م.محمود الحجاج
22-02-2010, 12:24
http://www.sarayanews.com/assets/images/914adbbf7281f25d7f82327b0f853bec.jpg
قبل ايام تلقيت من دولتك اتصالاً هاتفياً كريماً، تحدثنا خلاله في موضوعات عامة ، وخاصة مقالتي الأخيرة ( دولة الرئيس ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل) والذي نشرته عدة مواقع زميلة ، كنت كما عرفتك دائما رقيقاً ورفيقاً ومحاوراً بكل تهذيبك المعهود، لم تهددني بتكسير راسي كما فعل احد وزرائك في جلسة صفاء مع اخوانه و منادميه ولم تهددني بقطع لساني كما فعل وزير آخر يتوهم ان الموقع يمكن ان يجعل منه شجاعاُ، ولم تسع دولة الرئيس الى استفزازي كما هو طبع الفاشلين والجبناء، ولم تقل لي وانا ابدي بعض الملاحظات انك حر وانك لست مستعداً ان يحاسبك احد او تستشير احداً فيما تقول وفيما تفعل وفيما تعين وفيما تطرد، ولأن هذا هو الخلق الرفيع الذي يجب ان يحرص عليه كل مسؤول، ويجعله وسيلة للحوار والمجادلة الحسنة، ولأن المسؤول الذي يفتقد هاتين الصفتين يمارس احتقاراً لشعبه ويمارس صلفا لا يغطي رعبه، رأيت ان اكتب اليك مرة رابعة، فالمسؤول الذي يفتقد أدب الحديث وادب الحوار وادب التصريح هو مسؤول فاشل، ليس لديه من الإنجاز ما يقدم نفسه به، فيتوهم ان اللسان الطويل يغطي كل فشله وكل سوءاته.
ما يزال الأردنيون يا دولة الرئيس يقيمون مسؤوليهم حسب حجم حيائهم ، فالشهادات لا تقدم للناس الا موظفين لا قيمة لهم اذا لم يحملوا درجة الدكتوراه في مخافة الله واحترام الناس وأداء الواجب بأمانة وإخلاص ، اذ ان من لا يحترم شعبه لا يحترم نفسه، واعتار عن وصف هذه الصورة برجل يبصق في مرآته فترتد بصفته الى وجهه ولا تصل الى وجه مواطن واحد.
ق بل ايام قليلة عقد عماد الفاخوري الذي يشغل اعلى من منصب في وزارة القطاع العام والمشروعات الكبرى مؤتمراً صحافياً، قال فيه من الكلام ما اكد لي حاجته لمتابعة ما تقول يا دولة الرئيس، كيف تتكلم و كيف تتصرف وكيف تحاور وكيف تتلقى النقد وحتى الهجوم بالصدر العريض الذي يجب ان يكون في عرض الوطن عندما تتولى مسؤولية عليا فيه، واشعر الآن كما شعرت مرات كثيرة كيف يمكن ان يكون لدنيا مسؤولون حملتهم الصدفة او الظروف الخاصة او الأسباب المجهولة، الى مواقعهم وانهم يفتقدون الحكمة في الحديث والحكمة في التصريح والحكمة في عقد اللقاءات الصحافية، ولا ادري ما اذا العماد الفاخوري يجيد اللغة العربية ، ولو كان يجيدها لما وقع في الخطأ وارتكب خطيئة احتقارنا، ولو انه تحدث بأسمه وباسم موقعه الرسمي الذي يشغله الآن بعد ان جاء دولتكم به إليه، لما وجدت نفسي مضطراً الى كتابة هذه المقالة ، اما وقد تحدث بأسم الحكومة ، فإن اقل ما اطالب به دولتك هو اجباره على الاعتذار للأردنيين جميعا على التحدي والصلف اللذين حكما كلماته المستفزة، ولو كنا في بلد ديمقراطي حقاً لأرسل الرأي العام أمثاله الى بيوتهم كأقل عقوبة يستحقها على إهانة شعبه، كما إنني لا أستطيع ان أتصور كيف يمكن ان يتحدث الينا اذا كان قسمه على الكتاب المقدس وقسمه على الألتزام بميثاق شرف الوزراء جاء على هذه الدرجة من الإزدراء وادارة الظهر ولو عدت الى تصريحاته في مؤتمره الصحافي لوجدت انه كان متواضعاً امام العبارة المشهورة ( انا فرنسا وفرنسا انا) فما قاله لا يختلف عن هذا ( انا والرئيس وثمانية و عشرون وزيراً الأردن والأردن انا والرئيس والثمانية و العشرون وزيراً) فلماذا كل هذا التواضع ؟ ولماذا كل هذا الخلق الرفيع؟ وربما لا يعرف صاحب المعالي هذا ان نصف رواد المقاهي هم وزراء سابقون، يذهبون ويبقى الأردن ويذهبون ويبقى الأردنيون.
لم يسيء السيد الفاخوري الينا كمواطنين فحسب، بل وقع في أخطاء كثيرة ليس اقلها إشارته الى تعيين صالح القلاب رئيسا لمجلس ‘ إدارة الإذاعة والتلفزيون، مبرراً هذا التعيين بما دعاه ( الظرف الخاص) وهو ما يعني باللغة العربية ( الظرف الأضطراري) وهذا يعني موافقته على ما سبق وكتبته عن هذا التعيين وعن شخص المعين، وحجم التعليقات الهائل الذي ظهر على المواقع الإلكترونية التي نشرت مقالتي، فهل يوافق دولة الرئيس وزيره على هذا التبرير للتعيين، وهل ثمة ظرف خاص وظرف اضطراري يجيران الحكومة - اية حكومة – على تعيين فلان او عدم تعيين فلان في هذا الموقع او ذاك.
لقد تحدي الوزير الفاخوري مواطنيه بما اعلنه في مؤتمره عندما قال ان الحكومة تعين من تشاء وليس من حق احد ان يسأله عن هذا التعيين او يطالبها بتريره، وما لدي من معلومات ان تعيين صالح القلاب جاء على صورة زواج البدل( انا اعين فلاناً وانت تعين لي فلاناً) ولا اريد ان افصل حتى لا يعرف كل الوزراء ما وراء هذا التعيين من تبادل مصالح لا علاقة لها ( بالظرف الخاص) او ( بالظرف الأضطراري) .
هذه الحكومة لم تأت إلينا بأنقلاب عسكري – لاقدر الله – وانما جاءت بإرادة ملكية سامية حددت لها المنطلقات والأهداف وركزت على العمل الجاد والشفافية التامة، وفي غياب مجلس النواب تتولى الصحافة الحرة مسؤولية مراقبة الحكومة فأين هي الشفافية في تعيين موظف حكومي واضفاء الضباب والسرية على أسباب تعيينه ؟ ولماذا يكتفي بعض وزراء الحكومة بعبارة ( انا حرة) في تبرير أقواله وأفعاله؟
تعرف – دولة الرئيس – ان الأردنيين متعبون بالجوع والمرض والبطالة وتكميم الأفواه والقوانين المؤقته غير الدستورية ومصائب وأوجاع كثيرة ، وان الأردنيين يقولون ( لاقيني ولا تعشيني) أي ابتسم في وجهي واصدق القول معي وليكن المسؤول قدوة للناس في الخلق والاستقامة والتصدي للواجب والوفاء للقسم الغليظ على الكتب المقدسة و بين يدي جلالة الملك، وتعرف أيضا حكم الإسلام في ان ابتسامتك في وجه اخيك صدقة اما ان يخرج علينا احد وزرائك المكلفين بمواجهة البيروقراطية وتطوير القطاع العام بلغة الباشا يخاطب بها ابناء أقنان مزرعته و عبيده ، فهذا ما لا يجوز وما لا نقبله وسنظل نواصل الحديث فيه وعنه حتى تكمل الحكومة عامها الأول وتغادر، او نصف عامها الثاني وتغادر ويظل لنا هذا الوطن الفقير الطيب الجميل.
ويا معالي الوزيرالذي سيطورنا ويطور قطاعنا العام ويدير شركاتنا الكبرى، أراهنك على قطع يدي اليسرى بأصابعها الخمسة – لأنني اكتب بيدي اليمنى – اذا كنت تعرف القليل او الكثير عن اسباب كل التعيينات التي تمت اوالتي على الطريق، وهذا الموقع يرحب بأي توضيح من معاليك على ما قلت انت وما كتبت انا ، يجيء منك او يكلف الناطق الرسمي بالتوضيح والرد دون ان ينفى ان صالح القلاب لم يعين وان بقية الوظائف العليا ما تزال شاغرة وان اللجنة الوزارية التي يتحدث عنها الناس بعد ان تحدثت عنها الحكومة لن تسمح بأي تجاوز على صلاحياتها في عدم التعيين!!
بقلم : خالد المحادين
قبل ايام تلقيت من دولتك اتصالاً هاتفياً كريماً، تحدثنا خلاله في موضوعات عامة ، وخاصة مقالتي الأخيرة ( دولة الرئيس ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل) والذي نشرته عدة مواقع زميلة ، كنت كما عرفتك دائما رقيقاً ورفيقاً ومحاوراً بكل تهذيبك المعهود، لم تهددني بتكسير راسي كما فعل احد وزرائك في جلسة صفاء مع اخوانه و منادميه ولم تهددني بقطع لساني كما فعل وزير آخر يتوهم ان الموقع يمكن ان يجعل منه شجاعاُ، ولم تسع دولة الرئيس الى استفزازي كما هو طبع الفاشلين والجبناء، ولم تقل لي وانا ابدي بعض الملاحظات انك حر وانك لست مستعداً ان يحاسبك احد او تستشير احداً فيما تقول وفيما تفعل وفيما تعين وفيما تطرد، ولأن هذا هو الخلق الرفيع الذي يجب ان يحرص عليه كل مسؤول، ويجعله وسيلة للحوار والمجادلة الحسنة، ولأن المسؤول الذي يفتقد هاتين الصفتين يمارس احتقاراً لشعبه ويمارس صلفا لا يغطي رعبه، رأيت ان اكتب اليك مرة رابعة، فالمسؤول الذي يفتقد أدب الحديث وادب الحوار وادب التصريح هو مسؤول فاشل، ليس لديه من الإنجاز ما يقدم نفسه به، فيتوهم ان اللسان الطويل يغطي كل فشله وكل سوءاته.
ما يزال الأردنيون يا دولة الرئيس يقيمون مسؤوليهم حسب حجم حيائهم ، فالشهادات لا تقدم للناس الا موظفين لا قيمة لهم اذا لم يحملوا درجة الدكتوراه في مخافة الله واحترام الناس وأداء الواجب بأمانة وإخلاص ، اذ ان من لا يحترم شعبه لا يحترم نفسه، واعتار عن وصف هذه الصورة برجل يبصق في مرآته فترتد بصفته الى وجهه ولا تصل الى وجه مواطن واحد.
ق بل ايام قليلة عقد عماد الفاخوري الذي يشغل اعلى من منصب في وزارة القطاع العام والمشروعات الكبرى مؤتمراً صحافياً، قال فيه من الكلام ما اكد لي حاجته لمتابعة ما تقول يا دولة الرئيس، كيف تتكلم و كيف تتصرف وكيف تحاور وكيف تتلقى النقد وحتى الهجوم بالصدر العريض الذي يجب ان يكون في عرض الوطن عندما تتولى مسؤولية عليا فيه، واشعر الآن كما شعرت مرات كثيرة كيف يمكن ان يكون لدنيا مسؤولون حملتهم الصدفة او الظروف الخاصة او الأسباب المجهولة، الى مواقعهم وانهم يفتقدون الحكمة في الحديث والحكمة في التصريح والحكمة في عقد اللقاءات الصحافية، ولا ادري ما اذا العماد الفاخوري يجيد اللغة العربية ، ولو كان يجيدها لما وقع في الخطأ وارتكب خطيئة احتقارنا، ولو انه تحدث بأسمه وباسم موقعه الرسمي الذي يشغله الآن بعد ان جاء دولتكم به إليه، لما وجدت نفسي مضطراً الى كتابة هذه المقالة ، اما وقد تحدث بأسم الحكومة ، فإن اقل ما اطالب به دولتك هو اجباره على الاعتذار للأردنيين جميعا على التحدي والصلف اللذين حكما كلماته المستفزة، ولو كنا في بلد ديمقراطي حقاً لأرسل الرأي العام أمثاله الى بيوتهم كأقل عقوبة يستحقها على إهانة شعبه، كما إنني لا أستطيع ان أتصور كيف يمكن ان يتحدث الينا اذا كان قسمه على الكتاب المقدس وقسمه على الألتزام بميثاق شرف الوزراء جاء على هذه الدرجة من الإزدراء وادارة الظهر ولو عدت الى تصريحاته في مؤتمره الصحافي لوجدت انه كان متواضعاً امام العبارة المشهورة ( انا فرنسا وفرنسا انا) فما قاله لا يختلف عن هذا ( انا والرئيس وثمانية و عشرون وزيراً الأردن والأردن انا والرئيس والثمانية و العشرون وزيراً) فلماذا كل هذا التواضع ؟ ولماذا كل هذا الخلق الرفيع؟ وربما لا يعرف صاحب المعالي هذا ان نصف رواد المقاهي هم وزراء سابقون، يذهبون ويبقى الأردن ويذهبون ويبقى الأردنيون.
لم يسيء السيد الفاخوري الينا كمواطنين فحسب، بل وقع في أخطاء كثيرة ليس اقلها إشارته الى تعيين صالح القلاب رئيسا لمجلس ‘ إدارة الإذاعة والتلفزيون، مبرراً هذا التعيين بما دعاه ( الظرف الخاص) وهو ما يعني باللغة العربية ( الظرف الأضطراري) وهذا يعني موافقته على ما سبق وكتبته عن هذا التعيين وعن شخص المعين، وحجم التعليقات الهائل الذي ظهر على المواقع الإلكترونية التي نشرت مقالتي، فهل يوافق دولة الرئيس وزيره على هذا التبرير للتعيين، وهل ثمة ظرف خاص وظرف اضطراري يجيران الحكومة - اية حكومة – على تعيين فلان او عدم تعيين فلان في هذا الموقع او ذاك.
لقد تحدي الوزير الفاخوري مواطنيه بما اعلنه في مؤتمره عندما قال ان الحكومة تعين من تشاء وليس من حق احد ان يسأله عن هذا التعيين او يطالبها بتريره، وما لدي من معلومات ان تعيين صالح القلاب جاء على صورة زواج البدل( انا اعين فلاناً وانت تعين لي فلاناً) ولا اريد ان افصل حتى لا يعرف كل الوزراء ما وراء هذا التعيين من تبادل مصالح لا علاقة لها ( بالظرف الخاص) او ( بالظرف الأضطراري) .
هذه الحكومة لم تأت إلينا بأنقلاب عسكري – لاقدر الله – وانما جاءت بإرادة ملكية سامية حددت لها المنطلقات والأهداف وركزت على العمل الجاد والشفافية التامة، وفي غياب مجلس النواب تتولى الصحافة الحرة مسؤولية مراقبة الحكومة فأين هي الشفافية في تعيين موظف حكومي واضفاء الضباب والسرية على أسباب تعيينه ؟ ولماذا يكتفي بعض وزراء الحكومة بعبارة ( انا حرة) في تبرير أقواله وأفعاله؟
تعرف – دولة الرئيس – ان الأردنيين متعبون بالجوع والمرض والبطالة وتكميم الأفواه والقوانين المؤقته غير الدستورية ومصائب وأوجاع كثيرة ، وان الأردنيين يقولون ( لاقيني ولا تعشيني) أي ابتسم في وجهي واصدق القول معي وليكن المسؤول قدوة للناس في الخلق والاستقامة والتصدي للواجب والوفاء للقسم الغليظ على الكتب المقدسة و بين يدي جلالة الملك، وتعرف أيضا حكم الإسلام في ان ابتسامتك في وجه اخيك صدقة اما ان يخرج علينا احد وزرائك المكلفين بمواجهة البيروقراطية وتطوير القطاع العام بلغة الباشا يخاطب بها ابناء أقنان مزرعته و عبيده ، فهذا ما لا يجوز وما لا نقبله وسنظل نواصل الحديث فيه وعنه حتى تكمل الحكومة عامها الأول وتغادر، او نصف عامها الثاني وتغادر ويظل لنا هذا الوطن الفقير الطيب الجميل.
ويا معالي الوزيرالذي سيطورنا ويطور قطاعنا العام ويدير شركاتنا الكبرى، أراهنك على قطع يدي اليسرى بأصابعها الخمسة – لأنني اكتب بيدي اليمنى – اذا كنت تعرف القليل او الكثير عن اسباب كل التعيينات التي تمت اوالتي على الطريق، وهذا الموقع يرحب بأي توضيح من معاليك على ما قلت انت وما كتبت انا ، يجيء منك او يكلف الناطق الرسمي بالتوضيح والرد دون ان ينفى ان صالح القلاب لم يعين وان بقية الوظائف العليا ما تزال شاغرة وان اللجنة الوزارية التي يتحدث عنها الناس بعد ان تحدثت عنها الحكومة لن تسمح بأي تجاوز على صلاحياتها في عدم التعيين!!
بقلم : خالد المحادين