فلسطين
16-01-2010, 04:24
كان شعار الصحابي الجليل المجاهد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي يردده دائما، قولَ الله
تعالى: {انفروا خفافا وثقالاً}، وفي أول معركة لفتح القسطنطينية، أصيب المجاهد العظيم، وذهب قائد
جيشه ليعوده، وكانت أنفاسه تسابق أشواقه الى لقاء الله، فسأله القائد، وكان يزيد بن معاوية: ما حاجتك
أبا أيوب"؟ فأجاب: إذا مت فاحملوا جثماني فوق فرسي، وامضوا به الى أبعد مسافة ممكنة في أرض العدو
وادفنوني، حتى أسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبري يوم عبورها لفتح القسطنطينية. وكان له ما
أراد، فقبره اليوم في قلب القسطنطينية (استانبول). وقبل أن يغمر الاسلام تلك البقاع، كان أهل القسطنطينية
من الروم، ينظرون الى أبي أيوب في قبره نظرتهم الى قدّيس، ويقول المؤرخون: “وكان الروم يتعاهدون
قبره، ويزورونه، ويستسقون به اذا قحطوا”.
كان هذا المشهد العظيم يوم أن كانت أمة الإسلام عظيمة مُرضية لربها وخالقها، تعيش في ظل
دولة واحدة، يتساوى فيها العربي والأعجمي والأبيض والأسود تحت راية العقيدة الإسلامية التي جمعتهم
بعد فرقة، ووحدت صفوفهم بعد شتات. ولما هدمت تلك الدولة، وتفرق المسلمون أيادي سبأ، وأصبحوا
يعيشون في مزق كرتونية، كل شعب منهم بمزقتهم يفرحون، غضب عليهم ربهم وخالقهم أن عطلوا شرعه
واتبعوا أمر فرعون زمانهم وما أمر فرعون برشيد. لما فعلوا ذلك، سيطر عليهم أعداؤهم، فأخذوا جل
ما في أيديهم، وتركوهم جذاذاً، يتكففون غذاءهم، ويستجدون الحماية لأبنائهم وأراضيهم، كباسط كفيه إلى
الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال. لما فعلوا ذلك أصبحت انتماءاتهم وطنية
لا عقائدية، واهتماماتهم إقليمية محلية لا عالمية، وصارت أذواقهم فاسدة، وأمزجتهم عكرة، يقتتلون فيما
بينهم على أتفه الأسباب، ويتنافسون على خدمة أسيادهم الكفار، ويتشاحنون كأكباش النطاح وثيران الحلبات
والمصارعين المستأجرين لإثارة الناس وجمع الأموال.
ولا أدل على ذلك من إعلان حالة النفير العام في مصر والجزائر والسودان بسبب كرة القدم، حيث غصت
وسائل الإعلام بأخبار المشاحنات والاستنفارات والتعديات على الأنفس والممتلكات بين مشجعي الفريقين
المصري والجزائري على نحو غير مسبوق، بلغ حد تعيير الجزائريين للمصريين وتذكيرهم بخسارة مصر
الحرب أمام إسرائيل عام 1967 في ستة أيام، وأنهم قد باعوا فلسطين إلى اليهود”. وأعدوا أغنية توجهوا
بها إلى المصريين بالقول “اسمعوا أيها الفراعنة، لقد حلت عليكم اللعنة”. ورد مشجعون مصريون بالقول:
“كلماتكم ليست مهمة ولا تؤثر فينا، تحدثوا إلينا بالفرنسية لأن لغتكم العربية غير سليمة"، وعيروهم بمشاركة
الجيش المصري في حرب تحرير الجزائر من الفرنسيين. والأدهى من ذلك والأمر دخول “إسرائيل” على
الخط، حيث ذكرت صحيفة المصري اليوم أن السلطات المصرية أمرت بترحيل مراسل صحفي إسرائيلي
الجنسية جاء للقاهرة لتغطية مباراة مصر والجزائر، وتبنى موقفًامناصرًا للجزائر، وشجع الجزائريين على
الدخول في مواجهات مع المشجعين المصريين لعرضها في قنوات التلفزة الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية
المصري قد قال إن هناك جهات أجنبية تسعى لتعميق الخلاف بين مصر والجزائر. وكأنه لم يسمع بقصة
تحريش شاس بن قيس بين الأوس والخزرج! وأغبى منه من قال بأنه يهدي فوز الجزائر إلى المحاصرين في
غزة!!
واأسفاه... كل ماسبق يتم على وقع الانفجارات في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال، وأمام مشاهد القتل
والسحق وهدم البيوت في القدس والحصار الخانق على غزة. لم يشاهد أهل غزة الطائرات التي تنقل جموع
المشجعين وهم يحاصرون ولا يجدون قوت يومهم، ولم تتحرك الجيوش نصرة لعاصمة الرشيد وضحايا الفلوجة
وغزة ومخيم جنين، أو حرقة على دماء المسلمين في افغاتسنان وباكستان والصومال، ولم يحفل الزعماء
بالمسجد الأقصى الأسير ولا بصرخات الثكلى والأسرى والأطفال. كل تلك النوازل لم تخرج زعماء
الأنظمة من قصورهم ومنتجعاتهم، ولكنهم تحركوا بقوة من أجل مباراة لكرة القدم!
فبئسا لمن كان عقله في قدمه!!
تعالى: {انفروا خفافا وثقالاً}، وفي أول معركة لفتح القسطنطينية، أصيب المجاهد العظيم، وذهب قائد
جيشه ليعوده، وكانت أنفاسه تسابق أشواقه الى لقاء الله، فسأله القائد، وكان يزيد بن معاوية: ما حاجتك
أبا أيوب"؟ فأجاب: إذا مت فاحملوا جثماني فوق فرسي، وامضوا به الى أبعد مسافة ممكنة في أرض العدو
وادفنوني، حتى أسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبري يوم عبورها لفتح القسطنطينية. وكان له ما
أراد، فقبره اليوم في قلب القسطنطينية (استانبول). وقبل أن يغمر الاسلام تلك البقاع، كان أهل القسطنطينية
من الروم، ينظرون الى أبي أيوب في قبره نظرتهم الى قدّيس، ويقول المؤرخون: “وكان الروم يتعاهدون
قبره، ويزورونه، ويستسقون به اذا قحطوا”.
كان هذا المشهد العظيم يوم أن كانت أمة الإسلام عظيمة مُرضية لربها وخالقها، تعيش في ظل
دولة واحدة، يتساوى فيها العربي والأعجمي والأبيض والأسود تحت راية العقيدة الإسلامية التي جمعتهم
بعد فرقة، ووحدت صفوفهم بعد شتات. ولما هدمت تلك الدولة، وتفرق المسلمون أيادي سبأ، وأصبحوا
يعيشون في مزق كرتونية، كل شعب منهم بمزقتهم يفرحون، غضب عليهم ربهم وخالقهم أن عطلوا شرعه
واتبعوا أمر فرعون زمانهم وما أمر فرعون برشيد. لما فعلوا ذلك، سيطر عليهم أعداؤهم، فأخذوا جل
ما في أيديهم، وتركوهم جذاذاً، يتكففون غذاءهم، ويستجدون الحماية لأبنائهم وأراضيهم، كباسط كفيه إلى
الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال. لما فعلوا ذلك أصبحت انتماءاتهم وطنية
لا عقائدية، واهتماماتهم إقليمية محلية لا عالمية، وصارت أذواقهم فاسدة، وأمزجتهم عكرة، يقتتلون فيما
بينهم على أتفه الأسباب، ويتنافسون على خدمة أسيادهم الكفار، ويتشاحنون كأكباش النطاح وثيران الحلبات
والمصارعين المستأجرين لإثارة الناس وجمع الأموال.
ولا أدل على ذلك من إعلان حالة النفير العام في مصر والجزائر والسودان بسبب كرة القدم، حيث غصت
وسائل الإعلام بأخبار المشاحنات والاستنفارات والتعديات على الأنفس والممتلكات بين مشجعي الفريقين
المصري والجزائري على نحو غير مسبوق، بلغ حد تعيير الجزائريين للمصريين وتذكيرهم بخسارة مصر
الحرب أمام إسرائيل عام 1967 في ستة أيام، وأنهم قد باعوا فلسطين إلى اليهود”. وأعدوا أغنية توجهوا
بها إلى المصريين بالقول “اسمعوا أيها الفراعنة، لقد حلت عليكم اللعنة”. ورد مشجعون مصريون بالقول:
“كلماتكم ليست مهمة ولا تؤثر فينا، تحدثوا إلينا بالفرنسية لأن لغتكم العربية غير سليمة"، وعيروهم بمشاركة
الجيش المصري في حرب تحرير الجزائر من الفرنسيين. والأدهى من ذلك والأمر دخول “إسرائيل” على
الخط، حيث ذكرت صحيفة المصري اليوم أن السلطات المصرية أمرت بترحيل مراسل صحفي إسرائيلي
الجنسية جاء للقاهرة لتغطية مباراة مصر والجزائر، وتبنى موقفًامناصرًا للجزائر، وشجع الجزائريين على
الدخول في مواجهات مع المشجعين المصريين لعرضها في قنوات التلفزة الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية
المصري قد قال إن هناك جهات أجنبية تسعى لتعميق الخلاف بين مصر والجزائر. وكأنه لم يسمع بقصة
تحريش شاس بن قيس بين الأوس والخزرج! وأغبى منه من قال بأنه يهدي فوز الجزائر إلى المحاصرين في
غزة!!
واأسفاه... كل ماسبق يتم على وقع الانفجارات في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال، وأمام مشاهد القتل
والسحق وهدم البيوت في القدس والحصار الخانق على غزة. لم يشاهد أهل غزة الطائرات التي تنقل جموع
المشجعين وهم يحاصرون ولا يجدون قوت يومهم، ولم تتحرك الجيوش نصرة لعاصمة الرشيد وضحايا الفلوجة
وغزة ومخيم جنين، أو حرقة على دماء المسلمين في افغاتسنان وباكستان والصومال، ولم يحفل الزعماء
بالمسجد الأقصى الأسير ولا بصرخات الثكلى والأسرى والأطفال. كل تلك النوازل لم تخرج زعماء
الأنظمة من قصورهم ومنتجعاتهم، ولكنهم تحركوا بقوة من أجل مباراة لكرة القدم!
فبئسا لمن كان عقله في قدمه!!