المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم تسجيل الدخول بنطق الشهادتين!!!


وفاء الاردنيه
26-12-2009, 21:32
بسم الله الرحمن الرحيم

حكـم تسجيل الدخـول بنطق الشهآدتين _ والصلآهـ على النبي _ والخروج بذكر الكفـآرهـ

هاذي فتآوى من الشيـخ أحمد الرشيد والشيخ عبدالرحمن السحيــم ..

والشيخ حآمد العلي

في حكــم تسجيل الدخول بالمنتديآت
سوآء بالصلآة على النبي _ او الكفآرهـ _ او الشهآدتين أو خلافهم

وقــد اجتمـو فيهآ على ان كل من هذه الموآضيع } هو بدعه

وتم اقتبآسهآ هنآ لمنع اي موضوع بهالخصوص ,, بجهل أوغفله مننا جميعآ

/
\
/
~ الفتآآوى ~

/
/

تسجيل الحضور في المنتديات بالتسبيح والتحميد والتكبير والصلاة على النبي ونطق الشهادتين وكفارةالمجلس.
السؤال:
انتشر في العديد من المنتديات مواضيع تدعو الأعضاء إلى أن يسجل كل عضو حضوره بالتسبيح والتحميد والتكبير ،
وبعضها تدعو إلى أن يذكر كل عضو اسمًا من أسماء الله الحسنى، وبعضها تدعو إلى الدخول من أجل الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وبعضها يسجل كل عضو دخوله بنطق الشهادتين._،
فما حكم الشرع في مثل هذه المواضيع؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمابعد:
فإنَّ العمل المذكور في السؤال،
وهو جمع عدد معين من الصلوات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلال الدخول على مواقع معينة على الإنترنت أمرٌ حادثٌ، لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-
ولا أحدٌ من أهل القرون المفضلة من الصحابة والتابعين، الذين كانوافي غاية الحرص على الخير والعبادة.
ولم يُنقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه عقد هذه الحِلَق أو أمر الناس بإقامتها،
كما لم يُنقل عن أحد من أصحابه أنهم أقاموا الحِلَق أو أمروا بإقامتها من أجل هذا العمل معأنهم كانوا أشد الناس حباً له وطاعةً لأمره واجتناباً لنهيه.
وعلى كل حالٍ فإن اجتماع هؤلاء في بعض مواقع الإنترنت من أجل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر مبتدع ليس له أصل في الدين،
سواء أكان من قبيل الذكر الجماعي إذا كانوا يجتمعون في وقت واحد، أم لم يكن كذلك بأن كانوا يجتمعون في أوقات متفرقة.
ومنزعم أن هذا النوع من الذكر شرعي فيقال له: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- إما أن يكون عالماً بأنه من الشرع وكتمه عن الناس، وإما أن يكون جاهلاً به وعلمه هؤلاء الذين يقيمونه اليوم.
وكلا الأمرين باطلٌ قطعاً؛
لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلَّغ كلَّ ما أمر به ولم يكتم من ذلك شيئاً، كما أنه أعلم الناس بالله وبشرعه.
وبهذايتضح أن هذا العمل ليس من الشرع،
وهو من الأمور المحدثات التي حذرمنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة".
أخرجه أبو داود (4607) والنسائي (1578).

وقد تكلم كثيرٌ من أهل العلم عن حكم الذكر، وبينوا المشروع منه والممنوع منه، ومن ذلك ما أشار إليه الأخ السائل من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين -رحمهما الله تعالى-.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الرشيد

*******************

سجل حضورك اليومي بالصلاة على النبي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم والشيخ الفاضل / عبد الرحمن السحيم

أرجو أن تخبرني ما حكم مثل هذه المشاركة التي انتشرت في المنتديات وهو موضوع بعنوان ( سجل حضورك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم )

ومنهم من يقول أنها بدعه
أرجو إفادتي وجزاك الله خيراً

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا من البدع الْمُحدَثَة

نعم .. لو تم التذكيربه في يوم أو في مناسبته كيوم الجمعة الذي جاء الحث على إكثار الصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس
أما أن يكون بشكل يومي ، وسجِّل حضورك
فهذا لا شك أنه من البدع
والله أعلم

الشيخ عبد الرحمن السحيم

****************
السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشرت مواضيع متنوعة في المنتديات منها تسجيل الخروج من المنتدى أو الموقع بذكر كفارة المجلس .
وأيضا تسجيل الدخول إلى الموقع بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم أو ذكر اسم من أسماء الله الحسنى ،وفي كل الحالات يثبت موضوع ويقوم الأعضاء بالرد عليه عند دخولهم وخروجهم.
فنرجو من سماحتكم توضيح مدى مشروعية هذه المواضيع مع التفصيل في كل حالة إن أمكن.
هذا وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع بكم.
الجواب :
هذه من البدع المحدَثة .
فتحديد ذِكر مُعيّن بعدد مُعيّن أو بزمن مُعيّن لم يُحدده الشرع لا يجوز ، وهو من البِدع الْمُحدَثَـة ،خاصة إذا التُزِم به .
وحقيقة البدع استدراك على الشرع .
ثم إن في البدع سوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ،
فإن الله يقول : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم ديناً .

وبعض الأعضاء يزعم أن فيه خيراً ، ولا خير فيه ،إذ لو كان خيراً لسبقنا إليه أحرص الناس على الخير ، وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنهم .

فلم يكونوا يلتزمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخلوا أو خَرَجوا ، ولا كلما تقابلوا أو انصرف بعضهم عن بعض ، بخلاف السلام فإنه كانوا يُواظبون عليه ، فإذا لقي أحدهم أخاه سلّم عليه ،والمقصود السلام بالقول .
وحسن النية لا يُسوِّغ العمل .

وابن مسعود رضي الله عنه لما دخل المسجد ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ، فيُكبِّرون ...

فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر - ورماهم بالحصباء

وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟

قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصىً نَعُدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء .

ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد ، أو مُفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله ياأبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير !
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج . ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها .



والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
شبكة المشكاة الإسلامية

***********

حكم تسجيلالحضور اليومي للمنتديات بالصلاة على النبي

السؤال:
انتشرت في المنتديات مواضيع تحمل اسم "سجل حضورك بالصلاة على النبي" بحيث يشارك فيها العضو بكتابة رد يحوي صلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فهل هذه الطريقة مشروعة بارك الله فيكم؟
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإنه ينبغي التنبيه على أمر مهم، وهو أن كثيرًامن الإخوة يقصدون الخير وتكثير الحسنات فتخطر على بالهم بعض الأفكار في ترديد الأذكار أو الصلوات على نبينا صلى الله عليه وسلم وهم يشكرون على هذا الحرص على فعلالخيرات، وهو يدل على صحة الإيمان وحياة القلب، فجزاهم الله عن المسلمين خيرا لجزاء. غير أنه يجب التنبه إلى أن العبادات مبناها على التوقيف، فكل اقتراح فيبابها يجب أن يكون مستندا على دليل، فهي ليس مثـــل العادات التي مبناها على الإباحة، فالأصل فيها أنه يجوز فعلها ما لم يأت دليل يحظرها.

فالواجب أن يحذر المسلم أن يقع في المحدثات التي حذر منها نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال " إياكم ومحدثات الأمور" وقال –عليه الصلاة والسلام- "كل بدعة ضلالة"، ومن ذلك أن يكون الذكر على هيئة جماعية أو التزام جماعي، لم يرد في شيء من الأحاديث.

فلو فرضنا أن طالبا للخير دعا إلى أن لا يدخل أحد مجلسهـم ـ مثلا ـ

إلا أن يسلم ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخل قبل أن يجلس لقلنا له:

لك أن تذكر أهل مجلسك بفضائل الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم وتدعوهم إلى الإكثار منها، كما ورد في السنة،

ولكن لا تجعل ذلك على هيئة الالتزام الجماعي بالطريقة التي دعوت إليها؛


خشية أن يكون من الإحداث في الدين، إذ لم ترد مثل هذه الهيئة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.



ومثل هذا ما يقترحه بعض أهل الخير الحريصين على الفضل في المنتديات،



بالتزام الزائر بذكر مخصوص أو صلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند دخــوله، فله أن يذكر إخوانه بأن يحرص كل مشترك على التذكير بآية


أو حديث أو فضل عمل، أو حكمة يختارها يذكرنا بها فإن ذلك من الذكرى التي تنفع المؤمنين،


ولكن لا يلزم الجميع على أن يسجلوا حضورهم بالصلاة مثلا أو غير ذلك من الأذكار المخصوصــة، فإن هذا يشبه الالتزام الجماعي الذي لم يثبت به دليل،

وقد ورد عــن الصحابةالنهي عنه. فقد نهى ابن مسعود رضي الله عنه قومًا كانوا قد اجتمعوا في مسجد الكوفة يسبحون بالعدّ بصورة جماعية وذكر لهم إن ذلك من الإحداث في الدين. [قد رواه الدارمي وغيره بإسناد صحيح].

وأخيرا نذكر بما قاله العلماء بأن البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارًا،

بمعنى أن الإحداث في الدين -وهي البدع- يتطور ويزاد فيه ويبنى عليه، ولا يقف عند حد،

حتى يأتي اليوم الذي تختلط السنن بالبدع، ولا يعرف المسلمون ما ورد مما حدث، كما فعلت الصوفية المبتدعة حتى آل بها الأمر إلى أن اخترعت طرقا وهيئات في الذكر ما أنزلالله بها من سلطان،

وكل ذلك بسبب التسامح في البدء بالبدع الصغيرة، حتى صارت كبيرة. ولهذا كان السلف الصالح ينهون عن الابتداع أشد النهي، كما ذكر ذلك وروى عنهم ابن وضاح في كتابه القيم البدع والنهي عنها، وذكره غيره مثل الطرطوشي في كتابه الحوادث والبدع، وأبو شامة في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث.

والله أعلم.
المفتي: حامد بن عبد الله العلي

عبدالله محمود
26-12-2009, 22:29
جزاك ِ الله خيرا على هذا الايضاح المهم

هبة الرحمن
27-12-2009, 10:05
مشكوره على التوضيح حبيبتي وفاء
ربي يسعدك ويوفقك

فلسطين
29-12-2009, 16:55
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأنتمْ مُسْلِمُونَ)،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).
أما بعد
فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



فإن بعض الإخوة والأخوات (الإنترنت)وخاصة المنتديات الإسلامية والدعوية =يقصدون الخير وتكثير الحسنات فتخطر وتنقدح في أذهانهم بعض الأفكار في ترديد الأذكار أو الصلوات على نبينا صلى الله عليه وسلم أو طلب الدعاء والإلزام به..
ونحن لا نتهم من فعل هذا بسوء المقصد وفساد النية بل قد يكون الأخ مريدًا للخير ، ومع ذلك فعمله يوصف بأنه مخالف للسنة ، كما ورد ذلك في أثر ابن مسعود -رضي الله عنه-حيث قال ( وكم من مريد للخير لن يصيبه ))(1)،وعلى كل فهم يشكرون على هذا الحرص في فعل الخيرات والحث عليها، فنسأل الله أن يثيبهم على حرصهم وإرادتهم للخير.
بيد أنه يجب التنبه إلى أن العبادات مبناها على التوقيف و الاتباع لا على الهوى و الابتداع،فكل اقتراح في العبادات والحث عليها يجب أن يكون قائماً على دليل من الكتاب والسنة والإجماع، فإنّ العبادات ليس مثـــل العادات التي مبناها على الإباحة،فالعبادات توقيفية لا مجال فيها للرأي ولا للاستحسان.
قال تعالى:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الجاثـية:18].
وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينا}[المائدة: من الآية3].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))(2).
وقال صلى الله عليه وسلم(إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة))(3).
وقال عليه الصلاة والسلام (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد))(4).
قال الإمام ابن رجب-رحمه الله- ( فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه ؛ فهو ضلالة ، والدين منه بريء ))(5).
وقال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-( فإن ابُتدع شيء لا يخالف الشريعة ، ولا يوجب التعاطي عليها ؛ فقد كان جمهور السلف يكرونه ، وكانوا ينفرون من كل مبتدَع وإن كان جائزًا ؛ حفظًا للأصل ، وهو الإتباع ))(6).
وما يفعله هؤلاء الإخوة هو من باب العبادات التي يجب فيها الاتباع وينهى فيها عن الابتداع ..وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه- : ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم))(7).
و قال عثمان بن حاضر( دخلتُ على ابن عباس، فقلت: أوصني، فقال: نعم! عليك بتقوى الله والاستقامة، اتَّبع ولا تبتدع )) (8).
وقال الإمام أحمد -رحمه الله-( أصول السنة عندنا التمسُّك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة ضلالة ))(9).

فالواجب أن يحذر المسلم كل الحذر من الوقوع في المحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أن يكون الذكر على هيئة جماعية أو التزام جماعي، لم يرد في شيء من الأحاديث.

للمسلم حث إخوانه بأن يحرص كل مشترك على التذكير بآية أو حديث أو فضل عمل، أو حكمة يختارها يذكرنا بها فإن ذلك من الذكرى التي تنفع المؤمنين، ولكن لا يجوز له أن يلزم الجميع على أن يسجلوا حضورهم بالصلاة مثلا أو غير ذلك من الأذكار المخصوصــة أو طلب الدعاء على صفة الإلزام ، فإن هذا يشبه الالتزام الجماعي الذي لم يقم عليه دليل، وقد جاء عــن الصحابة-رضي الله عنهم- النهي عنه.
فعن عمرو بن سلمة : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال :أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا . فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا. قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه. قال : رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حَصَى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة .
قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك .
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء .ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري ، لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.(10).

وعلى هذا يكون هذا الصنيع من البدع الإضافية، وليس بدعة حقيقيةً، والفرق بينهما أن البدعة الحقيقية ليس لها أصل في الشرع البتة، وأما البدعة الإضافية كان لها أصل في الشرع، ولكنها صارت بدعة لما أُضيفَ إليها من صفة وهيئات غير شرعية، أو تحديد بزمان أو تحديد بمكان، أو غير ذلك(11).

واعلم أخي -وفقني الله وإيّاك-أن البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارًا-كما قال السلف-، بمعنى أن الإحداث في الدين -وهي البدع- يتطور ويزاد فيه ويبنى عليه، ولا يقف عند حد، حتى يأتي اليوم الذي تختلط السنن بالبدع، ولا يعرف المسلمون ما ورد مما أُحْدِث، ذلك أنه لا تظهر بدعة إلا بخفوت سنة، ولا تظهر سنة إلا بذبول بدعة تعارضها،كما فعل أرباب التصوف مع الأذكار فآل بهم الأمر إلى اختراع طرق وكيفيات وهيئات في الذكر ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك بسبب التهوين وغض الطرف عن صغار البدع فأفضت بهم للوقع في كبارها .
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-قال(ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن))(12).
وعن حسان بن عطية المحاربي -رحمه الله-قال (ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ثم لم يعدها إليهم إلى يوم القيامة))(13).
ولا تقف خطورة البدع عن حد ؛إذ ينتهي الأمر بالمبتدعة إلى تغيير معالم الدين بوضع الرسوم ، وحد الحدود ، وتقعيد الأصول على الرأي والهوى . حتى تغدو وكأنها دين آخر مخترع،ويتأكد هذا في طوائف المبتدعة إذ لكل طائفة نهجها في الأخذ والتلقي ، والقبول والرد ، والولاء والبراء ، ولها موازينها واصطلاحاتها ، وكأنما هي شريعة مستقلة .

أسأل الله جل شأنه أن يرينا الحقَّ حقَّ ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.