المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِنْ التجُاربَ المُتعثّرةَ ! .....


فلسطين
09-11-2009, 18:38
تخُوض تجاربنَا ، نعشّق تلكَ التجاربَ لأننا من عشّناها !
فَ لقد دخلنا بَ ذلك العالم ، لأننا كنّا نشعرَ حقاً بجدارتنا ،
فَ أصبحنا منغمسيَن فيّه ، تلك تجارُبنا ، تلك التي أصبَحت كُل مالديّنا
وننتظر دوماً نجاح آخر نُحققه من خلالَها ، وما أن يأتيّ ذلكَ اليومْ
الذي تتحطمَ فيّه جميعُ الأمنيّات ، ذلك الذي لم يكُن بَ الحُسبان ’
عندمّا ، فشلت تماماً فَ تجربتيّ ، وأصحبتُ أكَره كُل التجاربَ ، وبتّ أخاف من كُل شيءّ !
فَ كَانت تلكَ التجرُبة ، من أسوءَ تجاربيّ المُتعثّرة ‘


تمشي بسرعَة ، متوجَهة لمدرستها ، كل صبَح تروح لمدرستَها
وقلبَها ممتلئ خوَف ، هيّ بطبَعها خوّافة ، تخافَ من كلّ شي
فَ ما بالكَ ، وهي رايحَة للمدرسُة ولحَالها ومع هالصبَح ، والشارَع
فاااضي ، وكأنَ مابه أحد يداوم أبداً !
بقمَة تفكيرها ، كيف توصل للمدرسةَ ومايصير لها شي ؟
استوقفها ، سيارة وقفت جنبَها بالضبّط : ريَم ، وقفي ؟
ارتعبَ قلبَها الصغيّر ، وإختنقَ نفسَها ، وكأن الهواءْ كلَه إختفى :/
أسرعَت بمشيها ، وكأنَها ماسمعتَ شي !
نزلَ من سيارَته ولحقَها : تكفيَن ، وقفيّ ، لي متى بتعذبينيّ كيذا !
صوتَه ، طريقَة كلامَه ، وقفتَ بداخلها شيء ، مو معقولَ رجلّ ممتلئ رجولَه
يناديها بَ ترجيّ مثل كيذا ! ، وقفتَ ، ورددتَ بداخلها [ مو مسويّ لك شي يابنتَ ! ]
إقتربَ منّها أكثر : وأخيراً ، ضاعَ عمري ، وأنَا أنتظر هاللحظة ، اللي تسمعينَ فيها كل اللي بداخليّ !
جذبتهاَ طريقة كلامَه ، ترجيّه ، والصمتَ كان مغلّفها ، وكأنَها راضية باللي يحصل كله :
وأنت ت ت ؟ ، من وينَ تعرفني ، وتعرفَ إسمي ، أنا ما أعرفَك !
مد لها كرَت : أنتظري رقمي على جوالَك ، وتعرفيَن كل شيّ ، بس عطينيَ فرصًه وحدة بس !
مدتَ يدهَا ، وأخذت الكرتَ ، وتغيّرت حياتهَا كلياً ، من بعد ما أخذتَ رقم خالدّ ،
البنتَ الخجولّة تجرأت وكلمتَ واحدّ ، البنتَ الخجولَة تخلّت عن كل مبادئها ،
ونفذت أكبر غلطة ، ممكنَ الثمنَ عُمرها كله ! مرّت شهور وهي تكلمَه ! ،
ولا ملت أبداً ! ، وفي يومَ بوقتَ العصر :
دخلَ راكان أخوها ، وبصراخَ ردد : ريم ، ريم ، ياحيوانَة ، يَ الليّ حطيتيَ وجيهنَا بالتراب !
وبصراخ ردد كلّ الألفاظ الليَ مو ممُكن يقولها ، راكانَ ل أختَه اللي تربتَ على يده ،
بعدَ ماماتَ أبوّه ، وترك له مسؤوليّة أمَه ، وريمَ ، وريهامَ !
قابلتَه أمّه : بسمَ الله ، وش فيك تصرخَ أنت ؟ ، وش سوت أختَك !
راكان : وينها يمه ؟ ، قوليلي وييييييينَ ؟ ، خلينيَ أدفنها وأرتاحَ منّها !
وبكل ماجاه من سرعّة ، إتجه لغرفتهَا ، وأمه وراه ، فتح البابَ : ماشاءَ الله ! ، كملّي بعد ؟
كملّي ياحقيّرة معه ، كمللللللللللي !
طاح الجوال من يدَها ، وشحبَ وجهها : ها ا ، ر ر ا ك ا ا ن !
قرّب منَها ، ومسَكها من شعرها : أنا ، أنا ، أختيَ تخونني ، وتكلمَ واحد ، حثاله مثل ذاك ؟
أنا ، ياتربيييييية يدي ، أنااااا ! [ وضربَها ، وضربَها ، إلى أن غابتَ عن وعيّها ]
شدّها من شعرَها ، وكمّل : تدرين ياغبيّة ، ليه كلمَك ؟ ، تدرين ؟ ، مو لـ سوادَ عيونكَ ترى !
ياغبيييييية ، ذا كان من أعزّ أصحابيَ ، وصارت مشكلَة بينيّ وبينَه ، حلّف ماينساهَا ليّ ،
مع إنيَ ماسويتَ له شيّ ، بس هو فهمَ خطأ ، لييييييته سوىَ أيّ شي ،
ليته ذبحنيّ وسوى فينيّ الليَ يبيّ ، بس مالعب ف عرضيَ ! وفَ مينّ بعد ؟ ،
ف أختيَ ، اللي ربيتَها بَ يديّ !



الليَ ماقصّرت عليَها بَ شي ! ، هااااه ، حسبيّ الله عليَك
حسبيّ الله عليَك ، الله ياخذذذذك إن شاء الله ، ليتك متّي بس ماسويتيّ سواتَك ! ،
أجل يجيّ واحد مثله ، ويقوليَ ترى أختَك سويتَ وسويتَ فيها ! ،
الله حسيبكَ ! [وماوقّف الضرب أبداً يمكن ضربَها يطفي النار اللي بداخله ]
بعد ذهوولّ تامَ ، من أمه ، ومن صعوبَة الموقفّ ، قربت منهم ،
ودموعَها على خدها : فُكها ، فكها تكفىَ
لاتضيّع عُمركَ عشانَها ، ماتستاهلَ ياولدي ، ماتستاهل !
رماها على سريرَها ، ورددَ : عمرك طلبتيّ منيَ شي ، وقلتَ لك لأ ؟ ، جااوبيّ هاااا ،
أجل اسمعيّ ، مدرسة ماعاد فيَه ! ، وطلوع من هالغرفة إنسي ، ماعاد لك طلعة أبداً ،
واعتبري مالك أهل أبداً ! ، حسبيّ الله عليَك
الله ياخذذذك ويريحنيّ منك ، خليتَك عشان أميّ بس ، ولا مو ل شي ثاني ! ،
يُمه ، بناتك ماعاد لهمَ طلعه من هالبيتَ ، الظاهر أنا دلعتَهم بزيادّة ، وهالدلع بهالزَمن يضيّع ،
إذا وحدة وطت رووسنَا بالترابَ ، وذبحت أبويَ وهو بَ قبرَه ، الثانيَة وش ممكن تسويّ ؟ ،
حسبي الله ونعم الوكيل ! ، حسبيَ الله ونعمَ الوكيل !
- بعدَ مرور شهرين :
ريهَام : وش إستفدتيَ من اللي سويتيَه ، ضيعتيّ مستقبلكَ ، وضيعتيَ مستقبليَ قبلّك ،
عمري ماراح أسامحكَ ، كنت أحلّم بالطّب ، وإنيَ أصير دكتورة ، وأنتِ ضيعتيّ هالحلِم
، عمري ماراحَ أسامحكَ [ وكملت بشهقة ]عُمري ما أسامحكَ ، ليه سويتيَ كيذذذا ،
وش نقص راكان عليك : (
عشان تروحين عند غيرَه ؟ ، هاااا ، الله لايسامحك ، لادِنيا ، ولآ أخررررة !
على شرفة النافّذة ، واقفَة ، وبإبتسامَة غموضَ : ههَ ، ليتك تحسيَن بالنار الليّ بصدريَ ،
إذا أنتِ ضاع مستقبلّك ممكنَ تعوضيّنه ، وأنا أسفه لأنيّ السببَ ، أما أناَ ،
فقدتَ هالدنيَا كُلها [ دمعَه بسيطَة تسللت ل خدَها ]
غبيّة أنا ، وش الليّ قاهرنيَ غير غبائي ، حسبته يحبنيّ ، والله ماكنتَ أبيّ أسوي كيذا ،
بس ، مدريَ وش أقولك ؟
ريهَام : لاتقولينَ شي ! ، ضيعتينيّ معكَ ، وضيعتيَ أحلامي بعد !
بصوتَ بداخلَها ، رددتَ : وضعتَ أنا كليّ ي ي ي !



همسّة ‘
وضآعتّ مني الأحلامْ ،
وثمانَ عشّر عاامْ !

الغطاس
09-11-2009, 18:43
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

فلسطين
09-11-2009, 18:49
يركضَ ويركض ، متجهاً لغرفتَها ، ودموعه حفرت مكاناً على خديَه :
يُمه ، يمممه ، الحقي ، تكفيَن يُمه !
انصدمتَ لمنظره المُفزع والمؤلم : وش فيكَ ؟
برجفَه علّت جسده الصغيَر ، وبكلماتَ لاتُفهم :
قتلَه ، م م ماتَ خلاصّ رااحَ ، دم كثيرَ ، ثوبه صار أحمرَ !
صدمَه هزّتها ، ولم تفهمَ شيء سوى بأنَ أحد الأشخاصً مات ْ :
وينه ، منَ ذاا ؟!
شدّ طرف قميصَها وبكلماتَ متقطعّة : تعاليَ شوفي !
لم تتحركَ من شدّة صدمتَها ،
وأصبحتَ في يدّ إبنها ،
وكأنها الإبنة وهو الأم !
وصلتَ عند ذلكّ المشهدَ المروّع ،
وجدتَ أحدهم بيّده سكينَ ملوّثة بالدمَاءْ ،
والآخرَ
على الأرض ينزفَ ، وينزفَ ،
وكأنَه يلفظ أنفاسَه الأخيرة : ( ،
نقلتَ نظرها بين الإثنينَ ،
والدموع أخذت مجراها على خديّها ،
عآجززة هيّ الآن ،
عن الكلامَ والحركَة ، حتى عن إصدار ردة فعلَ
فقط تسمع ، نحيب ياسر ،
وترى صدمَة فهدّ ، سمعتَه يتمتمَ بَ كلماتّ ،
من أثر صدمتَه ، وكُل خليّة فيَه ، ترجفَ من شدّة صدمتَه :
قتلتَه يَ يُمه ، قتلتَ أخويّ ! ،
أنا بَ حلم صصصح ؟ ، إلا أكيدَ بَ حلم !
صدمّه بالصميمَ فقطّ ، جلستَ على الأرض واقتربتَ منّه ،
لاتدريَ من أين جلبتَ تلك القوّة ! ،
كيف هيّ إلى الآن على قاربَ الحيّاة ،
ولم تغرَق رُغم تلكَ العواصفّ الشديدة : ( :
سامحينيَ ، يَ يُمه ، تكفييين سامحينيَ ! ،
لايستطيعَ الإكَمال ،
ألم الجسّد الذي يشعر به مؤؤلم كثير !
بَ هذه اللحظة تحركتَ ، وكأنها ماتتَ ،
ثم عادتّ للحيّاة مرَة أخُرى ،
إقتربت منَه ورددت : منتَ ميّت ،
ولدي البكَر مايخلينيّ ، أنا من ليَ من بعدكَ ؟
وبصرخَة ، من شدّة ألمهَا أكملتَ : كلموووا الإسعافَ !
إستجابَ ياسّر الصغير لطلبهَا ،
وأسرع للهاتف ، لايرُيد أن يفقدَه
هو منّ رباه ، هو من كَان له الأبّ ،
وكل شيء : ( !
: حبيبيّ خالد ، أنتَ مافيك شيّ ! ،
اللحين بيجون ويعالجّونك
ولدي البكر مايموووت قبليّ ، تسمعنيّ ؟!
جلسَ على الأرضّ وانكَمش جسدّه ،
وكأنه ليسَ الكبير البالغ منّ عُمره العشرينَ
بدأ يصرخً ويبكَي ، وكأنه وصلَ إلى حالة الجنوَوَن ! :
يُمه ، ترى أنا ماقتلته ، هههههههههه ،
مجنونَ أنا أقتله ، ماقتلته والله ترى ماقتلته
مدري ، ليش هو اللحين طايح مثل كذا ؟
دقائقّ مرَت ، وكَأنها سنوّات ، وصلّ الإسعافَ :
يُمه لا أوصيك على ياسرَ ،
تكفون إنتبهوا له ، ذا ولديّ أنا اللي ربيتَه ّ!
أغلقتَ فمه بيديها : أشششّ ،
ربيتَه من يومهَ طفل ، والحين عُمره 9 سنواتَ
ومحد بيزوجَه لاكبر غيرّك !
إقتربَ منها أحد المسعفين : إبعديَ ، يا أخت !
ابتعدت عنه ، ركزتَ على أصبعه السبابَة ،
وجدتَه مرفوعاً ، ثم نقلت بصرها
إلى شفتيَه ، رأته يتمتمَ بَ كلماتّ ،
لاتعلّم لماذا تملّكها إحساس بأنها ستكملّ الحياة بدوَنه ‘
دقائقَ ، لمَ تُكن سوى سنواتَ عليَها ،
رأتهم يرددونَ :
إنّا لله وإنا إليه راجعون ، الله يعوضكُم خير ، الله يعوضكُم خيرَ : ( !
صدىَ تلك الكلماتَ موجّع ،
لم يصدقه لا قلبَها ، ولا عقلهَا ’
لمَ تشأ تصديقَهم ، نقلتَ نظرها لَ خالد وياسرّ ،
رأتهمَ يصرخونَ متوجهينّ إليَه !


الآن فقط استوعبتَ ، خالد إبنها البكَر ذهبّ إلى رحمَة الله ‘
لطالمَا مسح لمحّة الحُزن من وجههَا ، وإستبدلها بالفرَح ! :
لأ ، لأأأأ ، ولدي مايروح ويخليني لحاليَ ، مايرووووحّ ؟
سقطَت وأُغمي عليَها ، وبعد مرورَ وقت طووويّل ، استيقظتَ
صُدمت صدمَة حيّاتها ، لقد مرّ على وفاتَه خمسة أيّام
حُرمت منه وحُرمت من أيام عزَاه أيضاً ‘
تذكرتَ مصابّها الأعظَم ، قاتل إبنها البكرَ الأصغر منّه !
تبكيّ على فقدانَ خالدّ ، ، أم ضيّااع فّهد ‘
تذكرتَ ياسرّ ، أين هوّ ، وأين الباقيّ من شتاتَ فهد ؟!
تحركَت من سريّرها رُغم ألمهَا ،
دافعَ الأمومَة بداخلها أقوى من أي ألمَ ‘
خرجّت من المستشفىَ ، بدونّ علم أحد ! ،

ذهبت إلى منزلَها ، لتبحثّ عن أبنائّها :
ياسر ، فهد [ وبنسيّان ] خالد ؟ !
وجدت ياسر بَ أحد أركانْ البيت ،
ترجف شفتيه والدمع احتل مكاناً على خديّه
أسرعت إليه وأخذته إلى حظنها ، وببراءة طفل لم يتعدى التاسعة :
يمه خلاص ، خالدّ ماعاد هو فيه ،
ليه تنادينّه ؟ ، فهد الحقير ، طعنه بالسكين
قتل أبويّ ، انا ما أحبه أكرهه !
صرختَ بداخلها ،
خالد لم يعد له وجودُ ، وبأمومة رددت :
لأ حبيبيّ ، بالخطأ هو سوى كذا ، وين فهد ؟
نظر إليها بنظرة تقتل من برائتها :
فهد حطوا بيده حديد كبير
وأخذوه [ وبحيرة ] مدري وين ؟
تذكرت بأنه داخل السجّن ،
تريد أن تقابله ، لتسأله عن سؤال إلى الآن لم تجد إجابته !
ذهبت إليه وطلبت مقابلته :
ليش قتلت أخوك ؟ عندك جواب يقنعني ؟
حرام عليك ، ضيّعتنا كُلنا : ( !
بصوت ، يحمل الكثير الكثير من الألم :
لحظة شيطان حسبتها مَرجلّة قتل الأخوَان ‘
والله ماكنّت قاصد ، الله ياخذني ،
خالد راح والسبب أنا ، ليت السكين غدرت
وجات فينيّ ، ليتها ! ، والله يَ يُمـه ، لحظة شيطَان !
نظرت إليه بإنكَسار : لحظة شيطان ؟! ،
وش السبب الكبير ذا اللي خلاك تقتل أخّوكَ ؟
نظر إليها ، ودمعة واحدة ،
تركت الأثر على خدَه : تكفين ،
اعفيني عن الإجابَة
صعب والله صعب ، أدري مهما كانْ ،
أنا الغلطان ، مافي سببّ ، مهما كان حجمه ‘
يخليني أقتل أخوي : ( !
تناثرت دموعها على خديها بشّدة :
أبي سبب يقنعني ، يخليني أقول ،
أنا خسرت إثنين صح !
بس كان فيه سببَ ، لخسارتيَ لهم ،
تكَفى لاتخلينيَ محتّارة : (
تردد صدى همسُه بغرفة زوار السُجناء :
لحظة شيطان ، حسبتها مرجلّة قتل الأخوانَ !
- حسبتها مرجّلة قتل الأخوانْ ‘



همسّة ‘
يُمَـه / ماتّ !
كلَ شي كنتْ أحسّه حيَ في هاذي الحياة !

فلسطين
09-11-2009, 18:53
كانتَ تجدلّ شعرها ، لم تكن تعلمْ بأنه يراقبَها !
لقد كان معْ كل جديلة ، يزفر زفرّة قويّة ‘
زفرة . . ألمْ ، ندمْ ، جرحْ : (
على مافعلهُ بها ، تمتمَ بهمسّ :
والله ماتستاهلين اللي سويته فيك !
الُحزن كان واضح على معالم وجهها ،
لم تبلغ العشرين من عمرهّـا
وتحمل الكثير من الهمومْ ، بقلبها ،
ولكنها بطبعها ، شَـامخْـهَ ‘
لمْ تنكسر مع كل ماحدثّ لهـا ، رددت بداخلها :
مرّت سنَة وللحين مو مصدقه
الليّ سواه فينيَ ،
وشلون أصدق وهو أخويَ ولد أمي وأبوي ؟
الله يرحمك يا أبويَ ، لو كنت موجود مايمدي اللي صارَ صار !
دخلت لغرفتها ، تلك التي عملت الكثير لَ أجلها :
هيفاءْ يابنتيّ ، تعالي ، الغـداءَ جاهـزّ (:
رفعت نظرها لها ، وإبتسمت : قبل ،
مممم علميني موجودَ ؟
تغيّرت ملامحها وبان عليها الضيّق : إيه موجود ،
قوليلي ، لَ متى الحال ذا ؟
هو آعتذر منك وعرف خطاه !
: أجل اسمحيَ لي يُمـه ، ما أقدر أنزل ّ !
مسحت على كتفها وابتسمت لها : أعرفك تربيتيّ ،
سامحتي أخوك وبتنزلين اللحين ؟
نزلت دموعها : لا يُمـه ، ماسامحتهَ ،
وعُمري ما أسامحَه ، يمّـه تعرفين وش إحساسي ؟
أنا أخوي باعنيَ ، وياليتها بيّعة ناجحة ،
بيعة خسّرتني حياتيَ كُـلها !
بكَت أمها لُحزنها الشديدّ : بس ،
انتهىْ الموضوع ذا ! ،
وأخوك متندمَ أشّد الندمْ
وأنتِ مالك أخّ ثاني غيرَه ، تكفين يابنتيَ ،
ريحـيّ قلبيّ ‘
زفرت زفرّة قوية ورددت : يُمـه أرجووَوك ،
لاتضغطينّ عليّ !
مسحت دمعتها ، تمتمتَ لعلّ الله يُريحهآ :
الله يهديكَ ، ويحننّ قلبكَ على أخوك !

/

: أنا قلتّ لك يُمـه ، ما أبي أتغدى بالبيت ،
يعني كفايَة إني الغلطان ،
أحرمها من الغداء معك ! ، نظرت إليه :
لا أسمعكَ تقول هالكلامْ مرة ثانيّة ‘

/

: ليشّ يُمـه جيتيَ ، وزدتي من وجعيَ ليَه ؟ ،
أنا ودي أسامحه بس ما أقدرَ
والله صعبَ ، هو باعني لَ رجالّ ، عشان الفلوس ،
وياليته رجال صاحيَ
رجال شايّب ، أخذني لتلبية رغباته بسّ ! ،
كان كل يومَ يذلنيّ ، ذوَقـنيّ المـُر !
يبي بعد هذا كله أسامحَه ! ،
وكأن اللي سواه شي عاديّ ، صّـعب والله صّـعب !
دمعه وحيده كانت على خده لقد سمع كلماتهآإ ،
لم يكمل غدائه مع أمه
بل قرر أن يذهب لها لعلها تسامحه وتريّحه ،
وجه كلماته ، ودمعته لم تجفّ بل تبعتها دمعآتْ :
كل هالألم فيكُ ، لك سنه تعانينُ بسببي ،
الله لايوفقنيّ ، بس آحلف لك بإيش إني ماكنت واعي !
والله الدنيا كانتُ معميتني ، ورب العزهْ !
لقد فاجأها بكلماته والأكبر دمعاته :
أششش ، لآتقول هالكلآم لأنه مايقنعنيّ !
صدمته بما قالت وصرخ بأعلى صوته ،
عسانيّ أمووت يارب !
أكملّ بهمس وبإبتسامه من شدة الألم :
وتفتكينّ منيّ يا أختيّ ، يمكن وقتهَا تبرد حرتكُ !
خرج مسرعاً من غرفتها ومن المنزل بأكمله ،
نادته أمه لقد سمعت آخر ماقال ! :
سلطان ، سلطان ، وقف ،
تكفى طلبتك
وأنا أمكُ ، وأكملت بصوت متقطع ،
تكفى ى ى ى !

ضحكتُ بصوتّ واضح
ووجهت كلامها له :
ههههههههههههههه ، كذابْ
سلطان أخويّ مامات ، وش تقول أنت ؟
لم تصدق ماقال صديقُ إبنها
منذ الطفوله ولكن دمعتَه التي نزلت
عندما سمع ماقال أخت
أعز أصدقائه أثبتت لها صدقْه :
محمد ، أنت تمزح صح ؟
يكفيه فراق أعز أصدقائه
لآيستطيع الإحتمال أكثرً :
ياخالهْ ، صدمته سيارة ،
أنا كنت معه
شفت اللي صار كلّه ، تشهدّ ووصاني أقول لهيفـُاء /
سسامحيه ياللي أنتِ نظر عينيه
سقطت على الأرض لاتستطيع رجلها أن تحملها ، والدموع من شدة قوتها سقطت وكأنها شلال
منهمر على خدْها آآآآهْ ، توه قبل نص ساعه كلمنيّ ، كان يرجيني أسامحه ، خلوه يرجع
مسامحته والله مسامحته ،
بسّ خلوه يرجع ، تكفين يمّه هو يحبكُ خليه يرجع !
ماهو شعورها لقد فقدت إبنها الوحيَد إبتسمت ،
إبتسامة إستهزاء :
لافات الفووت يابنتيّ ، ماينفع الصووتّ : ( !
ومرتّ سنه أخرى ولكنّ بدونه لقد رحل ،
وترك خلفه الكثير يبكون على فقدانَه :
مرت سنه ياسلطان ، بس بدون صوتكُ ياسلطان ،
كل شي له ذكرى لكُ ياسلطان !
[ وأكملت بصوت متقطع من البكيّ ] ،
تسمعنيّ ياسلطان ، السنه الماضيهُ ، كنت كل يوم
تترجاني أسسامحكُ ، كان الحقدُ عاميني ،
كنت أقول إنك ماعدت تعنيّ ليّ ، وأبد ما أسامحكُ
بس يوم فقدتك سسامحتكُ وعرفت إن الدنيا ،
ولآآآشيء ، ولآآآشيء بدوونكْ : (



همسّة ‘
أفتقدكُ !
أفتقدكُ بشّدة !
أشعر بتأنيب الضميرّ الشديد ،
لقد كنتّ نادماً على مافعلته بيّ
والآن أنا أشعر بالندمّ على مافعلته بكُ !
ليتني عندما كنت موجوداً .
تعلقت بيدكُ ولم أتخلىّ عنكُ : ( !

حموووده
09-11-2009, 19:25
مشكوووووووووووره يا ذات القلم الراقي على هذه العبارات