المشاغب
07-11-2009, 19:19
فقه الصلاة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
, أما بعد
فإن الصلاة ثاني أركان الإسلام , وأهم عمل من أعماله ,, وإن ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة , فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ) ,, كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وءاله وسلم .
وإن لهذه الصلاة أركانا وواجباتٍ وسننا , لا يعلمها كثير من المسلمين , فيقعون بذلك في أخطاء عظيمة قد تضيع صلاتهم بالكلية أو تنقص من أجر الصلاة وثوابها , ويحز في نفسي ويؤلمها عندما أرى أحد رواد مسجدنا يحرص على النافلة بعد الصلاة المكتوبة , ثم أراه يصلي صلاة لا ترفع فوق رأس العبد شبرا لأنها فقدت عدة أركان من أركان الصلاة .
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم ) , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا ) , رواه ابن خزيمة في صحيحه والطبراني في الكبير وحسن إسناده شيخنا الألباني رحمه الله تعالى .
وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه أنه رأى رجلا يصلي فطفف - أي سرق من صلاته - فقال له حذيفة : " منذ كم تصلي هذه الصلاة" , قال منذ أربعين عاما , قال : "ما صليت منذ أربعين سنة ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة لمت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم" ثم قال : "إن الرجل ليخفف ويتم ويحسن" . رواه النسائي وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى .
فالأمر إذا في غاية الخطورة , وكله مبني على المصيبة التي عمت وطمت إلا ما رحم ربي , وهي مصيبة الجهل بالدين , فتجد الإنسان حريصا على تعلم ما ينفعه في أمور الدنيا الدنيئة القليلة المنتهية معرضا عن تعلم ما يقيم به دينه ويرضى به ربه عز وجل ويطلب به الجنة في الآخرة الباقية , وصدق الله العظيم القائل في كتابه : ( كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة ) .
فالعلم الشرعي ... بدءا من العقيدة السليمة ,,, ثم تعلم الفرائض وما يجب على الإنسان من العبادات ,,, ثم تعلم الحلال والحرام من المعاملات التي يدخل فيها , كل ذلك فرض عين على المسلم , وإهمال هذا الفرض وتضييعه يورده المهالك , نسأل الله تعالى العافية .
في هذا الموضوع , أو قل في هذه الدورة الشرعية المصغرة ,, نتعلم معا إن شاء الله عز وجل شيئا من فقه الصلاة , حتى نعبد الله تعالى كما أمرنا , لا كما تمليه أهواؤنا وعاداتنا ,, فلنحرص على متابعتها والتعلم منها , ومن استطاع نشرها بين الناس بعد ذلك فجزاه الله تعالى خيرا .
إن شاء الله عز وجل سوف نورد الدروس في حلقات متقطعة , ونأخذ في كل حلقة إن شاء الله تعالى قدرا يسيرا جدا حتى تسهل متابعة الدروس , وعلى ذلك فلا أرى لأحد عذرا في ترك المتابعة والتعلم , وأتمنى أن يحرص الجميع , أعضاء ومشرفين وحتى زوارا على الاستفادة من هذا الموضوع وأن يجعلوه بمثابة حلقة علم يبتغون بها رضا الله عز وجل ونيل ثواب تعلم دين الله تعالى ثم إصلاح ما قد يقع في عبادتهم من خطأ ومتابعة سنة الحبيب صلى الله عليه وءاله وسلم , وحتى من له باع في العلم سيكون هذا بمثابة التذكرة والمراجعة له ,, سائلا المولى جل شأنه أن يجعل هذا العمل صالحا خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به والمسلمين , إنه سبحانه على كل شيء قدير .
ملاحظات :
1- أول شرط للالتحاق في هذه الدورة الشرعية : إخلاص النية لله عز وجل , والتحلي بآداب طالب العلم , فمن فعل ذلك فهنيئا له الثواب العظيم بإذن الله عز وجل , كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم فيما صح عنه : ( من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) رواه أصحاب السنن وصححه الألباني رحمه الله تعالى .
2- الأمور الأساسية في الفقه دلت عليها النصوص دلالة صريحة أو أجمع عليها العلماء والفقهاء , وهناك أمور فرعية لم يأت فيها نص ولا إجماع فاجتهد فيها الفقهاء للوصول للحكم الشرعي , ومن هنا : كان لكل منهم اجتهاده ,, , والمذهب الفقهي الذي سوف ندرسه في هذه الدورة هو مذهب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كتابه " تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وءاله وسلم , وقد نذكر بعض التعليقات أو الترجيحات من كتاب الشرح الممتع للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى , من كان له مذهب فقهي آخر فلا يشغلنا بالخلافات الفرعية ويشتت الطالب والمعلم فيصد عن سبيل الله من حيث قصد او لم يقصد , وهذا أدب عام لكل مجالس العلم ينبغي على المسلم التزامه , إلا إذا رأى بدعة منكرة تخالف إجماع المسلمين أو تخالف دليلا ظاهرا فعليه أن ينكرها .
3- كعادتي في المواضيع المتسلسلة ... لا نريد مشاركات في الموضوع لا بالشكر ولا بالتعليق حتى لا نقطع تسلسل الموضوع ,, إذا ماذا نفعل إذا كان لدينا تعليق أو سؤال أو استفسار في هذا الموضوع ؟ يسعدني تلقي مشاركاتكم واستفساراتكم على الرسائل أو البريد , والإجابة عليها إن شاء الله عز وجل .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
, أما بعد
فإن الصلاة ثاني أركان الإسلام , وأهم عمل من أعماله ,, وإن ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة , فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ) ,, كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وءاله وسلم .
وإن لهذه الصلاة أركانا وواجباتٍ وسننا , لا يعلمها كثير من المسلمين , فيقعون بذلك في أخطاء عظيمة قد تضيع صلاتهم بالكلية أو تنقص من أجر الصلاة وثوابها , ويحز في نفسي ويؤلمها عندما أرى أحد رواد مسجدنا يحرص على النافلة بعد الصلاة المكتوبة , ثم أراه يصلي صلاة لا ترفع فوق رأس العبد شبرا لأنها فقدت عدة أركان من أركان الصلاة .
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم ) , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا ) , رواه ابن خزيمة في صحيحه والطبراني في الكبير وحسن إسناده شيخنا الألباني رحمه الله تعالى .
وعن حذيفة رضي الله تعالى عنه أنه رأى رجلا يصلي فطفف - أي سرق من صلاته - فقال له حذيفة : " منذ كم تصلي هذه الصلاة" , قال منذ أربعين عاما , قال : "ما صليت منذ أربعين سنة ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة لمت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم" ثم قال : "إن الرجل ليخفف ويتم ويحسن" . رواه النسائي وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى .
فالأمر إذا في غاية الخطورة , وكله مبني على المصيبة التي عمت وطمت إلا ما رحم ربي , وهي مصيبة الجهل بالدين , فتجد الإنسان حريصا على تعلم ما ينفعه في أمور الدنيا الدنيئة القليلة المنتهية معرضا عن تعلم ما يقيم به دينه ويرضى به ربه عز وجل ويطلب به الجنة في الآخرة الباقية , وصدق الله العظيم القائل في كتابه : ( كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة ) .
فالعلم الشرعي ... بدءا من العقيدة السليمة ,,, ثم تعلم الفرائض وما يجب على الإنسان من العبادات ,,, ثم تعلم الحلال والحرام من المعاملات التي يدخل فيها , كل ذلك فرض عين على المسلم , وإهمال هذا الفرض وتضييعه يورده المهالك , نسأل الله تعالى العافية .
في هذا الموضوع , أو قل في هذه الدورة الشرعية المصغرة ,, نتعلم معا إن شاء الله عز وجل شيئا من فقه الصلاة , حتى نعبد الله تعالى كما أمرنا , لا كما تمليه أهواؤنا وعاداتنا ,, فلنحرص على متابعتها والتعلم منها , ومن استطاع نشرها بين الناس بعد ذلك فجزاه الله تعالى خيرا .
إن شاء الله عز وجل سوف نورد الدروس في حلقات متقطعة , ونأخذ في كل حلقة إن شاء الله تعالى قدرا يسيرا جدا حتى تسهل متابعة الدروس , وعلى ذلك فلا أرى لأحد عذرا في ترك المتابعة والتعلم , وأتمنى أن يحرص الجميع , أعضاء ومشرفين وحتى زوارا على الاستفادة من هذا الموضوع وأن يجعلوه بمثابة حلقة علم يبتغون بها رضا الله عز وجل ونيل ثواب تعلم دين الله تعالى ثم إصلاح ما قد يقع في عبادتهم من خطأ ومتابعة سنة الحبيب صلى الله عليه وءاله وسلم , وحتى من له باع في العلم سيكون هذا بمثابة التذكرة والمراجعة له ,, سائلا المولى جل شأنه أن يجعل هذا العمل صالحا خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به والمسلمين , إنه سبحانه على كل شيء قدير .
ملاحظات :
1- أول شرط للالتحاق في هذه الدورة الشرعية : إخلاص النية لله عز وجل , والتحلي بآداب طالب العلم , فمن فعل ذلك فهنيئا له الثواب العظيم بإذن الله عز وجل , كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم فيما صح عنه : ( من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) رواه أصحاب السنن وصححه الألباني رحمه الله تعالى .
2- الأمور الأساسية في الفقه دلت عليها النصوص دلالة صريحة أو أجمع عليها العلماء والفقهاء , وهناك أمور فرعية لم يأت فيها نص ولا إجماع فاجتهد فيها الفقهاء للوصول للحكم الشرعي , ومن هنا : كان لكل منهم اجتهاده ,, , والمذهب الفقهي الذي سوف ندرسه في هذه الدورة هو مذهب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كتابه " تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وءاله وسلم , وقد نذكر بعض التعليقات أو الترجيحات من كتاب الشرح الممتع للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى , من كان له مذهب فقهي آخر فلا يشغلنا بالخلافات الفرعية ويشتت الطالب والمعلم فيصد عن سبيل الله من حيث قصد او لم يقصد , وهذا أدب عام لكل مجالس العلم ينبغي على المسلم التزامه , إلا إذا رأى بدعة منكرة تخالف إجماع المسلمين أو تخالف دليلا ظاهرا فعليه أن ينكرها .
3- كعادتي في المواضيع المتسلسلة ... لا نريد مشاركات في الموضوع لا بالشكر ولا بالتعليق حتى لا نقطع تسلسل الموضوع ,, إذا ماذا نفعل إذا كان لدينا تعليق أو سؤال أو استفسار في هذا الموضوع ؟ يسعدني تلقي مشاركاتكم واستفساراتكم على الرسائل أو البريد , والإجابة عليها إن شاء الله عز وجل .