ابو المعتز
30-10-2009, 19:04
الموضوع ومافيه هو التعرف والتمعن باسماء الله الحسنى
حيث سيتناول كل عضو احدى اسماء الله الحسنى ويقوم بالتعريف عنه وسأبدأ بالاسم الاول الله
الله
هو الاسم الذى تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، وجعله أول أسمائه واضافها كلها اليه ولم يضفه الى إسم منها ، فكل ما يرد بعده يكون نعتا له وصفة ،وهو إسم يدل دلالة العلم على الإله الحق وهويدل عليه دلالة جامعة لجميع الأسماء الإلهية الأحادية .هذا والاسم (الله) سبحانه مختص بخواص لم توجد فى سائر أسماء الله تعالى .
الخاصية الأولى : أنه إذا حذفت الألف من قولك (الله) بقى الباقى على صورة (لله وهومختص به سبحانه كما فى قوله ( ولله جنود السموات والأرض) ، وإن حذفت عن البقية اللام الأولى بقيت على صورة (له) كما فى قوله تعالى ( له مقاليد السموات والأرض) فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية هى قولنا (هو) وهو أيضا يدل عليه سبحانه كما فى قوله ( قل هو الله أحد ) والواو ذائدة بدليل سقوطها فى التثنية والجمع ، فإنك تقول : هما ، هم ، فلا تبقى الواو فيهما فهذه الخاصية موجودة فى لفظ الله غير موجودة فى سائر الاسماء .
الخاصية الثانية : أن كلمة الشهادة _ وهى الكلمة التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر الى الإسلام _ لم يحصل فيها إلا هذا الاسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد أن لا اله إلا الرحمن الرحيم ، لم يخرج من الكفر ولم يدخل الاسلام ، وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة
همسات حائرة
30-10-2009, 20:01
معنى اسم الرحمن:
اسم مـن أسماء الله تعالـى،وهـو أيضاً صفـة من صفاته يثني عـليه به ويُـمجد ويُعـظم به.(الرحمن)
الرحمة هي: الرقة والتعطف،فالله ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا وللـمؤمنين في الآخـرة.(الرحيم) بالمـؤمنين يوم القيامة.
متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسـول الله صلى الله عليه وسـلم: "الله أرحم بعباده مـن هذه بولدها" (1).
وقـال الله عنها: وََرَحَمتِي َوسعَت كُل شَيءٍ فَسَأكُتُبهَا للَّذين يتَّقُون ويُؤتون الزَّكَاةَ والَّذيِِنَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤمِنُونَ((2)
،سبحانه ما أعظمه وأرحمه سبقت رحمته غضبه،وسبق عفوه عقوبته،ورحمة الله الواسعـة تراها أينما يمّمـت وجهك في هذا الكـون.
http://img387.imageshack.us/img387/4121/le1asma137ql.gif
النور والضياء
30-10-2009, 20:27
http://www.kazamiza.com/lopez/bsmsla/11.gif
قال تعالى ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها..)
وقال صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعة وتسعين إسماً من أحصاها دخل الجنه)
الرحمن:
اسم مـن أسماء الله تعالـى،وهـو أيضاً صفـة من صفاته يثني عـليه به ويُـمجد
ويُعـظم به.(الرحمن)
الرحمة هي: الرقة والتعطف،فالله ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا
وللـمؤمنين في الآخـرة.(الرحيم) بالمـؤمنين يوم القيامة.
متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسـول الله صلى الله عليه وسـلم: "الله أرحم
بعباده مـن هذه بولدها"
( 1 )
وقـال الله عنها: وََرَحَمتِي َوسعَت كُل شَيءٍ فَسَأكُتُبهَا للَّذين يتَّقُون ويُؤتون الزَّكَاةَ
والَّذيِِنَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤمِنُونَ
( 2 )
،سبحانه ما أعظمه وأرحمه سبقت رحمته غضبه،وسبق عفوه عقوبته،ورحمة الله
الواسعـة تراها أينما يمّمـت وجهك في هذا الكـون،
وهي أعظم ما تكـون في الوحي المنزل على رسـل الله وأنـبيائه ( وَنَزَّلنَا عَلَيكَ
الـكِتَاب تِبيَاناً لِّكُـل شَـيءٍ وَهُـدًى وَرَحـمَةً وَبُشرَى للِمُسلِمِين َ) .
(3)
فبرحمته أرسـل إلينا رسولـه وأنزل عـلينا كـتابه، وعلمنا من الجهالة، وهدانا مـن
الضلالة، وبصرنا من العمى، وأرشدنا من الغي،
وعرفنا من أسمائه وصفاته وأمثاله ما عرفنا به أنـه ربنا ومـولانا، وبرحمته عـلمنا
مالـم نكن نعـلم، وأرشـدنا لمصالـح ديننا ودنيانا.
وأوسـع المـخلوقات عـرشه، وأوسع الصفات رحمته فاستوى عـلى عرشه الذي
وسـع المخلوقات بصفة رحمته التي وسعت كل شيء.
ولما استوى على عرشه بهذا الاسـم الذي اشتقه من صفته،وتسمى به دون
خلقه،كتب مقتضاه على نفسه يوم استوائه على عرشه
حين قضى الخلق كتاباً،فهو عنده على عـرشه "إن رحمتي سبقت غضبي"
( 4 )
وكان هـذا الـكتاب العظيم الشأن كالعهـد منه سبحـانه
للـخليقة كلها بالـرحمة لـهم، والعفو عنهم، والصفـح عنهم، والمغـفرة والتجاوز
والستر والإمهـال والحلـم والأناة. وكـان من وصفة الرحمـة الجنة وسكانهـا
وأعمـالهم،فـبرحمته خلقت وبرحمته عمـرت بأهلها،وبرحمته وصلوا إليها وبرحمته
طـاب عيشهم فيها.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة"
( 5 )
فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها،
فبها تعطف الوالدة على ولدها والطير والوحوش والبهائم، وبهذه الرحمة قوام
العالم ونظامه، فهـذا التراحم الذي بينهم بعض آثار الرحمة التي هي صفته ونعمته.
وحينما يتأمل المؤمن وهو يقرأ آيات الله يمتلئ وجدانه بحب الله والخشوع له
والرغبة في التقرب إليه والعمل على رضـاه فحين يعلم أن الله غفور رحيم
وأنه يقـول ( قُل يَا عبَاديَ الَّذينَ أسرَفُوا عَلَى أنفُسهِمِ لاَ تَقنَطُوا من رّحمَة الله إنَّ اللهَ
يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إنه هُوَ الغَفُور الرَّحيم)
( 6 )
ألا يجعله يتطلع لرحمـة الله في أن يغفر له ذنوبه حين يخلص إليه ويتوب، وحين
يعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين وأنه هو الذي يبسط الرزق وحين يعلم أنه
هو الواحد القهار ألا يمتلئ قلبه رهبة من الله الذي يقهر بسلطانه كل شيء وحين
يعلم أن الله هو علام الغـيوب الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في
الأرض ألا يتحرز وهو يهم بأي عـمل مـن الأعـمال لأنه يعلـم أن الله يراه ويراقبه
فـلا يخفى عليه عـمل أو فـكر أو شعـور
خالد النورس
30-10-2009, 23:45
ذو الجلال والاكرام
إسم من أسماء الله الحسنى هو الذى لا جلال ولا كمال إلا وهو له ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى صادرة منه فالجلال له فى ذاته الكرامة فائضة منه على خلقه وفى تقديم لفظ الجلال على لفظ الإكرام سر وهو ان الجلال إشارة الى التنزيه وأما الإكرام فإضافة ولابد فيها من المضافين والإكرام قريب من معنى الإنعام إلا أنه أخص منه
وقد قيل أن (النبى صلى الله عليه وسلم ) كان مارا فى طريق إذ رأى أعرابيا يقول : اللهم إنى أسألك بإسمك الأعظم العظيم ، الحنان المنان ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، فقال ( النبى صلى الله عليه وسلم ) إنه دعى باسم الله الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى ، ومتى أكثر العبد من ذكره صار جليل القدر بين العوالم ، ومن عرف جلال الله تواضع له وتذلل.
هبة الرحمن
31-10-2009, 09:41
المعز:
وهو تعالى يعز من شاء من أوليائه والإعزاز على أقسام:
القسم الأول: إعزاز من جهة الحكم والفعل: هو ما يفعله الله تعالى بكثير من أوليائه في الدنيا ببسط حالهم وعلو شأنهم، فهو إعزاز حكم وفعل.
القسم الثاني: إعزاز من جهة الحكم: ما يفعله تعالى بأوليائه من قلَّة الحال في الدنيا، وأنت ترى من ليس في دينه فوقه في الرتبة فذلك امتحان من الله تعالى لوليه، وهو يثيبه إن شاء الله على الصبر عليه.
القسم الثالث: إعزاز من جهة الفعل: ما يفعله الله تعالى بكثير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الأمر والنهي، وظهور الثروة في الحال في الدنيا، فذلك إعزاز فعل لا إعزاز حكم، وله في الآخرة عند الله العقاب الدائم، وإنما ذلك ابتلاء من الله تعالى واستدراج.
العزيز
العزيز: العز فى اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و الأمتناع ، والتعزيز هو التقوية ، والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى هو الخطير ،( الذى يقل وجود مثله . وتشتد الحاجة اليه . ويصعب الوصول اليه ) وإذا لم تجتمع هذه المعانى الثلاث لم يطلق عليه اسم العزيز ، كالشمس : لا نظير لها .. والنفع منها عظيم والحاجة شديدة اليها ولكن لا توصف بالعزة لأنه لا يصعب الوصول الي مشاهدتها . وفى قوله تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) فالعزة هنا لله تحقيقا ، ولرسوله فضلا ، وللمؤمنين ببركة إيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام
ابو المعتز
01-11-2009, 12:08
المقسط
اللغة تقول أقسط الأنسان إذا عدل، وقسط إذا جار وظلم ، والمقسط فى حق الله تعالى هو العادل فى الأحكام ، الذى ينتصف للمظلوم من الظالم، وكاله فى أن يضيف الى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والإنصاف، ولا يقدر عليه إلا الله تعالى، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فى الحديث بينما رسول الله جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال عمر: بأبى أنت وأمى يارسول الله ما الذى أضحكك؟ قال: رجلان من أمتى جثيا بين يدى رب العزة فقال أحدهما ( ياربى خذ مظلمتى من هذا ) فقال الله عز وجل: رد على أخيك مظلمته، فقال ( ياربى لم يبق من حسناتى شىء) فقال عز وجل للطالب: (كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شىء؟) فقال ( ياربى فليحمل عنى أوزارى ) ثم فاضت عينا رسول الله بالبكاء، وقال: ( إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس أن يحمل عنهم أوزارهم) قال فيقول الله عز جل _ أى للمتظلم _ ( أرفع بصرك فانظر فى الجنان )، فقال (ياربى أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة بالؤلؤ ،لأى نبى هذا ؟ أو لأى صديق هذا؟ أو لأى شهيد هذا ؟ ) قال الله تعالى عز وجل ( لمن أعطى الثمن ) فقال ياربى ومن يملك ذلك؟ قال :أنت تملكه، فقال: بماذا ياربى؟ فقال بعفوك عن أخيك، فقال: ياربى قد عفوت عنه،قال عز وجل: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، فإن الله يعدل بين المؤمنين يوم القيامة
كامل السوالقة
01-11-2009, 12:40
ذو الجلاله والاكرام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصبحه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين
صفة الوجه لله سبحانه
يقول الله تعالى : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) { الرحمن 27} وهذه معطوفة على قوله تعالى (( كل من عليها فان *ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ولهذا قال بعض السلف : يبنغي إذا قرأت : (( كل من عليها فان )) ؛ أن تصلها بقوله : (( ويبقى وجه ربك )) ؛ حتى يتبين نقص المخلوق وكمال الخالق , وذلك للتقابل ؛ هذا فتاء وهذا بقاء وقوله تعالى (( ويبقى وجه ربك )) ؛ أي : لا يفنى .
و الوجه : معناه معلوم , لكن كيفيته مجهولة , لا نعلم كيف وجه الله عز وجل ؛ كسائر صفاته , لكننا نؤمن بأن له وجها موصوفا بالجلال والإكرام , وموصوفا بالبهاء والعظمة ,حتى قال النبي (( حجابه النور , لو كشفه , لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )) رواه مسلم /كتاب الإيمان /
ولهذا نقول : هذا الوجه وجه عظيم . لا يمكن أبدا أن يماثل أوجه المخلوقات
وبناء على هذا نقول : من عقيدتنا أننا نثبت أن لله وجها حقيقية , ونأخذه من قوله تعالى ( ويبقى وجه ربك ) , ونقول بأن هذا الوجه لا يماثل أوجه المخلوقات ؛ لقوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) , ونجهل كيفية هذا الوجه ؛ لقوله تعالى (( ولا يحيطون به علما )) { طه : 110 } .
فأن حاول أحد أن يتصور هذه الكيفية بقلبه أو أن يتحدث عنها بلسانه ؛ قلنا : إنك مبتدع ضال , قائل على الله ما لا تعلم , وقد حرم الله علينا أن نقول عليه ما لا نعلم ؛ قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر..... ....وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) , وقال تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) {36الإسراء } .
* وقوله : (( ذ و )) : صفة لوجه , والدليل الرفع , ولو كانت صفة للرب ؛ لقال ذي الجلال كما قال في نفس السورة : (( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام )) ... فلما قال (( ذو الجلال )) ؛ علمنا أنه وصف للوجه .
* (( الجلال )) : معناه والسلطان .
* (( والإكرام )) : هي مصدر من أكرم , صالحه للكرم والمكرم , فالله سبحانه وتعالى مكرم , وإكرامه تعالى القيام بطاعته , ومكرم لمن يستحق الإكرام من خلقه بما أعدلهم من الثواب .
فهو لجلاله وكمال سلطانه وعظمته أهل لأن يكرم َ ويُثنى عليه سبحانه وتعالى وإكرام كل أحد بحسبه ؛ فإكرام الله عز وجل أن تقدره حق قدرة , أو، تعظمه حق تعظيمه , لا لا احتياجه إلى إكرام , ولكن ليمن عليك بالجزاء .
الآية الثانية : قوله : (( كل شيءٍ هالك إلا وجهه )) { القصص88} *قولة : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ؛ أي : فان ؛ كقوله (( كل من عليها فان )) .
* وقله : (( إلا وجهه )) : توازي قوله : (( ويبقى وجهه ربك )) .
فالمعنى : كل شيء فان وزائل ؛ إلا وجه الله عز وجل ؛ فإنه باق , ولهذا قال : (( له الحكم وإليه ترجعون )) { القصص 88 } فهو الحكم الباقي الذي يرجع إليه الناس ليحكم بينهم .
وقيل في معنى الآية : (( كل شيء هالك ألا وجهه )) ؛ أي : إلا ما أريد به وجهه ,قالوا : لأن سياق الآية يدل على ذلك : (( ولا تدعُ مع الله إلها آخر لا لأله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه )) , كأنه يقول : لا تدع مع الله إلها آخر فتشرك به ؛ لأن عملك وإشراكك هالك ؛ أي ضائع سدى ؛ إلا ما أخلصته لوجه الله ؛ فإنه يبقى ؛ لأن العمل الصالح له ثواب باق لا يفنى في جنات النعيم .
ولكن المعنى الأول أسد وأقوى .
وعلى طريقة من يقول بجواز استعمال المشترك في معنييه ؛ نقول :
يمكن أن نحمل الآية على المعنيين ؛ إذ لا منافاة بينهما , فتحمل على هذا وهذا , فيقال : كل شيء يفنى إلا وجه الله عز وجل , كل شيء من الأعمال يذهب هباءً ؛ إلا ما أريد به وجه الله ,.
وعلى التقديرين ؛ ففي الآية دليل على ثبوت الوجه لله تعالى .
وهو من الصفات الذاتية الخبرية التي مسماها بالنسبة إلينا أبعاض و أجزاء , ولا نقول : من الصفات الذاتية المعنوية , ولو قلنا بذلك ؛ لكنا نوافق من تأوله تحريفا , ولا نقول : إنها بعض من الله , أ, : جزء من الله لأن ذلك يوهم نقصا لله سبحانه وتعالى .
هذا وقد فسر التحريف وجه الله بثوابه ؛ فقالوا : المراد بالوجه في الآية الثواب , كل شيء يفنى ؛ ألا ثواب الله !
ففسروا الوجه الذي هو صفة كمال ؛ ففسروه بشيء مخلوق بائن عن الله قابل للعدم والوجود ؛ فالثواب حادث بعد أ، لم يكن , وجائز أن يرفع ,لولا وعد الله ببقائه ؛ لكان من حيث العقل جائزا أن يرفع ؛ أعني : الثواب !
فهل تقولون الآن : أن وجه الله الذي وصف الله به نفسه من باب الممكن أو من باب الواجب ؟
إذا فسروه بالثواب ؛ صار من باب الممكن الذي يجوز وجوده وعدمه .
وقولهم مردود بما يلي :
أولاً : أنه مخالف لظاهر اللفظ ؛ فإن ظاهر اللفظ أن هذا وجه خاص , وليس هو الثواب .
ثانياً : أنه مخالف لإجماع السلف ؛ فما من السلف أحد قال : إن المراد بالوجه الثواب وهذه كتبهم بين أيدينا مزبورة محفوظة , أخرجوا لنا نصاً عن الصحابة أو عن أئمة التابعين ومن تبعهم بإحسان أنهم فسروا هذا التفسير لن تجدوا إلى ذلك سبيلاً أبدأً .
ثالثاً : هل يمكن أن يوصف الثواب بهذه الصفات العظيمة : (( ذو الجلال والإكرام )) ؟ ؟ لا يمكن , لو قلنا مثلا جزاء المتقين ذو جلال وإكرام | فهذا لا يجوز أبدا , والله تعالى وصف هذا الوجه بأنه ذو جلال وإكرام .
رابعاً : نقول : ما تقولون في قول الرسول : (( حجابه النور , لو كسفه ؛ لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )) { رواه مسلم } . فهل الثواب له هذا النور الذي يحرق ما انتهى إليه بصر الله من الخلق ؟؟ أبدا , ولا يمكن .
وبهذا عرفنا بطلان قولهم , وأن الواجب علينا أن نفسر هذا الوجه بما أراده الله , وهو وجه قائم به تبارك وتعالى موصوف بالجلال والإكرام .
فإن قلت : هل كل ما جاء من كلمة الوجه مضافا إلى الله يراد به وجه الله الذي هو صفتة ؟
فالجواب : هذا الأصل ؛ كما في قوله تعالى : (( ولا تطرد الذين يدعون ربهم والغداة والعشي يريدون وجهه )) { الأنعام 52} , (( وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى )) { الليل 19-21 } ....... وما أشبهها من الآيات.
فالأصل أن المراد بالوجه المضاف إلى الله وجه الله عز وجل الذي هو صفة من صفاتة , لكن هناك كلمة اختلف المفسرون فبها , وهي قوله تعالى
(( ولله المشرق و المغرب فأينما تولوا فثم وجه الله )) { البقرة 115 } ((فأينما تولوا )) ؛ يعني : إلى أي مكان تولوا وجوهكم عند الصلاة . (( فثم)) ؛ لأي : فهناك وجه الله .
فمنهم من قال : إ، الوجه بمعنى الجهة ؛ لقوله تعالى : (( ولكلٍ وجهة هو موليها )) { البقرة 148 } ؛ فالمراد بالوجه الجهة ؛ أي : فثم جهة الله أي : فثم الجهة التي يقبل الله صلاتكم إليها .
قالوا : لأنها نزلت في حال السفر , إذا صلى الإنسان النافلة ؛ فإنه يصلي حيث كان وجهه , أو إذا اشتبهت القبلة ؛ فإنه يصلي حيث كان وجهه .
ولكن الصحيح أن المراد بالوجه هنا وجه الله الحقيقي ؛ أي : إلى أي جهة تتوجهون ؛ فثم وجه الله سبحانه وتعالى ؛ لأن الله محيط بكل شيء ولأنه ثبت عن النبي أن المصلي إذا قام يصلي ؛ فإن الله قبل وجهه , ولهذا نهى أن يبصق أمام وجه ؛ لأن الله قبل وجه .
فإذا صليت فيلا مكان لا تدري أين القبلة , واجتهدت وتحريت , وصليت , وصارت القبلة في الواقع خلفك ؛ فالله يكون قبل وجهك , حتى في هذه الحال .
وهذا معنى صحيح موافق لظاهر الآية .
والمعنى الأول لا يخالفه في الواقع .
إذا قلنا : فثم وجهة الله , وكان هناك دليل , سواء كان هذا الدليل تفسير الآية الثانية في الوجه الثاني , أو كان الدليل ما جاءت به السنة ؛ فإنك إذا توجهت إلى القبلة في صلاتك ؛ فهي وجه الله التي يقبل الله صلاتك إليها ؛ فثم أيضا وجه الله حقاً . وحينئذ يكون المعنيان لا يتنافيان .
واعلم أن ها الوجه العظيم الموصوف بالجلال والإكرام وجه لا يمكن الإحاطة به وصفا , ولا يمكن الإحاطة به تصورا , بل كل شيء تقدره ؛ فإن الله تعالى فوق ذلك و أعظم ؛ كما قال تعالى (( ولا يحيطون به علما )) {طه:110 } .
فإن قيل ما المراد بالوجه في قوله : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ؟؟؟؟ إن قلت : المراد بالوجه الذات ؛ فيخشى أن تكون حرفت , وأن أردت بالوجه نفس الوجه الصفة أيضا ؛ وقعت في محظور -ــ وهو ما ذهب إليه بعض من لا يقدرون الله حق قدره ؛ حيث قالوا : إن الله يفنى إلا وجهه ــــ فماذا تصنع ؟؟؟؟؟
فالجواب : إن أردت بقولك : إلا ذاته ؛ يعني : أن الله تعالى يبقى هو نفسه مع إثبات الوجه لله ؛ فهذا صحيح , ويكون هنا عبَّر بالوجه عن ألذات لمن له وجه .
وإن أردت بقولك : ألذات أن الوجه عبارة عن الذات بدون إثبات الوجه ؛ فهذا تحريف وغير مقبول .
وعيه فنقول : (( إلا وجهه )) ؛ أي : إلا ذاته المتصفة بالوجه , وهذا ليس فيه شيء ؛ لأن الفرق بين هذا وبين قول أهل التحريف أن هؤلاء يقولون : إن المراد بالوجه الذات , ولا وجه له , ونحن نقول : المراد بالوجه الذات , لأن له وجها, فعبر به عن الذات .
ابو المعتز
01-11-2009, 14:17
الضار النافع
تقول اللغة أن الضر ضد النفع ، والله جل جلاله هو الضار ، أى المقدر للضر لمن أراد كيف أراد ، هو وحده المسخر لأسباب الضر بلاء لتكفير الذنوب أو ابتلاء لرفع الدرجات ، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى . الله سبحانه هو النافع الذى يصدر منه الخير والنفع فى الدنيا والدين ، فهو وحده المانح الصحة والغنى ، والسعادة والجاه والهداية والتقوى والضار النافع إسمان يدلان على تمام القدرة الإلهية ، فلا ضر ولا نفع ولا شر ولا خير إلا وهو بإرادة الله ، ولكن أدبنا مع ربنا يدعونا الى أن ننسب الشر الى أنفستا ، فلا تظن أن السم يقتل بنفسه وأن الطعام يشبع بنفسه بل الكل من أمر الله وبفعل الله ، والله قادر على سلب الأشياء خواصها ، فهو الذى يسلب الإحراق من النار ، كما قيل عن قصة إبراهيم ( قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ) ، والضار النافع وصفان إما فى أحوال الدنيا فهو المغنى والمفقر ، وواهب الصحة لهذا والمرض لذاك ، وإما فى أحوال الدين فهو يهدى هذا ويضل ذاك ، ومن الخير للذاكر أن يجمع بين الأسمين معا فإليهما تنتهى كل الصفات وحظ العبد من الاسم أن يفوض الأمر كله لله وأن يستشعر دائما أن كل شىء منه واليه