المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ... موضوع متجدد ....


عفراء
28-04-2010, 21:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني واخواتي
اسعد الله صباحكم ومساكم بكل خير ورضا
حابه اشاركم موضوعي في هذا الصدى الغالي الطيب
احترت اي موضوع اختار وعن من اتحدث
فوجدت كتيب صغير ويحمل عنوان
يوم في بيت الرسول الله صلى الله عليه وسلم
سأنقل لكم منه بقدر امكانياتي لانستفاد جميعاإن شاء الله سيرة من سيرته الطيبه العطره
عليه افضل الصلاة والسلام
اتمنى لكم الفائده
ولا اريد منكم سوى دعوة طيبه صادقه في ظهر الغيب
واضافاتكم الراقية فنحن هنا للرقي بافكارنا والاستفاد والتعلم من بعضنا البعض
بارك الله فيكم
ويسعدكم اينما كنتم ^ ^
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:15
الرحلة

الرحلة إلى حيث بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
ورؤية دقائق حياته وأسلوب معاملته امر مُشوَّق للغاية
كيف إذا احتسبنا الأجر والمثوبة ..
إنها عظة وعبرة وسيرة وقدوة واتباع واقتداءٌ..
وهذه الرحلة رحلة بين الكتب والروايات على ألسنة الصحابة
وإلا فلا يجوز شد الرحال إلى قبر ولا إلى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا إلى غيره سوى ثلاثة مساجد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى )
(متفق عليه) .

ويجب ان نتمثل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فلا نشُّد الرحال إلا لهذه المساجد الثلاثة
والله عز وجل يقول (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر 7]
ونحن لا نتبع من آثار النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما فيه القدوة والأسوة
قال ابن وضاح :أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي
بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها
فخاف عليهم من الفتنة ) (متفق عليه )

وقال ابن تيمية - رحمه الله - عن غار حراء : وكان النبي صلى الله عليه وسلم
قبل النبوة يتحنث فيه ، وفيه نزل عليه الوحي أولاً ، لكن من حين نزل عليه الوحي
ما صعد إليه بعد ذلك ، ولا قربه ، لا هو ولا أصحابه ، وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع
عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه ، وكذلك المؤمنون معه بمكة ، وبعد الهجرة أتى مكة
مراراً في عمرة الحديبية ، وعام الفتح ، وأقام بها قريباً من عشرين يوماً وفي عمر الجعرانة
ولم يات غار حراء ، ولا زاره ...) (مجموع الفتاوى : 251/27) ..

*هانحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا ا
نه جبل أحد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : (هذا جبل يحبُنا ونُحبه)
(متفق عليه )

وقبل ان نلج بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونرى بناءه وهيكله ..
لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان أزهد الناس في الدنيا متقللاً منها ، لا ينظر إلى زخارفها وأموالها
(( بل جُعلت قرة عينه في الصلاة ))
(رواه النسائي)

وقد قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا : (مالي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار
في يوم صائف ، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ، ثم راح وتركها )
(رواه الترمذي )

وقد أقبلنا على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نستحث الخُطا سائرون في طرق المدينة.

هاهي قد بدتْ حُجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيةً من جريد عليه طين
بعضها من حجارة مرضومة(1) وسقوفها كلها من جريد ..

وكان الحسن يقول : كنت أدخل بيت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في
خلافة عثمان بن عفان فأتناول سُقفها بيدي (2).

إنه بيت متواضع وحُجرٌ صغيرة .. لكنها عامرة بالإيمان والطاعة وبالوحي والرسالة !

(1) مرضومة : أي بعضها فوق بعض ..
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد501،499/1،وانظر السيرة النبوية لابن كثير 274/2 ..

؛/

يتبع ^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:15
صفة الرسول صلى الله عليه وسلم

ونحن نقترب من بيت النبوة ونطرق باباً استئذاناً ..
لندع الخيال يسير مع من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصفه لنا كأننا نراه ..
لكي نتعرف على طلعته الشريفة ومحياه الباسم !

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً ؛
وأحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير )
(رواه البخاري)

وعنه رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعاً بَعيد ما بين المنكبين
له شَعَرٌ يَبْلغ شَحْمة أذنيه ، رأيته في حُلْةٍ حمراء لم أرَ شيئاً قطُ أحسن منه )
(رواه البخاري)

وعن أبي إسحاق السبيعي قال ( سأل رجل البراء بن عازب : أكان وجهُ رسول الله
صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل مثل القمر )
(رواه البخاري)

وعن أنس رضي الله عنه قال : ( ما مسست بيدي ديباجاً ولا حريراً
ولا شيئاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت رائحة أطيب
من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم )
(متفق عليه )

وعن صفاته عليه الصلاة والسلام الحياء حتى قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :
( كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذارء في خدرها ، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه)
(رواه البخاري)

إنها صفات موجزة في وصف خِلقة الرسول صلى الله عليه وسلم وخُلقه
وقد أكمل له الله عز وجل الخلق والخُلق بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ..

؛/

يتبع ^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:16
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم

أما وقد رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض صفاته ..
لنرى حديثه وكلامه ، وما هي صفته وكيف هي طريقته !
لنستمع قبل أن يتحدث عليه الصلاة والسلام ..
عن عاشة رضي الله عنها قالت : (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْرُدُ سَرْدَكُم هذا ،
ولكنه كان يتكلم بكلامٍ بيِّنٍ ، فصْلٍ ، يحفظُهُ من جَلَسَ إليه)
(رواه أبو داود )

وكان هيناً ليناً يحب أن يُفَهم كلامه ، ومن حرصه على أمته كان يراعي الفوراق بين الناس ،
ودرجات فهمهم واستيعابهم .. وهذا يستوجب ان يكون حليماً صبوراً .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فَصلاً يفهمه
كُلُّ من يسمعُه)
(رواه ابو داود )

وتأمل رفق الرسول وسعة صدره ورحابته وهو يعيد كلامه ليُفهم ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعيدُ الكلمة ثلاثاً
لتُعقَلَ عنه )
( رواه البخاري )

وكان صلى الله عليه وسلم يلاطف الناس ويُهديء من روعهم فالبعض تأخذه المهابة والخوف !!

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل يرعد
فرائصه فقال له صلى الله عليه وسلم ( هوِّن عليك فإني لست بمَلِكٍ ، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد)
(رواه ابن ماجه )..

؛/

اكتفي اليوم بهذا القدر
ولنا لقاء غداً ان شاء الله
نسأل الله ان يجمعنا مع رسوله وحبيبه
في جناته
وان لا يحرمنا من شفاعته ..

لا تنسوني من دعواتكم ^ ^

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:17
بسم الله الرحمن الرحيم
داخل البيت

أُذن لنا واستقر بنا المقام في وسط بيت نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام
لنُجيل النظر.
ينقل لنا الصحابة واقع هذا البيت من فرش وأثاث وأدوات وغيرها !

ونحن نعلم أن لا ينبغي إطلاق النظر في الحُجر والدور
ولكن للتأسي والقدوة نرى بعضاً مما في هذا البيت الشريف!
إنه بيت أساسه التواضع ورأس ماله الإيمان ..

ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح والتي يعلقها كثير من الناس اليوم !!
فقد قال عليه الصلاة والسلام : (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تصاوير)
(متفق عليه)

ثم أطلق بصرك لترى بعضاً مما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعمله في حياته اليومية.
عن ثابت قال : أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب ، غليظاً مضبباً بحديد (1) ، فقال : يا ثابت
هذه قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
(رواه الترمذي)

وكان صلى الله عليه وسلم يشرب فيه الماء والنبيذ (2) والعسل واللبن
(رواه الترمذي)

وعن أنس رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً)
(متفق عليه)
يعني : يتنفس خارج الإناء.
ونهي عليه الصلاة والسلام (أن يُتنفس في الإناء ، أو ينفخ فيه)
(رواه الترمذي)

أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهاده
وفي معاركه الحربية وأيام البأس والشدة ، فلربما هو غير موجود الآن في المنزل ..
فقد رهنه الرسول صلى الله عليه وسلم عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير اقترضها منه
كما قالت ذلك عائشة (متفق عليه)
ومات الرسول صلى الله عليه وسلم والدرع عند اليهودي.

ولم يكن صلى الله عليه وسلم ليفجأ أهله بغتة يتخونهم
ولكن كان يدخلُ على أهله على علم منهم بدخوله ، وكان يُسلم عليهم
(زاد المعاد 381/2)

وتأمل بعين فاحصة وقلب واع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
(طوبى لمن هُدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافاً وقنع)
(رواه الترمذي)

وألق بسمعك نحو الحديث الآخر العظيم (من أصبح آمناً في سربه(3) معافى في جسده
عنده قُوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)
(رواه الترمذي)

؛؛؛؛؛؛؛؛

(1) / مضبباً بحديد : أي مشدوداً بضباب من حديد لكي لا يتفرق الخشب.
(2) / قال الحافظ في الفتح : (المراد بالنبيذ المذكور : تمرات نُبذت في ماء ، أي : نُقعت فيه)
كانوا يفعلون ذلك لاستعذاب الماء.
(3) / سربه : أي نفسه وقيل : قومه.

؛/

يتبع ^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:18
الأقارب

لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم من الوفاء في صلة الرحم ما لا يفي عنه الحديث
فهو أكمل البشر واتمهم في ذلك ..
حتى مدحه كفار قريش وأثنوا عليه ووصفوه بالصادق والأمين قبل بعثته عليه الصلاة والسلام
ووصفته خديجة رضي الله عنها بقولها : إنك لتصل الرحم وتَصدقُ الحديث.

هاهو عليه الصلاة والسلام يقوم بحق من أعظم الحقوق ، وبواجب من أعلى الواجبات ..
إنه يزور أمه التي ماتت عنه وهو ابن سبع سنين..

قال أبو هريرة رضي الله عنه : زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه ، فبكى وأبكى من حوله فقال : (استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي
واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور ، فإنها تذكر الموت)
(رواه مسلم)

وتأمل محبته عليه الصلاة والسلام لقرابته وحرصه على دعوتهم وهدايتهم
وإنقاذهم من النار وتحمل المشاق والمصاعب في سبيل ذلك.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الأية{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
(الشعراء :214)

دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فاجتمعوا فَعَمَّ وخصَّ وقال :
(يابني عبد شمس ؛ يابني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار
يابني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يابني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار ، يابني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً
غير أن لكم رحماً سأُبلها ببلالها(1)
(رواه مسلم)

وها هو الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يمل ولم يكل من دعوة عمه أبي طالب
فعاود دعوتهالمرة بعد الأخرى ، حتى إنه أتى إليه وهو في سياق الموت :
(لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم
وعنده أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية فقال : (أي عم ! قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل ، فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ قال : فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به ، على ملة عبدالمطلب).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لأستغفرن لك مالم أنه عنك فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
(التوبة : 113)
قال : ونزلت : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )
(القصص : 56)
(رواه أحمد والبخاري ومسلم).

لقد دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته مرات وكرات وفي اللحظات الأخيرة عند موته
ثم أتبعه الاستغفار براً به ورحمة حتى نزلت الآية
فسمع وأطاع عليه الصلاة والسلام وتوقف عن الدعاء للمشركين من قراباته.
وهذه صور عظيمة من صور الرحمة للأمة ، ثم هي في النهاية صورة من صور
الولاء لهذا الدين والبراء من الكفار والمشركين حتى وإن كانوا قرابة وذو رحم.

نبيٌ أتانا بعد يأسٍ وفترةٍ
من الرُسل والأوثان في الأرض تعبدُ
فأمسي سراجاً مستنيراً وهاديا
يلوح كما لاح الصقيل المُهندُ
وأنذرنا ناراً ، وبشر جنةً
وعلمنا الإسلام فلله نحمدُ

؛؛؛؛؛

(1) : أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئاً.

؛/

متابعة سعيده اتمناها لكم
ولنا عودة غداً ان شاء الله
مع سيرته العطره عليه افضل الصلاة والسلام
دعواتكم

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:19
بسم الله الرحمن الرحيم

الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته

بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حُسن خلقه وكمال أدبه وطيب معشره
وصفاء معدنه فهو خلف الغرف والجدران لا يراه أحدٌ من البشر وهو مع مملوكه أو خادمه
أو زوجته يتصرف على السجية وفي تواضع جم دون تصنع ولا مجاملات مع أنه السيد
الآمر الناهي في هذا البيت .. وكل من تحت يده ضعفاء ..

لنتأمل في حال رسول هذه الأمة وقائدها ومعلمها صلى الله عليه وسلم
كيف هو في بيته مع هذه المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة!

قيل لعائشة : ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟ قالت
(كان بشراًمن البشر : يفلي ثوبهُ ، ويحلبُ شاتهُ ، ويخدم نفسه)
(رواه أحمد والترمذي)

إنه نموذج للتواضع وعدك الكبر وتكليف الغير إنه شريف المشاركة ونبيل الإعانة
وصفوة ولد آدم يقوم بكل ذلك ، وهو في هذا البيت المبارك الذي شع منه نور هذا الدين
لا يجد ما يملأ بطنه عليه الصلاة والسلام .

قال : النعمان بن بشير رضي الله عنه وهو يذكر حال النبي عليه أتم الصلاة وأزكى
التسليم : (لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجدُ من الدقل(1)ما يملأ بطنه)
(رواه مسلم)
الدقل / رديء التمر.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (إن كنا آل محمدٍ نمكث شهراً ما نستوقد بنارٍ
إن هو إلا التمرُ والماء)
(رواه البخاري)

ولم يكن هناك ما يشغل النبي صلى الله عليه وسلم عن العبادة والطاعة ..
فإذا سمع حي على الصلاة .. حي على الفلاح لبى النداء مسرعاً وترك الدنيا خلفه!

عن الأسود بن يزيد قال : سألت ئشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يصنع في البيت؟ قالت : (كان يكون في مهنة أهله _ تعني : خدمة أهله
فإذا سمع بالآذان خرج)
(رواه البخاري)

ولم يؤثر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الفريضة في منزله ألبتة
إلا عندما مرض واشتدت عليه وطأة الحمى وصَعُبْ عليه الخروج وذلك في مرض
موته صلى الله عليه وسلم.

ومع رحمته لأمته وشفقته عليهم إلا أنه أغلظ على من ترك الصلاة مع الجماعة فقال
صلى الله عليه وسلم : (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس
ثم انطلق معي برجال معهم حُزَمٌ من حطبٍ إلى قومٍ لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم)
(متفق عليه)

وما ذاك إلا من أهمية الصلاة في الجماعة وعظم أمرها قال صلى الله عليه وسلم
(من سمع النداء فلم يُجب فلا صلاة له إلا من عذرٍ)
(رواه ابن ماجه وابن حبان)
والعذر خوف أو مرض.

فأين المصلون اليوم بجوار زوجاتهم وقد تركوا المساجد !!
أين عذر المرض أو الخوف !!

؛/

بتبع ^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:20
هديه وسمته صلى الله عليه وسلم

حركة الإنسان وسكنته علامة على عقله ومفتاح لمعرفة قلبه..

وعائشة أم المؤمنين ابنة الصديق رضي الله عنهما خير من يعرف
خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، وأدق من يصف حاله عليه الصلاة والسلام ..
فهي القريبة منه في النوم واليقظة والمرض والصحة والغضب والرضا .

تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا مُتفحشاً
ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح)
(رواه احمد).

وهذا خلق نبي الأمة الرحمة المهداة والنعمة المسداة عليه الصلاة والسلام
يصف لنا سبطه الحسين رضي الله عنه حيث قال : سألت أبي عن سير
النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه
فقال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخُلق ، لين الجانب ، ليس بفظٍّ
غليظ ولا صخاب ولا عياب ولا مشاح يتغافل عما لا يشتهي ، ولا يُؤيُسُ منه راجيه
ولا يخيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث : الرياء والإكثار ، وما لا يعنيه ، وترك الناس
من ثلاث : كان لا يذم أحداً ولا يعيبه ، ولا يطلبُ عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه
وإذا تكلَّم أطرق جلساءه ، كأنما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، لا يتنازعون عنده
الحديث ، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحكُ
مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبرُ للغريب على الجفوة في منطقة
ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم ، ويقول
(إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه) (1)ولا يقبل الثناء إلا من مُكافئ
ولا يقطع على احد حديثه حتى يَجُوز فيقطعه بنهي أو قيام)
(رواه الترمذي)

فأرفدوه / اي اعينوه .

تأمل في سجايا وخصال نبي الأمة صلى الله عليه وسلم واحدة تلو الأخرى ..
وأمسك منها بطرف وجاهد نفسك للأخذ منها بسهم فإنها جماع الخير!.

وكان هدي من هديه صلى الله عليه وسلم تعليم جلسائه أمور دينهم ..
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قال : (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار)
(رواه البخاري)

ومن قوله صلى الله عليه وسلم : (المُسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)
(رواه البخاري والترمذي)

وقوله صلى الله عليه وسلم : (بشِّر المشائين في الظُّلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)
(رواه الترمذي)

وقوله صلى الله عليه وسلم : (جاهدوا المُشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)
(رواه أبو دواد)

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يَزِلُ بها
في النار أبعد ممَّا بين المشرق والمغرب)
(متفق عليه)

وقال صلى الله عليه وسلم : (إِني لم أبعث لعَّاناً ، وإنما بعثت رحمةً)
(رواه مسلم)

وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم)
(متفق عليه)

والإطراء : هو مجازة الحد في المدح .

وعن جندب بن عبدالله قال : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس
وهو يقول : (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليلٌ فإن الله قد اتخذني خليلاً ، كما
اتخذ ابراهيم خليلاً ، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ألا وإن من
كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني
أنهاكم عن ذلك)
(رواه مسلم)

وعلى هذا فلا تجوز الصلاة في المساجد التي فيها قبر أو قبور ..

؛/

بأبي أنت وأمي يا رسول الله
الله لا يحرمنا مرافقتك في الجنات
ويجعلنا نتعلم منك ونقتفي بهديك اجمل الصفات

متابعه طيبه اتمناها لكم
ولنا لقاء غداً إن شاء الله
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:21
بسم الله الرحمن الرحيم

بناته صلى الله عليه وسلم

كانت ولادة الأنثى في الجاهلية يوماً أسودَ في حياة الوالدين
بل وفي حياة الأسرة والقبيلة وسار الحال بهذا المجتمع إلى وأد البنات
وهن أحياء خوف العار والفضيحة وكان الوأد ينم في صور بشعة قاسية
ليس فيها للرحمة موطن ولا للمحبة مكان .
فكانت البنت تدفت حية وكانوا يتفننون في ذلك الجريمة فمنهم من إذا ولدت له
بنت تركها حتى تكون في السادسة من عمرها ثم يقول لأمها : طيبيها وزينيها
حتى أذهب بها إلى أحمائها وقد حفر لها بئراً في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها : انظري فيها ثم يدفعها دفعاً ويهيل عليها التراب بوحشية وقسوة.

وفي وسط هذا المجتمع الجاهلي خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الدين
العظيم الذي أكرم المرأة أماً وزوجة وبنتاً وأختاً وعمه.
وقد حظيت البنات بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا دخلت
عليه فاطمة ابنته قام إليها فأخذ بيدها فقبَّلها وأجلسها مجلسه وكان إذا دخل
عليها قامت إليه فأخذت بيده وأجلسته في مجلسها.
(رواه أبو داود والترمذي والنسائي)

ومع محبة النبي عليه الصلاة والسلام لبناته وإكرامه لهن إلا أنه رضي
بطلاق ابنتيه أم كلثوم ورقية صابراً محتسباً من عتبة وعتيبة ابني أبي لهب
بعد أن أنزل الله فيه{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب }.
وأبى صلى الله عليه وسلم أن يترك أمر الدعوة أو أن يتراجع.
فإذا قريشاً هددت وتوعدت حتى طلقت بنتي الرسول عليه الصلاة والسلام
وهو ثابت صابر لا يتزعزع عن الدعوة لهذا الدين.

ومن صور الترحيب والبشاشة لابنته ما روته عائشة رضي الله عنها
حيث قالت : (كُنَّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده فأقبلت فاطمة
رضي الله عنها تمشي ما تخطيء مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه
وسلم شيئاً فلما رآها رحب بها وقال : (مرحباً بابنتي) ثم أجلسها عن يمينه
أو عن شماله..)
(رواه مسلم)

ومن عطفه ومحبته لبناته زيارتهن وتفقد أحوالهن وحل مشاكلهن ..
أتت فاطمة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى
من يديها من الرحى وتسأله خادماً فلم تجده ؛ فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها
فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرته قال علي رضي الله عنه
(فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم فقال : (مكانكما) ، فجاء فقعد بيننا حتى
وجدت برد قدميه على صدري ، فقال : (ألا أدلكما على ما هو خيرٌ لكما من خادم؟
إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً
وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، فهذا خير لكما من خادم)
(رواه البخاري)

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في صبره وعدم جزعه
فقد توفي جميع أبنائه وبناته في حياته عدا فاطمة رضي الله عنها ومع هذا فلم
يلطم خدًّا ولم يشث ثوياً ولم يقم المآدب وسرادقات التعزية بل كان عليه الصلاة
والسلام صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره.

وقد عهد إلينا بوصية عظيمة وأحاديث جليلية هي سلوة للمحزون وتنفيس للمكروب
منها قوله صلى الله عليه وسلم : (إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في
مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها)
(رواه مسلم)

وقد جعل الله عز وجل كلمات الاسترجاع وهي قول المصاب : (إنا لله وإنا إليه راجعون)
ملاذاً وملجأ لذوي المصائب وأجزل المثوبة للصابرين وبشرهم بثواب من عنده تعالى
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} الزمر 10

؛/

متابعة طيبه اتمناها لكم
مع سيرته الشريفة عليه افضل الصلاة والسلام
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:21
بسم الله الرحمن الرحيم

معاملة الزوجة

في دوحة الأسرة الصغيرة تبقى الزوجة مربط الفرس وجذع النخلة
والسكن والقُربْ..

يقول الرسول صلى الله علية وسلم :
(الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة)
(صحيح الجامع الصغير)

ومن حسن خُلقه وطيب معشره عليه الصلاة والسلام ..
نجده ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها ويخبرها خبراً تطير له
القلوب والأفئدة!

قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوماً : (يا عائش ، هذا جبريل يقرئك السلام)
(متفق عليه)

بل هذا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم وأكملها خلقاً وأعظمها
منزلة يضرب صوراً رائعة في حسن العشرة ولين الجانب ومعرفة الرغبات
العاطفية والنفسية لزوجته وينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى وامرأة!
لكي تكون محظية عند زوجها!

قالت عائشة رضي الله عنها : (كنت أشرب وأنا حائض فأناوله النبي
صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ وأتعرَّق العرق(1) فيتناوله
ويضع فاه في موضع فيَّ)
(رواه مسلم)

العرق / أي آخذ ما على العظم من اللحم.

ولم يكن صلى الله عليه وسلم كما زعم المنافقون واتهمه المستشرقون
بتهم زائفة وادعاءات باطلة ..
بل هاهو يتلمس أجمل طرق العشرة الزوجية وأسهلها.
عن عائشة رضي الله عنها : (أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل امرأة
من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ)
(رواه أبو داود والترمذي)

والرسول صلى الله عليه وسلم في مواطن عدة يوضح بجلاء مكانة
المرأة السامية لديه وأن لهن المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة ..
ها هو صلى الله عليه وسلم يُجيب على سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه
ويُعلمه أن محبة الزوجة لا تُخجل الرجل الناضج السوي القويم!
عن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس
أحب إليك؟ قال : (عائشة)
(متفق عليه)

ولمن أراد بعث السعادة الزوجية في حياته عليه أن يتأمل حديث أم المؤمنين
رضي الله عنها وكيف كان عليه الصلاة والسلام يفعل معها!
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
(كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد)
(رواه البخاري)

ونبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم لا يترك مناسبة إلا استفاد منها
لإدخال السرور على زوجته وإسعادها بكل أمر مباح!
تقول عائشة رضي الله عنها : (خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس : (تقدموا)
فتقدموا ثم قال : (تعالي حتى أسابقك) فسابقته فسبقته فسكت عنى حتى
حملت اللحم وبدنت وسمنت ، وخرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس
(تقدموا) ثم قال : (تعالي أسابقك) فسبقني ، فجعل يضحك ويقول : (هذه بتلك)
(رواه أحمد)

إنها مداعبة لطيفة واهتمام بالغ ، يأمر القوم أن يتقدموا لكي يسابق زوجته
ويدخل السرور على قلبها ..
ثم ها هو يجمع لها دعابة ماضية وأخرى حاضرة ويقول : (هذه بتلك)!

ومن ضرب في أرض الله الواسعة اليوم وتأمل حال عِلية القوم ليعجب
من فعله صلى الله عليه وسلم وهو نبي كريم وقائد مُظفر وسليل قريش
وبني هاشم..
في يوم من أيام النصر قافلاً عائداً منتصراً يقود جيشاً عظيماً ومع هذا
فهو الرجل الودود اللين الجانب مع زوجاته أمهات المؤمنين!
لم تنسه قيادة الجيش ولا طول الطريق ولا الانتصار في المعركة أن معه
زوجاته ضعيفات يحتجن منه إلى لمسة حانية وهمسة صادقة
تمسح مشقة الطريق وتزيل تعب السفر.

روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة خيبر وتزوج
صفية بنت حيي رضي الله عنها كان يدير كساءً حول البعير الذي تركبه
يسترها به ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته
حتى تركب..

كان هذا المشهد مؤثراً يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم..
لقد كان صلى الله عليه وسلم وهو القائد المنتصر والنبي المرسل يُعلم
أمته أنه لا ينقص من قدره ومن مكانته أن يوطيء أكنافه لأهله وأن
يتواضع لزوجته وأن يُعينها ويسعدها.

ومن وصاياه عليه الصلاة والسلام لأمته : (ألا واستوصوا بالنساء خيراً..)
(رواه مسلم)

؛/

متابعة طيبة اتمناها لكم
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:22
بسم الله الرحمن الرحيم

تعدد الزوجات

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة امرأة تدثرن
باسم أمهات المؤمنين .. ومات عن تسع نساء ويا له من شرف عظيم
ومنزلة رفيعة حظيت بها تلك النساء الكريمات..
وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة الكبيرة والأرملة والمطلقة
والضعيفة ولم يكن بين تلك الزوجات بكراً إلا عائشة رضي الله عنها.

تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين وجمع بينهن فكان مثالاً
في العدل والقسمة فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل
امرأة منهن يومها وليلتها)
(رواه الترمذي)

ومن صور العدل ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه : (كان للنبي صلى الله عليه وسلم
تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لا ينتمي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكنَّ يجتمعن كل
ليلة في بيت التي يأتيها فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده إليها فقالت عائشة
هذه زينب فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده..)
(رواه مسلم)

وهذا البيت النبوي العظيم لم يكن كذلك لولا ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
من توفيق ربه وإلهامه إياه..
وها هو صلى الله عليه وسلم يشكر ربه قولاً وفعلاً ..
كان صلى الله عليه وسلم يحث نساءه على العبادة ويعينهن على ذلك امتثالاً
لأمر الله عز وجل
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)
(طه :132)

عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي
وأنا راقدة معترضة على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني)
(متفق عليه)

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أمر قيام الليل وإعانة الزوج
والزوجة لبعضهما حتى إنها تأخذ منحىً جميلاً في نضح الماء من الزوج
او الزوجة لا فرق ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلَّت فإن أبت نضح
زوجها في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت
زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء)
(متفق عليه)

ومن كمال المسلم والتزامه بدينه اعتناؤه بمظهره الخارجي إتماماً لصفاء
داخله ونقائه.
كان عليه الصلاة والسلام طاهر القلب نظيف البدن طيب الرائحة يحب السواك
ويأمر به قال صلى الله عليه وسلم
(لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)
(رواه أحمد)

وعن حذيفة رضي الله عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
قام من النوم يشوص فاه بالسواك)
(رواه مسلم)

الشوص / الدلك

وعن شريح بن هاني قال : (قلت لعائشة رضي الله عنها : بأي شيء كان
يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته قالت : بالسواك)
(رواه مسلم)

فما أجملها من نظافة واستعداد لاستقبال أهل البيت!

وكان صلى الله عليه وسلم يقول عند دخول المنزل : (بسم الله ولجنا
وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا ثم يُسلم على أهله)
(رواه مسلم)

وليهنأ أهل بيتك الدخول بالنظافة والبدء بالسلام!
ولا تكن أخي المسلم ممن استبدل هذا بالعتاب واللوم والتقريع!!

؛/

اتمنى للجميع متابعة طيبه مع سيرته العطره
حبيب المؤمنين وسيد المرسلين
محمد الله صلى الله عليه وسلم
لا تحرمنا شفاعته يارب العالمين
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:22
بسم الله الرحمن الرحيم


مزاح الرسول الله صلى الله عليه وسلم

النبي القائد صلى الله عليه وسلم مهموم بأمر أمته وبجيوشه
وقواده وبأهل بيته وبالوحي تارة وبالعبادة أخرى وهناك هموم أخرى ..

إنها أعمال عظيمة تجعل الرجل عاجزاً عن الوفاء بمتطلبات الحياة
وبث الروح فيها ولكنه عليه الصلاة والسلام أعطى كل ذي حق حقه
فلم يقصر في حق على حساب آخر وفي جانب دون غيره!
فهو صلى الله عليه وسلم مع كثرة أعبائه وأعماله جعل للصغار
في قلبه مكاناً فقد كان صلى الله عليه وسلم يداعب الصغار ويمازحهم
ويتقرب إلى قلوبهم ويدخل السرور على نفوسهم كما يمازح الكبار أحياناً!

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (قالوا يا رسول الله : إنك تداعبنا(1)
قال : (نعم غير أني لا أقول إلا حقاً)
(رواه أحمد)

تداعبنا / يعني تمازحنا

ومن مزاحه صلى الله عليه وسلم ما رواه أنس بن مالك قال :
(إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : يا ذا الأُذنين)
(رواه أبو داود)

وعن أنس رضي الله عنه قال : (كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير
كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما مازحه إذا جاء فدخل يوماً يمازحه
فوجده حزيناً فقال : (مالي أرى أبا عمير حزيناً؟) فقالوا : يا رسول الله قد
مات نغره الذي كان يلعب به فجعل يناديه : (يا أبا عمير ماذا فعَلَ النُّغَيْرُ)
(متفق عليه)

ومع الكبار كان للرسول صلى الله عليه وسلم مواقف يروي أحداها
أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول : (إن رجلاً من أهل البادية كان اسمه
زاهر بن حرام قال : (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميماً
فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه
وهو لا يبصر : فقال : أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه
وسلم فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (من يشتري العبد) فقال : يا رسول
الله إذاً والله تجدني كاسداً فقال النبي : (لكن عند الله أنت غالٍ)
(رواه أحمد)

إنه حسن خلق من كريم سجاياه وشريف خصاله عليه الصلاى والسلام.

ومع تبسط الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله وقومه فإن لضحكه
حداً فلا تراه إلا مبتسماً كما قالت عائشة رضي الله عنها : (ما رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم مُستجمعاً قط ضاحكاً حتى تُرى منه لهواته(1) إنما
كان يبتسم)
(متفق عليه)

لهواته / جمع لهات وهي اللحم التي في أقصى سقف الفم .

ومع هذه البشاشة وطيب المعشر إلا أنه صلى الله عليه وسلم
يتمعر وجهه إذا انتهكت محارم الله ، قالت عائشة رضي الله عنها
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة(1) لي
بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وتلوَّن
وجهه وقال : (يا عائشة : أشد عذاياً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون
بخلق الله)
(متفق عليه)

السهوة / كالصفة بين يدي البيت والقرام ستر رقيق
هتكه / أي أفسد الصورة التي فيه

فدل ذلك على تحريم اتخاذ الصور في البيت إذا كانت بارزة
وأشد منه تحريماً الصورة المعلقة في الجدار أو التماثيل المنصوبة
في الأركان وعلى الأرفف والمناضيد فإن ذلك مع الإثم المترتب عليه
يحرم أهل البيت من دخول ملائكة الرحمة في ذلك البيت.

؛/

متابعه طيبه اتمناها للجميع
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:23
بسم الله الرحمن الرحيم


نوم النبي صلى الله عليه وسلم


عن أُبَيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره - أي طرفه - فلينفض بها
فراشه وليُسمِّ الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعد على فراشه فإذا أراد أن يضطجع
فليضطجع على شقه الأيمن وليقل : (سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك
أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها يما تحفظ به عبادك
الصالحين)
(رواه مسلم)

وكان من توجيهه صلى الله عليه وسلم لكل مسلم ومسلمة : (إذا أتيت مضجعك
فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن)
(متفق عليه)

وعن عائشة قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة
جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
ثم مَسَحَ ما استطاع من جسده يبدأُ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يصنعُ
ذلك ثلاث مرات)
(رواه البخاري)

عن أنس بن مالكٍ : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال
(الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مُؤوي)
(رواه مسلم)

وعن أبي قتادة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرَّس(1) بليلٍ
اضطجع على شقه الأيمن وإذا عرَّس قُبيل الصُّبح نَصَبَ ذراعهُ ووضعَ رأسهُ
على كفه)
(رواه مسلم)

التعريس / نزول المسافر آخر الليل للنوم والراحة .

ومع نعم الله عز وجل التي أغدقها علينا .. تأمل أخي الحبيب في فراش
سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل الخلق أجمعين خير من وطأت قدمه الثرى.

عن عائشة رضي الله عنها قالت : (إنما كان فراشُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي ينامُ عليه من أَدمٍ حشوُهُ ليفٌ)
(رواه مسلم)

ودخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم يَرَ عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوباً وقد أثر الشريط بجبي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فبكى عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (ما يبكيك ياعمر؟)
قال : (والله إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على الله عز وجل من كسرى وقيصر وهما يعبثان
في الدنيا فيما يعبثان فيه وأنت رسول الله بالمكان الذي أرى!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟)
قال : عمر بلى قال : (فإنه كذلك)
(رواه الإمام أحمد)

يتبع ^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:24
قيام الليل


قد أقبل ليل المدينة وخيم بسواده عليها لكن الرسول صلى الله عليه وسلم
أضاء جوانحه بالصلاة وذكر الله وقام ليله يناجي رب الأرض والسموات ويدعو من بيده
مقاليد الأمور استجابة لأمر خالقه وبارئه (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا)
(المزمل 1_3)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقومُ يُصلي
حتى تنتفخ قدماه فيقال له : (يا رسول الله تفعل هذا وقد غَفَرَ الله لك ما تقدم من ذنبك
وما تأخر؟ قال : (أفلا أكونُ عبداً شكوراً)
(رواه ابن ماجه)

وعن الأسود بن يزيد قال : (سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالليل فقالت : (كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان لهُ حاجةٌ ألمَّ بأهله
فإذا سمع الأذان وثب فإن كان جُنُباً أفاض عليه من الماء وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة)
(رواه البخاري)

وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من العجب ما يجعلنا نتأمل في طولها
ونتخذها قدوة وأسوة !

عن أبي عبدالله حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : (صليت مع النبي
صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة ثم مضى
فقلت : يصلي بها في ركعة فمضى ثم افتتح النساء فقرأها يقرأ مترسلاً(1)
إذا مر بآية فيها تسبيحٌ سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذٍ تعوذ
ثم ركع فجعل يقول : سُبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحواً من قيامه
ثم قال : سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ثم قام طويلاً قريباً مما ركع
ثم سجد فقال : سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه)
(رواه مسلم)

مترسلاً / أي يتبين الحروف وأداء حقها.

يتبع ^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:24
بعد الفجر


وبعد هدوء ليل المدينة ومع إشراقات الفجر حيث أداء صلاة الفجر مع الجماعة
في المسجد كان عليه الصلاة والسلام يجلس لذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يُصلي
ركعتين ..
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلَّى
الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناً(1))
(رواه مسلم)

وقد حث عليه الصلاة والسلام على الإتيان بهذه السنة العظيمة وذَكَّر بما فيها
من الأجر والمثوبة..

عن أنس رضي الله عنه قال : (قال عليه الصلاة والسلام : (من صلى الفجر في جماعة
ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة
تامة تامة تامة)
(رواه الترمذي)

حسناً / يعني مرتفعة..

يتبع ^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:25
صلاة الضحى


قد انتصف النهار واشتدت حرارة الشمس واقبلت السموم الحارقة تلفح الوجوه ..
إنها فترة الضحى وقت عملٍ وقضاء حوائج ومع كثرة أعباء الرسالة ومقابلة الوفود
وتعليم الصحابة وحقوق الأهل فقد كان صلى الله عليه وسلم يتعبد الله عز وجل.

قالت مُعاذة : قلت لعائشة رضي الله عنها : أكان النبي صلى الله عليه وسلم
يُصلي الضحى؟ قالت : (نعم أربع ركعاتٍ ويزيدُ ما شاء الله عزَّ وجل)
(رواه مسلم)

وقد أوصى بها صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
(أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى
وأن أوتر قبل أن أرقد)
(متفق عليه)

يتبع^ ^

عفراء
28-04-2010, 21:25
صلاة النوافل في البيت


هذا البيت العامر بالإيمان المليء بالعبادة والذكر .
يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لبيوتنا مثل ذلك .
فيقول صلى الله عليه وسلم : (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً)
(رواه البخاري)

قال ابن القيم رحمه الله : (وكان صلى الله عليه وسلم يُصلي عامة السُنَنَ
والتطوع الذي لا سبب له في بيته لا سيما سُنَّة المغرب فإنه لم ينقل عنه
أنه فعلها في المسجد البتة)

ولصلاة النوافل في البيت فوائد منها :
اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وتعليم النساء والأطفال كيفية الصلاة وطرد الشياطين منه بسبب الذكر
والقراءة وادعى للإخلاص والبعد عن الرياء.

؛/

اتمنى للجميع متابعه طيبه
الله يوفقكم ويسعدكم في الدنيا والآخرة
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:26
بسم الله الرحمن الرحيم
بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم

كثير من الرجال والنساء يبكون!
لكن يا ترى كيف يكون البكاء ولمن يكون؟!
نبينا عليه الصلاة والسلام كان يبكي مع أن الدنيا
في يده لو أرادها والجنة أمامه وهو في أعلى منازلها!
نعم كان يبكي عليه الصلاة والسلام ولكنه بكاء العُبَّاد
كان يبكي وهو يناجي ربه في الصلاة وعند سماع القرآن!
وما ذاك إلا من رقة القلب وصلاح السريرة!
ومعرفة عظمة الله عز وجل وخشية منه سبحانه.

عن مُطرف وهو ابن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال
(أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُصلي
ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء)
(رواه أبو داود)

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : (قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (اقرأ عَلَيَّ) فقلت : يا رسول الله أقرأ عليك
وعليك أنزل؟! قال : إني أُحبُّ أن أَسمعه من غيري) فقرأت سُورة
النساء حتى بلغت (وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)(النساء :41)
قال : (فرأيتُ عيني رسول الله تهملان)
(رواه البخاري)

بل تأمل في شعرات بيض تعلو مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما يقارب من ثمانية عشرة شيبة في لحيته الشريفة ..
وارع قلبك لتسمع من لسانه الشريف سبب تلك الشعيرات البيض : قال أبو بكر
رضي الله عنه : يا رسول الله قد شِبتَ! قال صلى الله عليه وسلم
(شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت)
(رواه الترمذي)

؛/

متابعه طيبه اتمناها لكم
اللهم لا تحرمنا شفاعته
ولا تحرمنا رؤياه في الجنة
موفقين

تقديري

؛/

عفراء
28-04-2010, 21:27
بسم الله الرحمن الرحيم
تواضعه صلى الله عليه وسلم

كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً وأكملهم
قدراً فخلقه القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها
(كان خلقه القرآن)
(رواه مسلم)
ولقد قال علية الصلاة والسلام (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
(رواه أحمد)

ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام عدم محبته للمدح والثناء والإطراء..

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لا تُطرُوني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا : عبدالله
ورسوله)
(رواه أبو داود)

وعن أنس رضي الله عنه : (أن ناساً قالوا : يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا
وسيدنا وابن سيدنا فقال : (يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهويكم الشيطان
أنا محمد عبدالله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل)
(رواه النسائي)

وبعض الناس يطري النبي صلى الله عليه وسلم غاية الإطراء فيعتقد أنه يعلم
الغيب أو أن بيده الضر والنفع ويجيب الحوائج ويشفي المرضى والله عز وجل نفى
ذلك كله فقال تعالى :{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}
(الأعراف / 188)

وهذا النبي المرسل خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء ..
دائم الإخبات والإنابة إلى ربه لا يُجب الكِبَر بل هو رأس المتواضعين وسيد
المنكسرين لربه..

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (لم يكن شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : (وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك)
(رواه أحمد)

وألْقِ بطرفك لنبي الأمة عليه الصلاة والسلام في تواضع عجيب وحسن خلق
نادر يتواضع فيه للمرأة المسكينة ويمنحها من وقته المليء بالأعمال!

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقالت له : إن لي إليك حاجة فقال : (إجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك)
(رواه ابو داود)

يروحُ بأرواح المحامِدِ حُسنها
فيرقى بها في ساميات المفاخرِ
وإن فُضَّ في الأكوانِ مسك ختامها
تَعطَّر منها كلُّ نجدٍ وغائرِ

وكان عليه السلام رأس أهل التواضع وعلمهم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لو دعيتُ إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أُهدي إليَّ ذراع أو كراع لقبلت)
(رواه البخاري)

وللمتكبرين في كل عصر وحين يبقى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
حاجزاً لهم ورادعاً لكبرهم واستعلائهم!

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ..)
(رواه مسلم)

والكبر طريق إلى النار والعياذ بالله حتى وإن كان مثقال ذرة!
وتأمل في عقوبة متكبر يختال في مشيته!
كيف سخط الله عز وجل عليه وأنزل به غضبه وأليم عقابه!

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(بينما رجل يمشي في حُله تُعجبه نفسه مرجل رأسه(1)يختال في مشيته
إذ خسف الله به فهو يتجلجل(2)في الأرض إلى يوم القيامة)
(متفق عليه)

مرجل رأسه / أي ممشطه
يتجلجل / أي يغوص وينزل

؛/

متابعه طيبه اتمناها لكم
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:28
بسم الله الرحمن الرحيم
خادِمُه صلى الله عليه وسلم

هذا الخادم المسكين الضعيف أنزله الرسول صلى الله عليه وسلم
منزلة تليق به قياساً على دينه وتقواه لا على عمله وضعفه
قال عليه الصلاة والسلام عن الخدم والأجزاء : (هم إخوانكم جعلهم الله تحت
أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم
فإن كلفتموهم فأعينوهم)
(رواه مسلم)

ثم تأمل في خادم يروي عن سيده كلاماً عجيباً وشهادة مقبولة
وثناءً عطراً! !
وهل رأيت خادماً يُثني على سيده مثل ما قال خادم رسول الله صلى الله
عليه وسلم! !

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشر سنين فما قال لي أفٍّ قطُّ وما قال لي لشيءٍ صنعته (لِمَ صنعته) ولا لشيءٍ
تركته لم تركته)
(رواه مسلم)

عشر سنوات كاملة ليست أياماً أو شهوراً إنه عمر طويل فيه الفرح والترح
والحزن والغضب وتقلبات النفس واضطرابها وفقرها وغناها !
ومع هذا فلم ينهره ولم يأمره بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام
بل ويكافئه ويطيب خاطر خادمه ويلبي حاجته وحاجة أهله ويدعو لهم! !

قال أنس رضي الله عنه : قالت أمي : يا رسول الله خادمك ادع الله له
قال : (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته)
(رواه البخاري)

ومع شجاعته عليه الصلاة والسلام فإنه لم يُهِّن ولم يضرب إلا في حق
ولم يقسُ على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم!

عن عائشة رضي الله عنها قالت : (ما ضَربَ رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيده شيئاً قطُّ إلا أن يُجاهد في سبيل الله ولا ضَربَ خادماً ولا امرأة)
(رواه مسلم)

بل ها هي أم المؤمنين رضي الله عنها تكرر الشهادة لخير الخلق وصفوة الناس
أجمعين وقد سارت الركبان بالحديث عن حسن سيرته ونبل معشره حتى
شهد له كفار قريش..

تقول رضي الله عنها : (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
مُنتصراً من مظلمةٍ ظُلمها قطُّ ما لم ينتهك من محارم الله تعالى شيءٌ
فإذا انتهك من محارم الله تعالى شيءٌ كان من أشدهم في ذلك غضباً
وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثماً)
(رواه البخاري)

وكان صلى الله عليه وسلم ينادي بالرفق والأناة قال عليه الصلاة والسلام
(إن الله رفيقٌ يُحب الرفق في الأمر كله)
(متفق عليه)

؛/

متابعة طيبة اتمناها للجميع
ربي يسعدكم ومع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يجمعكم
موفقين

تقديري

عفراء
28-04-2010, 21:29
بسم الله الرحمن الرحيم

الهدية والضيف

في حياة البشر حاجات عاطفية ودخائل نفسية تظهر الحاجة إليها دوماً
في المجتمع والأسرة والبيت ومن تلك التي تقرب القلوب وتذيب إحن
النفوس الهدية !!

عن عائشة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها)
(رواه البخاري)

وهذا الإهداء والشكر من كرم النفوس وصفاء الصدور.

وخُلق الكرم من أخلاق الأنبياء وسنن المرسلين ولرسولنا صلى الله عليه وسلم
قصب السبق والقدح المُعلى في ذلك أليس هو القائل : (من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة
ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يُحرجه)
(رواه البخاري)

ووالله لم تشهد الغبراء ولا وهادها ولم يرى الحجاز ولا الجزيرة بل ولا الخافقين أنبل
أخلاقاً وأكرم صفاتٍ منه صلى الله عليه وسلم ..

كحل عينيك لترى موقفاً من مواقفه العظيمة بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام !!

عن سهل بن سعد رضي الله عنه : أن امرأة جاءت إلى رسول الله ببردة منسوجة
فقالت : نسجتها بيديَّ لأكسوكها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم مُحتاجاً إليها
فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال فُلان : اكسينها ما أحسنها !
فقال ( نعم ) فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع فطواها
ثم أرسل بها إليه فقال له القوم : ما أحسنت ! لبسها النبي صلى الله عليه وسلم
محتاجاً إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلاً فقال : إني والله ما سألته لألبسها
إنما سألته لتكون كفني قال سهل : فكانت كفنه)
(رواه البخاري)

ولا تتعجبون من خُلق من اصطفاه الله عز وجل ورباه على عينه وجعله القدوة ..

رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثلة في السخاء والجود ..

عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : (يا حكيم إن هذا المال
خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك
له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى..)
(متفق عليه)

وصدق الشاعر :

وله كمالُ الدين أعلى همَّةً
يعلو ويسمو أن يقاس بثاني
لمَّا أضاء على البرية زانها
وعلا بها فإذا هو الثقلان
فوجدت كل الصيد في جوف الفَرا
ولقيت كلَّ الناس في إنسان

عن جابر رضي الله عنه قال
(ما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا)
(رواه البخاري)

ومع هذا العطاء والسخاء في اليد إلا أن سخاءه منقطع النظير في
الجود والبذل وطيب النفس وحسن المعاشرة وصدق المحبة !

كان من عادته أن يبش ( يبتسم ) إلى كل من يجلس إليه حتى يظن
أنه أحب أصحابه إلى قلبه.

عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال
(ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رآني منذ أسلمت إلا تبسم)
(رواه البخاري)

ولكم في وصف شاهد كفاية وعبر .

وعن عبدالله بن الحارث قال
(ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(رواه الترمذي)

ولماذا تتعجبون أيها الأحبه وهو القائل عليه الصلاة والسلام
(وتبسمك في وجه أخيك صدقة)
(رواه الترمذي)

أما خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس رضي الله عنه فقد
وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفات عظيمة قلَّ أن تجد
بعضها في رجل أو أن تجتمع في أناس !
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس لطفاً فما سأله سائل
قط إلا أصغى إليه فلا ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون
السائل هو الذي ينصرف وما تناوله أحدٌ يده قط إلا ناوله إياها فلا ينزع
صلى الله عليه وسلم يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها منها)
(رواه أبو نعيم في الدلائل)

مع إكرامه صلى الله عليه وسلم لضيفه والتلطف معه إلا أنه كان رؤوفاً بأمته
ولذا فهو ينكر المنكر ولا يقبله ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال
(يَعْمدُ أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ..)
(رواه مسلم)

؛/

متابعه طيبه اتمناها للجميع
موفقين

تقديري