عبدالكريم الخلايله
17-03-2010, 18:40
سيكولوجية اللعب عند الأطفال
بقلم
عبدالكريم أحمد الخلايلـــــــه
هل فكرتم ، في يوم ٍ من الأيام ، ماذا يعني اللعب للأطفال ؟ هل سألتم أنفسكم مامدى تأثير اللعب على الأطفال جسميا ً ونفسيا ً وتربويا ً؟ لقد أثبتت الدراسات النفسية والتربوية أن للعب دور ٌ هام ٌ في النمو الحركي والمعرفي والوجداني والنفسي عند الأطفال ! لأن إستخدام الأطفال للحواس عند اللعب يعتبر المفتاح للتعلم والنمو والنضج والتطور ، بإعتبار أن اللعب أفضل وسيلة ٍ تتيح للطفل إستخدام كافة حواسه ‘ وعن طريقه يتعرف الطفل على أعضاءه ، وأهمية حركاته ، ولغته ، وحاجاته ، وقدراته ، وتفكيره ، ودوره وبالتالي إكتشاف ذاته ، خاصة إذا كان يمارس اللعب الجماعي أي التشارك مع أقرانه الذين هم في مستواه العمري ؛ فاللعب الجماعي يساهم في تنمية مشاركاته الجماعية والإجتماعية ، وتنمية الشعور الوجداني ، والإحساس بالآخرين ويزيد من فرص التضامن لديه ، وضبط النفس ، وإحترام حق الآخرين وأدوارهم ، والتقيد بالنظام ، وقواعد السلوك الجماعي ، والتقليل من التمركز حول الذات أوالتقوقع والعزلة ،إضافة ً إلى أن اللعب يعتبر وسيلة لتفريغ المشاعر ، والتخلص من الكبت ، والمخاوف والشعور بالإحباط ، فاللعب هو نشاط تعلمي ٌ ـــ تعليمي ، طوعي ٌ من أجل السرور ، وقتل الفراغ ، بمعنى أنه نشاط حر ٌ، ولكن لايعني ذلك أن لا يكون تحت إشراف ٍ غير مباشر ٍ من الأهل ، كي تتم عملية إستغلال الطاقة الجسمية والحركية والذهنية في ضوء معايير ضابطة ٍ للسلوك ، ومن هنا نقول أن اللعب هو حاجة بيولوجية ٌ ــ نفسية ٌ تتم من خلاله عمليات النمو والتطور عند الطفل ، ويستكشف عبره عالمه الخاص والعالم المحيط به ، وبالتالي يساعده في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل والسلوك والكلام وضبط الإنفعالات .
إننا ونحن أمام أهمية اللعب عند الأطفال ، يجب أن ننتبه إلى وجود تباين ، بين الأطفال تجاه اللعب وأدواته وكمية الألعاب ونوعيتها وكيفية اللعب بها ، وذلك نتيجة لوجود فروق بينهم تعود إلى كثير من العوامل كالذكاء ، والجنس ، والبيئة ، والمستوى الإقتصادي والإجتماعي ، ومدى وجود تأثيرات في إتجاهات الآباء والرفاق والمعلمين نحو الألعاب وأهميتها ، وهنا يجب أن نعرف أن اللعبة ترتبط بالعمر الزمني والعمر العقلي للطفل ، فاللعبة التي تجذب إنتباه طفل ٍ قد لا تجذب إنتباه طفل ٍ آخر للأسباب أعلاه ، فلابد إذا ًمن التعرف على حاجة الطفل من الألعاب وإطائه الفرصة للمشاركة بإختيار ألعابه عند شرائها ، فمن المؤكد أن الطفل ستقل تطلعاته لأعداد الألعاب كلما تزايد عمره ، وفي نفس الوقت ستزداد لديه الرغبـــة بالنوعيــة ، أيضا ، كلما إزداد عمره ، فيصبـــح إختيـاره للــ " كيف " وليس للــ " الكم " .
***********
المرجع
ــ الخلايله ، عبدالكريم ، سيكولوجية اللعب ، دار الفكر ، ط 2 ، عمـّـان 1993 . ( ص 1 ـ 165 )
بقلم
عبدالكريم أحمد الخلايلـــــــه
هل فكرتم ، في يوم ٍ من الأيام ، ماذا يعني اللعب للأطفال ؟ هل سألتم أنفسكم مامدى تأثير اللعب على الأطفال جسميا ً ونفسيا ً وتربويا ً؟ لقد أثبتت الدراسات النفسية والتربوية أن للعب دور ٌ هام ٌ في النمو الحركي والمعرفي والوجداني والنفسي عند الأطفال ! لأن إستخدام الأطفال للحواس عند اللعب يعتبر المفتاح للتعلم والنمو والنضج والتطور ، بإعتبار أن اللعب أفضل وسيلة ٍ تتيح للطفل إستخدام كافة حواسه ‘ وعن طريقه يتعرف الطفل على أعضاءه ، وأهمية حركاته ، ولغته ، وحاجاته ، وقدراته ، وتفكيره ، ودوره وبالتالي إكتشاف ذاته ، خاصة إذا كان يمارس اللعب الجماعي أي التشارك مع أقرانه الذين هم في مستواه العمري ؛ فاللعب الجماعي يساهم في تنمية مشاركاته الجماعية والإجتماعية ، وتنمية الشعور الوجداني ، والإحساس بالآخرين ويزيد من فرص التضامن لديه ، وضبط النفس ، وإحترام حق الآخرين وأدوارهم ، والتقيد بالنظام ، وقواعد السلوك الجماعي ، والتقليل من التمركز حول الذات أوالتقوقع والعزلة ،إضافة ً إلى أن اللعب يعتبر وسيلة لتفريغ المشاعر ، والتخلص من الكبت ، والمخاوف والشعور بالإحباط ، فاللعب هو نشاط تعلمي ٌ ـــ تعليمي ، طوعي ٌ من أجل السرور ، وقتل الفراغ ، بمعنى أنه نشاط حر ٌ، ولكن لايعني ذلك أن لا يكون تحت إشراف ٍ غير مباشر ٍ من الأهل ، كي تتم عملية إستغلال الطاقة الجسمية والحركية والذهنية في ضوء معايير ضابطة ٍ للسلوك ، ومن هنا نقول أن اللعب هو حاجة بيولوجية ٌ ــ نفسية ٌ تتم من خلاله عمليات النمو والتطور عند الطفل ، ويستكشف عبره عالمه الخاص والعالم المحيط به ، وبالتالي يساعده في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل والسلوك والكلام وضبط الإنفعالات .
إننا ونحن أمام أهمية اللعب عند الأطفال ، يجب أن ننتبه إلى وجود تباين ، بين الأطفال تجاه اللعب وأدواته وكمية الألعاب ونوعيتها وكيفية اللعب بها ، وذلك نتيجة لوجود فروق بينهم تعود إلى كثير من العوامل كالذكاء ، والجنس ، والبيئة ، والمستوى الإقتصادي والإجتماعي ، ومدى وجود تأثيرات في إتجاهات الآباء والرفاق والمعلمين نحو الألعاب وأهميتها ، وهنا يجب أن نعرف أن اللعبة ترتبط بالعمر الزمني والعمر العقلي للطفل ، فاللعبة التي تجذب إنتباه طفل ٍ قد لا تجذب إنتباه طفل ٍ آخر للأسباب أعلاه ، فلابد إذا ًمن التعرف على حاجة الطفل من الألعاب وإطائه الفرصة للمشاركة بإختيار ألعابه عند شرائها ، فمن المؤكد أن الطفل ستقل تطلعاته لأعداد الألعاب كلما تزايد عمره ، وفي نفس الوقت ستزداد لديه الرغبـــة بالنوعيــة ، أيضا ، كلما إزداد عمره ، فيصبـــح إختيـاره للــ " كيف " وليس للــ " الكم " .
***********
المرجع
ــ الخلايله ، عبدالكريم ، سيكولوجية اللعب ، دار الفكر ، ط 2 ، عمـّـان 1993 . ( ص 1 ـ 165 )