المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابو فرديـــــــــن!!!


ابو قنوة
26-12-2009, 20:07
أبو فردين


على بارجة بحرية , وبين جنود ومجندات البحرية الأمريكية , وقف بوش الصغير يعلن بصلافة الأغبياء أن الحرب في العراق قد انتهت وأفل نجمها .. وان أمريكا انتصرت .؟؟
كان ذلك قبل أعوام .. ذهب بوش الصغيريطارده حذاء الزيدي , و لعنة أبدية من كل أطفال العراق ... . تبخر النصر . وانتحر جنود البحر على ضفاف الفرات .
بالأمس القريب وقف جنرال عربي على حواف صعده , يعلن الانتصار الكبير انتصارا عجز عجز عنه جهابذة الحروب من رومل ومونتغمري وباتون إلى الجنرال نجوين فون جياب نفسه .
جنرالنا العنيد أعلن انه لم يبق هنالك إلا عمليات تسلل .... وقنص !! وما ادراك ما القنص ... كيف لا وهو الخبير بكل صنوف القنص ..
قال أن الحرب كلفت من ضمن التكاليف 73 قتيلا 26 مفقودا .. واربعماية جريح .. والمخفي أعظم !!!!
حين دخل الجنرال تختخ السمين حربة الاستعراضية .. أعلن أن الهدف منها هو وقف عمليات التسلل, والقنص , من قبل الحوثيين !!! .. وهدد وتوعد بأنه سيقطع أرجل كل من تسول له نفسه مس ثرى الوطن الطهور ..
انتهى القصف وتوقف هدير التصريحات الكاذبة .. وبقي التسلل وبقي القنص ..وبقيت ارجل الحوثيين تتمدد في ارجاء التراب ... الطهور !!!!
ظن أنها طاولة خضراء يعيث بها أو ليلة حمراء يلهوا بها كما يشاء ..
وأمس أيضا عرفنا أن الحوثيين ما زالوا يحتلون التراب الطهور نفسه الذي هدد جنرالنا البوكيمن بقطع الأرجل لأجلها ,,, في الجابري وجبل الدخان ومناطق أخرى ... ما زال الحوثيين ...وما زالت إقدامهم ,,,, لم يصلها سيف الجنرال ولا صدى الوعيد .

في صفقة الأسلحة الأكثر شهرة من بين كل صفقات سلاح الخليج ,, هنالك اليمامة وهناك الاواكس العتيدة ..... قيل أن حجم العمولات التي قبضت من قبل أصحاب الجيوب المنتفخة وصل إلى ما يعادل قيمة الصفقة نفسها 8 مليارات دولار .. تلك هي صفقة اليمامة الربوية .. جنرالات يسمسرون على حساب الوطن وترابه الطهور . أما اواكسنا التي غنينا لها عقد سنين فقد طالها العمى منذ اختراق طائرات إسرائيل سماء شبة الجزيرة .. لتدمر مفاعل تموز العراقي ..
دولة تملك أن تشتري طائرات وقاصفات وراعدات وماخرات العباب .. و اواكس .. وجنازير تهدر وجحافل جند متهاوون على الشاشات وعروض عسكرية .. ونصر خنوع .. ذليل لا يصل حد الكعب لأي طفل يمني يمتطى خنجرا صغير .

الحرب على الحوثيين تحولت بقدرة شاشة العربية وعشرات شاشات الأنظمة خليجية أو دول خنوع أخرى إلى حرب طائفية سنية شيعية زيدية مالكية وقل ما تشاء ..
وتناسوا أن الأخ العقيد أبو احمد هو الآخر شيعي زيدي يتمغط شبرية بطول النخيل ويعتلي صهوة اليمن منذ ثلاثين دهرا ونيف .. ويعد للتوريث . ويعد لقهر الجنوب الآخر المصطلي بعنصرية حزب الدولة اليمني .. والمبعد قهرا عن كل صنوف سلطة العقيد.
العقيد الخبير في محاربة طواحين الهواء !!!
كان لا بد له من حرب , تشغل الناس وتطيح بيمن العرب بعيدا في مهاوي ما كاد ان يخرج منها .. تماما كمؤامرة الفرعون المصري على غزة وعلى مصر ذاتها والغاية تبرر الوسيلة .. والوسيلة هنا وهناك محاربة الارهاب فلسطينيا كان ام يمنيا , اما الغاية فهى نيل رضى الحذاء الامريكي ثانيا .. والاسرائيلي اولا .. حتى لا يقول لا .. ولا كبيرة لمن هم في طور الاعداد لوراثة عرشي مصر المباعة واليمن التعيس .
كان لا بد من ادخال ايران مرة .. والقاعدة مرات .. كي تبدو حروبهم كبيرة , إيران على خط الفتنة , والقاعدة كذلك ,,, ضنوا أنها مهزلة أخرى .. كذبة وتنتهي . تصريح نصر بائس .. او ربما بحثا عن خصم يستحق أن تعقد من أجلة صفقات سلاح أخرى وعمولات أخرى وقبض من تحت الطاولة .. ورشاوى وجنرال يهدد بالويل ويتوعد بالثبور .
ولكن مع إيران ... هيهات ...هيهات ..
إيران التي قارب مدى صواريخها أطراف لندن وما بعد لندن , لا تشغلها حتما جعجعة جنرالات متكرشون ,, ولا شيوخ البركسات , واكواخ حصادين , ولا حظائر الدجاج العربية التي يتم تسمينها لهدف واحد و وحيد .. أن تبيض المديح لشيوخ مازالوا يقدمون القرابين بخنوع لتمجيد هبل وأصنام أخرى .
والنتيجة معروفة سلفا كما هي في كل حروبنا الكرتونية ..هزيمة نتغنى بها قرن آخر . وسيوف مكسورة , وعورات كثيرة .
هذه الدول لم تخلق لكرامة, ولم تصنع جيوشها لتحارب ..
صنعت جيوشها كحرس خاص للشيخ وجنرالاته وزبانية السجون واسيجة حول أبار الكاز الأسود .
جيوش كل همها أن تسمن وتتهدج أوداج جنرالاتها, وتستعرض انتصارات لم نرى منهااجسادا مسندة , وذل الانكسار لكل عربي . جيوش تحولت اجساد بغال واحلام العصافير . ورؤوس كبيرة .. فارغة .
يطبخون أدمغتنا بجحافل جرارة .. و ينبشون تراب قبورنا بقوات خاصة , وفيالق عرمرمية ..وقوات انكشارية .. وردح مستعر ... وكل هذا لن تصمد بوجه حجر بيد فارس عودة امتشقها ليدحر الجنزير ساعة فجر أن للشهيد أن يسقط بها ..

نحن وبكل فخر .. الكيان البشري الوحيدة له شعر وادب يسمى المديح ..... والمدح , ونحن نحب المديح كاذب كان أو أكثر كذبا .
وكأن الشيوخ والجنرالات عندنا يعملون متطوعين لخدمتنا .. وكأن النهب والفساد ليس لهما عنوان لدينا ؟؟؟؟
والبطولة كلها للشيخ الذي أصبح جنرال بغمضة عين . يعلق أوسمة منحها إياه جنراله الأكبر رأس.
المستنقع القذر الذي نعب منه مليء أفواهنا .. أصبح الإدمان عليه مهزلة لكل شعوب الأرض . اصبحنا نخجل ببقية الخجل ان نقول عربي !!!
والانحطاط والانبطاح الذي أدمنا عليه صار يجرى مع الدم , وألوان إعلامنا الباهتة اصبحت بلا معنى في سماء تكاد تمطر غضب كبير .
الجنرال النائب للقائد . والقائد الذي هو نائب لجنرال الجنرالات وسبع البر وقنديل البحر وصقر السماء وفتى الجبل , المتخم بأوسمة ومسدسات معقوفة , معلقة بالمقلوب على خاصرة تكاد تتفجر شحما ولحما والتي ما عرف صاحبها كيف تكون هي الخنادق ولا طعم دخان البنادق .ولا رائحة الدم الزكي .
أكد ووبثقة منقطعة أن النصر قد تحقق .
صدق جنرال صعدة ... صدق ابو فردين .. النصر قد تحقق
ولكن على من ؟؟؟
ما بين أبو شبريه وأبو فردين تغوط النصر البائس فولد قردا جديد. ونصرا مزعوم ووسام من طين .
غدا , ستطير معلقات الشعراء وتصدح أناشيد المجد , ويغني أبو نورة في الجنادرية موال النصر الكبير وسيرقص الجميع وتلمع السيوف . وتتمايل العباءات
قصيدة كتبها الجنرال , أغنية لحنها الجنرال , رقصة أخرجها الجنرال ..
النصر كل النصر للجنرال .. المجد والخلود للجنرال .
والمسدسات تتراقص حول خصر الجنرال المياس ..
أمس افتتحوا مسجدا .. وحديقة أطفال .. وبرج روسي أخر ..
وصلوا جميعا .. شاشاتهم ملأت الدنيا صخب وعويلا وقصائد تمجد الكرم الكبير.
يمنون على الله ..ويمنون على شعوب استعبدوها ..... وكيف لا يمن اللصوص .

تصبحون على كرامة !!!
تصبحون على وطن !!

فلسطين
03-01-2010, 19:41
عندما نشر نزار قباني قصيدته “متى يعلنون وفاة العرب؟
!” عام 1996 قامت الدنيا ولم تقعد،
لكني أعتقد أن الرجل وصل لهذه الحقيقة بعد تفكير وكفاح أستغرق عمره كله،
حقيقة أن ليس في الأقوام من يدعى عرب.
العربي والعرب اسطورة لا أصل لها في الواقع،
فمنذ أن نطق إسماعيل بالعربية لم يجمعنا شعور مشترك يجعل منا أمة مميزة
– هذا بأستثناء لحظة ظهور الإسلام والتي كانت فيها الأمة مسلمة وليست عربية
وإن كان أغلب أبناءها من العرب –
بل على العكس سيطرت علينا عقلية القبيلة،
هذه العقلية التي تتشكل من عناصر ثقافية منحطة كالاستعلاء على الآخر والأنكفاء على الذات،
وكان من الطبيعي أن يستهدف الإسلام هذه العقلية القبلية بحربه،
فأحل الأخوة في الدين محل أخوة الدين،
وجعل الكرامة لذي التقوي عوضاً عن ذي الحسب والنسب،
وقوم مبدأ التناصر لتصبح نصرة الأخ الظالم هو رده إلى الحق بدل من الغي والمكابرة.
وهكذا ولدت أمه إسلامية في مواجهة الشراذم القبلية،
وهذا ما تلمحه العين الحصيفة بين سطور كتب السيرة والمغازي
وكيف أن المشركين ينسبون أنفسهم إلى أصل قبلي مشترك فيقولون قريش وهوازن وثقيف بينما يشيرون إلى المسلمين بالمسلمين فحسب،
دلالة على أن القبيلة هي التي في حالة المجابهة مع الأمة،
الجاهلية ضد العقل،
والبربرية ضد الحضارة.
وكان الأنحطاط الحضاري الذي أصابنا مبكراً
هو نتيجة طبيعية على عجز الجماعات الحاكمة
في التأقلم مع مفهوم الأمة الذي صاغه الإسلام،
وهذا مرجعه أن هذا المفهوم يضمن ولاية الأمة على نفسها،
ويؤسس لمحاسبة الأمة لحكامها،
وهو ما عكسه التطبيق السياسي والإجتماعي للإسلام
في عهد الخلفاء الراشدين،
حيث كانت الأمة تتكون من أخوة متساوين في الحقوق والواجبات،
يقف الرجل منهم فيقول للحاكم
“إذا لم تستقم قومناك”،
ومثل هذه المبادئ ما كانت للتوافق مع أهداف أمراء الجور،
ومن ثم أنقلبت الجماعات الحاكمة على مفهوم الأمة
وأرتدت إلى عقلية القبيلة لحماية عروشهم ومصالحهم،
لكن عقلية القبيلة ما كانت لتحمي حضارة أو حتى نظام سياسي،
بل هي الطريق السريع للإنهيار،
والتاريخ شاهد على هذه المتلازمة،
فالأمويين شجعوا الأقتتال بين اليمنيين والقيسية على مبادئ القبلية
ومن ثم قاد هذا النزاع سلطتهم إلى الإنحلال فالسقوط،
وكذا فعل العباسيين فأستعدوا الفرس على العرب
ثم أستعدوا الترك على الفرس
وكلما ازدادات النزاعات تفسخت دولتهم،
وفي العصر الحديث فطن المستعمر لهذه الحقيقة وصاغها في نظرية
“فرق تسد”
واستخدمها لتدمير ما تبقى منا،
وأطعناه نحن في أغلب الحالات طوعاً وحباً
ورغبة في الشقاق القبلي
الذي أصبح يشكل جزء من شخصيتنا،
ورأينا هذا الشقاق يضرب الترك بالأكراد والعرب في الحرب العالمية الأولى،
ونراه اليوم وهو يضرب كل الفرق بكل الفرق
في كل الأقطار التعيسة المنعوتة كذباً بالعربية.
والتجلي الأكبر لعقلية القبلية هو التمايز القبلي الذي ينقلب في كثير من الأحيان إلى عنصرية مقيتة.
أنظر كيف كان عرب الجاهلية على جاهليتهم
وفقرهم المدقع
وتخلفهم المثير للشفقة
أفضل من أمم فارس واليونان.
هذه النظرة العنصرية لم تفارق العرب قط
فهي مكون أساسي من مكونات العقلية والشخصية العربية،
وأنظر كيف يشتجر صحابي جليل
مثل أبي ذر مع صحابي آخر هو بلال الحبشي
فيسبه وينعته بأبن السوداء
فيقول له الرسول إنك إمرؤ فيك جاهلية،
ومرة أخرى يختلف الماهجرين والأنصار
على سبب تافه فيشهرون السيوف في وجوه بعضهم البعض
ولا يكاد الرسول يصدق يومئذ ما يراه فيهتف
أبدعوى الجاهلية تتنادون وأنا بين أيديكم؟؟!!
وعندما غزى العرب المسلمين الأمم الأخرى
لم ينظروا للأمر كمعجزة إلهية
منحت هؤلاء الرعاة العراة النصر على الجيوش العتيدة والخبيرة والمنظمة،
بل حسبوا أن ذلك ميزة للعرب،
ومع تشجيع الجماعات الحاكمة للردة الجاهلية لعقلية القبيلة تعزز هذا الشعور،
وشاهدنا كيف أن العرب عاملوا الفرس أسوء المعاملة
من هذا المنطلق
وهو ما كرس الأنقسام المذهبي الأكبر في تاريخ الإسلام فيما بعد.
في هذا العصر كان العرب يستطيعون توجيه عنصريتهم إلى الآخرين من فرس أو ترك أو بربر،
ولكن اليوم كيف يمكنهم أن يفرغوا الطاقة العدوانية العنصرية.
تصور مجموعة من الذئاب الجوعى حبسوا معاً في قفص واحد
ما الذي سوف يفعلوه؟
هذا ما يفعله العرب اليوم.
فالعربي اليوم أصبح مدرك أنه لا يمتلك من المقومات أي شئ يؤهله لمقارنة نفسه بالأمريكي أو الأوربي أو الياباني، بل حتى الهندي والباكستاني الذي تهدر كرامتهم ليل نهار في بلاد عربية، لا يستطيع أهل تلك البلاد إلا النظر إلى الهند والباكستان بقلق وغيره
وهو يرون الباكستان تجرب سلاحها النووي
والهند ترسل أول مسبار لها إلى القمر
وأقصى ما يتمنونه عندئذ أن يجدوا لأبناءهم فرصة دراسية في جامعة هندية.
ومع ذلك فإن العنصرية جزء من عقله وروحه ولابد لها من مخرج.
ومخرجها لن يكون إلا في بعضنا البعض كما سوف تنهش الذئاب الحبيسة بعضها بعضاً.
وتلعب التعميمات التي تصل لها العقول السطحية دور أكبر في تحويل إنحرافات شخصية إلى وصمات تصم بها شعوب كاملة.
فيصبح الخليجي محدث نعمة محب للشواذ،
والمصري كذاب ونصاب،
والمغربي منحل وعاهر،
والسوري لص ومتكبر.
والفلسطيني متصهين متخاذل على ابناء جلدته ودويلات بارض محتلة واخوانهم بسجونهم يفظعون بهم
حتى ان اليهودي يهدد بسجنه المناضل اما تعترف او نبعثك لسجون عباس ليرغموك على الاعتراف هذا اصبح اكبر تهديد وارغام بالاعترافات
وغيرهم كثير وغير هذا اكثر واكثر
(طبعا هذه صفات الاقلية وليست تعميمية على جميع هذه الجنسيات مع احترامي وتقديري للجميع )
هذه التعميمات التي إذا نظرت لها في مجموعها – كما يفعل الغرب – سوف تصل ذات النتيجة التي توصل لها نزار قباني، وهي التي صاغها مؤلفي قاموس وبستر في طبعته 2008 في شكل مجموعة الصفات المقابلة لكلمة عربي هي شرير – حقود – قاتل بدون رحمة – إرهابي – همجي – منقاد غريزياً.
وحتى على المستوى القطري تلعب ثنائية العنصرية والتعميمات دورها في تقسيم أبناء البلد الواحد، فتجد القاهري يحتقر السكندري والسكندري يبادله نفس الشعور، والكارهية الأزلية بين الكوفيين والبصريين تنقلها لنا كتاب التاريخ في صورة حكايات مضحكة مبكية.
إن العرب في مجملهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار، لكن واقع حالهم تؤكد أنهم الشعب المحتار
قرأت مقالك عدة مرات،
وقلت أنتظر تعليقات القراء،
وجدت في مقالك اخي تشخيص ممتع للغاية عن مكامن كره كبير ومقيت للعرب بعضهم بعضا
وما يندي له الجبين من العرب واوضاعهم وما وصلوا اليه
ذلك الكره،
ليس للآخر فحسب،وليس للاسف للجنسيات الاغير عربيه
بل كراهية للذات،
وإلا كيف نبرر ما يقوم به شباب الدولة الواحدة تجاه بنات نفس الدولة،
من انتهاك للحرمات،
كيف نبرر ما يحدث في سجوننا من اعتداء بعضنا على بعض،
ننكل بانفسنا بابشع التعذيب
ننتظر عثراتنا لبعضنا البعض
كيف نبرر ما يقوم به الأب من إيداء لفلذة كبده.
الشعور الدائم بالمؤامرة ضدنا،
البحث عن العيب في الآخر.
هل ننتظر نزار قباني آخر يسأل:
متى يعلنون وفاة العرب؟،
أم بعد تشخصيك البديع للداء نبحث عن خطة للدواء.
دعونا نسعى لإعلاء قيم الإنسانية،
سواء مع العربي أم مع البنغالي الذي لا يقل كرامة عن الملوك،
بالسعوديه ينعتوننا بالاجانب ويفرقون بيننا بكل حقوق وواجبات وشؤون
في كل مكان ومجال ابتداءا من مستشفي الولاده وشهادة الميلاد
الي المغتسل والدفن وشهادة الوفاة
كأن امهاتهم ولدتهم فوق كل شي وهم الشعب المختار وهم فقط الاحرار
واني فعلالاراهم الان يحضون اعذب الاغاني واليقاعات والطبول والدفوف وتلميع السيوف لمهرجان الجنادرية وسيطلقون عليه عاصقة الصحراء الجديده
تقبل تحياتي وإعجابي بقلمك

فلسطين
03-01-2010, 19:44
متى يعلنون وفاة العرب





1 -
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُرات...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...

ابو قنوة
04-01-2010, 21:22
شكرا لمرورك الطيب ..
قلمك يدل على الكثير من الثقة وعلو الكعب وثقافة افتقدناها كثيرا هنا وهناك .. اشكر لك بوحك الكريم .. ومداد قلمك الرائع .. اهلا بك ..