المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حماس: صدق المنهج وثبات الموقف ....


فلسطين
14-12-2009, 17:16
http://www.youtube.com/watch?v=sm3Ocze6oIo


http://www.youtube.com/watch?v=mBabvVzHgJE


http://www.youtube.com/watch?v=XE60S7-Dhak&feature=player_embedded



http://aqsatv.ps/arabic/filemanager.php?action=image&id=3615
حماس: صدق المنهج وثبات الموقف

كم من شعارات و هتافات وعبارات ملأت أرجاء الوطن وضج بها الناس وصدقوها وعاشوا على أمل تحقيقها ثم أذرتها السنون وأصبحت نسيا منسيا .. كم من لاءات واعتراضات واحتجاجات تشدق بها الخطباء والسياسيون وبحت حناجرهم من الهتاف بها وترديدها... ثم علت أصواتهم بلغة جديدة تناسب الواقع والظرف والمصلحة !!!
كم من رجال وأشباههم مروا على أحزان الوطن ومأساته ، وصاغوا بلسان واحد معالم التحرير والعودة ثم تساقطوا مع طول الطريق وعظمة المعاناة وسقطت معهم مبادئهم ، فحطموا قلوب من سار خلفهم وصدقهم وقدم من أجلهم كل غال ونفيس .
كم من العابرين على جراح شعبنا النازفة من شخوص وحركات ومبادئ وأفكار وأحزاب ، بحثوا عن فلسطين ليرجعوا عهدها الأول وساروا وراء شعبهم يرددون شعارا واحدا .. "فلسطين !! كل فلسطين" .. ثم هاموا على وجهوهم في منتصف الطريق وضلوا وأضلوا ، وأشاعوا بهتانا وزورا أن طريق الوطن لا يمكن الوصول إليه إلا عبرهم ، وأن الحق غير موجود إلا في أجندتهم ، وأنهم البارعون في الخطاب العالمي المتقنون للتغيرات الإقليمية والتحالفات الدولية، وأنهم أهل للقيادة... فهم الأسبق والأصدق وغيرهم تابع جاهل لا يدرك المصلحة العليا ولا يعي لغة العالم الجديدة التي تحتاج للمرونة أحيانا وللتراجع أو التنازل أحيانا أخرى فلكل زمن خطاب يلزمه ولكل جيل حديث يناسبه .
وعلى غفلة من شعاراتهم البراقة التي ملئوا بها العالم طولا وعرضا ، وبعد أن صغر وطنهم الكبير وتراجعت أحلامهم ، وبعد أن ملوا من طول الانتظار والبحث عن الدولة أو حتى الدويلة من ركام القرارات الأممية والمبادرات التي لا يحفظون أسماءها من كثرتها، جاءتهم حركة المقاومة الإسلامية حماس بشعار ألفوه جيدا و رفعوه يوما ودغدغوا مشاعر جماهيرهم به.... "فلسطين من البحر إلى النهر" و "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" ..ولكنه أسقط من قاموسهم في لحظة الضعف والخذلان .. جاءتهم حماس قبل اثنين و عشرين عاما فظنوا أنها شيء عابر سينضم إلى قافلتهم العرجاء التي تاهت في طريقها ، وحدّثوا أنفسهم بأنها إضافة عددية سرعان ما تذوب عندما تشتد المحنة وتزيد المتاعب وتعظم التضحيات .
مر من عمر ولادتها اثنان وعشرون عاما عاشتها بين الاعتقال والحصار والقتل والتشريد والنفي والتشويه والقذف، فعظمت و ترسخت وتعمقت أكثر بين شعبها الذي احتضنها كما احتضن غيرها، وتجذرت في عمق الوطن كشجر الزيتون ، ولم تكن كما اعتقد خصومها وتمنوا لها ، عندما شعروا أن عمرهم الافتراضي قد اقترب ، وأن رصيدهم يتراجع أكثر من ذي قبل، ولم يعد أحد يقتنع عن حديث ممجوج لهم عنوانه تاريخ توقف عند لحظة مضيئة لم يحافظوا عليها، فأطفأتها حسابات شخصية ورهانات خاسرة وقيادات فاشلة ، ولم يعد تنطلي على الشعب شعارات أثبتت أفعال الرجال الحقيقيين الذين تمسكوا بالعهود والمواثيق عكسها .
جاءت حماس قبل اثنين وعشرين عاما لتصفع أولئك الحالمين بالتسوية بعدما تخلوا عن حقهم التاريخي وأسقطوا من ذاكرتهم حروف فلسطين المخضبة بالدماء وأضاعوا حقوق الأجيال عندما حلقوا مع حمام السلام في أجواء لا يجيدون الطيران فيها ، وبدأ العالم يرقب حماس ويتابع صنائعها ويقف عاجزا عن حسر مدها أو حصر تأثيرها.
وتنبه التائهون الحاقدون في كل ميدان وناصية يتصيدون لها الهفوات وينتظرون منها السقطات ، يتوعدون ويهددون ويرغبون ويقتربون بعدما شعروا بأنها تسحب البساط من تحت أحلامهم الطويلة والعقيمة وبعدما مالت جماهيرهم نحو الحق الذي تنازلوا عنه وهم على ذات منهجهم الذي يصغر ويضمحل مع مرور السنين ويتلاشى دون ثمن.
بعد اثنين وعشرين عاما من ميلادها الميمون وبعد ما عصفت بالحركة رياح المؤامرات وأعاصير الفتن وبعد أن انتقلت الحركة من مرحلة البناء إلى التمكين إلى الحكم ...وبعدما قدمت خيرة قادتها ومؤسسيها وآخرهم الريان وصيام، وبعدما استطاعت أن ترسم نصرا جديدا من وسط الحصار ونار الانقسام وتكالب الصديق والعدو عليها، ها هي اليوم تقف على أرض صلبة قوية كما بدأت ، بل إنها تبدو أكثر تصميما على أن الوطن كل لا يتجزأ وأن الحق كل لا تفريط فيه ، وبعدما أثبتت أنها عصية على الانكسار أو الذوبان ، لم تغيرها المحن ولن تثنيها الفتن ولم ينل منها الحصار ولم يفت من عضدها آلام الطريق القاسية ولم يفسد نهجها بريق السلطة ولم تخفها سياسة القتل، ولم تحرف بوصلتها لغة التشويه والقذف، بقيت كما تعاهدت مع الله دون أن تغير أو تحيد أو تفرط ... فهي الوطن والثوابت والشهداء والمعتقلون والجرحى ... هي حماس .. الحديث الذي لا يمل والكلمة الصادقة التي لا تنتهي .