أنيسة
07-02-2010, 13:44
من محاسن الإسلام وكمال الشريعة إيمانها بقيمة الجمال والاهتمام به، من خلال عددٍ من الأوامر الشرعية والأحكام التعبدية، التي تدعو إلى التزيّن وحسن المظهر واعتبار ذلك من الأمور الممدوحة شرعاً، كقوله – صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله جميل يحب الجمال) رواه مسلم، وقوله أيضاً: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) رواه الترمذي .
من هذا المنطلق كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خير أسوةٍ وأفضل قدوة، بما اشتُهر به من جمال الهيئة، وحسن السمت، والاعتناء بالزينة، ليجمع بين جمال الروح وأناقة المظهر، وطيب الرائحة .
فكان – صلى الله عليه وسلم – يعتني بترجيل شعره، وتسريح لحيته، وكان لديه شعرٌ طويل يصل إلى أذنيه، كما قال البراء بن عازب رضي الله عنه: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - له شعر يبلغ شحمة أذنيه)... متفق عليه .
وعندما يطول شعر – صلى الله عليه وسلم – كان يربطه على شكل ضفائر، ويدلّ عليه قول أم هانئ رضي الله عنها: (قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة وله أربع غدائر) رواه أبو داود .
وفي أوّل أمره كان – صلى الله عليه وسلم - يسدل شعره مخالفةً لمشركي مكّة، وموافقةً لأهل الكتاب، والمقصود بإسدال الشعر إرساله دون تفريق، وبعد ذلك صار يفرق رأسه فرقتين، مبتدئاً بالجهة اليُمنى كعادته في التيامن، ودليل ما سبق قول ابن عباس رضي الله عنه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رأسه) رواه البخاري .
وكان - صلى الله عليه وسلم – يحبّ التيمّن في شأنه كلّه، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليحب التيمن في طهّوره إذا تطهّر، وفي ترجّله إذا ترجّل، وفي انتعاله إذا انتعل) رواه مسلم، والترجّل هو تسريح الشعر .
وفي كلّ الأحوال، لم يكن اهتمام النبي – صلى الله عليه وسلم – بشعره مبالغاً فيه، بل كان يحذّر من الإفراط في ذلك، كما روى عبدالله بن مغفل أن النبي – صلى الله عليه وسلم - نهى عن الترجّل إلا غبّا – أي بين الحين والآخر -، رواه الترمذي .
واختلف أصحابه رضي الله عنهم في استعمال النبي – صلى الله عليه وسلم – للخضاب، فقال بعضهم: خضب، وقال آخرون: لم يخضب، والجمع بينها كما قال الإمام النووي: (والمختار أنه - صلى الله عليه وسلم - صبغ في وقتٍ وتركه في معظم الأوقات، فأخبر كلٌّ بما رأى وهو صادق، وهذا التأويل كالمتعيّن).
وعندما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحلق رأسه لا يترك من شعره شيئاً، يقول الإمام ابن القيم: (وكان هديه – صلى الله عليه وسلم – في حلق الرأس تركه كله، أو أخذه كله، ولم يكن يحلق بعضه، ويدع بعضه، ولم يحفظ عنه حلقه إلا في نسك).
ومن هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في الزينة، استعماله للكحل، وكانت لديه مكحلة يكتحل منها كل ليلة، ويفضّل استخدام (الإثمد) وهو أجود أنواع الكحل، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اكتحلوا بالإثمد ؛ فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر) رواه الترمذي .
كذلك كانت للنبي – صلى الله عليه وسلم – عنايةٌ خاصة بسنن الفطرة، كتوفير لحيته وإعفائها، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يرون لحيته من وراء ظهره، يشير إليه قول خباب بن الأرت رضي الله عنه عندما سأله أبو معمر عن كيفيّة معرفتهم بقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الظهر والعصر، فقال له: باضطراب لحيته – أي تحرّكها -، رواه البخاري .
ومن سنن الفطرة التي عمل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قص الشارب، وكان يأمر بذلك أصحابه، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (قصوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس) بل صحّ عنه عليه الصلاة والسلام قوله: (من لم يأخذ شاربه فليس منا) رواه أحمد .
وكذلك كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتني بنظافة فمه، ويُكثر من استخدام السواك، حال إفطاره وصومه، وعند وضوئه أو صلاته، وعند استيقاظه من نومه، وحين دخوله لمنزله، حتى في لحظاته الأخيرة أمر عائشة أن تأتيه بالسواك، ليلقى ربّه بأطيب رائحة.
وأما عن ملابسه فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يلبس من الثياب أحلاها، سواءٌ في ذلك عمامته وإزاره وكساؤه، وبردته وعمامته، وخفّه ونعله .
كما اتخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – خاتماً من فضّة، وكان فصّه من الحبشة يجعله مما يلي كفّه، ويلبس الخاتم في خنصره، وقد اتخذه ليختم به الرسائل التي كان يُرسلها إلى الملوك والأمراء.
وللطيب في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – شأنٌ آخر، فقد أحبّه حبّاً شديداً لا يكاد يوازيه شيء من أمور الدنيا، وقال في ذلك: (حُبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب) رواه النسائي، ولذلك كان لا يردّ الطيب من أحدٍ أبداً .
وكان له – صلى الله عليه وسلم – سُكّة يتطيّب منها – وهي نوعٌ من الطيب أو وعاء فيه طيب مجتمع -، وكان أحبّ الطيب إليه المسك ـ، وتذكر عائشة رضي الله عنها عن تطيّبه حال إحرامه فتقول: (كأني انظر إلى وبيص المسك – أي بريقه - في مفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم) رواه مسلم .
وهكذا يعلّمنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بسنّته العملية كيف يكون المؤمن معتنياً بمظهره كاعتنائه بمخبره، ليتحقّق التوازن المنشود في الشخصيّة المسلمة، والذي تفتقده المناهج الأرضيّة والديانات المحرّفة.
منقول الأمانة
من هذا المنطلق كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خير أسوةٍ وأفضل قدوة، بما اشتُهر به من جمال الهيئة، وحسن السمت، والاعتناء بالزينة، ليجمع بين جمال الروح وأناقة المظهر، وطيب الرائحة .
فكان – صلى الله عليه وسلم – يعتني بترجيل شعره، وتسريح لحيته، وكان لديه شعرٌ طويل يصل إلى أذنيه، كما قال البراء بن عازب رضي الله عنه: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - له شعر يبلغ شحمة أذنيه)... متفق عليه .
وعندما يطول شعر – صلى الله عليه وسلم – كان يربطه على شكل ضفائر، ويدلّ عليه قول أم هانئ رضي الله عنها: (قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة وله أربع غدائر) رواه أبو داود .
وفي أوّل أمره كان – صلى الله عليه وسلم - يسدل شعره مخالفةً لمشركي مكّة، وموافقةً لأهل الكتاب، والمقصود بإسدال الشعر إرساله دون تفريق، وبعد ذلك صار يفرق رأسه فرقتين، مبتدئاً بالجهة اليُمنى كعادته في التيامن، ودليل ما سبق قول ابن عباس رضي الله عنه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رأسه) رواه البخاري .
وكان - صلى الله عليه وسلم – يحبّ التيمّن في شأنه كلّه، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليحب التيمن في طهّوره إذا تطهّر، وفي ترجّله إذا ترجّل، وفي انتعاله إذا انتعل) رواه مسلم، والترجّل هو تسريح الشعر .
وفي كلّ الأحوال، لم يكن اهتمام النبي – صلى الله عليه وسلم – بشعره مبالغاً فيه، بل كان يحذّر من الإفراط في ذلك، كما روى عبدالله بن مغفل أن النبي – صلى الله عليه وسلم - نهى عن الترجّل إلا غبّا – أي بين الحين والآخر -، رواه الترمذي .
واختلف أصحابه رضي الله عنهم في استعمال النبي – صلى الله عليه وسلم – للخضاب، فقال بعضهم: خضب، وقال آخرون: لم يخضب، والجمع بينها كما قال الإمام النووي: (والمختار أنه - صلى الله عليه وسلم - صبغ في وقتٍ وتركه في معظم الأوقات، فأخبر كلٌّ بما رأى وهو صادق، وهذا التأويل كالمتعيّن).
وعندما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحلق رأسه لا يترك من شعره شيئاً، يقول الإمام ابن القيم: (وكان هديه – صلى الله عليه وسلم – في حلق الرأس تركه كله، أو أخذه كله، ولم يكن يحلق بعضه، ويدع بعضه، ولم يحفظ عنه حلقه إلا في نسك).
ومن هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في الزينة، استعماله للكحل، وكانت لديه مكحلة يكتحل منها كل ليلة، ويفضّل استخدام (الإثمد) وهو أجود أنواع الكحل، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اكتحلوا بالإثمد ؛ فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر) رواه الترمذي .
كذلك كانت للنبي – صلى الله عليه وسلم – عنايةٌ خاصة بسنن الفطرة، كتوفير لحيته وإعفائها، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يرون لحيته من وراء ظهره، يشير إليه قول خباب بن الأرت رضي الله عنه عندما سأله أبو معمر عن كيفيّة معرفتهم بقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الظهر والعصر، فقال له: باضطراب لحيته – أي تحرّكها -، رواه البخاري .
ومن سنن الفطرة التي عمل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قص الشارب، وكان يأمر بذلك أصحابه، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (قصوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس) بل صحّ عنه عليه الصلاة والسلام قوله: (من لم يأخذ شاربه فليس منا) رواه أحمد .
وكذلك كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتني بنظافة فمه، ويُكثر من استخدام السواك، حال إفطاره وصومه، وعند وضوئه أو صلاته، وعند استيقاظه من نومه، وحين دخوله لمنزله، حتى في لحظاته الأخيرة أمر عائشة أن تأتيه بالسواك، ليلقى ربّه بأطيب رائحة.
وأما عن ملابسه فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يلبس من الثياب أحلاها، سواءٌ في ذلك عمامته وإزاره وكساؤه، وبردته وعمامته، وخفّه ونعله .
كما اتخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – خاتماً من فضّة، وكان فصّه من الحبشة يجعله مما يلي كفّه، ويلبس الخاتم في خنصره، وقد اتخذه ليختم به الرسائل التي كان يُرسلها إلى الملوك والأمراء.
وللطيب في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – شأنٌ آخر، فقد أحبّه حبّاً شديداً لا يكاد يوازيه شيء من أمور الدنيا، وقال في ذلك: (حُبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب) رواه النسائي، ولذلك كان لا يردّ الطيب من أحدٍ أبداً .
وكان له – صلى الله عليه وسلم – سُكّة يتطيّب منها – وهي نوعٌ من الطيب أو وعاء فيه طيب مجتمع -، وكان أحبّ الطيب إليه المسك ـ، وتذكر عائشة رضي الله عنها عن تطيّبه حال إحرامه فتقول: (كأني انظر إلى وبيص المسك – أي بريقه - في مفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم) رواه مسلم .
وهكذا يعلّمنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بسنّته العملية كيف يكون المؤمن معتنياً بمظهره كاعتنائه بمخبره، ليتحقّق التوازن المنشود في الشخصيّة المسلمة، والذي تفتقده المناهج الأرضيّة والديانات المحرّفة.
منقول الأمانة