المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــن سجــن عكـــا ...


فلسطين
14-11-2009, 00:43
http://www.youtube.com/watch?v=2Hfw7UU71g0&feature=related



مِنْ سِجِنْ عكا وطِلْعِت جَنازِة

محمَّدْ جمْجُومْ وفُؤادْ حجازي

جازي عليهُم يا ربِّي جازي

المنْدوبِ السّامي وربْعُه عِموما



محمّد جَمْجُومُ ومَعْ عطا الزِّيرِ

فؤادِ حْجازي عِزِّ الذَّخيرة

إنظُرْ لِمقدَّرْ(1) والتّقاديرِ

بَحْكامِ (2) المَوْلى تايِعدِمُونا



إمِّي الشّفوقة بالسِّجْنِ تنادي

ضاقَتْ عليها كُلِّ البلادِ

نادُوا فؤادْ ومُهْجِةْ فُؤادي

قَبِلْ نِتْفَرَّقْ تايِوَدِّعُونا



بابِ المحاكِمْ صاَحَتْ يا إبْني

تِدْعِي ع الحاكِمْ هاللي أتْعَبْني

والحاكِمْ ظالِمْ ما هُو مِعْجِبْني

وإعْدامِ الشّبابْ ما هو قانُونا



تِنْدَه (3) عَ عَطا من ورا البابِ

وِقْفَتْ تِستنظر مِنُّه (4) الجوابِ

عطا يا عطا زينِ الشبابِ

بِهْجِمْ عَ العَسْكَر ولا يهابونا



ثلاثة ماتُوا مُوتِ الإسُودِ

لا تِشْمَتْ فيهُم وَلَك يَهُودي

إحْنا بالْعَصا وانتَ بْبارودِة

بَسّك (5) تِتْشَكَّى ولكْ صهيونا



جابوا المُرْجيحَة (6) جابوالِحْبالِ(7)

هذه المُرْجيحَة شَرَفْناالعالي

وهذه المُرْجيحَة شرَفْنا الْعالي

شباب العَرَبْ لا تِهْتَمُّونا



حَبْسَك يا عَطا ما عُدْنا نْهابُو

ما دامِ الظُّلُم ظارِبْ اطنابُو

هذا وَطَنّا واحْنا إصْحابو

حِزْبِ الصَّهيوني قُوموا ارْحلونا



خَيِّ يا يوسفْ وصاتَك إمِّي

إوْعي يا أُختي بَعْدي تِنْهَمِّي

لأجْلِ الوَطَن هَدَرِتْ دَمِّي

كُلُّه عَلَشانِك يا فَلَسْطينا

رئيس المَجْلس(8) واحّنا رِجالَكْ

في نادي الأمَمْ ورجينا(9) افْعالَكْ

حافِظْ عَ الوَطَنْ أحْسَن وابْقى لَكْ

لا يقُوموا خانُوا العَرَبْ ياعْيونا




زُوروا المقابِر يومِ لعيادي

زُورُوا لي عَطا وزُوروا الأمجادي

أهل الشّجاعة عطا وفؤادي

ما يهابوا الرَّدى يومِ المنونا



شَرقيِّ القُدسْ صارَتْ مناحَة

سِمْعَتْها يافا طِلْعَت صَيّاحة

قالت يا قُدسْ يللّه يا ريحا(10)

نِعْلنْها ثوْرَة على صَهْيُونا



صَارَتْ في عكا يومِ الِعْدامِ (11)

مُصيبة كبيرة على العُربانِ

صَفُّوا العَساكر صفِّ النِّظامِ

خافوا من العَرَبْ لا يهْجِمونا



ضرْبِ المَدافِعْ (12) ما خفنا مِنّه

والمِقْدَّر جاري ما غنى عنُّه

والموتِ الَحْمَرْ (13) ما نِسْأل عَنُّه

يومِنْ رِدْناهُمْ ما يِمنَعُونا



طَلَبْنا العفو(14) ما سِمعُوا مِنّا

للشّهر العاشِرْ واحنا بْنِستَنّا

بَعَثنا الوَفد(15) ىِدافِعْ عَنّا

خابَتْ آمالُه ورِجِعْ مَغْبونا



يقُول مْحَمّد أنا أوَّلْكُم

خُوفي يا عطا أشْرَب حَسْرِتكُمْ

يقول حجازي أنا أوَّلْكُم

ما نْخافِ المَشَانِقْ لَوْ عَلَّقونا



فؤاد حْجازي أمْسِى مَفقودي

جُودي يا إمِّي بالبُكا جُودي

عَلَشان الوطن حَلَفْت اجودي

عَشان الوطن بيعلِّقونا



نادى المنادي يا ناس اضرابِ

يُومِ الثلاثا شنْقِ الشّبابِ

أهْلِ الشّجاعَة عَطا وفؤادي

ما يْهابوا الرَّدى ولا المَنونا

زَغٌرودَة لحظة الشنق

هي وْيا والمِشْنقَة تاجَك

هي والْقيد الَك خُلْخالْ

هي ومُوتَكْ عَن بلادَك عِزّ

هي ويا زِينْةِ الرِّجالْ (16)

لولولولولولي


********
(1) المقدَّر من الله.

(2) بِأحكام.

(3) تنادي.

(4) الهاء صامتة.

(5) كفاك. والإشارة هنا إلى محاباة المستعمرين البريطانيين لفلسطين بالسماح لليهود بالتسلّح وحرمان العرب الفلسطينيين من ذلك، وهذه واحدة من الظواهر التاريخية التي تفسِّر شوق الفنان الشعبي والجماهير للبندقية.

(6) المشنقة.

(7) الحبال.

(8) المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين.

(9) دعنا نرى.

(10) تزخر الأغاني الشعبية المعاصرة بذكرى أسماء المدن والقرى الفلسطينية ويفسِّر ذلك الرغبة في تثبيت شخصية ومعالم الوطن أنظر فيما بعد في هذا الديوان.

(11) الألف صامتة.

(12) الإشارة هنا للمدافع تدل على أن بعض أبيات الدلعونا في هذه الفترة لا تعود، فعلاً، إلى عام 1929، وإنما وضعها مؤلف شعبي محدث في السيّاق.

(13) الأحمر، والألف صامتة.

(14) العفو عن الشخصيات الثلاثة التي تم الحكم عليها بالإعدام.

(15) وفد فلسطيني إلى لندن.

(16) كان من المفروض
أن يدخل الأبطال الثلاثة
إلى غرفة الإعدام من باب
واطىء لكي يدخلوا وهم خافضوا الرؤوس
تعبيراً عن الندم،
لكن الأبطال مشوا عبر الباب الواطيء
على ركبهم ورؤوسهم مرفوعة.

فلسطين
14-11-2009, 00:51
واليكم ايها الكرام
قصة الشهداء الابطال
التي تكرمهم وتتكلم عن لسان جميع ابطال الحرية
هذه الانشودة الرائعة ...


محمد جمجوم, فؤاد حجازي, عطا الزير

قصة هؤلاء الأبطال الثلاثة
بدأت بثورة ولم تنته حتى اليوم,
بدأت عندما اعتقلت قوات الشرطة البريطانية
مجموعة من الشبان الفلسطينيين
إثر ثورة البراق.
هذه الثورة التي بدأت
عندما نظم قطعان المستوطنين
مظاهرة ضخمة بتاريخ 14 آب
1929 بمناسبة "ذكرى تدمير هيكل سليمان"
أتبعوها في اليوم التالي 15/آب
بمظاهرة كبيرة في شوارع القدس
لم يسبق لها مثيل حتى وصلوا إلى حائط البراق "
مايسمى بحائط المبكى اليوم"
وهناك رفعوا العلم الصهيوني
وراحوا ينشدون "النشيد القومي الصهيوني"
وشتموا المسلمين...
وكان اليوم التالي هو يوم الجمعة 16/آب
والذي صادف ذكرى المولد النبوي الشريف, فتوافد المسلمين للدفاع عن حائط البراق الذي كان في نية اليهود الاستيلاء علية..
فكان لا بد من الصدام بين العرب والصهاينة
في مختلف المناطق الفلسطينية.

كان الاعتقال يحمل معناً واضحاً بالدعم التام
والمطلق للصهاينة,
وهذا ما لم يرضى به أهالي كل من صفد والخليل ونابلس
وباقي المدن والقرى الفلسطينية.
ولهذا قامت قوات الشرطة باعتقال 26 فلسطينياً
ممن شاركوا في الدفاع عن حائط البراق
وحكمت عليهم بالإعدام
وقد تم تخفيف هذه العقوبة إلى السجن المؤبد عن 23 منهم
مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق الشهداء الثلاثة
, محمد جمجوم
وفؤاد حجازي
وعطا الزير.
ونبذة من حياة الشهداء
تبين مدى دعم القوات البريطانية للصهاينة
ورفضها لأي شكل من أشكال المقاومة ضدهم.

محمد خليل جمجوم من مدينة الخليل,
تلقى دراسته الابتدائية فيها,
وعندما خرج إلى الحياة العامة,
عاش الانتداب وبدايات الاحتلال الصهيوني,
عرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للإحتلال
كما العديدين من أبناء الخليل,
فكان يتقدم المظاهرات
احتجاجاً على اغتصاب أراضي العرب,
وكانت مشاركته في ثورة العام
1926 دفاعاً عن المسجد الأقصى
ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله...

فؤاد حجازي أصغر الشهداء الثلاثة سنا
المولود في مدينة صفد,
تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الاسكتلندية
وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت,
عرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه
واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه
وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة
التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث الثورة....

عطا الزير من مواليد مدينة الخليل,
ألم بالقراءة والكتابة إلماماً بسيطاً,
عمل عطا الزير في عدة مهن يدوية
واشتغل في الزراعة
وعرف عنه منذ صغره جرأته
وقوته الجسدية
واشترك في المظاهرات
التي شهدتها مدينة الخليل
احتجاجاً على هجرة الصهاينة إلى فلسطين
لا سيما إلى مدينة الخليل,
وفي ثورة البراق
هب عطا الزير مع غيره من سكان الخليل
مدافعاً عن أهله ووطنه بكل ما لديه من قوة.
وشهدت مدن فلسطين صداماً دامياً
بين العرب والصهاينة
وفي الخليل نفسها قتل ستون صهيونياً
وجرح خمسين آخرين....

حدد يوم 17/6/1930 موعداً لتنفيذ حكم الإعدام
بحق الأبطال الثلاثة
الذين سطروا في هذا اليوم
أروع قصيدة وأعظم ملحمة,
في هذا اليوم تحدى ثلاثهم الخوف من الموت
إذ لم يكن يعني لهم شيئاً بل على العكس
تزاحم ثلاثتهم للقاء ربهم.
كان محمد جمجوم يزاحم عطا الزير ليأخذ دوره غير آبه,
وكان له ما أراد.
أما عطا وهو الثالث,
طلب أن ينفذ حكم الإعدام به دون قيود
إلا أن طلبه رفض
فحطم قيده وتقدم نحو المشنقة رافع الرأس
منشرح الوجه.

وفي الساعة التاسعة من نفس اليوم
نفذ حكم الإعدام بمحمد جمجوم
الذي كان ثاني قافلة الشهداء وقبل ساعة من موعد تنفيذ الحكم, استقبل محمد جمجوم وفؤاد حجازي زائرين أخذو هم بتعزيتهم وتشجيعهم فقال محمد جمجوم "الحمد لله أننا الذين لا أهمية لنا نذهب فداء الوطن لا أولئك الرجال الذين يستفيد الوطن من جهودهم وخدماتهم" وطلب مع رفيقه فؤاد حجازي "الحنَّاء" ليخضبا ايديهما كعادة أهل الخليل في أعراسهم....

أما فؤاد حجازي وهو أول القافلة يقول لزائريه: "إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز على الأمة العربية الكريمة فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً".... وقد كتب فؤاد وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك فنشرتها في اليوم التالي وقد قال في ختامها: "إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج, وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة. إن هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخياً تلقى فيه الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".....

وهكذا أعدم الثلاثة, وتركوا الدنيا لأهل الدنيا, ومضوا يحملون جهادهم في سبيل مقدساتهم عملاً صالحاً يقابلون به وجه ربهم, تركوا دماءهم تقبل وجه هذه الأرض فتزهر ورداً أحمر, شجراً واقفاً أخضر وشهيداً تلو شهيد وشلال الدم الأغزر.

هشام القواسمة
14-11-2009, 10:51
رحمهم الله وتقبلهم بقبول حسن

تحياتي على ترنيمة الحزن
ورثائية الشهداء

النور والضياء
14-11-2009, 23:25
ليرحمهم الله عزوجل ويغفر لهم
رجال صدقو ما عاهدو الله عليه