م.محمود الحجاج
07-01-2010, 06:18
الكلمه أمانه , والقلم أمانه , والكتابة أمانه , والتعبير أمانه , والمقالة أمانه ...., ولعن الله من خان الامانه وضيعها , وحرف الكلم عن مواضعه , فالقلم والكلمه أمر مقدس وعظيم , أقسم بهما الخالق العظيم , لعظم شرفهما وقدسيته وأهميته ( ن , والقلم وما يسطرون ) والقلم أداة الفكر , والعلم , ومعول المعرفة , ومفتاح الحضارة , والبناء , والانجاز (قيدوا العلم بالكتابه ) والاصل عند الشرفاء , والاوفياء , وفرسان الكلمه , ونبلاء القلم , أن يكون القلم والكلمه رساله , وخلق , ودين , ومهنيه , ومصداقيه , وشفافيه ,وترجمه حيه لمشاعر الناس , ونقل صادق لنبض الشارع , وتعبير واضح لوجدان الامه , وإحترام لوقت القراء وعقولهم , ونصح كبير للشعب والمسؤول , وللحاكم والمحكوم بكل مصداقيه ومسؤوليه وأمانه , وبحث جاد عن الحقيقه لاجل الحقيقه ومصلحة الوطن والمواطن , والبلد وما ولد .
لذلك فان هذه المهنه عظيمة وخطيره , وسلاح ذو حدين في الخير والشر عمله سيان ومتعاكسان , إما كلمه بناءه ومفيده ومعمره , أو كلمه هدّامه ومخربه ومقيته , ولأن الكلمه لها سحرها , وبريقها , وفعلها , وتأثيرها , فقد تقلب الحق باطل والباطل حق , فمن هنا تحتاج هذه المهنه الى تعب , وجهد , وبحث , ومشوره , وإستقصاء , وتحري , ورأي ناصح , وخبر صادق , ومعلومة صحيحه , وضمير حي , وصوت حر , وقلم نزيه , ومحبرة غير مسمومه .
والرساله إبتداءً كانت كلمه وكتاب , ورغم ان الامة المخاطبة في بداية الدعوه كانت أمة إميّه , ولكن الله سبحانه بدأ رسالته بكلمة (إقرأ بأسم ربك الذي خلق ) , وبالكلمه الصادقه المعبره , وبالكلمه الرساله , وبكلمة إقرأ بأسم ربك , إستطاعت أمة الاسلام ان تصنع معجزه في تاريخ البشريه , وحضاره عمت الدنيا بأسرها خلال عقدين من الزمن , وبأسنة الاقلام , بلغ الاسلام ما لم يبلغه بأسنة السنان , فها هي أكبر دول العالم الاسلامي اليوم ُفتحت بالكلمه الطيبه , والقلم الناصح , والدعوه الصادقه لله .
فهل ]مدونة السلوك الاعلامي [, المطروحه رسميا اليوم ستصلح الكتاب المأجورين , والاعلاميين النفعيين , والصحفيين الانتهازيين , وتغير من حال الى حال , وتضبط الخبر والكلمه والمقال والتحليل , إن لم يكن ثمة رادع من دين وخلق وضمير , وسلوك قويم من صاحب الطرح , وأنا أقولها وبكل أسف أن أكثر من خرب سلوك الصحفيين والأعلاميين والكتاب , بعض الرسميين الذين أفسدوا الأخلاق , واشتروا الذمم , ودمروا الضمائر , واستأجروا الأقلام , وأدخلوا هؤلاء الى دهاليز مظلمه من المنح (والصرر) والهدايا والمزايا , والرواتب الكبيره والعطايا الجزيله , وجوائز الترضيه , وخلقوا بذلك جيل من السحيجه , وكتاب ( التدخل السريع ) الذين يحسنون التصفيق والهتاف , ويجيدون التطبيل للقادم , والتزمير للذاهب , ويمتهنون النفاق وسوء الأخلاق , وكل دور هابط وعمل مشين ,ويؤلفون قصائد المديح لكل مناسبه , ويدبجون مقالات الزور لكل مقام , بعضهم لا يعرف الا هز الذنب , والكذب والدجل , والردح الرخيص , والغزل الناعم , وخربطه عقول الناس , وبلبلة الرأي العام , شغلهم قلب الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه , ابواقهم عالية الصوت , وأقلامهم جاهزه للتأجير, وجعلوا منه وسيلة للارتزاق الرخيص , والعيش المزري المهين , مقالاتهم جاهزه حسب التسعيره , مدح بألوان قوس قزح تناسب كل الفصول , وهجاء وُتهم ملفقه ومغلفه على كل مقاس , يحسنون دس السم في الدسم , وبضاعه معلبه , ومرتبه , محليه , ومستورده , وجاهزه على أرفف دكاكينهم (غب الطلب ) .
" فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " هؤلاء الكتاب الذين ينتقلون بسرعة البرق من أقصى اليسار الى أقصى اليمين , ويظنون ان ذلك تذاكي وفهلوه وشطاره , وما علم هؤلاء المغفلين ان الناس تميز الغث من السمين , والناصح من السقيم , والحق من الباطل اللعين , وان أفلامهم أصبحت محروقه , وإسطواناتهم مشروخه , وان ميزان الناس جد دقيق في الحكم على الثابتين على المبدأ والملتزمين الحق , وان المصداقيه هي رأسمال الكاتب أخلاقيا ومهنيا وعمليا , قال الامام على كرم الله وجهه :" تكلموا تعرفون فان المرء مخبوء تحت لسانه " , " ولتعرفنهم في لحن القول " .
وفي المقابل ثمة كتاب محترمون , يحترمون أنفسهم ويحترمن القراء , رأسمالهم الصدق والاخلاص , مهنيون , واضحون مثل الشمس في ضحاها والقمر اذا جلاها , مقصدهم إرضاء الله أولا ثم إحترام عقول الناس , الكل يقدرهم ويجلهم حتى الأعداء يحنون رؤوسهم لهم , ان قالوا تسمع لهم , وان كتبوا تقرأ لهم , وان حللوا تقنع بما يقولون , هؤلاء الكتاب لا يكبرون بالكتابة , بل الكتابة تكبر بهم , لأنهم أصبحوا بصدقهم سلطه يحسب لها حسابها , ولها تأثيرها ووجودها ووزنها .
ونصيحة أخيرة أقولها : الكلمه مثل الرصاصه إذا خرجت لن تعود , وانت تملكها وهي أسيرة لك قبل أن تنطق بها أو تكتبها , فاذا قلتها او كتبتها أصبحت أنت أسيرها وهي تملكك , لذلك فليكن حسبك دقيق في كل كلمة تكتبها ," وان الرجل يقول الكلمه من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به سبعين خريفا في نار جهنم " , كلمه تفرق بين إثنين , او كلمه تكون سببا في إيذاء الناس , أو الفتنة فيما بينهم .
وما مـــــــــــن كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر مـــــــا كتبت يداه
فلا تكتب بكفــــــــك غير شيء يسرك في القيـــــــامة ان تراه
بقلم : أحمد الزرقان ....
لذلك فان هذه المهنه عظيمة وخطيره , وسلاح ذو حدين في الخير والشر عمله سيان ومتعاكسان , إما كلمه بناءه ومفيده ومعمره , أو كلمه هدّامه ومخربه ومقيته , ولأن الكلمه لها سحرها , وبريقها , وفعلها , وتأثيرها , فقد تقلب الحق باطل والباطل حق , فمن هنا تحتاج هذه المهنه الى تعب , وجهد , وبحث , ومشوره , وإستقصاء , وتحري , ورأي ناصح , وخبر صادق , ومعلومة صحيحه , وضمير حي , وصوت حر , وقلم نزيه , ومحبرة غير مسمومه .
والرساله إبتداءً كانت كلمه وكتاب , ورغم ان الامة المخاطبة في بداية الدعوه كانت أمة إميّه , ولكن الله سبحانه بدأ رسالته بكلمة (إقرأ بأسم ربك الذي خلق ) , وبالكلمه الصادقه المعبره , وبالكلمه الرساله , وبكلمة إقرأ بأسم ربك , إستطاعت أمة الاسلام ان تصنع معجزه في تاريخ البشريه , وحضاره عمت الدنيا بأسرها خلال عقدين من الزمن , وبأسنة الاقلام , بلغ الاسلام ما لم يبلغه بأسنة السنان , فها هي أكبر دول العالم الاسلامي اليوم ُفتحت بالكلمه الطيبه , والقلم الناصح , والدعوه الصادقه لله .
فهل ]مدونة السلوك الاعلامي [, المطروحه رسميا اليوم ستصلح الكتاب المأجورين , والاعلاميين النفعيين , والصحفيين الانتهازيين , وتغير من حال الى حال , وتضبط الخبر والكلمه والمقال والتحليل , إن لم يكن ثمة رادع من دين وخلق وضمير , وسلوك قويم من صاحب الطرح , وأنا أقولها وبكل أسف أن أكثر من خرب سلوك الصحفيين والأعلاميين والكتاب , بعض الرسميين الذين أفسدوا الأخلاق , واشتروا الذمم , ودمروا الضمائر , واستأجروا الأقلام , وأدخلوا هؤلاء الى دهاليز مظلمه من المنح (والصرر) والهدايا والمزايا , والرواتب الكبيره والعطايا الجزيله , وجوائز الترضيه , وخلقوا بذلك جيل من السحيجه , وكتاب ( التدخل السريع ) الذين يحسنون التصفيق والهتاف , ويجيدون التطبيل للقادم , والتزمير للذاهب , ويمتهنون النفاق وسوء الأخلاق , وكل دور هابط وعمل مشين ,ويؤلفون قصائد المديح لكل مناسبه , ويدبجون مقالات الزور لكل مقام , بعضهم لا يعرف الا هز الذنب , والكذب والدجل , والردح الرخيص , والغزل الناعم , وخربطه عقول الناس , وبلبلة الرأي العام , شغلهم قلب الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه , ابواقهم عالية الصوت , وأقلامهم جاهزه للتأجير, وجعلوا منه وسيلة للارتزاق الرخيص , والعيش المزري المهين , مقالاتهم جاهزه حسب التسعيره , مدح بألوان قوس قزح تناسب كل الفصول , وهجاء وُتهم ملفقه ومغلفه على كل مقاس , يحسنون دس السم في الدسم , وبضاعه معلبه , ومرتبه , محليه , ومستورده , وجاهزه على أرفف دكاكينهم (غب الطلب ) .
" فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " هؤلاء الكتاب الذين ينتقلون بسرعة البرق من أقصى اليسار الى أقصى اليمين , ويظنون ان ذلك تذاكي وفهلوه وشطاره , وما علم هؤلاء المغفلين ان الناس تميز الغث من السمين , والناصح من السقيم , والحق من الباطل اللعين , وان أفلامهم أصبحت محروقه , وإسطواناتهم مشروخه , وان ميزان الناس جد دقيق في الحكم على الثابتين على المبدأ والملتزمين الحق , وان المصداقيه هي رأسمال الكاتب أخلاقيا ومهنيا وعمليا , قال الامام على كرم الله وجهه :" تكلموا تعرفون فان المرء مخبوء تحت لسانه " , " ولتعرفنهم في لحن القول " .
وفي المقابل ثمة كتاب محترمون , يحترمون أنفسهم ويحترمن القراء , رأسمالهم الصدق والاخلاص , مهنيون , واضحون مثل الشمس في ضحاها والقمر اذا جلاها , مقصدهم إرضاء الله أولا ثم إحترام عقول الناس , الكل يقدرهم ويجلهم حتى الأعداء يحنون رؤوسهم لهم , ان قالوا تسمع لهم , وان كتبوا تقرأ لهم , وان حللوا تقنع بما يقولون , هؤلاء الكتاب لا يكبرون بالكتابة , بل الكتابة تكبر بهم , لأنهم أصبحوا بصدقهم سلطه يحسب لها حسابها , ولها تأثيرها ووجودها ووزنها .
ونصيحة أخيرة أقولها : الكلمه مثل الرصاصه إذا خرجت لن تعود , وانت تملكها وهي أسيرة لك قبل أن تنطق بها أو تكتبها , فاذا قلتها او كتبتها أصبحت أنت أسيرها وهي تملكك , لذلك فليكن حسبك دقيق في كل كلمة تكتبها ," وان الرجل يقول الكلمه من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به سبعين خريفا في نار جهنم " , كلمه تفرق بين إثنين , او كلمه تكون سببا في إيذاء الناس , أو الفتنة فيما بينهم .
وما مـــــــــــن كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر مـــــــا كتبت يداه
فلا تكتب بكفــــــــك غير شيء يسرك في القيـــــــامة ان تراه
بقلم : أحمد الزرقان ....