م.محمود الحجاج
30-11-2009, 15:24
في أحد أحياء عمان الشرقية وتحديدا جبل التاج يقيم آلاف المواطنين من أبناء مدينة الطفيلة،يتوزعون في وظائف حكومية مختلفة و يتواجد بينهم نسبة من الشباب العاطلين عن العمل ،و تنقسم المنطقة عرفا ما بين حي طفايلة علوي وحي طفايلة سفلي،وهي قريبة بطبيعة الحال من وسط المدينة وأهلها في غالبهم اجتماعيون مسالمون أبناء عشائر لها قيمها وأخلاقها العربية الأصيلة.
بعد الصدامات الأخيرة مع الشرطة إثر وفاة الشاب صادم السعود تحت التعذيب دُعيت للقاء مجموعة من الشباب الجامعيين والموظفين الذين تضرروا نتيجة ما رافق هذه الأحداث من إجراءات اعتبرت أمنية، فزرت الحي وتجولت به معهم واجتمعت بقرابة 20 شابا منهم في لقاء استمر زهاء ساعة شرحوا به أمورا يستغرب المرء حدوثها و يتعجب من إصرار بعض الأفراد الأمنيين على ممارستها رغم كل ما يحدث.
أحمد شاب جامعي يدرس ويعمل في آن واحد كان يوم الأحداث في عمله في البحر الميت و لم يعد حتى وقت متأخر من الليل، فوجئ لمجرد دخوله الحي – على حد قوله – برجال الدرك يقبضون عليه و يقتادونه للمركز الأمني دون أي تحقيق معه أو حتى تأكد من بطاقته الشخصية و كذلك وسام وغيره من الشاب الذين رأيت في وجوههم شبابا ملتزما خلوقا، و كثير منهم محافظ على صلواته في المسجد بل وله نشاط في مجال تحفيظ القرآن الكريم و لا توجد في سجلاته أي سوابق أمنية ، والمسألة لم تتوقف على ذلك بل تم تحويلهم إلى إدارة مكافحة المخدرات، ولا أحد يدري سبب هذا التحويل و هناك عوملوا كمجرمي المخدرات على حد قولهم و تعرضوا لتعذيب رأيت آثاره على بعضهم و من هم من يحمل تقارير طبية بذلك ومنهم من لا يزال ظاهرا على يديه أـثر القيود البلاستيكية القوية.
المستغرب بالنسبة لهم أنهم اعتقلوا وتعرضوا لإهانات شديدة و أصحاب السوابق ومن شارك فعلا بالتخريب لم يجر عليه شيء كما يقولوا! وهناك شخصيات لها ثقلها البلدي والنيابي – طبعا في حينه- تدخلت لأجل شباب دون شباب و كلهم أبناء الطفيلة و للطرافة هناك معتقلين ليسوا أصلا من أبناء الطفيلة و إن كان هناك من شارك بالتخريب و ليس من الطفيلة ولكن من اعتقل رأى نفسه كبش فداء – ونحن في ايام عيد و اضاحي – يجمّل صورة الدرك بأنهم تمكنوا من اعتقال أولئك المخربين ، بعد تقارير إعلامية ذكرت عدم تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على الفاعلين
هنالك معتدون ما زالوا يحتفظوا بمستلزمات رجال أمن وأسلحة استولوا عليها أثناء صداهم مع الدرك، هناك معتقلون أفرج عنهم لا حقا ولكنهم عانوا ثلاثة أيام مريرة تعرضوا فيها لتعذيب دون أن تكون لديهم أي مشاركات جرمية و لا حتى دوافع لارتكاب جرائم بل وعندهم ما يثبت رسميا وجودهم خارج الحي في جامعاتهم و أعمالهم أثناء المواجهات.
تحمسّت كثيرا لنقل معاناة هؤلاء الشباب في بلد الأمن والأمان في أردن الاطمئنان، الذي لا يمكن أن يقبل به تعسف أحدهم باستخدام سلطته، و القانون كما أشار وزير الداخلية فوق الجميع والمسيء يعاقب، واتفقت معهم على استضافة أربعة شباب منهم تحمسّوا لطرح أراهم تدفعهم غيرتهم على وطنهم وانزعاجهم مما لحق بهم من أذى ورغبة بمعالجة الاحتقان من جذوره منعا لتكرار المشاكل والتعاون مع رجال الأمن للقبض على من يسيء فعلا،اتفقنا ورتبنا كل شيء و أكدنا على مبدأ الحكمة في طرح الأمر والحرص على الوطن الذي هو أهم منا جميعا ، وقبل موعد اللقاء المحدد بعشر ساعات تقريبا فوجئت باعتذار هؤلاء الشباب جميعا ومرة واحدة عن الخروج على الإعلام والحديث على أثير إذاعة حياة أو غيرها.
يا ترى ما الذي جرى و لماذا هذا التصرف ؟ ومن الذي ضغط لأجل انسحابهم في اللحظة الأخيرة؟ وهل تغطية الأمور و تخزينها في النفوس يخدم المصلحة الوطنية العليا ؟ وهل وهل ؟؟ لا فائدة ، المهم اعتذروا وخلص.
بقلم : عدنان حميدان
بعد الصدامات الأخيرة مع الشرطة إثر وفاة الشاب صادم السعود تحت التعذيب دُعيت للقاء مجموعة من الشباب الجامعيين والموظفين الذين تضرروا نتيجة ما رافق هذه الأحداث من إجراءات اعتبرت أمنية، فزرت الحي وتجولت به معهم واجتمعت بقرابة 20 شابا منهم في لقاء استمر زهاء ساعة شرحوا به أمورا يستغرب المرء حدوثها و يتعجب من إصرار بعض الأفراد الأمنيين على ممارستها رغم كل ما يحدث.
أحمد شاب جامعي يدرس ويعمل في آن واحد كان يوم الأحداث في عمله في البحر الميت و لم يعد حتى وقت متأخر من الليل، فوجئ لمجرد دخوله الحي – على حد قوله – برجال الدرك يقبضون عليه و يقتادونه للمركز الأمني دون أي تحقيق معه أو حتى تأكد من بطاقته الشخصية و كذلك وسام وغيره من الشاب الذين رأيت في وجوههم شبابا ملتزما خلوقا، و كثير منهم محافظ على صلواته في المسجد بل وله نشاط في مجال تحفيظ القرآن الكريم و لا توجد في سجلاته أي سوابق أمنية ، والمسألة لم تتوقف على ذلك بل تم تحويلهم إلى إدارة مكافحة المخدرات، ولا أحد يدري سبب هذا التحويل و هناك عوملوا كمجرمي المخدرات على حد قولهم و تعرضوا لتعذيب رأيت آثاره على بعضهم و من هم من يحمل تقارير طبية بذلك ومنهم من لا يزال ظاهرا على يديه أـثر القيود البلاستيكية القوية.
المستغرب بالنسبة لهم أنهم اعتقلوا وتعرضوا لإهانات شديدة و أصحاب السوابق ومن شارك فعلا بالتخريب لم يجر عليه شيء كما يقولوا! وهناك شخصيات لها ثقلها البلدي والنيابي – طبعا في حينه- تدخلت لأجل شباب دون شباب و كلهم أبناء الطفيلة و للطرافة هناك معتقلين ليسوا أصلا من أبناء الطفيلة و إن كان هناك من شارك بالتخريب و ليس من الطفيلة ولكن من اعتقل رأى نفسه كبش فداء – ونحن في ايام عيد و اضاحي – يجمّل صورة الدرك بأنهم تمكنوا من اعتقال أولئك المخربين ، بعد تقارير إعلامية ذكرت عدم تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على الفاعلين
هنالك معتدون ما زالوا يحتفظوا بمستلزمات رجال أمن وأسلحة استولوا عليها أثناء صداهم مع الدرك، هناك معتقلون أفرج عنهم لا حقا ولكنهم عانوا ثلاثة أيام مريرة تعرضوا فيها لتعذيب دون أن تكون لديهم أي مشاركات جرمية و لا حتى دوافع لارتكاب جرائم بل وعندهم ما يثبت رسميا وجودهم خارج الحي في جامعاتهم و أعمالهم أثناء المواجهات.
تحمسّت كثيرا لنقل معاناة هؤلاء الشباب في بلد الأمن والأمان في أردن الاطمئنان، الذي لا يمكن أن يقبل به تعسف أحدهم باستخدام سلطته، و القانون كما أشار وزير الداخلية فوق الجميع والمسيء يعاقب، واتفقت معهم على استضافة أربعة شباب منهم تحمسّوا لطرح أراهم تدفعهم غيرتهم على وطنهم وانزعاجهم مما لحق بهم من أذى ورغبة بمعالجة الاحتقان من جذوره منعا لتكرار المشاكل والتعاون مع رجال الأمن للقبض على من يسيء فعلا،اتفقنا ورتبنا كل شيء و أكدنا على مبدأ الحكمة في طرح الأمر والحرص على الوطن الذي هو أهم منا جميعا ، وقبل موعد اللقاء المحدد بعشر ساعات تقريبا فوجئت باعتذار هؤلاء الشباب جميعا ومرة واحدة عن الخروج على الإعلام والحديث على أثير إذاعة حياة أو غيرها.
يا ترى ما الذي جرى و لماذا هذا التصرف ؟ ومن الذي ضغط لأجل انسحابهم في اللحظة الأخيرة؟ وهل تغطية الأمور و تخزينها في النفوس يخدم المصلحة الوطنية العليا ؟ وهل وهل ؟؟ لا فائدة ، المهم اعتذروا وخلص.
بقلم : عدنان حميدان