ريما الحندءة
17-03-2008, 15:56
هذه المقالة قرأتها في أحد المواقع وأعجبتني فكرتها فأحببت أن أشارككم بها ...
ماذا تفعل المرأة كي تصل إلى طريق النجاح؟ هل تحافظ على صفاتها الخاصة؟ أم تحاول تقليد الرجل فتفقد جزءا من أنوثتها وتتظاهر بشخصية غير شخصيتها؟ وما تأثير ذلك على الأسرة وتربية الأطفال؟
يبدو أن هذا الموضوع مثير للتساؤلات بالنسبة لعلماء الاجتماع ولعلماء النفس على السواء، ما هو الطريق الأمثل للنجاح الذي يمكن أن تسلكه المرأة حتى تصل إلى المستويات القيادية، هل طريق التشبه بالرجل هو الطريق الوحيد أمامها للنجاح؟.
قام بأولى الدراسات في هذا الموضوع عالم النفس الدكتور ستاسيولبويك عندما اختار عينة شملت 58 امرأة و40 رجلا، وقد وجد أن كثيرا من هؤلاء السيدات قد اتصفن بصفات ذكورية فيها الكثير من صفات العدوانية مع بعض الغطرسة، صفات قد لا تكون موجودة داخل الشخص ولكنها جزء من التقاليد التي تحكم عالم الرجال، وقد وجدد. لبويك أيضا أنه في المراكز العليا تتشابه الصفات بين الرجال والنساء إلى حد كبير بل يكون التصرف بنفس الطريقة أيضا، ولننظر على سبيل المثال كيف كانت مرجريت تاتشر تدير مجلس وزرائها.
المرأة وحلة الفرسان
ولا يمثل هذا الأمر مفاجأة، فالمرأة تميل دائما إلى محاولة جعل صفاتها أكثر صلابة أحيانا وأكثر تساميا في أحيان أخرى، بل إن بعضهن يصل إلى "النوع الثالث" ويبدو أنه لا يوجد طريق آخر للنجاح.
وفي مثال آخر نجد الملكة حتشبسوت التي حكمت مصر في الفترة من 1512 إلى 1482 قبل الميلاد، وقد اكتسبت قوة غير مسبوقة، وحكمت البلاد على مدى 21 عاما بكل مقومات الفرعون، التاج والصولجان واللحية الزائفة أيضا، وربما ينطبق نفس الشيء على حالة أخرى هي البطلة الفرنسية الشهيرة "جان دارك" بعد أن أتتها الإشارات المختلفة حتى ترتدي زي الفرسان ولا تخلعه إلا بعد تحرير وطنها من الإنجليز.. لقد تم إحراقها بتهمة أنها ساحرة، ويبدو أن الرجال لم يحبوها عندما حاولت التشبه بهم. وإذا قفزنا إلى العصر الحديث وبالتحديد في عام 1969 عندما مات الموسيقي وعازف الساكسفون الشهير بيللي تيبتون اكتشف أنه كان "هي" ولم يكن "هو" وأنها اضطرت لأن تغير من هيئتها حتى تصل إلى طريق النجاح.
إن المرأة الآن لم تعد في حاجة إلى أن تغير من منظرها، ولكنها من ناحية أخرى سوف تجد نفسها مضطرة لارتداء الحلة المعدنية التي كان يرتديها الفرسان والتحلي بأخلاقهم الخشنة.
هل هي بركان خامد؟
المرأة في مثل هذه الحالة تكون مثل البركان الحامد، وهي نفس المرأة التي يخشى الرجال منافستها، وهي نفس المرأة التي تخشى أن تجد نفسها تسلك رغما عنها هذا السلوك، إن هناك شيئا معقدا حول الدوافع التي تجعل المرأة العصرية أكثر ميلا للذكورة، فهي تعتقد أن هذا الأمر هو وسيلتها للاستقلال والحياة ، والحرية، ومادام المجتمع حتى الآن ينكر عليها الحق في أن تعيش حياة مكتملة وفق طبيعتها فهي مضطرة للتنكر لهذه الطبيعة، وقد وجد أن الكثير من النساء اللاتي انضممن إلى الحركات الثورية والإرهابية في العالم يفعلن ذلك لا بدافع الرغبة في العدوان على الآخرين بقدر ما يرونها وسيلة للبقاء.
هل يمكن أن تؤثر هذه النظرة على صورة الأسرة الحديثة؟
ثلاث عواطف تحكم الأسرة
لقد قامت الأسرة المعاصرة وفق تقسيم دقيق للأدوار ونعني بها الأسرة النووية التي تتكون من الزوج والزوجة والأطفال، أحدهم يعمل والآخر يبقى في البيت ليهتم بشئون الأطفال وتربيتهم، وقد استمدت الأسرة تماسكها من ثلاث عواطف أساسية الأولى هي عاطفة الحب التي تجمع المرأة والرجل، وتقودهما إلى الزواج بغض النظر عن اعتبارات الطبقة والثروة التي كانت تحتل مركزا مهما عند أي عقد زواج في العهد الماضي، لقد أصبح اعتبار الحب والرغبة الخالصة في الارتباط هو الدافع الأولى الآن، والعاطفة الثانية هي "الأمومة" وقد أكدت ألوف الدراسات أن الأمومة هي غريزة أساسية وأن وجود الأم بجانب أطفالها هو أحد أساسيات السلوك البشري، ولكن المدهش في الأمر أن هذه الفكرة حديثة أيضا، لم تأخذ مجراها الطبيعي إلا بعد أن تطورت وسائل الصحة وإطالة العمر بالنسبة لصغار الأطفال، أما قبل ذلك فقد كان من المألوف أن تبعد الأم أطفالها إلى أحضان المرضعات سواء كن في الريف أو في البادية، وبديهي أن هذا التصرف كان يتنافى مع ما نطلق عليه الآن "غريزة الأمومة"، وأما العاطفة الثالثة فهي "الترابط الأسري" والتي كانت تقوم على أن شكل الأسرة هو الوحيد الذي يمنح أفراده الإحساس بالحماية والأمان، أو كما قيل إن الأسرة هي المرفأ الوحيد في عالم لا شاطئ له. ولقد أحدث خروج المرأة إلى العمل ورغبتها في النجاح خارج نطاق الأسرة تغيرا كثيرا في هذه المفاهيم التي تبنتها الأسرة العصرية طويلا، ويقول علماء الاجتماع إن المستقبل يحمل تغيرات كثيرة سوف تطرأ على شكل الأسرة التي تعمل المرأة فيها، خلاف الأسرة التي لا تعمل المرأة خارجها، ولعل أولى التغيرات سوف تطرأ على شكل الزواج، وقد شهدت المجتمعات الغربية صورا من الزواج غير قائمة على شكل الحب التقليدي، ولكنه نوع من الزواج التعاقدي المشروط الذي يعترف بالعلاقات السابقة على الزواج وأنه لا يوجد شيء اسمه إلى الأبد، وأن كل أنواع العلاقات بما فيها الزواج هي عرضة للتغير. لذلك طرأت على عاطفة الأمومة صور كثيرة من التغير، فقد أثبتت الإحصاءات أن من 50% إلى 60% من الأمهات اللاتي يخرجون إلى العمل يستعن بأشخاص آخرين لتربية أطفالهن سواء كانت مربية أو مدرسة أو حضانة.
وحدث نفس الأمر بالنسبة لمفهوم الترابط الأسري الذي أصبح عرضة لكثير من العواصف والتقلبات، بل وأصبحت الأسرة تدفع بأبنائها مبكرا إلى مجالات الحياة العملية حتى يستطيعوا مواجهة الواقع.
إن التغير الكبير في شخصية المرأة سوف يؤثر كثيراً على شكل الأسرة وطرق تربية الأطفال وبالتالي عن كل الهياكل الاجتماعية في المستقبل.
ماذا تفعل المرأة كي تصل إلى طريق النجاح؟ هل تحافظ على صفاتها الخاصة؟ أم تحاول تقليد الرجل فتفقد جزءا من أنوثتها وتتظاهر بشخصية غير شخصيتها؟ وما تأثير ذلك على الأسرة وتربية الأطفال؟
يبدو أن هذا الموضوع مثير للتساؤلات بالنسبة لعلماء الاجتماع ولعلماء النفس على السواء، ما هو الطريق الأمثل للنجاح الذي يمكن أن تسلكه المرأة حتى تصل إلى المستويات القيادية، هل طريق التشبه بالرجل هو الطريق الوحيد أمامها للنجاح؟.
قام بأولى الدراسات في هذا الموضوع عالم النفس الدكتور ستاسيولبويك عندما اختار عينة شملت 58 امرأة و40 رجلا، وقد وجد أن كثيرا من هؤلاء السيدات قد اتصفن بصفات ذكورية فيها الكثير من صفات العدوانية مع بعض الغطرسة، صفات قد لا تكون موجودة داخل الشخص ولكنها جزء من التقاليد التي تحكم عالم الرجال، وقد وجدد. لبويك أيضا أنه في المراكز العليا تتشابه الصفات بين الرجال والنساء إلى حد كبير بل يكون التصرف بنفس الطريقة أيضا، ولننظر على سبيل المثال كيف كانت مرجريت تاتشر تدير مجلس وزرائها.
المرأة وحلة الفرسان
ولا يمثل هذا الأمر مفاجأة، فالمرأة تميل دائما إلى محاولة جعل صفاتها أكثر صلابة أحيانا وأكثر تساميا في أحيان أخرى، بل إن بعضهن يصل إلى "النوع الثالث" ويبدو أنه لا يوجد طريق آخر للنجاح.
وفي مثال آخر نجد الملكة حتشبسوت التي حكمت مصر في الفترة من 1512 إلى 1482 قبل الميلاد، وقد اكتسبت قوة غير مسبوقة، وحكمت البلاد على مدى 21 عاما بكل مقومات الفرعون، التاج والصولجان واللحية الزائفة أيضا، وربما ينطبق نفس الشيء على حالة أخرى هي البطلة الفرنسية الشهيرة "جان دارك" بعد أن أتتها الإشارات المختلفة حتى ترتدي زي الفرسان ولا تخلعه إلا بعد تحرير وطنها من الإنجليز.. لقد تم إحراقها بتهمة أنها ساحرة، ويبدو أن الرجال لم يحبوها عندما حاولت التشبه بهم. وإذا قفزنا إلى العصر الحديث وبالتحديد في عام 1969 عندما مات الموسيقي وعازف الساكسفون الشهير بيللي تيبتون اكتشف أنه كان "هي" ولم يكن "هو" وأنها اضطرت لأن تغير من هيئتها حتى تصل إلى طريق النجاح.
إن المرأة الآن لم تعد في حاجة إلى أن تغير من منظرها، ولكنها من ناحية أخرى سوف تجد نفسها مضطرة لارتداء الحلة المعدنية التي كان يرتديها الفرسان والتحلي بأخلاقهم الخشنة.
هل هي بركان خامد؟
المرأة في مثل هذه الحالة تكون مثل البركان الحامد، وهي نفس المرأة التي يخشى الرجال منافستها، وهي نفس المرأة التي تخشى أن تجد نفسها تسلك رغما عنها هذا السلوك، إن هناك شيئا معقدا حول الدوافع التي تجعل المرأة العصرية أكثر ميلا للذكورة، فهي تعتقد أن هذا الأمر هو وسيلتها للاستقلال والحياة ، والحرية، ومادام المجتمع حتى الآن ينكر عليها الحق في أن تعيش حياة مكتملة وفق طبيعتها فهي مضطرة للتنكر لهذه الطبيعة، وقد وجد أن الكثير من النساء اللاتي انضممن إلى الحركات الثورية والإرهابية في العالم يفعلن ذلك لا بدافع الرغبة في العدوان على الآخرين بقدر ما يرونها وسيلة للبقاء.
هل يمكن أن تؤثر هذه النظرة على صورة الأسرة الحديثة؟
ثلاث عواطف تحكم الأسرة
لقد قامت الأسرة المعاصرة وفق تقسيم دقيق للأدوار ونعني بها الأسرة النووية التي تتكون من الزوج والزوجة والأطفال، أحدهم يعمل والآخر يبقى في البيت ليهتم بشئون الأطفال وتربيتهم، وقد استمدت الأسرة تماسكها من ثلاث عواطف أساسية الأولى هي عاطفة الحب التي تجمع المرأة والرجل، وتقودهما إلى الزواج بغض النظر عن اعتبارات الطبقة والثروة التي كانت تحتل مركزا مهما عند أي عقد زواج في العهد الماضي، لقد أصبح اعتبار الحب والرغبة الخالصة في الارتباط هو الدافع الأولى الآن، والعاطفة الثانية هي "الأمومة" وقد أكدت ألوف الدراسات أن الأمومة هي غريزة أساسية وأن وجود الأم بجانب أطفالها هو أحد أساسيات السلوك البشري، ولكن المدهش في الأمر أن هذه الفكرة حديثة أيضا، لم تأخذ مجراها الطبيعي إلا بعد أن تطورت وسائل الصحة وإطالة العمر بالنسبة لصغار الأطفال، أما قبل ذلك فقد كان من المألوف أن تبعد الأم أطفالها إلى أحضان المرضعات سواء كن في الريف أو في البادية، وبديهي أن هذا التصرف كان يتنافى مع ما نطلق عليه الآن "غريزة الأمومة"، وأما العاطفة الثالثة فهي "الترابط الأسري" والتي كانت تقوم على أن شكل الأسرة هو الوحيد الذي يمنح أفراده الإحساس بالحماية والأمان، أو كما قيل إن الأسرة هي المرفأ الوحيد في عالم لا شاطئ له. ولقد أحدث خروج المرأة إلى العمل ورغبتها في النجاح خارج نطاق الأسرة تغيرا كثيرا في هذه المفاهيم التي تبنتها الأسرة العصرية طويلا، ويقول علماء الاجتماع إن المستقبل يحمل تغيرات كثيرة سوف تطرأ على شكل الأسرة التي تعمل المرأة فيها، خلاف الأسرة التي لا تعمل المرأة خارجها، ولعل أولى التغيرات سوف تطرأ على شكل الزواج، وقد شهدت المجتمعات الغربية صورا من الزواج غير قائمة على شكل الحب التقليدي، ولكنه نوع من الزواج التعاقدي المشروط الذي يعترف بالعلاقات السابقة على الزواج وأنه لا يوجد شيء اسمه إلى الأبد، وأن كل أنواع العلاقات بما فيها الزواج هي عرضة للتغير. لذلك طرأت على عاطفة الأمومة صور كثيرة من التغير، فقد أثبتت الإحصاءات أن من 50% إلى 60% من الأمهات اللاتي يخرجون إلى العمل يستعن بأشخاص آخرين لتربية أطفالهن سواء كانت مربية أو مدرسة أو حضانة.
وحدث نفس الأمر بالنسبة لمفهوم الترابط الأسري الذي أصبح عرضة لكثير من العواصف والتقلبات، بل وأصبحت الأسرة تدفع بأبنائها مبكرا إلى مجالات الحياة العملية حتى يستطيعوا مواجهة الواقع.
إن التغير الكبير في شخصية المرأة سوف يؤثر كثيراً على شكل الأسرة وطرق تربية الأطفال وبالتالي عن كل الهياكل الاجتماعية في المستقبل.