المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الباذنجانه والمرأة


المشتاق
27-09-2009, 00:39
الباذنجانه والمرأة...

قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته:

في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال،
سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً.

وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم ،

وكان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة المسجد.

مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع،

فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.

يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع.

وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح،

فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه،



وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟


وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع،

فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه،



فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له: هل أنت متزوج ؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت،

فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج ؟ قال: يا سيدي، ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟


قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها-

وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم.
وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.

فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، وأخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟

فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام،

فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال..





منقول

ريماس
27-09-2009, 02:32
(( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) صدق الله العظيم

هاد هو النصيب اذا الك نصيب بشيء بتاخده لو اخر الدنيا

بكرة الباذنجان بينقطع من السوق

الا اهل الصدى يخلصو عليه علشان يتزوجو وحده حلوة وعندها بيت ههههههههههههههههههههههههههه

هبة الرحمن
27-09-2009, 10:24
القصة رائعة وتحمل الكثير من العبر والمعاني

الصبر
الطاعة
جهاد النفس

المشتاق
27-09-2009, 17:19
ريماس .. هبة الرحمن
شكرا على المرور

ندووش
27-09-2009, 17:55
قصة حلوة فيها عبر
بس لحقوا حالكوا قبل موسم الباذنجان ما يخلص
يعطيك الف عافية

دانا
27-09-2009, 20:27
قصة كتير حلوة مشتاق شكرا الك

المشتاق
27-09-2009, 20:32
مشكلتي ما بحب الباذنجان ...
شو مالها الزهرة ... عاطله

jfree_omar
27-09-2009, 21:25
شكر ع القصة و المعاني موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

النور والضياء
29-09-2009, 09:02
تسلم على هالقصة


http://www8.0zz0.com/2009/09/29/05/169296377.gif (http://www.0zz0.com)

أنيسة
29-09-2009, 17:09
قصة رائعة و معانيها أروع
كل الشكر أخي الغالي المشتاق دائما متميّز

زهرة السوسن
29-09-2009, 17:22
شكر على القصة الجميلة

قال تعالى (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))

المشتاق
29-09-2009, 22:23
جزاك الله خيرا اخت زهرة السوسن

حرف
30-09-2009, 12:05
سبحان الله
هذه ثمرة تقوى الله
سلمت يمناك

عبدالله فراهيد
30-09-2009, 12:49
قصه جدا رائعه ... وتحمل في طيتها الكثير من العبر .... مشكووور اخي المشتاق على الاختيار
........... اختيار موفق .......

ابو المعتز
30-09-2009, 13:29
عزيزي المشتاق لك كل الود والاحترام على ذكر هذه القصه
التي تذهب بنا الى الاصاله وعزة النفس والاخلاق الحميده التي
تربي النفس وتجعلها طائعه تائبه الى ربها الذي خلقها وعلى تعاليم
ديننا الحنيف الذي ارساها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

المشتاق
01-10-2009, 23:16
حرف ... عبدالله ... ابو المعتز
مشكورين مأجورين باذن الله

ميس
02-10-2009, 20:31
يسلمو الآيادي مشتاق قصه حلوه كتير ...روووعه

تقبل مروري

المشتاق
02-10-2009, 21:45
مرورك مقبول ومشكور ... اخت ميس