المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صباحكِ يا أمي بطعم الحنان......


عفراء
30-04-2010, 05:05
*إلى أمي في صباح يحن لها.
وفي نبضة قلب تشتاق للحياة بين ضلوعها.
صباحكِ يا أمي بطعم الحنان..
و صباحي يعلمني معنى أن يكون في جسدكِ قطعة منكِ تتقلب بين أحشاءكِ، ومعنى أن يتبدل نبضها تضامناً مع مزاجكِ..
وهن على وهن..لكن فيه لذة المشاركة..شهور أكرمنا الله بها لنعيش لحظاتها قبل أن تنفصل الأجساد عن بعضها..وهذا الصباح أشعر أنني مازلت هناك..في ظلمات ثلاث..
بداخلي يا أمي..
طفل يجعلني أشبهكِ..ويشبهني في شوقي لكِ..!
وكم أشتاق لرؤيته و أغار عليه أن يفارق حضني الدافئ، يركل في أحشائي هرباً إليكِ..
ويعيدني إلى جسدكِ


لكم أتمنى أن يكون لي نهراً..يحملني وطفلي إليكِ
ولكن الجُب يئن..مر السيارة من جانبه فباعوه بثمن بخس دراهم..
ولا أريد أن يصبح الفؤاد خاوياً..
أريد نهراً أرتوي به من عطش الاشتياق، ألقي فيه مركباً من ورق يحمل رسالة حب كلينا إليكِ..

لا زلت يا أمي أفتقد طعم الخبز، فرغيفي اليوم يشبه طعم الدواء..
يخدرني عن الشعور تارة، و تارات أخرى عن الذكريات..
أتذوق طعم الغصة فيه رغم ثراءه
جائعة أنا يا أمي..رغم كثرة الزاد
أشتهي طعاماً يسيل من حنان راحتيكِ
ملحه لا يعرف مقداره أحد غيركِ..ورائحته تشبعني..
ولا أريد لقطعة قلبي أن يكون جائعاً كأمه..
فلا طعام يسد ثغره الجائع مثل كرمكِ
ولا يد تغنيه عن تقبيل يديكِ الطاهرات

أتمنى أن أكون كالطير..
أغدوا خماصاً بجوف فارغ تائه..لا يحمله إلا توكله
و أروح بطاناً..فرحة بسنبلة يانعة جئت بها من تحت خطاكِ فصارت أضعافاً مضاعفة
ومع ذلك أخشى أن أكون مثله..
لأني أعرف أن الطير حينما تهرب بعيداً لأفقٍ يواريها عن أعيننا فإنها تخبئ أحزانها وتهرب حتى لا تفضح!
فتراجعت عن أمنيتي و رضيت بشرف الالتصاق بالتراب! قطعة منه ثم إليه ..

ليتني أكون مثلكِ..
أحقق لضناي ما يتمنى و أصفق له إعجاباً بتفوقه..رغم بعده..!
شيء فيكِ ليس كأحد غيركِ..
شيء..يجعل الدروب نوراً..وينقش فوق الطرقات خطاي لتقولي أنتِ..مرت من هنا "بنتي"..!

أخيراً يا حبيبة..
إن الدروب التي تلد شوكاً, ينبت تحت أقدام الماضين عبرها ورداً لا يتفتح حتى يتمرغوا في الصبر دهراً..
فصبراً جميلاً حتى أهديكِ حدائقاً من ياسمين..

أحبكِ أمي..!