المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأساليب التربوية عند رسول البشرية


فلسطين
17-01-2010, 18:48
من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية مايلي:

1 - التربية بالقصة:

إن القصةأمرمحبب للناس، وتترك أثرهافي النفوس،ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن، وأخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه فقال:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ماكان حديثاً يفترى} وأمرنبيه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: {واقصص القصص
لعلهم يتفكرون} ولهذافقدسلك النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج واستخدم هذا الأسلوب.

شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- وهوخباب بن الأرت رضي الله عنه-يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياًله ما أصابه فيقول رضي الله عنه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسدبردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: (لقدكان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسيرالراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله).. [رواه البخاري 3852]

وحفظت لنا السنة النبويةالعديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قصةمن القصص،فمن ذلك:قصةالثلاثةالذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصةالذي قتل مائة نفس، وقصةالأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود... وغيرها كثير.

2 - التربية بالموعظة:

للموعظة أثرها البالغ في النفوس، لذا فلم يكن المربي الأول صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم يغيب عنه هذا الأمرأو يهمله فقد كان كماوصفه أحدأصحابه وهو ابن مسعود - رضي الله عنه -: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا
بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا) [رواه البخاري 68].

ويحكي أحدأصحابه وهو العرباض بن سارية-رضي الله عنه-عن موعظة وعظها إياهم النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول:وعظنارسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة،وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافاكثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ) [رواه الترمذي 2676، وابن ماجه 42] وحتى تترك الموعظة أثرها ينبغي أن تكون تخولاً ، وألا تكون بصفةدائمة .

عن أبي وائل قال كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كماكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا [رواه البخاري 70، ومسلم 2821].

3 - الجمع بين الترغيب والترهيب:

النفس البشرية فيها إقبال وإدبار، وفيها شرّة وفترة، ومن ثم كان المنهج التربوي الإسلامي يتعامل مع هذه النفس بكل هذه الاعتبارات، ومن ذلك الجمع بين الترغيب والترهيب، والرجاء والخوف.

عن أنس -رضي الله عنه-قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبةماسمعت مثلها قط: (قال لو تعلمون ماأعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً) قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين [رواه البخاري 4621، ومسلم].

ومن أحاديث الرجاء والترغيب ماحدث به أبو ذر-رضي الله عنه-قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:(ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:(وإن زنى وإن سرق) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر) وكان أبو ذرإذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر [رواه البخاري (5827) ومسلم (94) ].

وعن هريرة -رضي الله عنه- قال كناقعوداحول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر في نفرفقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا،وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع،فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاًللأنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد،فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والربيع الجدول- فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبو هريرة؟) فقلت: نعم يارسول الله، قال: (ما شأنك؟) قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذاالحائط فاحتفزت كمايحتفزالثعلب، وهؤلاءالناس ورائي، فقال: (يا أبا هريرة)-وأعطاني نعليه- قال:(اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذاالحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة)…الحديث. [رواه مسلم (31)].

والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيراً ما نعتني بالترهيب ونركز عليه، وهو أمر مطلوب والنفوس تحتاج إليه، لكن لابد أن يضاف لذلك الترغيب، من خلال الترغيب في نعيم الجنة وثوابها، وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة الله، وذكر محاسن الإسلام وأثر تطبيقه على الناس، وقد استخدم القرآن الكريم هذا المسلك فقال تعالى:{ولو أن أهل القرى …} {ولو أنهم أقاموا التوراة …}.

4 - الإقناع العقلي:

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، قالوا: مه مه، فقال: (ادنه) فدنا منه قريباً قال:فجلس قال:(أتحبه لأمك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟)
قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم)
قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا
الناس يحبونه لعماتهم) قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني
الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه
وقال: (اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى
يلتفت إلى شيء [رواه أحمد ].

إن هذاالشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه،مما يدفعه إلى أن يكسر حاجز الحياء، ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم المربي المعلم لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو؟

لقدجاءهذاالشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً، فأدرك صلى الله عليه وسلم هذا الجانب الخير فيه، فما ذا كانت النتيجة: (فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء).

5 - استخدام الحوار والنقاش:

وخير مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم، فدعاهم صلى الله عليه وسلم،وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد-رضي الله عنه- فيقول: لماأفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا،فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟)

كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: (ما يمنعكم أن تجيبوارسول الله صلى الله عليه وسلم؟) قال كلماقال شيئا قالوا:الله ورسوله أمن قال:(لو شئتم قلتم جئتناكذاوكذا،أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرةفاصبرواحتى تلقوني على الحوض)[رواه البخاري(4330) ومسلم (1061)]

ففي هذاالموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوارمعهم،فوجه لهم سؤالاً وانتظرمنهم الإجابة،بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً:(ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم…).

6 - الإغلاظ والعقوبة:

وقد يُغلظ صلى الله عليه وسلم على من وقع في خطأأو يعاقبه: فعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة ممايطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً من يومئذ فقال: (أيهاالناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة) [رواه البخاري (90) ومسلم (466)].

وعن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطةفقال:(اعرف وكاءها-أو قال: وعاءها وعفاصها- ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء ربهافأدهاإليه) قال: فضالةالإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه -أو قال احمر وجهه- فقال: (وما لك ولها،معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها) قال: فضالة الغنم؟ قال: (لك أو لأخيك أو للذئب) [رواه البخاري (90) ومسلم (1722)].

وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذين الحديثين ( باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره).

وعن عبدالله بن عباس-رضي الله عنهما-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال:(يعمد أحدكم إلى جمرة من نارفيجعلها في يده) فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم:خذخاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. [رواه مسلم (2090)]

عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلا أكل عندرسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه [رواه مسلم (2021)].

إلا أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى الله عليه وسلم فقد كان الرفق هو الهدي الراتب له صلى الله عليه وسلم ، لكن حين يقتضي المقام الإغلاظ يغلظ صلى الله عليه وسلم ، ومن الأدلة على ذلك:


7 - الهجر:

واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الهجر في موقف مشهور في السيرة، حين تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- وأصحابه عن غزوة تبوك،فهجرهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يكلمهم أحد أكثر من شهر حتى تاب الله تبارك وتعالى عليهم.

إلا أن استخدام هذاالأسلوب لم يكن هدياًدائماً له صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أن رجلاً كان يشرب الخمروكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم…والمناط في ذلك هو تحقيقه للمصلحة، فمتى كان الهجر مصلحة وردع للمهجور شرع ذلك وإن كان فيه مفسدة وصد له حرم هجره.

8 - استخدام التوجيه غير المباشر:

ويتمثل التوجيه غير المباشر في أمور منها:

أ - كونه صلى الله عليه وسلم يقول ما بال أقوام، دون أن يخصص أحداً بعينه، ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعن عائشة -رضي الله عنها- فقالت أتتها بريرة تسألها في كتابتهافقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاءلي فلما جاء رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ذكرته ذلك قال النبي صلى اللهم عليه وسلم
ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله صلى اللهم عليه وسلم على المنبر فقال مابال أقوام يشترطون شروط اليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط [رواه البخاري (2735) ومسلم].

وحديث أنس -رضي الله عنه- أن نفرامن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لاآكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش فحمدالله وأثنى عليه فقال: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) [رواه البخاري (1401)].

ب - وأحياناًيثني على صفةفي الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير مباشرة، ومن ذلك مارواه عن عبدالله بن عمر-رضي الله عنهما-قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصهاعلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار،فإذاهي مطويةكطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذبالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن تراع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :(نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي بالليل) قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً [رواه البخاري
(3738-3739].

ج - وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل، عن أنس بن مالك أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال:
(لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه) [رواه أبو داود (4182)].

د - وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع، عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضباقد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال : إني لست بمجنون [ رواه البخاري (6115) ومسلم (2610)]

9 - استثمار المواقف والفرص:

عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه يوماًوإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته فقال صلى الله عليه وسلم :(أترون هذه طارحة ولدها في النار) قالوا: لا، قال:(والله لا يلقي حبيبه في النار؟) [رواه البخاري (5999) ومسلم (2754 ) ]


فلا يستوي أثرالمعاني حين تربط بصورمحسوسة،مع عرضهافي صورة مجردة جافة.

إن المواقف تستثيرمشhعرجياشةفي النفس،فحين يستثمرهذاالموقف يقع التعليم موقعه المناسب، ويبقى الحدث وما صاحبه من توجيه وتعليم صورة منقوشة في الذاكرة، تستعصي على النسيان.

والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في الوعظ، كما
في وعظه صلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر.

عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصارفانتهيناإلى القبر ولمايلحد فجلس رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا… ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبر وقتنته. [رواه ابو داوود (4753)]

ب ـ وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالإنسان، فيستثمر ذلك في ربطه بالله تبارك وتعالى.

عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسلم،قال فلما برأت خرجت، قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيت لوكانت عيناك لمابهماما كنت صانعاً؟) قال: قلت: لو كانتا عيناي لمابهما صبرت واحتسبت، قال: (لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك) [رواه أحمد].

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم مثل هذا الموقف لتقرير قضية مهمة لها شأنهاوأثرها كمافعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء،عن عبدالله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاءالرجل يعود مريضا قال: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ويمشي لك إلى الصلاة) [رواه أحمد (6564)].

إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلودوره في الحياة،فهو بين أن يتقدم بعبادة خالصة لله ، أو يساهم في نصرة دين الله والذب عنه .

ج- وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة، لكنه صلى الله عليه وسلم يستثمره ليربطه بهذاالمعنى عن جريربن عبدالله -رضي الله عنه- قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمرليلة يعني البدرفقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر،لا تضامون في رؤيته،فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [رواه البخاري (554) ومسلم].

د ـ وقديكون الموقف مثيراً،يستثيرالعاطفةوالمشاعر كمافي حديث أنس السابق في قصة المرأة.

10 - التشجيع والثناء:

سأله أبوهريرة ـ رضي الله عنه ـ يوماً : من أسعد الناس بشفاعتك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (لقد ظننت أن لا يسألني أحدعن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث) [رواه البخاري ( 99 )].

فتخيل معي أخي القارئ موقف أبي هريرة،وهو يسمع هذاالثناء، وهذه الشهادة من أستاذ الأساتذة، وشيخ المشايخ صلى الله عليه وسلم. بحرصه على العلم، بل وتفوقه على الكثير من أقرانه.وتصور كيف يكون أثر هذاالشعور دافعاً لمزيد من الحرص والاجتهاد والعناية.

وحين سأل أبيَ بن كعب: (أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم؟) فقال أبي: آية الكرسي. قال له صلى الله عليه وسلم (ليهنك العلم أبا المنذر)
[رواه مسلم (810) وأحمد (5/142)].

إن الأمر قد لا يعدو كلمة ثناء،أو عبارة تشجيع، تنقل الطالب مواقع ومراتب في سلم الحرص والاجتهاد. والنفس أياً كان شأنهاتميل إلى الرغبة في الشعور بالإنجاز. ويدفعها ثناء الناس -المنضبط- خطوات أكثر.

والتشجيع والثناء حث للآخرين، ودعوة غير مباشرة لهم لأن يسلكوا هذا الرجل الذي توجه الثناء له.

@حلا@
19-01-2010, 04:56
على سيد البشر وخاتم النبين ازكى الصلاة والتسليم

هو خير قدوه لنا صلى الله عليه وسلم

بس المشكلة بالتطبيق والعمل وليس المعرفة فقط

وهي احنا بالعموم بنحب شغلة نستمر يومين بالكثير اسبوع ونترك اي شغله بدها الاستمرارية

يسلمـــــــــــــو فلسطين طرح هادف ورائع الف الف شكر وجزاك الله كل خير

أنيسة
20-01-2010, 16:00
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا و حبيبنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
بارك الله فيك حبيبتي فلسطين أبدعت كعادتك في طرح أهم المواضيع القيّمة و المفيدة
جزاك الله الجنة و جعله في موازين حسناتك

ابو سلطان
20-01-2010, 21:53
اللهم صلي وسلم وبارك عليه
.
.