نشمي
15-11-2009, 20:59
تحت زجاج نافذتك البعيدة نجلس جميعا حول شمعة، يطل وجهك علينا، فترانا هنا لم يغب احد يحمل الشيوخ بين اصابعهم بعض تراب الوطن، والاطفال يحملون اعلامه الصغيرة وكل شيء معد لقضاء ليلة او ليلتين تحت ضوء وجهك وعلى بعد اصبع منك ها نحن يا سيدي هنا في البلد البعيد وها أنت تفتح النافذة وتسبقك ابتسامتك الى وجوهنا، وها انت تنادينا رجلا رجلا وصبية صبية وطفلا طفلا وفرحا فرحا وحزنا حزنا وآمالا آمالا *** ها انت تنادينا بأسمائنا لم يغب اسم عن وجه، فأي زعيم في هذه الارض يعرف اهله جميعا وينادي على كل واحد باسمه ويضمه الى صدره في ابوة ودفء؟! تبتسم في هذه اللحظة حيث نجلس من حولك نقطع الضحايا، ونمرس الجميد، ونخبز الشراك ونوقد النار، ونرفع القدور، وننطلق في الغناء يغني الرجال للوطن، والنساء للوطن، والاطفال للوطن، حتى اذا اقتربت لحظة العشاء نهضنا الى مناسفنا، نقطع اللحم بين اصابعك فيأتي صوتك الذي لم يغب: - ارجوك يا سيدي نسكب الشراب على الرز الذي تلامسه اصابعك فيأتي صوتك الذي لم يغب: - العفو يا اخي ثم اذ ننتهي، ثم اذ نشرب قهوتنا الساخنة، ثم اذ تتركنا لحظة الى غرفتك، نهرع جميعا الى دفاترنا في محاولة منا شعراء وكتابا واميين ان نكتب لك بطاقة حب.
وبعد ساعات من المحاولة، تكون اوراق دفاترنا قد فاضت باسمك، اذ ماذا نستطيع ان نكتب قبله او نكتب بعده؟! *** لم يشاهد الامريكيون من قبل شعبا يجلس تحت نافذة زعيمه في انتظار ان يقول له: كل عام وانت بخير انهم يشاهدون الان هذه الصورة يقتربون من خيامنا ومن عباءاتنا ومن اطفالنا ومن صورك المعلقة على صدورنا ومن رؤوسنا المرفوعة في اتجاه نافذة ثم لا يقولون شيئا.
فالمشهد اكبر من الكلمات، ونحن الذين حملنا معنا دفاترنا واقلامنا لم نكتب سوى اسمائنا في اعلى الصفحات وكتبنا ارقام هواتفنا وصناديق بريدنا ثم حاولنا ان نقول كلمة واحدة فلم نستطع فيا سيدنا البعيد ما اصعب ان نقول شيئا لمن نحب وما أجمل الا نقول شيئا في حضرته ويا سيدنا البعيد ليس السؤال: لماذا نحبك كل هذا الحب؟ وانما السؤال كيف لا نحبك كل هذا الحب؟ كيف لا نندس مثل اربعة ملايين طفل تحت وسادتك كيف لا ننتظر حتى تغمض عينيك حتى نتسلل خارج غرفتك ونجلس في هدوء، لعلك تظفر بساعة نوم نكون فيها نحن داخل احلامك الكبيرة *** يا سيدي البعيد اعرف انها لحظة فرح تجيء مرة كل عام ولكنني اعرف ان ليس ثمة مسافة شعرة بين افراحك وافراحنا وبين همومك وهمومنا لهذا اقول لك: كل عام وانت بخير لقد انتصرت على مرضك من اجلنا انتصرت بهذه الارادة التي انتصرت دائما على التحديات والهزائم وانتصرت بهذا العشق الذي طوقك به الاردنيون فكيف يا سيدي لا يشفى معشوق مثلك يحيطه اهله بكل هذا الحب كيف لا يكون فرحنا بك هذا العام مضاعفا وانت ترتب حقيبتك، وتضع بين ملابسك رسائلنا وتطلب ممن حولك اعداد كل شيء للرحيل الى البلد الذي احبك الى البلد الذي احببت.
الرأي15/11/1998 نشرت هذه المقالة في كتاب الكاتب الذي صدر مؤخرا تحت عنوان لا أملأ قلمي بحبر الآخرين.
وبعد ساعات من المحاولة، تكون اوراق دفاترنا قد فاضت باسمك، اذ ماذا نستطيع ان نكتب قبله او نكتب بعده؟! *** لم يشاهد الامريكيون من قبل شعبا يجلس تحت نافذة زعيمه في انتظار ان يقول له: كل عام وانت بخير انهم يشاهدون الان هذه الصورة يقتربون من خيامنا ومن عباءاتنا ومن اطفالنا ومن صورك المعلقة على صدورنا ومن رؤوسنا المرفوعة في اتجاه نافذة ثم لا يقولون شيئا.
فالمشهد اكبر من الكلمات، ونحن الذين حملنا معنا دفاترنا واقلامنا لم نكتب سوى اسمائنا في اعلى الصفحات وكتبنا ارقام هواتفنا وصناديق بريدنا ثم حاولنا ان نقول كلمة واحدة فلم نستطع فيا سيدنا البعيد ما اصعب ان نقول شيئا لمن نحب وما أجمل الا نقول شيئا في حضرته ويا سيدنا البعيد ليس السؤال: لماذا نحبك كل هذا الحب؟ وانما السؤال كيف لا نحبك كل هذا الحب؟ كيف لا نندس مثل اربعة ملايين طفل تحت وسادتك كيف لا ننتظر حتى تغمض عينيك حتى نتسلل خارج غرفتك ونجلس في هدوء، لعلك تظفر بساعة نوم نكون فيها نحن داخل احلامك الكبيرة *** يا سيدي البعيد اعرف انها لحظة فرح تجيء مرة كل عام ولكنني اعرف ان ليس ثمة مسافة شعرة بين افراحك وافراحنا وبين همومك وهمومنا لهذا اقول لك: كل عام وانت بخير لقد انتصرت على مرضك من اجلنا انتصرت بهذه الارادة التي انتصرت دائما على التحديات والهزائم وانتصرت بهذا العشق الذي طوقك به الاردنيون فكيف يا سيدي لا يشفى معشوق مثلك يحيطه اهله بكل هذا الحب كيف لا يكون فرحنا بك هذا العام مضاعفا وانت ترتب حقيبتك، وتضع بين ملابسك رسائلنا وتطلب ممن حولك اعداد كل شيء للرحيل الى البلد الذي احبك الى البلد الذي احببت.
الرأي15/11/1998 نشرت هذه المقالة في كتاب الكاتب الذي صدر مؤخرا تحت عنوان لا أملأ قلمي بحبر الآخرين.