الساحر
14-08-2009, 11:43
غريب غيرت الغربة معالم وجهه , محبوس بين عالم من الذكريات
يطوق حياته لا يعطيه فرصة ليرتاح , هرب من أرضه وناسه هرب
لينجو بحياته , ركض بكل ما أوتي من قوة خارج حواجز ذلك المكان
انطلق محلقا كعصفور لم يكن ليحلم يوما بالتحليق والاستمتاع بلذة
الطيران , خرق جدران سجنه منتيشا بأمل إيجاد الأفضل لحياته ,
خرج إلى عالم جديد تغطيه ألوان الطيف ونسايم الهبوب الرقيقة
التي تلامس الجوف فتنعش القلب وتكسوه لهفة للبحث عن مصير أفضل,
فرح في البداية لكونه حرا ولكن عندما يكون القلب خاويا من الأحباب لا يجد
الإنسان ما يسعده في هذه الحياة ,أهلك نفسه في العمل هربا من حب أنهك قواه وجلب له الحزن واليأس .
قرر أن يكرس كل وقته للعمل لن يرضى بوجود أي شيء يمنع تطلعه للأعلى
نعم هرب من حياة سابقة مهلكا نفسه بأعمال كثيرة طمعا في النسيان
ولكن هيهات أن ننسى من أحببنا يوما , كان يصارع النوم على الفراش ليهرب من ماضيه,
كان يحاول التحرر من حياة الحب لينجو بحياته ولكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن.
كانت كل الصور والذكريات التي يحاول الهروب منها يجدها في أحلامه جاثمة على صدره لا تخف في ألمها عن واقع معاناته , واقع محزن مسيطر تماما السيطرة على مجربات حياته .
لم يجد في حريته وهروبه ما يثلج صدره ويداوي علته , جلس يفكر طويلا في حاله وقال: مادامت آلامي تطاردني حتى في منامي فلن يختلف الحال عن وجودي في دياري .
جمع أغراضه ولبس عمته وتناول عصاه مستقبلا ديار الأحبة ,وعندما اقترب من دياره استقبله صديقا له مهنئا بسلامته ومعزيا في فقده لأحبابه ,
لم يرد عليه صاحبنا بل تابع المسير نحو منزله الكائن في آخر القرية ,
وجد أنوارا تتلألأ وأطيافا تمر من هنا وهناك , لم يبتئس لكل ما حوله فقد كان ناظره على بيته,
انطلق لا يتلفت يمينا ولا شمالا إلى تلك العجوز الواقفة على الباب وكأنها تنتظر عودته بفارغ الصبر وعندما اقترب انطلقت باتجاهه راكضة فمرة تسقط ومرة تضحك ومرة يسابقها الوله لحضن شخص غالي ,
لم يتمالك نفسه صاحبا فسابقت دموعه ساقيه نحو تلك العجوز , وبعد لقاء مفرح مبكي نظرت إليه وقالت : لقد أطلت الغياب على من يحبك ,
رد عليها تكسو محياه البهجة والآلام ليتني أعرف من يحبني ومن لا يحبني ,
أخفضت أمه رأسها وقالت : أما آن لك أن تنسى , قال : وهل ينسى القلب من أحب يوما , أرجوكي يا أماه دعيني فإن شعلة من النار تخترق جوفي .
رقت لحاله وأمسكت بيده قائلة له سآخذك عند بابها فانظر ما ستصنع لك ,
ذهب معها وعندما طال الوقت قال لأمه اذهبي للمنزل وأعدي العشاء فلم أتذوق الطعام منذ بداية رحلتي , طارت تلك العجوز من الفرحة لعودة الشهية إلى ابنها .
ولكنها نسيت أن الفراق بين العشاق قد يكون مدمرا فليس الناس سواء .
انتظر صاحبنا طويلا ليجدها تخرج بصحبة رجل آخر ممسكا بذراعها وكأنه زوجا لها
يضحك معها ويداعبها أمام ناظره ’ كانا يريدان المغادرة ولكنها انتبهت لوجود صاحبنا ,
أصابها الانبهار والعجب عندما شاهدته , تحنطت في مكانها فالتفت إلى زوجها وقالت : كلنا نموت ولكن تختلف طرق الموت فهناك البطيء وهناك السريع
ولكن رحلتي إليه قد بدأت , تعجب صاحبنا من كلامها وكأنها تقصده في هذه العبارة ,
ردد على مسامعها وهو راحل إن لم نحصل على من نحب فالموت أفضل ,
غادر المكان عائدا إلى منزله ولكن الصرخات كانت تسابق خطواته انفجع مما شاهده فكل الجيران في منزله , ماذا يريدون ماذا حصل ؟
وجد أمه ممدة بلا حراك ماتت وهي مبتسمة للقاء ابنها فرحة بأن ملأت عينيها منه ,
أخذه الهم والغم وضاقت به الدنيا وهي واسعة ,
غادر بألم ليواجه آلام ذهب بخسارة وعاد بخسارتين ,
ولكن هكذا هي الدنيا نبعد القريب ونقرب البعيد وعندما نشعر بأخطائنا يكون الوقت قد فات .
يطوق حياته لا يعطيه فرصة ليرتاح , هرب من أرضه وناسه هرب
لينجو بحياته , ركض بكل ما أوتي من قوة خارج حواجز ذلك المكان
انطلق محلقا كعصفور لم يكن ليحلم يوما بالتحليق والاستمتاع بلذة
الطيران , خرق جدران سجنه منتيشا بأمل إيجاد الأفضل لحياته ,
خرج إلى عالم جديد تغطيه ألوان الطيف ونسايم الهبوب الرقيقة
التي تلامس الجوف فتنعش القلب وتكسوه لهفة للبحث عن مصير أفضل,
فرح في البداية لكونه حرا ولكن عندما يكون القلب خاويا من الأحباب لا يجد
الإنسان ما يسعده في هذه الحياة ,أهلك نفسه في العمل هربا من حب أنهك قواه وجلب له الحزن واليأس .
قرر أن يكرس كل وقته للعمل لن يرضى بوجود أي شيء يمنع تطلعه للأعلى
نعم هرب من حياة سابقة مهلكا نفسه بأعمال كثيرة طمعا في النسيان
ولكن هيهات أن ننسى من أحببنا يوما , كان يصارع النوم على الفراش ليهرب من ماضيه,
كان يحاول التحرر من حياة الحب لينجو بحياته ولكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن.
كانت كل الصور والذكريات التي يحاول الهروب منها يجدها في أحلامه جاثمة على صدره لا تخف في ألمها عن واقع معاناته , واقع محزن مسيطر تماما السيطرة على مجربات حياته .
لم يجد في حريته وهروبه ما يثلج صدره ويداوي علته , جلس يفكر طويلا في حاله وقال: مادامت آلامي تطاردني حتى في منامي فلن يختلف الحال عن وجودي في دياري .
جمع أغراضه ولبس عمته وتناول عصاه مستقبلا ديار الأحبة ,وعندما اقترب من دياره استقبله صديقا له مهنئا بسلامته ومعزيا في فقده لأحبابه ,
لم يرد عليه صاحبنا بل تابع المسير نحو منزله الكائن في آخر القرية ,
وجد أنوارا تتلألأ وأطيافا تمر من هنا وهناك , لم يبتئس لكل ما حوله فقد كان ناظره على بيته,
انطلق لا يتلفت يمينا ولا شمالا إلى تلك العجوز الواقفة على الباب وكأنها تنتظر عودته بفارغ الصبر وعندما اقترب انطلقت باتجاهه راكضة فمرة تسقط ومرة تضحك ومرة يسابقها الوله لحضن شخص غالي ,
لم يتمالك نفسه صاحبا فسابقت دموعه ساقيه نحو تلك العجوز , وبعد لقاء مفرح مبكي نظرت إليه وقالت : لقد أطلت الغياب على من يحبك ,
رد عليها تكسو محياه البهجة والآلام ليتني أعرف من يحبني ومن لا يحبني ,
أخفضت أمه رأسها وقالت : أما آن لك أن تنسى , قال : وهل ينسى القلب من أحب يوما , أرجوكي يا أماه دعيني فإن شعلة من النار تخترق جوفي .
رقت لحاله وأمسكت بيده قائلة له سآخذك عند بابها فانظر ما ستصنع لك ,
ذهب معها وعندما طال الوقت قال لأمه اذهبي للمنزل وأعدي العشاء فلم أتذوق الطعام منذ بداية رحلتي , طارت تلك العجوز من الفرحة لعودة الشهية إلى ابنها .
ولكنها نسيت أن الفراق بين العشاق قد يكون مدمرا فليس الناس سواء .
انتظر صاحبنا طويلا ليجدها تخرج بصحبة رجل آخر ممسكا بذراعها وكأنه زوجا لها
يضحك معها ويداعبها أمام ناظره ’ كانا يريدان المغادرة ولكنها انتبهت لوجود صاحبنا ,
أصابها الانبهار والعجب عندما شاهدته , تحنطت في مكانها فالتفت إلى زوجها وقالت : كلنا نموت ولكن تختلف طرق الموت فهناك البطيء وهناك السريع
ولكن رحلتي إليه قد بدأت , تعجب صاحبنا من كلامها وكأنها تقصده في هذه العبارة ,
ردد على مسامعها وهو راحل إن لم نحصل على من نحب فالموت أفضل ,
غادر المكان عائدا إلى منزله ولكن الصرخات كانت تسابق خطواته انفجع مما شاهده فكل الجيران في منزله , ماذا يريدون ماذا حصل ؟
وجد أمه ممدة بلا حراك ماتت وهي مبتسمة للقاء ابنها فرحة بأن ملأت عينيها منه ,
أخذه الهم والغم وضاقت به الدنيا وهي واسعة ,
غادر بألم ليواجه آلام ذهب بخسارة وعاد بخسارتين ,
ولكن هكذا هي الدنيا نبعد القريب ونقرب البعيد وعندما نشعر بأخطائنا يكون الوقت قد فات .