المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحسنة بعشرة


حسين الحراسيس
29-03-2010, 18:08
تحت شمس لاهبة و هجييرة حارقة كانت جموع شاحبة , عراة الا من قطع ساترة حفاة يلتمسون طريقهم بارض محروقة بين سراب وسراديب خربة كانت انفاس متلاحقة وتقاسيم وجوه مبعثرة ليس لهم حيلة الا من قلوب ملاها الله ايمانا خرجت بحثا عن اصوات قادمة من صوب بعيد ,وقد وصلوا الى المسجد الحرام حيث كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقف متكئا بعصاة بيده على صخرة عالية بجانب المسجد يرنو بنظره تجاه الساحل والصوت يقترب رويدا وريدا و البشائر قد اخبرته بقرب وصول القافله القادمة من الشام وكانت الناس باشد الحاجة لها , برز تجار المدينة من بين الجموع ودار حوار مع بن عفان رضي الله عنه وبدون مقدمات صرخ احدهم وقال نزيدك درهمين يا أبن عفان وقال هناك من دفع اكثر فقال اخر نزيدك خمسة فقال رضي الله عنه غيركم دفع الدرهم بعشرة ,فقالوا باصوات مبعثرة من الذي دفع الدرهم بعشرة وليس في المدينة تجار غيرنا , فقال عثمان رضي الله عنه لقد بعتها لله ورسوله , وتلى قوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر امثالها" صدق الله العظيم وامر بتوزيع القافلة على المسلمين مجانا ويبتغي الاجر من الله .
قاعدة الهية الى يوم القيامة اسنها الله ورسوله لتكون قاعدة يسير عليها عباده المؤمنين ,كانت ولازالت وستبقى ويدركها من يؤمن بها ,ونسرد قصة هذا الايمان المطلق بهذه القاعدة الالهية لاننا نشهدها في حياتنا اليومية .
اذكر قصة رواها صديق لي احد ابطالها عن رجل مسيحي اسمه عصام قعوار عرف عنه بالتبرع لاعمال الخير وجاءه جماعة من اهل الخير فتبرع لهم بمائة وخمسين دينارا ,وبعد ايام قليلة جاءه هذا الصديق يعطيه 1400 دينار ارباح من مصلحة له بها نصيب وعندما راى المبلغ صرخ في وجه هذا الصديق قائلا بقي مائة دينار اين هي ,دهش هذا الصديق عندما سئل عن المائة دينار ولا يعلم احد بها غيره فقال نعم هناك مائة اخرى لكن قل بربك من اخبرك بها ولا يعلم احد غيري عنها ؟ فقال اليس في الاسلام الحسنة بعشرة امثالها وانا تبرعت بمائة وخمسين دينار فالاصل ان اربح 1500ديناروليس 1400دينار .
هذا هو الاسلام وهذه خزائن الله التي لاتنقص وهذه جنة الله لعباده المؤمنين الصادقين واعلموا ان مابين ايدينا من خيرات هو لله ورسوله وان مايتبرع به الانسان لاينقص المال بل يزيده بامر الله تعالى

حموووده
30-03-2010, 15:23
بارك الله فيك على هذه القصة التي حركتني من داخلي

عفراء
10-05-2010, 17:58
الحسنة بعشرة امثالها والله يضاعف لمن يشاء (http://vb.vip600.com/showthread.php?t=220327)

هكذا ننصر رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله والسير على خطى الحبيب والصحابة الكرام عليهم رضوان ربى ولا ننسى سيدنا أبوبكر عندما قام بالتبرع بكل ما ببيته وسيدنا عمر بالتبرع بنصف ما ببيته فى تجهيز جيش المسلمين فى أحدى الغزوات (تجهيز جيش العسرة بغزوة تبوك)

ن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال: { إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة }.
[رواه البخاري:6491، ومسلم:131 في صحيحيهما بهذه الحروف].



فوائد الحديث

1- أن الله كتبها حسنة كاملة يعني: لا نقص فيها. وقد دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزاً عنها أي: تركها عجزاً بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملاً لقوله تبارك وتعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ [النساء:100].
وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة، قال: { وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة } إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصاً متبعاً لرسول الله فإن الله يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وهذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل والإخلاص فيه وقد تكون فضلاً من الله سبحانه وتعالى وإحساناً
قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:261] وقال: { وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة }
وإن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركه الله كما في بعض ألفاظ الحديث { لأنه تركها من جرائي } أي: من أجلي وقد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلاث أقسام

القسم الأول: أن يحاول فعلها ويسعى فيه ولكن لم يدركه لأن يكتب عليه وزر السيئة كاملة.
القسم الثاني: إن بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله ولكن لأن نفسه عزفت فهذا يكتب له ولا عليه.
القسم الثالث: أن يتركها لله عز وجل خوفاً منه وخشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها الله حسنة كاملة.

قال: { وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة كاملة } ويشهد لهذا قوله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا [الانعام:160] وهذا الحكم بالنسبة للسيئة أي: أنها تكون سيئة واحدة في مكة وغيرها وفي كل زمن إلا في الأشهر الحرم ولكنها في مكة تكون أشد وأعظم لهذا قال الله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25].

وقال العلماء: إن الحسنات والسيئات تضاعف في كل زمن فاضل وفي كل مكان فاضل ولا تضاعف بالعدد لقوله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا [الانعام:160] ولهذا الحديث الذي ساقه المؤلف - رحمه الله - إن الله يكتبها سيئة واحدة. قال المؤلف: ( رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف ). أي: أن المؤلف - رحمه الله - ساقه بلفظه وأكد ذلك - رحمه الله - لما في الحديث من البشارة العظيمة والإحسان العظيم.

حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله عن ربه يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً.

2-أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء، وهذا من تمام عدله وإحكامه جل وعلا للأمور

3- أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأما السيئة فواحدة

4-الفرق بين الهم بالحسنة والهم بالسيئة فالحسنة إذا هم بها الإنسان ولم يعملها كتب الله عنه حسنة كاملة وهذا مما إذا تركها لغير عذر فإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية وإذا كان من عادته أن يعملها ولكن تركها لعذرفإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية والعمل؛ لحديث { من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحاً قائماً }. أما السيئة فالهمام بها إذا تركها لله عز وجل كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن تركها له ولا عليه، وإن تركها عجزاً عنها كتب له وزر الفاعل بالنية إلا إذا كان قد سعى فيها ولكن عجز بعد السعي فإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول النبي : { إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار } قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: { لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه

بارك الله فيك اخي الفاضل حسين
سلمت ودمت

أنيسة
10-05-2010, 18:59
جزاك الله خير الجزاء أخي الغالي حسين على ما قدمت موضوع رائع
بارك الله فيك و جعله في موازين حسناتك