فلسطين
22-01-2010, 06:15
هجر الزوج لزوجته وأسبابه
• آراء المفسرين.
• رؤية الطب النفسي. (http://www.ikhwanonline.net/Article.asp?ArtID=1744&SecID=321#2)
• آراء المفسرين:
ذكر المفسرون في معنى قوله تعالى ﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..﴾ (النساء:34) عن ابن عباس وغيره في تفسير القرطبي: الهجر في المضاجع هو أن يُضاجعها ويُوليها ظهره ولا يجامعها، وفي تفسير الرازي: فإن أصرّت على النشوز؛ فعند ذلك يهجرها في المضطجع وفي ضمنه امتناعه من كلامها، وقال ابن عباب وعكرمة والضحاك والسدي في تفسير الجصاص: المقصود بالهجر: هجر الكلام، وقال سعيد بن جبير: هجر الجماع، وقال مجاهد والشعبي: هجر المضاجعة، قال الشافعي: ولا يزيد في هجره الكلام ثلاثًا، وأيضًا إذا هجرها في المضطجع، فإن كانت تحب الزوج شقَّ ذلك عليها فتترك النشوز، وإن كانت تبغضه وافقها ذلك الهجران، فكان ذلك دليلاً على كمال نشوزها.
جاء في تفسير المنار: لا يتحقق هذا بهجر المضجع نفسه وهو الفراش، ولا بهجر الحجرة التي يكون فيها الاضطجاع، وإنما يتحقق بالهجر في الفراش نفسه، وفي الهجر في المضطجع نفسه معنى لا يتحقق بهجر المضطجع أو البيت؛ لأن الاجتماع في المضطجع هو الذي يهيج شعور الزوجية فتسكن نفس كل من الزوجين إلى الآخر، ويزول اضطرابهما الذي أثارته الحوادث قبل ذلك، فإذا هجر الزوج زوجته وأعرض عنها في هذه الحالة احتمل أن يدعوها ذلك الشعور والسكون النفسي إلى سؤاله عن السبب ويهبط من نشز المخالفة إلى مستوى الموافقة.
يقول د."عبد الكريم زيدان"- في المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم-: الراجح في معنى الآية هجرها في المضجع نفسه، أي هجرها في مكان النوم الذي ينامان فيه عادةً؛ بأن يوليها ظهره ولا يجامعها ولا يكلمها إلا بقدر قليل جدًا حتى لا يضطر إلى كلامها إلا بعد ثلاثة أيام، لأنه لا يجوز عدم كلامها أكثر من ثلاثة أيام.
ولأن هذا الهجر في فراش النوم وعدم جماعها وعدم التحدث معها إلا قليلاً يُشعر الزوجة بجدية الزوج في تصرفه وهجره لها، وأن هناك ما يزعجه منها حقًا إلى درجة أنه لا يرغب في وطئها وهي في فراش النوم، وأنه قادر على حبس نفسه عن وطئها، وقد يُحملها ذلك كله على ترك نشوزها والرجوع عن عصيانها.
• رؤية الطب النفسي: http://www.ikhwanonline.net/Data/2003/8/31/back%5B1%5D.jpg (http://www.ikhwanonline.net/Article.asp?ArtID=1744&SecID=321#3)
مراحل اللقاء الجنسي كما ذُكرت في التصنيف الأمريكي الأخير للأمراض النفسية في دراسة مهمة:
المرحلة الأولى: مرحلة الرغبة، وهي تُوصف بأنها مرحلة تُعبر عن دوافع الإنسان وأشواقه وشخصيته، وأنها تتميز بالخيالات الجنسية والرغبة في ممارسة الجنس.
المرحلة الثانية: مرحلة الإثارة، وهي تتكون من شعور شخصي (ذاتي) بالنشوة الجنسية، وتكون مصحوبة بتغيرات فسيولوجية.
المرحلة الثالثة: مرحلة ذروة المتعة، وهي تتميز بالوصول لقمة النشوة الجنسية.
المرحلة الرابعة: مرحلة الاسترخاء، وتتميز بالإحساس العام بالراحة.
فالعامل النفسي يكاد يكون القاسم المشترك لكل المراحل إن لم يكن هو العامل الأساسي
وكأن النصوص التي ذكرناها سابقًا إذا توازت مع تلك المراحل الأربع تتحدث عن الهجر على مقصودات ثلاثة:
هجر المضاجعة: أي ترك النوم مع الزوجة في فراش واحد.
هجر الجمـاع: أي النوم معها في نفس الفراش، ولكن دون جماع عمدًا.
هجر الكـلام: وهو إضافة عدم الكلام إلى عدم الجماع والمضاجعة.
والأبحاث العلمية الحديثة تُؤكد على الدور الكبير للناحية النفسية في العلاقة الجنسية، ودور الاضطراب النفسي في غياب التوافق الجنسي.
بل إن هذه الأبحاث ترسم منحنى لمراحل اللقاء الجنسي يتوازى فيها الانفعال النفسي مع الأداء الجسدي، ويتكامل معه، بحيث إن أي خلل في أحدهما يؤثر على الآخر، ومن المعروف أن الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق بأنواعها تؤثر على الأداء الجنسي للزوجين بشكل قد يصل إلى الفشل الكامل، ولذا أصبح باب الاضطرابات الجنسية من أهم الأبواب التي يتواصل تضخمها في مكانها وسط فروع تخصص الطب النفسي.
وعليه فإن الهجر في المضاجع ليس عقابًا جسديًا، كما نجد في اعتقاد الكثيرين، بل هو تعبير نفسي جسدي يقول به الرجل لزوجته: إنه لا يرغب في معاشرتها لما بدر عنها مما اعتبره هو نشوزًا؛ حتى إن غضبه منها غلب رغبته فيها، وسكنه إليها؛ لأنها لما لم تطعه، أو بدر منها ما خاف معه نشوزها أصبح هذا متنافيًا مع معنى السكن الذي هو من لوازم ومقاصد الحياة الزوجية فكأنه يقول لها: لا يمكن أن يسكن الإنسان لمن يغضبه، ويعبّر عن هذه الحالة من عدم السكن تعبيرًا معنويًا بعدم الكلام أو الملاطفة، وتعبيرًا ماديًا بهجر الجماع أو الفراش أو هجرهما معًا.
وقد يكون في الهجر فرصة للرجل أن يُراجع نفسه وموقفه لعل ما بدر من زوجته لم يكن يستحق الهجر فيعود إلى الوعظ والكلام، أو أنها كانت تستحق الهجر وزيادة، وعندها ينتقل إلى التدبير التالي وهو الضرب.
ولنا- من قبل ومن بعد- في رسول الله أسوة حسنة فهو قد غضب من زوجاته غير مرة، وقد فعلن ما أثار غضبه مرات، ولكنه- صلى الله عليه وسلم- لم يهجر إحداهن أبدًا على فعلٍ أغضبه، إلا بأمر من الله في موقف التوسعة في النفقة، ونحسب أن الذي يهجر زوجته لغير ضرورة قصوى ويجعل الهجر أخف الأضرار يكون مخالفًا لسنة رسول الله الفعلية، وسيرته العملية.
• آراء المفسرين.
• رؤية الطب النفسي. (http://www.ikhwanonline.net/Article.asp?ArtID=1744&SecID=321#2)
• آراء المفسرين:
ذكر المفسرون في معنى قوله تعالى ﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..﴾ (النساء:34) عن ابن عباس وغيره في تفسير القرطبي: الهجر في المضاجع هو أن يُضاجعها ويُوليها ظهره ولا يجامعها، وفي تفسير الرازي: فإن أصرّت على النشوز؛ فعند ذلك يهجرها في المضطجع وفي ضمنه امتناعه من كلامها، وقال ابن عباب وعكرمة والضحاك والسدي في تفسير الجصاص: المقصود بالهجر: هجر الكلام، وقال سعيد بن جبير: هجر الجماع، وقال مجاهد والشعبي: هجر المضاجعة، قال الشافعي: ولا يزيد في هجره الكلام ثلاثًا، وأيضًا إذا هجرها في المضطجع، فإن كانت تحب الزوج شقَّ ذلك عليها فتترك النشوز، وإن كانت تبغضه وافقها ذلك الهجران، فكان ذلك دليلاً على كمال نشوزها.
جاء في تفسير المنار: لا يتحقق هذا بهجر المضجع نفسه وهو الفراش، ولا بهجر الحجرة التي يكون فيها الاضطجاع، وإنما يتحقق بالهجر في الفراش نفسه، وفي الهجر في المضطجع نفسه معنى لا يتحقق بهجر المضطجع أو البيت؛ لأن الاجتماع في المضطجع هو الذي يهيج شعور الزوجية فتسكن نفس كل من الزوجين إلى الآخر، ويزول اضطرابهما الذي أثارته الحوادث قبل ذلك، فإذا هجر الزوج زوجته وأعرض عنها في هذه الحالة احتمل أن يدعوها ذلك الشعور والسكون النفسي إلى سؤاله عن السبب ويهبط من نشز المخالفة إلى مستوى الموافقة.
يقول د."عبد الكريم زيدان"- في المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم-: الراجح في معنى الآية هجرها في المضجع نفسه، أي هجرها في مكان النوم الذي ينامان فيه عادةً؛ بأن يوليها ظهره ولا يجامعها ولا يكلمها إلا بقدر قليل جدًا حتى لا يضطر إلى كلامها إلا بعد ثلاثة أيام، لأنه لا يجوز عدم كلامها أكثر من ثلاثة أيام.
ولأن هذا الهجر في فراش النوم وعدم جماعها وعدم التحدث معها إلا قليلاً يُشعر الزوجة بجدية الزوج في تصرفه وهجره لها، وأن هناك ما يزعجه منها حقًا إلى درجة أنه لا يرغب في وطئها وهي في فراش النوم، وأنه قادر على حبس نفسه عن وطئها، وقد يُحملها ذلك كله على ترك نشوزها والرجوع عن عصيانها.
• رؤية الطب النفسي: http://www.ikhwanonline.net/Data/2003/8/31/back%5B1%5D.jpg (http://www.ikhwanonline.net/Article.asp?ArtID=1744&SecID=321#3)
مراحل اللقاء الجنسي كما ذُكرت في التصنيف الأمريكي الأخير للأمراض النفسية في دراسة مهمة:
المرحلة الأولى: مرحلة الرغبة، وهي تُوصف بأنها مرحلة تُعبر عن دوافع الإنسان وأشواقه وشخصيته، وأنها تتميز بالخيالات الجنسية والرغبة في ممارسة الجنس.
المرحلة الثانية: مرحلة الإثارة، وهي تتكون من شعور شخصي (ذاتي) بالنشوة الجنسية، وتكون مصحوبة بتغيرات فسيولوجية.
المرحلة الثالثة: مرحلة ذروة المتعة، وهي تتميز بالوصول لقمة النشوة الجنسية.
المرحلة الرابعة: مرحلة الاسترخاء، وتتميز بالإحساس العام بالراحة.
فالعامل النفسي يكاد يكون القاسم المشترك لكل المراحل إن لم يكن هو العامل الأساسي
وكأن النصوص التي ذكرناها سابقًا إذا توازت مع تلك المراحل الأربع تتحدث عن الهجر على مقصودات ثلاثة:
هجر المضاجعة: أي ترك النوم مع الزوجة في فراش واحد.
هجر الجمـاع: أي النوم معها في نفس الفراش، ولكن دون جماع عمدًا.
هجر الكـلام: وهو إضافة عدم الكلام إلى عدم الجماع والمضاجعة.
والأبحاث العلمية الحديثة تُؤكد على الدور الكبير للناحية النفسية في العلاقة الجنسية، ودور الاضطراب النفسي في غياب التوافق الجنسي.
بل إن هذه الأبحاث ترسم منحنى لمراحل اللقاء الجنسي يتوازى فيها الانفعال النفسي مع الأداء الجسدي، ويتكامل معه، بحيث إن أي خلل في أحدهما يؤثر على الآخر، ومن المعروف أن الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق بأنواعها تؤثر على الأداء الجنسي للزوجين بشكل قد يصل إلى الفشل الكامل، ولذا أصبح باب الاضطرابات الجنسية من أهم الأبواب التي يتواصل تضخمها في مكانها وسط فروع تخصص الطب النفسي.
وعليه فإن الهجر في المضاجع ليس عقابًا جسديًا، كما نجد في اعتقاد الكثيرين، بل هو تعبير نفسي جسدي يقول به الرجل لزوجته: إنه لا يرغب في معاشرتها لما بدر عنها مما اعتبره هو نشوزًا؛ حتى إن غضبه منها غلب رغبته فيها، وسكنه إليها؛ لأنها لما لم تطعه، أو بدر منها ما خاف معه نشوزها أصبح هذا متنافيًا مع معنى السكن الذي هو من لوازم ومقاصد الحياة الزوجية فكأنه يقول لها: لا يمكن أن يسكن الإنسان لمن يغضبه، ويعبّر عن هذه الحالة من عدم السكن تعبيرًا معنويًا بعدم الكلام أو الملاطفة، وتعبيرًا ماديًا بهجر الجماع أو الفراش أو هجرهما معًا.
وقد يكون في الهجر فرصة للرجل أن يُراجع نفسه وموقفه لعل ما بدر من زوجته لم يكن يستحق الهجر فيعود إلى الوعظ والكلام، أو أنها كانت تستحق الهجر وزيادة، وعندها ينتقل إلى التدبير التالي وهو الضرب.
ولنا- من قبل ومن بعد- في رسول الله أسوة حسنة فهو قد غضب من زوجاته غير مرة، وقد فعلن ما أثار غضبه مرات، ولكنه- صلى الله عليه وسلم- لم يهجر إحداهن أبدًا على فعلٍ أغضبه، إلا بأمر من الله في موقف التوسعة في النفقة، ونحسب أن الذي يهجر زوجته لغير ضرورة قصوى ويجعل الهجر أخف الأضرار يكون مخالفًا لسنة رسول الله الفعلية، وسيرته العملية.