجدر الإشارة والتنويه هنا إلى أن الأمير راشد الخزاعي كما كان مدوناً لدى العثمانيين كان ممثلا كسنجق دائم لجبل عجلون إبان الحكم العثماني حيث أنه في بداية الحكم العثماني للمنطقة تم تشكيل لواء عجلون أو سنجق عجلون في سنة 1517م، وقد شملت حدوده كافة أراضي الأردن الحالي، سمي الأمير راشد بعدة ألقاب منها بأبو جبل عجلون، أبو ثورة عجلون، سنجق جبل عجلون.
محطات نضالية و ثورة عجلون وفلسطين
تأتي زعامة الأمير راشد الخزاعي كإمتداد لتاريخ أجداده من شيوخ وأمراء قبيلة الفريحات تلك القبيلة التي برز منها عدة أمراء عبر التاريخ كانت لهم السيادة والحظوة لدى البلاط السلطاني العثماني عبر مئات السنين أمثال الأمير يوسف بن بركات الفريحات والذي حكم تلك المنطقة من خلال السرايا التي كانت تابعة له في منطقة إربد والمعروفة الآن ب "سرايا إربد" وقد كان لقبيلة الفريحات عضواً دائماً في مجلس المبعوثان العثماني الأمر الذي زاد من ثقل هذه القبيلة ودورها البارز في إدارة شؤون تلك المنطقة من بلاد الشام فضلاً عن جاهزية الجيوش المنظمة التابعة لها والمدعومة مباشرة من قبل السلطان العثماني، وكان يعتبر الأمير راشد الخزاعي الزعيم الوحيد الذي حاز على لقب الباشوية بموجب مرسوم سلطاني عثماني صدر من الباب العالي في الأستانة له فقط وللأمير محمد علي باشا الكبير من مصر مما أثار حفيظة الكثيرين في ذلك الوقت، وقبيل تشكيل إمارة شرق الأردن وقبل ظهور الحكومات المحلية والتي جاءت منها حكومة عجلون في عام 1920 كان حكم الأمير راشد الخزاعي قائماً أيام العثمانيين، وقد إمتدت ولاية حكمه وأفراد قبيلته "عشيرة الفريحات" أيام الحكم العثماني لتشمل مناطق واسعة إبتداء من حوران إلى إربد، وعجلون،وجرش، وحتى نابلس غربا، هذا وقد عرف الأمير راشد الخزاعي بدعمه المباشر للثورة الفلسطينية عام 1936م "ثورة عز الدين القسام" حيث كان يوفر الحماية المباشرة للثوار الفلسطينيين وزعاماتهم في جبال عجلون الحصينة ويمدهم بالمؤن والسلاح عن طريق منطقة تسمى مخاضة كريمة قرب عجلون كما دعم حركات التحرر العربية مثل الثورة السورية حيث استقبل في كفرنجة مئات المناضلين السوريين الذين نزحوا من سورية اعتبارا من 25 تموز (يوليو) عام 1920 وقدم لهم الأمير راشد الخزاعي بدعم من جميع قبائل وعشائر المنطقة كل ما يلزمهم لمواصلة نضالاتهم، وباتت منطقة كفرنجة مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي باتت من المحطات الرئيسية لأعضاء حزب الاستقلال أيضاً، في حين كان قادة الثورة السورية يعدون للثورة من منزل الأمير راشد الخزاعي والذي انطلقت منه الرسائل والاتصالات إلى مغظم المجاهدين السوريين، كما كانت للأمير راشد الخزاعي علاقات مميزة جدا وتعاون وثيق مع الأمير سلطان باشا الأطرش وزعامات جبل لبنان عامة إضافة لدعمه المنقطع النظير للثورة الليبية ضد الإستعمار الإيطالي.
وكنتيجة مباشرة وبشكل خاص لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام وتحت سياسة الضغط والإرهاق من قبل الإنتداب البريطاني وأعوانه في إمارة شرق الأردن في ذلك الوقت فقد إضطر الأمير ومجموعة من رفاقه من مشايخ وزعامات الأردن عام 1937م إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى الأراضي الحجازية حيث عاش الأمير راشد الخزاعي لعدة سنوات في ضيافة الملك الراحل عبد العزيز آل سعود في فترة عصيبة من التاريخ السياسي الأردني واللافت للنظر أنه ومن خلال وجوده في الأراضي الحجازية استمر الأمير في قيادة وتوجيه أتباعه القوميون العرب والموالين لفكره النضالي برغم صعوبة الإتصال في ذلك الوقت وعلى فور إنتشار خبر لجوءالأمير راشد الخزاعي إلى الديار السعودية إنطلقت عدة ثورات شعبية في الأردن سميت ب "ثورة عجلون" تشكلت من مجموعة من الثائرين الموالين للزعيم الأمير راشد الخزاعي وقاموا بتفجير خط البترول (أنابيب النفط) القادمة من العراق مروراً بالأراضي الأردنية لفلسطين والذي كان تابعا للإنتداب البريطاني في ذلك الوقت وقد إعتمد الثائرون الأردنيون في ثورتهم تلك على أسلوب حرب العصابات كوسيلة ضغط على الإنتداب البريطاني وأعوانه للقبول بعودة الأمير راشد الخزاعي ورفاقه للأراضي الأردنية و بالفعل تمت العودة بعد عدة سنوات نتيجة مطالبة معظم القبائل والمشايخ الأردنية بها وقد تدخلت العديد من الزعامات والقوى العشائرية الأردنية التي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأمير المناضل راشد الخزاعي أمثال الشيخ الراحل مثقال باشا الفايز زعيم وأمير قبائل بني صخر والشيخ حديثة الخريشا من مشايخ بني صخر والمعروف بمواقفه الداعمة للثورة الفلسطينية والمساندة للأمير راشد ، وقد كان إستقبال الأمير راشد الخزاعي ورفاقه حين قدومهم من الحجاز إستقبالاً قومياً مهيباً شارك فيه جميع مشايخ وأمراء القبائل الأردنيون بالإضافة للقوميين والثوار العرب وكانت تلك اللحظة نقطة تحول في التاريخ السياسي الأردني .
وفاته
وافاه الأجل بمدينة كفرنجة في عجلون مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي وذلك في عام 1957م بعد حياة عاصفة إختفت فيها فصول كثيرة من حياة هذا الأمير الأردني العربي و ذلك من قبل الحكومة الأردنية و بعض الزعامات الحديثة العهد التي خلقت في الأردن من قبل الإستعمار و النظام الأردني
هـو الشيـخ مشعان بن مغليث بن منديل بن هذال شيخ مشايخ عنزة في زمنه ، وآل هـذال من الحبلان من جيل من العمارات من بشر عنزة القبيلة الوائلية .
مولده وحياته :
من غير المعروف على وجه التحديد السنة التي ولد فيها مشعان ولا عُني أحد من جامعي شعره بذلك سوى طلال السعيد الذي قال أنه ولــد سنــة 1209هـ على وجه التقريب ، ولم يذكر مرجعه في ذلك .
وإذا أردنا الاستـدلال التقريبي نقول : إن أباه مغليث قتل سنة 1238هـ ( بمعنى أنه كان قادراً يومها على القتال ) ، ومشعان قتل بعده بسنتين وكانت أمه حية في تلك الفترة وهي التي حثته على الثأر لأبيه ، وعندما قتل مشعان أعقب أربعة أولاد لم يخلفوه في المشيخة بل خلفه ابن عمه زيد بن مهلهل مما يعني أن أبناءه كانوا صغاراً عندما قتل .
ومـن ذلك يمكننا الاستنتاج أن مشعـان قتل وهو في منتصف عمره أي قرابة الأربعين ، وبذلك يكون من مـواليد سنة 1200هـ أو قبلها أو بعدها بسنوات معدودة ، وبالتالي لسنا بعيدين عما ذكره السعيد .
ومن الحوادث التي مرت بمشعـان أن وفداً مبعوثاً من والي مصر عباس باشا جاء إليه يعرض شراء فرس يملكها من فصيلة " كحيلان كروش " بمبلغ 25 ألف ريال وفي نفس الليلة جاءه رسول من حاكم البحرين الشيخ محمد بن إبراهيم آل خليفة يطلب الفرس ذاتها هدية من مشعان .
وأخبر مشعان الوفدين بأنه سيخبـرهما بقــراره في صباح اليوم التالي ، واستشار قومه فأشاروا عليه أن يبيع الفرس ويهــدي حاكم البحرين فرساً أخرى معتذراً عن بيع الفرس التي أرادها لكن مشعـان قرر أن يهدي الفرس دون مقابل لابن خليفة فصلته أقرب [ كلاهما من قبيلة عنزة ] من صلة والي مصر .
ولمـا علم حاكم البحرين بما حدث أرسل إلى مشعان يدعوه إلى البحرين ، وهنــاك أكرمه بخيل وإبل كثيرة كما فوضه بأن يأخذ ما يشاء من أسواق البحرين ، وفي السوق رأي مملوكاً أسود يقوم بالإشراف على أحوال السوق ، وكــانت له مكانة كبيرة لدى الحاكم فأراد مشعان أخذه لما رأى من قوته وزينة ملبســه ، ولم يلفت المملوك من مشعان إلا بعد أن استرضاه الحاكم بمملوكين آخرين عوضاً عنه .
وعندما غـادر مشعان البحرين حمًّل الحاكم سفينتين بالهدايا والمؤن هدية لمشعان الذي أرسل إحداها إلى صديقه الشاعر مهنا العناقي في الأحساء هدية له .
يم يصلنـا الكثير من شعر مشعان ، ويبدو أنه لم يكن ينظم الشعر إلا في مناسبات تستثيـره ، وهذا واضح في أكثر من قصيدة كما أن ذلك راجع في رأينا لمقتله المفاجئ وعمره القصير نسبياً .
وشعر مشعان يمتــاز بالحماسة والحكمة ، وله قصائد متبادلة مع شاعر الأحساء في زمنه مهنا العناقي والشاعر نمر بن عدوان .
وترجع شهرة مشعــان في التراث النبطي في المقام الأول إلى قصيدته " الرائية " التي أخذت لقـب " الشيخـة " كدلالة علة قوتها ، [ والشيخات في الشعر النبطي مجموعة من القصــائد قد تشبه بالمعلقات في الشعر الجاهلي ولكنها رائعة تمتاز بالحماس والفخر ] .
وفاته :
إن الاختلاف في تحديد وفاة مشعان الهذال يتخذ شكلاً غريباً ، فالثابت أن ابن بشر المعاصر لمشعان أورد حادثة مقتله بالتفصيل ضمن حـوادث سنـة 1240هـ في كتابه الشهير " عنوان المجد في تاريخ نجــد " بينما كثير من المراجع المتأخرة ومن بينها مراجــع لباحثين مجتهدين يجزمون بأن مقتله حدث بعد ربع قـرن مــن ذلك التاريخ أي سنة 1266هـ ، ولا يشيرون للتاريخ الذي ذكره ابن بشر ولا نعرف سبباً لذلك .
وما نراه أن الاطمئنان أكثر إلى قوله ابن بشر ما لم يأت مخالفوه ببينتهم ، ولا نجد في شعر مشعـان أو سيرته ما ينفي تاريخ ابن بشر الذي يذكر أنه قتل " في مجاولة الخيل . قتلـه فارس من عسكر الترك " في شوال من سنة 1240هـ .
مصادر شهره :
اهتمـت كتـب الشعر النبطي ودواوينه بشعر مشعان الهذال منذ بدايات التـدوين ، ولكن ليس بالقدر الكافي وأكثر من اهتم بشعره عبدالله الحاتم في كتــابه " خيار ما يلتقط " وابن عبار في مؤلفاته ومنديل الفهد كما أورد له المستشرق الألماني تشارلز هوبر بعضاً من قصائده في مخطوطته التي تعود للقرن التاسع عشر الميلادي ، وشعر مشعان عموماً قليل نسبياً ويوجد متناثراً في كتـب الشعر النبطي ، وقد قام أخيراً الزميل إبراهيم الخالدي بجمع ديوان مشعان ونشره ضمن " سلسلة المختلف للتراث الشعبي " وقد استقينا معلومات هذه الكتابة من الفصل الأول من ذلك الديوان .
قصايد الشاعر مشعان الهذال :
قـم سـو فـنجال ٍ ترى البال منداش
لـعيـون من قرنه على المتن مرجود
فـي دلـة ٍ مـربـوبـة ٍ كنها شاش
وبـهـارهـا مقدار خمسة عشر عود
والـهـيل حطه لا تداني ولو جـاش
ومـن الـزباد اقنع على شذرة العود
أبـيـه رسـم ٍ لـلنشاما عن اللاش
فـالـلاش لا فاقـد ولا هـو بمفقود
تـر لـذة الـدنـيـا معاميل وفراش
وصـينية ٍ يركض بـها العبد مسعود
والـطيب سنة والردى كنـه الطاش
والـلي يريـد الجود ما هوب مردود
فـي ربـعـة ٍ يقعد بـها كل هتاش
يفـرح بـها اللي من دناياه مضهود
وصفرا تلوح بالضحى كـل مهبـاش
يصطي علـى قلـب المناعير بالعود
يالله طـلبتك عنـد قودات الادبـاش
ابـل ٍ مـغاتيـر ٍ ويبـرالهن سود
مربـاعها الصمان تبعـد عن الطاش
ومـقيضهـا دخنـة ليـا صرّم العود
أبـي ليـا جانـا من المال شوبـاش
وتـطاوحت من بين الاسلاف جلحود
مـن لا يروي شذرة السيف لا عاش
عـسـى عليه مـورّد الجيب مقدود
ومن قصائدة المشهوره جداً
أصيب مشعان بن هذال في إحدى السنوات بالرمد ... وطال سقمه كما ذكره بأبياته تسعين ليلة . . . وفي أحد الأيام أغار على جماعة مشعان غزاة فصاح الصياح وأخذت فرس مشعان بالصهيل وهي مربوطة حتى كادت تقطع الحديد . . . ولما سمع صهيلها نهض من مكانه مسرعا ورفع الرباط عن عينه لكي يركبها ويلحق بجماعته ولكنه لشدة حماسه أصاب جروح عينه المربوطة لشدة نزعه للرباط وسال منها الدم ولم يتمكن من الرؤية فعاد إلى مكانه وهو يتحسر لجلوسه مع النساء وكأنه منهن وقال هذه الأبيات :
(( يارب عجل ))
يـا رب عـجل بالنظر والعوافي
وافـرج لـعـيـن قد تدانا نظرها
تـسـعين ليلة ما تهنيت غافي
كـن الـحماط بموق عيني جمرها
وخمسة عشر ليلة جـرالي هفافي
أزريـت أمـيز شمسها من قمرها
يـا حـظ أبو من قام عدل وجافي
ومـشـى بريضان ٍ تخالف زهرها
صـاح الصياح وقيل مامن عوافي
وقـامـت ترادا سابقي من سكرها
وقـعـدت انا مـع لابسات الغدافي
مـا كن جرالي ساعة ٍ في ظهرها
واركـب واخلي الخيل تذهب مقافي
ويـفـرح بي اللي يرتجيني باثرها
يوم ٍ يشيب الراس يـبس الاشافي
شـبط الخليع يشيّب اللي حضرها
والـيا ركبنـا الخيل جاهـا هفافي
تـاطا شخانيب الوعـر من ذعرها
يـا خيلنا يـاما وطـت من فيافي
تـاطـا على كالدوح ناعم شجرها
الـيا هاب عشيّق البنـّي الهلافـي
أقـفـا وخـلا عورتـه ما سترها
ورّدتـها حوض ٍ من الموت صافي
وارويت انا عود القنا مـن حمرها
قـول ٍ بـلا فعـل ٍ علينا يشافـي
يـعـطي لسانـه لسنة ٍ من ذكرها
إن كنت أبو مشهور وإحسب سنافي
إنـي لاورد سـابـقي فـي بحرها
لقد عاصر الأمير راشد الخزاعي العديد من المحطات السياسية المهمة في تاريخ الأردن الحديث منذ تأسيس الإمارة على يد الملك عبدالله الأول (1882-1951) وحتى السنوات الأولى من انتقال الراية إلى الملك الحسين بن طلال (1935-1999).كما شهد الأمير الخزاعي أيضاً أحداث انتقال العرش إلى الملك طلال عام 1952 عقب اغتيال الملك المؤسس مع ما صاحب تلك الحقبة من تداعيات محلية وإقليمية وقد كان في أواخر أيامه حيث توفي عام 1957م.
مع نهايات الحكم العثماني كان جبل عجلون ومدينة كفرنجة مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي بشكل خاص كانت بمثابة عاصمة نضالية لأحرار بلاد الشام والعراق ولبنان والثورة الليبية الذين وقف الأمير الخزاعي إلى جانبهم فاستمدوا منه العزم.
كان الأمير راشد الخزاعي عضوا في العديد من الحركات القومية ومنها القوميون العرب وحزب الشعب الاردني الذي تشكل عام 1927م، وقد قاد الأمير الخزاعي مظاهرة اربد الشهيرة التي شارك بها اشخاص من مختلف انحاء الاردن للاحتجاج على اعدام الانجليز فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم اثر ثورة البراق عام 1930م، كما شارك الخزاعي في المؤتمر الاسلامي في القدس الذي كان له دور بارز في جعل القضية الفلسطينية قضية اسلامية، فضلا عن مشاركته في مؤتمر بلودان بلبنان حول وحدة بلاد الشام والذي ترأسه رئيس وزراء العراق حينها ناجي السويدي في ذلك الوقت، و نتيجة لحماية الطوائف المسيحية في شرق الأردن بعد حصول الفتنة الدينية حصل الأمير راشد الخزاعي على وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في عام 1887م و هو الشخص الوحيد الذي حصل عليه في الوطن العربي.
حكومة عجلون
إن منطقة عجلون بزعاماتها التاريخية معروفة لدى أرشيف وزارة الخارجية البريطانية وقيادات منظمة التحرير الفلسطينية وكافة المنظمات الدولية وخاصة المعنية بالتاريخ السياسي للمنطقة العربية، حيث إن مدينة عجلون الواقعة في المملكة الأردنية الهاشمية حاليا كانت من المدن التي لها الذراع الأساسي في إمداد جميع حركات التحرر النضالي على الساحتين العربية والإسلامية على حد السواء وخاصة إمداد الثورة الفلسطينية في عام 1936م (ثورة الشيخ عز الدين القسام)، وفي هذا الجانب تجدر الإشارة إلى أن حكومة عجلون التي تشكلت في بدايات ما كان يسمى بإمارة شرق الأردن في عام 1920م كانت من الحكومات المميزة والغير مسبوقة برغم ما فرض عليها من تعتيم وتغيير وتسييس لتاريخها بسبب دورها النضالي والقومي على الصعيدين العربي والإسلامي، فحكومة عجلون والمذكورة في كتب التاريخ الأردني بأنها تشكلت في عام 1920م تزعمها وشكلها الأمير راشد بن خزاعي الفريحات - شيخ مشايخ وسنجق جبل عجلون كما كان يسمى والذي كان معتمداً من قبل السلطان العثماني قبل تشكيل تلك الحكومة في عام 1920م وقد عين الأمير الخزاعي في ذلك الوقت السيد علي نيازي التل كقائم مقام لتلك الحكومة أي (حكومة عجلون)، وتجدر الإشارة والتنويه هنا إلى أن الأمير راشد الخزاعي كما كان مدوناً لدى العثمانيين كان ممثلا كسنجق دائم لجبل عجلون إبان الحكم العثماني حيث أنه في بداية الحكم العثماني للمنطقة تم تشكيل لواء عجلون أو سنجق عجلون في سنة 1517م، وقد شملت حدوده كافة أراضي الأردن الحالي، سمي الأمير راشد بعدة ألقاب منها بأبو جبل عجلون، أبو ثورة عجلون، سنجق جبل عجلون.
محطات نضالية و ثورة عجلون وفلسطين
تأتي زعامة الأمير راشد الخزاعي كإمتداد لتاريخ أجداده من شيوخ وأمراء قبيلة الفريحات تلك القبيلة التي برز منها عدة أمراء عبر التاريخ كانت لهم السيادة والحظوة لدى البلاط السلطاني العثماني عبر مئات السنين أمثال الأمير يوسف بن بركات الفريحات والذي حكم تلك المنطقة من خلال السرايا التي كانت تابعة له في منطقة إربد والمعروفة الآن ب "سرايا إربد" وقد كان لقبيلة الفريحات عضواً دائماً في مجلس المبعوثان العثماني الأمر الذي زاد من ثقل هذه القبيلة ودورها البارز في إدارة شؤون تلك المنطقة من بلاد الشام فضلاً عن جاهزية الجيوش المنظمة التابعة لها والمدعومة مباشرة من قبل السلطان العثماني، وكان يعتبر الأمير راشد الخزاعي الزعيم الوحيد الذي حاز على لقب الباشوية بموجب مرسوم سلطاني عثماني صدر من الباب العالي في الأستانة له فقط وللأمير محمد علي باشا الكبير من مصر مما أثار حفيظة الكثيرين في ذلك الوقت، وقبيل تشكيل إمارة شرق الأردن وقبل ظهور الحكومات المحلية والتي جاءت منها حكومة عجلون في عام 1920 كان حكم الأمير راشد الخزاعي قائماً أيام العثمانيين، وقد إمتدت ولاية حكمه وأفراد قبيلته "عشيرة الفريحات" أيام الحكم العثماني لتشمل مناطق واسعة إبتداء من حوران إلى إربد، وعجلون،وجرش، وحتى نابلس غربا، هذا وقد عرف الأمير راشد الخزاعي بدعمه المباشر للثورة الفلسطينية عام 1936م "ثورة عز الدين القسام" حيث كان يوفر الحماية المباشرة للثوار الفلسطينيين وزعاماتهم في جبال عجلون الحصينة ويمدهم بالمؤن والسلاح عن طريق منطقة تسمى مخاضة كريمة قرب عجلون كما دعم حركات التحرر العربية مثل الثورة السورية حيث استقبل في كفرنجة مئات المناضلين السوريين الذين نزحوا من سورية اعتبارا من 25 تموز (يوليو) عام 1920 وقدم لهم الأمير راشد الخزاعي بدعم من جميع قبائل وعشائر المنطقة كل ما يلزمهم لمواصلة نضالاتهم، وباتت منطقة كفرنجة مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي باتت من المحطات الرئيسية لأعضاء حزب الاستقلال أيضاً، في حين كان قادة الثورة السورية يعدون للثورة من منزل الأمير راشد الخزاعي والذي انطلقت منه الرسائل والاتصالات إلى مغظم المجاهدين السوريين، كما كانت للأمير راشد الخزاعي علاقات مميزة جدا وتعاون وثيق مع الأمير سلطان باشا الأطرش وزعامات جبل لبنان عامة إضافة لدعمه المنقطع النظير للثورة الليبية ضد الإستعمار الإيطالي.
وكنتيجة مباشرة وبشكل خاص لثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام وتحت سياسة الضغط والإرهاق من قبل الإنتداب البريطاني وأعوانه في إمارة شرق الأردن في ذلك الوقت فقد إضطر الأمير ومجموعة من رفاقه من مشايخ وزعامات الأردن عام 1937م إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى الأراضي الحجازية حيث عاش الأمير راشد الخزاعي لعدة سنوات في ضيافة الملك الراحل عبد العزيز آل سعود في فترة عصيبة من التاريخ السياسي الأردني واللافت للنظر أنه ومن خلال وجوده في الأراضي الحجازية استمر الأمير في قيادة وتوجيه أتباعه القوميون العرب والموالين لفكره النضالي برغم صعوبة الإتصال في ذلك الوقت وعلى فور إنتشار خبر لجوءالأمير راشد الخزاعي إلى الديار السعودية إنطلقت عدة ثورات شعبية في الأردن سميت ب "ثورة عجلون" تشكلت من مجموعة من الثائرين الموالين للزعيم الأمير راشد الخزاعي وقاموا بتفجير خط البترول (أنابيب النفط) القادمة من العراق مروراً بالأراضي الأردنية لفلسطين والذي كان تابعا للإنتداب البريطاني في ذلك الوقت وقد إعتمد الثائرون الأردنيون في ثورتهم تلك على أسلوب حرب العصابات كوسيلة ضغط على الإنتداب البريطاني وأعوانه للقبول بعودة الأمير راشد الخزاعي ورفاقه للأراضي الأردنية و بالفعل تمت العودة بعد عدة سنوات نتيجة مطالبة معظم القبائل والمشايخ الأردنية بها وقد تدخلت العديد من الزعامات والقوى العشائرية الأردنية التي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الأمير المناضل راشد الخزاعي أمثال الشيخ الراحل مثقال باشا الفايز زعيم وأمير قبائل بني صخر والشيخ حديثة الخريشا من مشايخ بني صخر والمعروف بمواقفه الداعمة للثورة الفلسطينية والمساندة للأمير راشد ، وقد كان إستقبال الأمير راشد الخزاعي ورفاقه حين قدومهم من الحجاز إستقبالاً قومياً مهيباً شارك فيه جميع مشايخ وأمراء القبائل الأردنيون بالإضافة للقوميين والثوار العرب وكانت تلك اللحظة نقطة تحول في التاريخ السياسي الأردني .
وفاته
وافاه الأجل بمدينة كفرنجة في عجلون مسقط رأس الأمير راشد الخزاعي وذلك في عام 1957م بعد حياة عاصفة إختفت فيها فصول كثيرة من حياة هذا الأمير الأردني العربي و ذلك من قبل الحكومة الأردنية و بعض الزعامات الحديثة العهد التي خلقت في الأردن من قبل الإستعمار و النظام الأردني